|
![]() |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
::: فوائد سورة النبإ :::
d فَوَائِدٌ مُخْتَارَةٌ مِنْ تَفْسِيرِ سُورَةِ النَّبَإ c ــــــــــــــــ [ما هو النبأ الذي كان يتساءل عنه المُكَذِّبُونَ بآياتِ اللهِ سبحانه وتعالى؟] هذا النبأ هو: ما جاء به النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم من البينات والهدى، ولاسيما ما جاء به من الأخبار عن اليوم الاخر والبعث والجزاء. *** ــــــــــــــــ *** [اختلاف أصناف النَّاس في النبإ الذي جاء به رسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم] اختلف الناس في هذا النبإ الذي جاء به النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم: · فمنهم مَنْ آمن به وصَدَّق. · ومنهم مَنْ كَفَرَ به وكَذَّب. فبَيَّن اللهُ أن هؤلاء الذين كَذَّبوا سيعلمون ما كَذَّبوا به علم اليقين، وذلك إذا رأوا يوم القيامة. *** ــــــــــــــــ *** [ما الحكمةُ مِنْ بَيَانِ نِعَمِ اللهِ سبحانه وتعالى من بداية الآية (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا) إلى الآية (وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا)؟] بَيَّنَ اللهُ تعالى نِعَمه على عباده؛ ليُقَرر هذه النِّعم فيلزمهم شكرها.*** ــــــــــــــــ *** [لماذا سُميَّ يوم القيامة بيوم الفصل؟] قال الشيخ رحمه الله تعالى عند الآية (إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا): هو يوم القيامة، وسمي يوم فصل؛ لأن الله يفصل فيه بين العباد فيما شجر بينهم، وفيما كانوا يختلفون فيه، فيفصل بين أهل الحق وأهل الباطل، وأهل الكفر وأهل الإيمان، وأهل العدوان وأهل الاعتدال، ويفصل فيه أيضًا بين أهل الجنة والنار، فريق في الجنة وفريق في السعير. *** ــــــــــــــــ *** [إخبار الله عَزَّ وَجَلَّ أنَّ يومَ القيامةِ مؤقتٌ بأجل معدود لا يُزاد عليه ولا ينقص منه، هـذه حقيقـة يغفل عنها البعض] قال الشيخ رحمه الله تعالى عند الآية (إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا): يعني موقوتًا لأجل معدود كما قال تعالى: (وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلاَّ لِأَجَلٍ مَّعْدُودٍ) [هود: 104]. وما ظنك بشيء له أجل معدود وأنت ترى الأجل كيف يذهب سريعًا يومًا بعد يوم حتى ينتهي الإنسان إلى آخر مرحلة، فكذلك الدنيا كلها تسير يومًا بعد يوم حتى تنتهي إلى آخر مرحلة، ولهذا قال تعالى: (وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلاَّ لِأَجَلٍ مَّعْدُودٍ) كل شيء معدود فإنه ينتهي. *** ــــــــــــــــ *** [لماذا سُمْيت جهنم بهذا الاسم؟!!] سُميت بهذا الاسم؛ لأنها ذات جُهمة وظُلمة بسوادها وقعرها ـ أعاذنا الله وإياكم منها ـ وهي مرصاد للطاغين. *** ــــــــــــــــ *** [هل جهنم مخلوقة وموجودة الآن؟!! وما الدليل على ذلك؟] قد أعدها الله عَزَّ وَجَلَّ لهم من الآن، فهي موجودة كما قال تعالى: (وَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ) [آل عمران: 131]، ورآها النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم حين عُرضت عليه وهو يصلي صلاة الكسوف[1] ورأى فيها امرأة تُعَذَّب في هرة لها حبستها لا هي اطعمتها ولا هي ارسلتها تأكل من خِشاش الأرض[2]، ورأى فيها عمرو بن لحي الخزاعي يَجُر قُصْبَهُ في النَّار[3] ـ يعني امعائه ـ؛ لأنه كان أول من أدخل الشرك على العرب. ـ يتبـع إن شاء اللهُ تعالى ـ ــــــــــــــــ [1] أخرجه البخاري: رقم (431)، كتاب (الصلاة).[2] أخرجه مسلم: رقم (904)، كتاب (الكسوف). [3] أخرجه البخاري: رقم (2623)، كتاب (التفسير)، وأخرجه مسلم: رقم (2856)، كتاب (الجنة). |
#2
|
|||
|
|||
![]() [ما معنى الطغيان؟] قال الشيخ رحمه الله تعالى عند قوله تعالى: (لِلْطَّاغِينَ مَآبًا): الطاغون جمع طاغ وهو الذي تجاوز الحد؛ لأن الطغيان هو مجاوزة الحد كما قال تعالى: (إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاء حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ) [الحاقة:11] أي زاد وتجاوز حده. *** ــــــــــــــــــ *** [ما هـو حد الإنسان الذي إذا تجاوزه وقع في الطغيان؟ وأين يكون تجاوز الحد من قبله؟!] S حَدُّ الإنسان مذكور في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) [الذاريات: 56]. S وتجاوز الحد: يكون في حقوق الله، ويكون في حقوق العباد. v ـ أما في حقوق الله ـ عز وجل ـ فإنه التفريط في الواجب أو التعدي في المحرم. *** ــــــــــــــــــ *** [فائـدة عقديـة: هـل البقاء في النار أبدي؟! وهـل الجنة والنار مخلوقتان الآن ولا تفنيان؟!!] قال الشيخ رحمه الله تعالى عند قوله عَزَّ وجلَّ: (لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا): أي باقين فيها، (أَحْقَابًا) أي مددًا طويلة؛ وقد دل القرآن الكريم على أن هذه المدد لا نهاية لها وأنها مدد أبدية كما جاء ذلك مصرحًا به في ثلاث آيات من كتاب الله في سورة النساء في قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَظَلَمُواْ لَمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا * إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيرًا) [النساء: 168 - 169]. وفي سورة الأحزاب (إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَّا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا) [الأحزاب: 64 - 65]. وفي سورة الجن في قوله تعالى: (وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا) [الجن : 23]. فإذا كان الله تعالى صرح في ثلاث آيات من كتابه أن أصحاب النار مخلدون فيها أبدًا، فإنه يلزم أن تكون النار باقيةً أبد الآبدين وهذا هو الذي عليه أهل السُّنَّة والجماعة، إن النار والجنة مخلوقتان ولا تفنيان أبدًا ووجد خلاف يسير من بعض أهل السُّنَّة في أبدية النار، وزعموا أنها غير مؤبدة، واستدلوا بحجج هي في الحقيقة شبه لا دلالة فيها لما ذهبوا إليه إذا قورنت بالأدلة الأخرى، فهو خلافٌ لا معول على المخالف فيه ولا على قوله، والواجب على المؤمن أن يعتقد ما دل عليه كتاب الله دلالة صريحة لا تحتمل التأويل، والآيات الثلاث التي ذكرناها كلها آيات محكمة لا يتطرق إليها النسخ، ولا يتطرق إليها الاحتمال: · أما عدم تطرق النسخ إليها فلأنها خبر، واخبار الله ـ عَزَّ وجلَّ ـ لا تنسخ وكذلك أخبار رسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم، لأن نسخ أحد الخبرين بالآخر يستلزم كذب أحد الخبرين، إما تعمدًا من المخبر أو جهلًا بالحال، وكل ذلك ممتنع في خبر الله وخبر رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، المبني على الوحي. · وأما عدم تطرق الأحتمال فللتصريح بالأبدية في الآيات الثلاث، والمهم أنه يجب علينا أن نعتقد شيئين: الشيء الأول: وجود الجنة والنار الآن وأدلة ذلك من القرأن والسُّنَّة كثيرة منها قوله تعالى: (وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) [آل عمران: 133]. والإعداد التهيئة وهذا الفعل (أُعِدَّتْ) فعل ماضي يدل علي أن الإعداد قد وقع وكذلك قال الله تعالى في النار: (وَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ) [آل عمران: 131]. والإعداد تهيئة الشيء، والفعل هنا ماض يدل على الوقوع وقد جاءت السُّنَّة صريحة في ذلك في أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم، رأى الجنة ورأى النار. الشيء الثاني: أعتقاد أنهما داران أبديتان من دخلهما وهو من أهلهما فإنه يكون فيهما أبدًا، أما الجنة فمن دخلها لا يخرج منها كما قال تعالى: (وَمَا هُم مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ) [الحجر: 48]، وأما النار فإن عصاة المؤمنين يدخلون فيها ما شاء الله أن يبقوا فيها، ثم يكون مآلهم الجنة كما شهدت بذلك الأخبار الصحيحة عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّم، فقوله تعالى: (لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا). لا تدل بأي حال من الأحوال على أن هذه الأحقاب مؤمدة يعني إلى أمد ثم تنتهي، بل المعنى أحقابًا كثيرة لا نهاية لها. *** ــــــــــــــــــ *** [من صنوف عذاب جهنم: نفي البرد والشراب عن أهلها ـ أعاذنا الله تعالى والقارئين منها ـ] قال الشيخ رحمه الله تعالى عند قوله تعالى: (لَّا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدُا وَلَا شَرَابًا): نفى الله سبحانه وتعالى عنهم البرد الذي تبرد به ظواهر أبدانهم، والشراب الذي تبرد به أجوافهم؛ ذلك لأنهم والعياذ بالله إذا عطشوا واستغاثوا كانو كما قال الله تعالى: (وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقًا) [الكهف: 29 ]. وهل الماء الذي كالمهل وإذا قرب من الوجه شوى الوجه هل ينتفع به صاحبه؟!! الجـواب: لا، بل بالعكس استمع قول الله تعالى: (وَسُقُوا مَاء حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ) [محمد: 15]. أما في ظاهر الجسم فقد قال الله تعالى: (خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاء الْجَحِيمِ * ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ) [الدخان: 47 – 48]. وقال تعالى: (يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ * يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ) [الحج: 19 - 20] ما في بطونهم الأمعاء وهي باطن الجسم، فمن كان كذلك فإنهم لا يذوقون فيها بردًا ولا شرابًا يطفئ حرارة بطونهم. *** ــــــــــــــــــ *** [موعظةٌ بليغـةٌ ليستيقظ الغافـل قبـل سـير القوافـل] قال الشيخ رحمه الله تعالى: مَن تدبر ما في القرأن والسُّنَّة من الوعيد الشديد لأهل النار فإنه كما قال بعض السلف: (عجبت للنار كيف ينام هاربها، وعجبت للجنة كيف ينام طالبها). إننا لو قال لنا قائل: أن لكم في أقصى الدنيا قصورًا وأنهارًا وزوجات وفاكهة لا تنقطع عنا، ولا ننقطع دونها بل هي إلى أبد الآبدين، لَكُنَّا نسير على أهداب أعيننا ليلًا ونهارًا لنصل إلى هذه الجنة التي بها هذا النعيم العظيم، والتي نعيمها دائم لا يقطع، وشباب ساكنها دائم لا يهرم، وصحته دائمة ليس فيها سقم، وأنظروا إلى الناس اليوم يذهبون إلى مشارق الأرض ومغاربها لينالوا درهمًا أو دينارًا قد يتمتعون بذلك وقد لا يتمتعون به. فما بالنا نقف هذا الموقف من طلب الجنة، وهذا الموقف من الهرب من النار؟!! نسأل الله أن يعيذنا وإياكم من النار، وأن يجعلنا وإياكم من أهل الجنة. ـ يتبـع إن شاء اللهُ تعالى ـ ـــــــــــــــــــــــــ [1] أخرجه مسلم: رقم (147)، كتاب (الحج). التعديل الأخير تم بواسطة أم سلمة ; 23-05-2009 الساعة 02:59PM |
#3
|
|||
|
|||
::: آخر الفوائد المختارة من سورة النبإ :::
[تذكيرٌ وبيان لقدرة الله تعالى وسعة عِلمه عَزَّ وجل، وأنَّه لا يفوته شيٌْ قط، وأنَّه يعلم بالجزئيات علمه بالكليات ... فهلا فقهنا ذلك وعملنا بمقتضاه؟!!] قال الشيخ رحمه الله تعالى عند الآية (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا): (وَكُلَّ شَيْءٍ): يشمل ما يفعله الله عَزَّ وَجلَّ من الخلق والتدبير في الكون، ويشمل ما يعمله العباد من أقوال وأفعال، ويشمل كل صغير وكبير. (أَحْصَيْنَاهُ): أي ضبطناه بالإحصاء الدقيق الذي لا يختلف. (كِتَابًا): يعني كتبًا، وقد ثبت في الحديث الصحيح أن الله تعالى كتب مقادير كل شيء إلى أن تقوم الساعة[1] ومن جملة ذلك أعمال بني آدم فإنها مكتوبة، بل كل قول يكتب، قال الله تعالى: (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) [ق: 18]. رقيب يعني مراقب، والعتيد يعني الحاضر. ودخل رجل على الإمام أحمد رحمه الله وهو مريض يئن من مرضه فقال له: يا أبا عبدالله إن طاووسًا ـ وهو أحد التابعين المشهورين ـ يقول: إن أنين المريض يكتب، فتوقف رحمه الله عن الأنين خوفًا من أن يكتب عليه أنين مرضه. فكيف بأقـوال لا حـدّ لهـا ولا ممسـك لهـا؟! ألفـاظٌ تتـرى طـوال الليـل والنهار ولا يحسب لهـا الحســاب، فكُلُّ شيء يُكتب حتـى الهـم يُكتب إمـا لك وإمـا عليك، من همّ بالسيئة فلم يعملها عاجزًا عنها فإنها تكتب عليه، وإن هَـمَّ بهـا وتـركها لله فإنها تُكتب لـه[2] فلا يضيع شيء كل شيء أحصيناه كتابًا. *** ــــــــــــــــ *** [ما هي الوجوه المستفادة من قوله تعالى: (ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ)؟!] بعد أن تكلم الشيخ رحمه الله تعالى عن الآية (فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا) ذَكَرَ رحمه الله تعالى كيف أنَّ أهل النَّارِ يقولون لخزنة جهنم كما ورد ذلك في آية آخرى: (ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ) [غافر: 49] يقول الشيخ: تأمـلْ هـذه الكلمـة مـن عـدة أوجـه: أولًا: أنهم لم يسألوا الله سبحانه وتعالى وإنما طلبوا من خزنة جهنم أن يدعوا لهم؛ لأن الله قال لهم: (اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ) [المؤمنون: 108]. فرأوا أنفسهم أنهم ليسوا أهلًا لأن يسألوا الله ويدعوه بأنفسهم بل لا يدعونه إلا بواسطة. ثانيًا: أنهم قالوا: (ادْعُوا رَبَّكُمْ) ولم يقولوا: ادعوا ربنا؛ لأن وجوههم وقلوبهم لا تستطيع أن تتحدث أو أن تتكلم بإضافة ربوبية الله لهم أي بأن يقولوا: ربنا، عندهم من العار والخزي ما يرون أنهم ليسوا أهلًا لأن تضاف ربوبية الله إليهم بل قالوا: (رَبَّكُمْ). ثالثًا: لم يقولوا يرفع عنا العذاب بل قالوا: (يُخَفِّفْ) لأنهم آيسون ـ نعوذ بالله ـ، آيسون من أن يرفع عنهم. رابعًا: أنهم لم يقولوا يخفف عنا العذاب دائمًا، بل قالوا: (يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ) يومًا واحدًا، بهذا يتبين ما هم عليه من العذاب والهوان والذل (وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ) [الشورى: 45] أعاذنا الله منها. *** ــــــــــــــــ *** [فائـدة بلاغيـة وتربويـة: ما الحكمـة في أنَّ القـرآن العظيم مثـاني؟!] ذكر الله عز وجل ما للمتقين من النعيم بعد قوله: (إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا * لِلطَّاغِينَ مَآَبًا)؛ لأن القرآن مثاني إذا ذكر فيه العقاب ذكر فيه الثواب، وإذا ذكر الثواب ذكر العقاب، وإذا ذكر أهل الخير ذكر أهل الشر، وإذا ذكر الحق ذكر الباطل، مثاني حتى يكون سير الإنسان إلى ربه بين الخوف والرجاء؛ لأنه إن غلب عليه الرجاء وقع في الأمن من مكر الله، وإن غلب عليه الخوف وقع في القنوط من رحمة الله، وكلاهما من كبائر الذنوب، كلاهما شر، قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: (ينبغي أن يكون الإنسان في عبادته لربه بين الخوف والرجاء، فأيهما غلب هلك صاحبه)؛ لذلك تجد القرآن الكريم يأتي بهذا وبهذا، ولئلا تمل النفوس من ذكر حال واحدة والإسهاب فيها دون ما يقابلها ... وهكذا، لأجل أن يكون الإنسان حين يقرأ القرآن راغبًا راهبًا، وهذا من بلاغة القرآن الكريم. *** ــــــــــــــــ *** [تنـوع ذكـر الله سبحانه وتعالى لمعنى التقوى في القـرآن الكريـم] قال الشيخ رحمه الله تعالى عند الآية: (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا): المتقون: هم الذين اتقوا عقاب الله، وذلك بفعل أوامر الله واجتناب نواهيه. وأحيانًا يأمر الله بتقواه، وأحيانًا يأمر بتقوى يوم الحساب، وأحيانًا يأمر بتقوى النار، قال الله تعالى: (وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَاتَّقُوا النَّارَ) [آل عمران: 130-131]، فجمع بين الأمر بتقواه والأمر بتقوى النار. وقال تعالى: (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ) [البقرة: 281]، فأمر بتقوى يوم الحساب. وكل هذا يدور على معنى واحد وهو: أن يتقي الإنسان محارم ربه فيقوم بطاعته وينتهي عن معصيته، فالمتقون هم الذين قاموا بأوامر الله واجتنبوا نواهي الله. *** ــــــــــــــــ *** [فائـدة عقديـة: من عقيدة أهل السُّنَّة والجماعة أنَّ مشيئةَ العبدِ تابعـةٌ لمشيئةِ الرَّبِّ] قال الشيخ رحمه الله تعالى عند الآية: (فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآَبًا): قوله: (فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآَبًا) وهذه المشيئة المطلقة هنا قيدتها آية أخرى وهي قوله تعالى: (لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ * وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) [التكوير: 28، 29]. يعني أننا لنا الخيار فيما نذهب إليه لا أحد يكرهنا على شيء؛ لكن مع ذلك خيارنا وإرادتنا ومشيئتنا راجعة إلى الله (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ) وإنما بين الله ذلك في كتابه من أجل أن لا يعتمد الإنسان على نفسه وعلى مشيئته بل يعلم أنها مرتبطة بمشيئة الله، حتى يلجأ إلى الله في سؤال الهداية لما يحب ويرضى ـ لا يقول الإنسان أنا حر أريد ما شئت وأتصرف كما شئت، نقول: الأمر كذلك لكنك مربوط بإرادة الله عز وجل، فما نشاء من شيء إلا وقد شاؤه الله من قبل. *** ــــــــــــــــ *** [يوم القيامـة قريب، فما أبعد ما فات وما أقرب ما هو آت ... فهلا سعينا حثيثًا لفعل الخيرات وطلب النجاة قبل العرض على ربِّ البريات؟!] قال الشيخ رحمه الله تعالى عند الآية (إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا): أي خوفناكم من عذاب قريب وهو يوم القيامة. ويوم القيامة قريب، ولو بقيت الدنيا ملايين السنين فإنه قريب (كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا) [النازعات: 46]. فهذا العذاب الذي أنذرنا الله قريب، ليس بين الإنسان وبينه إلا أن يموت، والإنسان لا يدري متى يموت قد يصبح ولا يمسي، أو يمسي ولا يصبح، ولهذا كان علينا أن نحزم في أعمالنا، وأن نستغل الفرصة قبل فوات الأوان. *** ــــــــــــــــ *** [ما المعاني التي يحتملها قول الكافر يوم القيامة: (يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا)؟!] تحتمل ثلاثة معانٍ: المعنى الأول: يا ليتني كنت ترابًا فلم أُخلق، لأن الإنسان خُلق من تراب. المعنى الثاني: ياليتني كنت ترابًا فلم أُبعث، يعني كنت ترابًا في أجواف القبور. المعنى الثالث: أنه إذا رأى البهائم التي قضى الله بينها وقال لها كوني ترابًا فكانت ترابًا قال: ليتني كنت ترابًا أي كما كانت هذه البهائم، والله أعلم. وإلى هنا تنتهي سورة النبأ، وفيها من المواعظ والحكم وآيات الله عز وجل ما يكون موجبًا للإيقان والإيمان، نسأل الله أن ينفعنا وإياكم بكتابه، وأن يجعله موعظة لقلوبنا، وشفاء لما في صدورنا، إنه جواد كريم. ــــــــــــــــــــــ [1] أخرجه مسلم: كتاب (القدر)، باب (حجاج آدم وموسى صلى الله عليهما وسلم)، (2653). [2] أخرجه البخاري: كتاب (الرقاق)، باب (من هم بحسنة أو بسيئة)، (6491)، وأخرجه مسلم: كتاب (الإيمان)، باب (إذا هم العبد بحسنة كتبت وإذا هم بسيئة لم تكتب)، (203)، (128). |
#4
|
|||
|
|||
![]() d فَوَائِدٌ مُخْتَارَةٌ مِنْ تَفْسِيرِ سُورَةِ النَّازِعَات c ــــــــــــــــ [ما هي النازعات؟ وما الذي تنزع؟!] يعني الملائكة الموكلة بقبض أرواح الكفار تنزعها (غَرْقًا) أي نزعاً بشدة. ***ــــــــــــــــ*** [ما هي الناشطات؟ وما الذي ينشط؟!] (وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا): يعني الملائكة الموكلة بقبض أرواح المؤمنين، تنشطها نشطاً: أي تسلها برفق كالأنشوطة، والأنشوطة: الربط الذي يسمونه عندنا (التكة) أو ما أشبه ذلك من الكلمات، يعني يكون ربطاً بحيث إذا سللت أحد الطرفين انفكت العقدة وهذا ينحل بسرعة وبسهولة، فهؤلاء الملائكة الموكلة بقبض أرواح المؤمنين تنشطها نشطاً أي: تسلها برفق. ***ــــــــــــــــ*** [لماذا كانت صفة الملائكة التي تقبض أرواح الكفار تدل على النزع بشدة، بينما صفة الملائكة التي تقبض أرواح المؤمنين تدل على النشط بخفة؟!] سبب ذلك أن الملائكة الموكلة بقبض أرواح الكفار إذا دعت الروح إلى الخروج تناديها بأقبح الأوصاف تقول الملائكة لروح الكافر: اخرجي أيتها النفس الخبيثة التي كانت في الجسد الخبيث، اخرجي إلى غضب الله، فتنفر الروح لا تريد أن تخرج إلى هذا، وتتفرق في الجسد حتى يقبضوها بشدة، وينزعوها نزعاً يكاد يتمزق الجسد منها من شدة النزع. أما أرواح المؤمنين ـ جعلني الله وإياكم منهم ـ فإن الملائكة إذا نزلت لقبضها تبشرها: أخرجي يا أيتها النفس الطيبة التي كانت في الجسد الطيب أخرجي إلى رضوان الله ، فيهون عليها أن تفارق جسدها الذي ألفته فتخرج بسهولة[1]. ***ــــــــــــــــ*** [هل كراهية الموت تعني كراهية لقاء الله سبحانه وتعالى؟!!] قال النبي عليه الصلاة والسلام: (مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ). قالت عائشة: يا رسول الله إِنَّا لَنَكْرَهُ الْمَوْتَ. فقال: (لَيْسَ ذَلكِ وَلَكِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا حَضَرَهُ الْمَوْتُ بُشِّرَ بِرِضْوَانِ اللَّهِ وَكَرَامَتِهِ فَلَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ فَأَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ وَأَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ)[2]. لأنه في تلك اللحظة يرى أنه سينتقل إلى دار أحسن من الدار التي فارقها فيفرح كما يفرح أحدنا إذا قيل له أخرج من بيت الطين إلى بيت المسلح القصر المشيد الطيب، فيفرح فيحب لقاء الله، والكافر ـ والعياذ بالله ـ بالعكس إذا بشر بالغضب والعذاب فإنه يكره أن يموت، يكره لقاء الله فيكره الله لقاءه. ***ــــــــــــــــ*** [مَنْ الأقـوى بين الثلاث: الإنسان، الجن، الملائكـة؟ وما الدليل على ذلك؟!] قال الشيخ رحمه الله تعالى بعد إقسام الله سبحانه ببعض الملائكة الكرام وأفعالهم: الملائكة أقوى من الجن، والجن أقوى من البشر، انظر إلى قوله تعالى عن سليمان: (يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ * قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ * قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ) [النمل: 38 ـ 40]، يعني إذا مددت طرفك ثم رجعته فقبل أن يرجع إليك آتيك به (فَلَمَّا رَآَهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ) في الحال رآه مستقراً عنده (قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ) قال العلماء: إنه حملته الملائكة حتى جاءت به إلى سليمان من اليمن، وسليمان بالشام بلحظة فدل هذا على أن قوة الملائكة أشد بكثير من قوة الجن، وقوة الجن أشد من بني آدم ؛ لأنه لا يستطيع أحد من بني آدم أن يأتي بعرش ملكة سبأ من اليمن إلى الشام إلا مدة طويلة، فالحاصل أن الملائكة تسبح بأمر الله عز وجل بما يأمرها به. ***ــــــــــــــــ*** [لماذا حديث موسى عليه السَّلام أكثر ذكرًا في القرآن الكريم مع أنَّ نبينا محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِه وَسَلَّم هو خاتم الأنبياء؟!] حديث موسى عليه الصلاة والسلام ذكر في القرآن أكثر من غيره؛ لأن موسى هو نبي اليهود وهم كثيرون في المدينة وحولها في عهد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم، فكانت قصص موسى أكثر ما قص علينا من نبإ الأنبياء وأشملها وأوسعها. ***ــــــــــــــــ*** [فائـدة بلاغيـة: التشويق غرض من أغراض أسلوب الاستفهام في القرآن الكريم] قال الشيخ رحمه الله تعالى عند الآية (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى): تشويق للسامع ليستمع إلى ما جرى في هذه القصة. وأيضًا قال رحمه الله تعالى عند الآية (فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى): الاستفهام هنا للتشويق، تشويق فرعون أن يتزكى مما هو عليه من الشر والفساد، وأصل الزكاة النمو والزيادة، وتطلق بمعنى الإسلام والتوحيد. ***ــــــــــــــــ*** [ما الفرق بين الخشية والخوف؟!] قال الشيخ رحمه الله تعالى عند قوله عَزَّ وَجلَّ: (فَتَخْشَى): أي فتخاف الله عز وجل على علم منك؛ لأن الخشية هي الخوف المقرون بالعلم، فإن لم يكن علم فهو خوف مجرد، وهذا هو الفرق بين الخشية والخوف. الفرق بينهما أن الخشية عن علم قال الله تعالى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) [فاطر: 28]. وأما الخوف فهو خوف مجرد ذعر يحصل للإنسان ولو بلا علم، ولهذا قد يخاف الإنسان من شيء يتوهمه لا حقيقة له، قد يرى في الليلة الظلماء شبحاً لا حقيقة له فيخاف منه، فهذا ذعر مبني على وهم، لكن الخشية تكون عن علم. ***ــــــــــــــــ*** [فائـدة منهجية: تنوع معجزات الأنبياء عليهم الصَّلاة والسَّلام ومناسباتها مع ما يسود البيئات من علوم ومعارف] قال الشيخ رحمه الله تعالى عند الآية (فَأَرَاهُ الْآَيَةَ الْكُبْرَى): قال أهل العلم: وفي عهد عيسى صلى الله عليه وآله وسلم انتشر الطب انتشاراً عظيماً، فجاء عيسى بأمر يعجز الأطباء، وهو أنه كان لا يمسح ذا عاهة إلا برىء، إذا جيء إليه بشخص فيه عاهة أي عاهة تكون مسحه بيده ثم برىء بإذن الله (وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ) مع أن البرص لا دواء له لكن هو يبرىء الأبرص بإذن الله عز وجل، ويبرىء الأكمه الذي خلق بلا عيون، وأشد من هذا وأعظم أنه يحيي الموتى بإذن الله، يؤتى إليه بالميت فيتكلم معه ثم تعود إليه الحياة، وأشد من ذلك وأبلغ أنه يخرج الموتى بإذن الله من قبورهم، يقف على القبر وينادي صاحب القبر فيخرج من القبر حيًّا، وهذا شيء لا يمكن لأي طب أن يبلغه، ولهذا كانت آية عيسى في هذا الوقت مناسبة تماماً لما كان عليه الناس. قال أهل العلم: أما رسول الله محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم فقد أتى إلى العرب وهم يتفاخرون في الفصاحة، ويرون أن الفصاحة أعظم منقبة للإنسان فجاء محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم، بهذا القرآن العظيم الذي أعجز أمراء الفصاحة، وعجزوا عن أن يأتوا بمثله، قال الله تعالى: (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا) [الإسراء: 88]، يعني لو كان بعضهم يعاون بعضاً فإنهم لن يأتوا بمثله. ـ يتبـع إن شاء اللهُ تعالى ـ ـــــــــــــــ [1] أخرجه الإمام أحمد: في المسند (287/4)، وأبو داود: كتاب (السُّنَّة)، باب المسألة في القبر (4753) ، والحاكم (37/1) وقال : صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي. [2] أخرجه البخاري: كتاب (الرقاق)، باب (من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه)، (6507). |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|