القائمة الرئيسية
الصفحة الرئيسية للمجلة »
موقع الشيخ ماهر بن ظافر القحطاني »
المحاضرات والدروس العلمية »
الخطب المنبرية الأسبوعية »
القناة العلمية »
فهرس المقالات »
فتاوى الشيخ الجديدة »
برنامج الدروس اليومية للشيخ »
كيف أستمع لدروس الشيخ المباشرة ؟ »
خارطة الوصول للمسجد »
تزكيات أهل العلم للشيخ ماهر القحطاني »
اجعلنا صفحتك الرئيسية »
اتصل بنا »
ابحث في مجلة معرفة السنن والآثار »
ابحث في المواقع السلفية الموثوقة »
لوحة المفاتيح العربية
البث المباشر للمحاضرات العلمية
دروس الشيخ ماهر بن ظافر القحطاني حفظه الله والتي تنقل عبر إذاعة معرفة السنن والآثار العلمية حسب توقيت مكة المكرمة حرسها الله :: الجمعة|13:00 ظهراً| كلمة منهجية ثم شرح كتاب الضمان من الملخص الفقهي للعلامة الفوزان حفظه الله وشرح السنة للبربهاري رحمه الله :: السبت|19:00| شرح كشف الشبهات للإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله :: الأحد|19:00 مساءً| شرح العقيدة الطحاوية لأبي العز الحنفي رحمه الله :: الاثنين|19:00 مساءً| شرح سنن أبي داود السجستاني:: الثلاثاء|19:00 مساءً| شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج وسنن أبي عيسى الترمذي رحمهما الله :: الأربعاء|19:00 مساءً| شرح الموطأ للإمام مالك بن أنس رحمه الله :: الخميس|19:00 مساءً| شرح صحيح الإمام البخاري رحمه الله
 
جديد فريق تفريغ المجلة


العودة   مجلة معرفة السنن والآثار العلمية > السـاحة الإســلاميـــة > منبر أصول الفقه وقواعده
مشاركات اليوم English
نود التنبيه على أن مواعيد الاتصال الهاتفي بفضيلة الشيخ ماهر بن ظافر القحطاني حفظه الله، ستكون بمشيئة الله تعالى من الساعة الحادية عشرة صباحاً إلى الثانية عشرة والنصف ظهراً بتوقيت مكة المكرمة، وفي جميع أيام الأسبوع عدا الخميس و الجمعة، آملين من الإخوة الكرام مراعاة هذا التوقيت، والله يحفظكم ويرعاكم «رقم جوال الشيخ: السعودية - جدة 00966506707220».

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-10-2004, 03:11PM
معاذ بن يوسف الشّمّريّ معاذ بن يوسف الشّمّريّ غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Jun 2004
الدولة: الأردن - إربد - حرسها الله -
المشاركات: 31
إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى معاذ بن يوسف الشّمّريّ
افتراضي تحذير المصلّين من قطع الصّفّ بالأساطين

بسم الله الرحمن الرحيم


تحذير المصلّين
من قطع الصّفّ بالأساطين




إنّ الحمد لله ؛ نحمده ، و نستعينه ، و نستغفره .
و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ، و من سيّئات أعمالنا .
من يهده الله فلا مضلّ له .
و من يُضلل فلا هادي له .
و أشهد أن لا إله إلاّ الله ؛ وحده لا شريك له .
و أشهد أنّ محمّداً عبده و رسوله .

أمّا بعد :

فإنّ أصدق الحديث كلام الله - سبحانه - ، و خير الهدي هدي محمّدٍ – صلّى الله عليه و على آله و سلّم - ، و شرّ الأمور محدثاتها ، و كلّ محدثةٍ بدعة ، و كلّ بدعةٍ ضلالة ، و كلّ ضلالةٍ في النّار .

أمّا بعد :



فإنّه وقع الخلاف في مساجد المسلمين في حكم الصّلاة في الصّفوف المقّطّعة بالسّواري ، و المنبر الطّويل ، و المدافيء ، و الأساطين ؛ فانتصر لشرعيّته ناسٌ من الحزبيّين الحركيّين ؛ فرأيت - مستعيناً بالله العظيم - أن أرقم نصيحةً للمصلّين ؛
تحذيراً من هذا الشّرّ الجسيم ، و نصرةً لسنّة خاتم المرسلين - صلّى الله و سلّم عليه و على آله و صحبه أجمعين - .

فأقول - و بربّي أصول و أجول - :


[ أوّلاً ] :

1- عن معاوية بن قُرّة بن إياسٍ الُمزنيّ ؛ عن أبيه - رضي الله عنه - ؛ قال : (( كنّا نُنهى أن نصفّ بين السّواري على عهد رسول الله - صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم - ونُطرد عنها طرداً )) .

و في روايةٍ : (( كنّا نُنهى عن الصّلاة . . . )) .

و في أخرى : (( كنّا على عهد رسول الله - صلّى الله عليه و على آله و سلّم - نُطرد طردًا أن نقوم بين السّواري في الصّلاة )) .

- أخرجه ابن ماجه ، و ابن خزيمة ، و ابن حبّان ، والحاكم ، و الطّبرانيّ ، و البيهقيّ ، و الطّيالسيّ ، و الدّولابيّ - رحمهم الله - ، وغيرهم .

- وهو حديثٌ صحيح ؛ ثبّته ابن خزيمة , وابن حبّان , و صحّحه الحاكم , و وافقه الذهبيّ ، و شيخنا الألبانيّ - يرحمهم الله - وغيرهم .

2 - قال أنسٌ - رضي الله عنه - : (( كنّا نتّقي هذا - [ أي : الصّلاة بين السّواري ] - على عهد رسول الله - صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم - )).

- أخرجه أحمد ، و النّسائيّ ، وأبو داود ، والتّرمذيّ ، و ابن خزيمة ، و ابن حبّان ، و الحاكم ، و عبد الرّزّاق ، و ابن أبي شيبة ، و البيهقيّ - رحمهم الله - ، وغيرهم .

- وهو حديثٌ صحيح ؛ ، ثبّته ابن خزيمة ، وابن حبّان ، و صحّحه الحاكم ، و الذّهبيّ ، و الحافظ ابن حجر ، وقال التّرمذيّ : (( حسنٌ صحيح )) ، وحسّنه السّيوطيّ ، وصحّحه شيخنا الألبانيّ ، و غيرهم - أيضا - .

- وقد جاء حديث أنسٍ - رضي الله عنه - بلفظ : (( ُنهينا أن نصلّيَ بين الأساطين )) .

- أخرجه ابن أبي شيبة - رحمه الله - ؛ وهو صحيح .

3 - عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - ؛ أنّ رسول الله - صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم - قال : (( . . . من وصل صفّاً وصله الله ، ومن قطع صفّاً قطعه الله )) .

- أخرجه أحمد ، و النّسائيّ ، و أبو داود ، و ابن خزيمة ، و الحاكم ، و البيهقيّ - رحمهم الله - ، وغيرهم .

- وهو حديثٌ صحيح ؛ ثبّته ابن خزيمة ، و صحّحه الحاكم ، والمنذريّ ، والذّهبيّ ، وابن حجر ، و السّيوطيّ ، و حسّنه النّوويّ ، و صحّحه شيخنا الألبانيّ ، و أحمد شاكر - رحمهم الله - ، وغيرهم .


[ ثانياً ] :

النّهي السّابق يفيد التّحريم ؛ لقوله - تعالى - : } وما آتاكم الرّسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا { [ الحشر : 7 ] ؛ فكيف و قد انضاف إلى ذلك ما استفاض عن النّبيّ - صلّى الله عليه و على آله و سلّم - من الأمر بتسوية الصّفوف ، و النّهي عن قطعها ، و الدّعاء على فاعل ذلك بأن يقطعه الله - سبحانه - ، و الوعيد الشّديد على فعله ؟!.

هذا مع دعوة الإسلام إلى الاجتماع ، و التّراص الظّاهر و الباطن ، و دلالة الكتاب و السّنّة على ارتباط الظّاهر بالباطن ؛ فتفرّق الظّاهر دليلٌ على تفرّق الباطن ، و انقطاع أواصر الظّاهر دليل ذلك في الباطن ؛ و هذا لا نزاع في حرمته .

- وقد ذهب إلى حرمة هذا الأمر كثير ٌمن أهل العلم ؛ فهم :

- ثلّةٌ من فحول الأئمّة صرّحوا بوجوب تسوية الصّفوف ، و حرمة ما ينقضها - كقطع الصّفّ و نحوه - .

- و ثلّةٌ أخرى صرّحوا بالتّحريم في خصوص مسألة الصّلاة بين الأساطين و السّواري .

- فأماّ الأُوَل ؛ فمنهم : عمر - رضي الله عنه - ؛ إذ كان يضرب الأقدام لتسوية الصّفّ ؛ و ما كان ليضرب أحداً ، و يستبيح بشرةً محرّمةً على غير فرض ، و كذلك كان يفعل بلالٌ - رضي الله عنهما - ؛ يفعلانه بحضرة الصّحابة ؛ و لا ينكر عليهما أحد ، و هو قول أنسٍ - أيضاً - ، و غيرهم من الصّحابة . و هذا قول سعيدبن جُبير ، و عطاء ، و غيرهم .

- و به يقول : البخاريّ ، و ابن خزيمة ، و ابن حزم ، و شيخ الإسلام ، و ابن حجر ، و المنذريّ ، و النّوويّ ، و الشّوكانيّ ، و الصّنعانيّ ، و الألبانيّ - رحمهم الله - ، و غيرهم .

- و أمّا الثّلّة الثّانية ؛ فمنهم : أنس بن مالك ، ورُوي عن : ابن مسعود ، وحذيفة ، وابن عبّاسٍ - رضي الله عنهم - .

- ولا يُعلم لهم مخالفٌ في الصّحـــابة - كما قال ابن سيّد النّاس - رحمه الله - - .
- وذهب إلى النّهي - أيضاً - : إبراهيم النّخعيّ ، والإمام أحمد بن حنبل - و هو مذهبه - ، و إسحاق بن راهويه - رحمهم الله جميعاً - ، وطائفةٌ من أهل الحديث ؛ كالبخاريّ ، و التّرمذيّ ، و ابن خزيمة ، و ابن حبّان ، و البغويّ ، و البيهقيّ ، ، و ابن حجر ، و السّنديّ ، و المباركفوريّ ، و شرف الحقّ العظيم آباديّ ، و الألبانيّ ، وغيرهم - رحمهم الله - .

و من الفقهاء : ابن حبيب ، و ابن العربيّ ، و المحبّ الطّبريّ ، و ابن قدامة .

- وقال الشّوكاني - عفا الله عنّا و عنه - عن حديثي قرّة وأنس : (( ... و الحديثان المذكوران في الباب يدلاّن على كراهة الصّلاة بين السّواري ؛ و ظاهر حديث معاوية بن قرّة عن أبيه ، و حديث أنسٍ - الّذي ذكره الحاكم - أنّ ذلك محرّم )) .


[ ثالثاً ] :

- مثل سواري المسجد في الحكم : المدافئ ، وخِزانات المصاحف ، والمنبر الطّويل ، ونحو ذلك .

- و علّة الحكم هي القطع ؛ فأمّا الإمام ، و المنفرد ، و الصّفّ القصير - قدر ما بين السّاريتين - فلا يدخل في هذا الباب .

- و لا يحلّ لمن جاء فرداً و الصّفوف ممتلئةٌ ، و لا للجماعة إنشاء الصّفّ المقطوع بالسّواري و الأساطين .

- و لا يحلّ الالتحاق به - أيضاً - ؛ بل يصلّون في صفٍّ جديدٍ ؛ و لو كان الرّجل وحده ؛ لكنّ المنفرد إن استطاع أن يجذب رجلاً أو أكثر من الصّفّ المقطوع ليصلّوا - معه - في صفّه الجديد فإنّ ذلك يلزمه .

- و من هذا يُعلم أنّ الصّفّ الأوّل الفاضل هو أوّل صفٍّ متّصلٍ - كما قال سفيان الثّوريّ ، و غيره - ؛ و أمّا المنقطع ففي حكم الملغى .

- هذا و يخرج الحكم عن التّحريم إلى الجواز في حالة الضّرورة ؛كامتلاء المسجد ... ؛ فهنا عليه أن يتقدّم أو يتأخّر - عن الأساطين - ؛ فإمّا ... ؛ و إلاّ ... ؛ و إنّا لله و إنّا إليه راجعون ( ! ) .


[ رابعاً ] :

- أمَا و قد عرفنا حرمة الصّلاة في الصّفوف المقطّعة ؛ فهل هي ( صحيحةٌ مع الإثم ) ؛ أم أنّها باطلة ؟!.

- فأقول – سائلاً مولاي السّداد و التّوفيق - :

ليست الصّلاة في الصّفوف المقطّعة باطلة ؛ و قد ذهب إلى بطلان ذلك لمنافاته تسوية الصّفوف (( منجنيق الغرب )) ابن حزمٍ - عفا الله عنّا و عنه - ؛ و ردّ عليه ذلك ابن حجرٍ في " الفتح " ، و السّيوطيّ في " بسط الكفّ " ؛ و لا مكان - في هذه العُجالة المعدّة لتُعلّق في بعض المساجد - لنقض قوله ، و بيان وهيه .




[خامساً] :

- وبعد هذا البيان ؛ فإنّا ناقلون قول بارينا - عزّ وجلّ و علا - : { فليحذر الّذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنةٌ أو يصيبهم عذابٌ أليم } [ النّور : 63 ] ، و قولـه - سبحانه - : { فلا و ربّك لا يؤمنون حتّى يحكّموك فيما شجر بينهم ثمّ لا يجدوا في أنفسهـم حرجاً ممّا قضيت ويسلّموا تسليما } [ النّساء : 65 ] .

- فلا يجوز لمسلمٍ يخاف الله - عزّ و جلّ - ، ويعلم أنْ سيموت أن يقدّم عقله على دين الله - سبحانه وتعالى - ، ولا يحلّ لامرئٍ تقديم إرثه عن آبائه وأجداده ، أو تعصّبه لقول رجلٍ - أيٍّ كان - على حديث حبيبنا و هادينا محمّدٍ - عليه و على آله الصّلاة و السّلام - .

فاعجب و امتلئ عجباً ممّن يريد ( الجهاد ) ؛ و لا يستطيع مجاهدة نفسه ؛ لتنفيذ أمرٍ ، أو امتثال نهيٍ نبويّ ( !!! ) .

و لله درّ القائل :

إذا رُمـت أن تتـوخّى الهـدى .... و أن تــأتيَ الـحقّ من بابــه
فـدع كـلّ قـولٍ و من قـاله .... لقول الـنـّبيّ و أصـحـابـه
فلـن تنجُ من مـحدثات الأمور .... بـغـير الـحديث و أربـابـه



و الله أعلم .

و الحمد لله ربّ العالمين .



و كتب :
ــــــــــــ
أبو عبد الرّحمن الأثريّ
معــــاذبن يوســــــف الشّمّريّ
- وفّقه مولاه -
في : الأردن - إربد - حرسها الله - ،
في : 25 - ذو القعدة - 1418 هـ .
الملفات المرفقة
نوع الملف: doc تحذير المصلّين.doc‏ (57.5 كيلوبايت, المشاهدات 1163)
__________________
أبو عبد الرّحمن الأثريّ

- كان الله له -
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21-10-2004, 03:15PM
معاذ بن يوسف الشّمّريّ معاذ بن يوسف الشّمّريّ غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Jun 2004
الدولة: الأردن - إربد - حرسها الله -
المشاركات: 31
إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى معاذ بن يوسف الشّمّريّ
افتراضي

بسم الله الرّحمن الرّحيم



الجواب على اعتراضات بعض الإخوة على أحكامي على أحاديث كتابتي
" تحذير المصلّين من قطع الصّفّ بالأساطين "




إنّ الحمد لله ؛ نحمده ، و نستعينه ، و نستغفره .
و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ، و من سيّئات أعمالنا .
من يهده الله فلا مضلّ له .
و من يُضلل فلا هادي له .
و أشهد أن لا إله إلاّ الله ؛ وحده لا شريك له .
و أشهد أنّ محمّداً عبده و رسوله .

أمّا بعد :

فإنّ أصدق الحديث كلام الله - سبحانه - ، و خير الهدي هدي محمّدٍ - صلّى الله عليه و على آله و سلّم - ، و شرّ الأمور محدثاتها ، و كلّ محدثةٍ بدعة ، و كلّ بدعةٍ ضلالة ، و كلّ ضلالةٍ في النّار .
أمّا بعد :

فلقد كنت نشرت كتابةً ؛ علوانها : " تحذير المصلّين من قطع الصّفّ بالأساطين " .

فكتب بعض الإخوة - وفّقه الله - اعتراضاتٍ على تخريجي المختصر لبعض أحاديثها .

و خلاصة ما كتب :

تجهيل هارون بن مسلمٍ ؛ المتفرّد برواية حديث قرّة بن إياسٍ المزنيّ - رضي الله عنه - .

و تضعيف رواية النّهي في حديث أنسٍ - رضي الله عنه - بالانقطاع .

أمّا جواب ذلك ؛ فأن أقول :

بُوركت - أخي - و جُزيت خيرًا لمشاركتك ؛

لولا :

أنّ أبا مسلمٍ هارون بن مسلمٍ - رحمه الله - حسن الحديث - على الأقلّ ؛

لا كما قلتَ - أصلحك الله - :

(( وهذا سندٌ ضعيف ؛

هارون بن مسلمٍ أبو مسلمٍ : مجهول ؛ كما قال الإمام ابن المدينيّ ، و الإمام أبو حاتٍم - رحمهم الله تعالى - .

قال الحافظ ابن رجبٍ - رحمه الله - في " شرح البخاري " (4/ 59 ) : قال ابن المدينّي : إسناده ليس بالصّافي ،

قال : وأبو مسلمٍ - هذا - مجهول .

وقال الإمام أبو حاتمٍ - رحمه الله - في " الجرح والتعديل 9 : 94 " : مجهول .

وكذلك قال الحافظ الذّهبيّ في " الميزان 4: 286 " : (( هارون بن مسلمٍ ؛ عن قتادة : مجهول )) .

وكذلك قال العلاّمة مقبلٌ الوادعيّ - رحمه الله - في " مستدرك الحاكم 1: 327 " .

ولذلك لم يذكره في كتابه " الصّحيح المسند ممّا ليس في الصّحيحين" )) ا.هـ

فأقول - مستعينًا بالله العظيم - :

بل اعذرني إن قلت : بحثك تنقصه الأمانة ( ! ) ؛

ففيه ما فيه من بتر النّصوص ، و نقل ما يوافق القول من عبارات أئمّة الجرح و التّعديل ( ! ) .

و بيان ذلك :

أنّك تنقل عن الذّهبيّ - رحمه الله - قوله في هارون : (( مجهول )) ؛

و أغفلت - أصلحك الله - قوله - معقّبًا - : (( قلت : روى عنه أبو داود الطّيالسيّ ، و سلمٌ بن قتيبة ، و عمر بن سنان )) ؛ و هذا ردٌّ لذلك التّجهيل - كما لا يخفى من صنيع الذّهبيّ في " ميزانه " - ؛ فالذّهبيّ ينقل كلّ ما قاله ابن عديٍّ في الرّجال - غالبًا - ؛ ثمّ يتعقّبه بقوله : (( قلت )) .

و الذّهبيّ لا يرى جهالة هارون - كما زعمت - ؛ بل يصحّح حديثه - هذا - الّذي تفرّد به ؛ كما في موافقته الحاكم على تصحيحه ( 1 / 218 ) .

و تصحيح إسنادٍ تفرّد به رجلٌ تعديلٌ له - كما لا يخفى - إن شاء الله - - .

هذا فيما يتعلّق بالذّهبيّ - رحمه الله - .

و أمّا أبو حاتمٍ - رحمه الله - ؛

فكان حقّك التّوقّف في قوله - رحمه الله - ؛

لسببين اثنين :

الأوّل : أنّه متعنّتٌ ؛ معروفٌ بذلك - رحمه الله - ؛

و لقد قال الذّهبيّ - رحمه الله - في " السّير : 13 / 260 " :

(( إذا وثّق أبو حاتمٍ رجلاً ؛ فتمسّك بقوله ؛ فإنّه لا يوثّق إلاّ رجلاً صحيح الحديث ،

و إذا ليّن رجلاً ، أو قال فيه : (( لا يحتجّ به )) ؛ فتوقّف ؛

حتّى ترى ما قال غيره فيه ؛

فإن وثّقه أحدٌ ؛ فلا تبِن على تجريح أبي حاتمٍ ؛

فإنّه متعنّتٌ في الرّجال ؛

فقد قال في طائفةٍ من رجال " الصّحاح " :

ليس بحجّة ، ليس بقويّ ، أو نحو ذلك )) ا.هـ

هذا هو السّبب الأوّل .

و الثّاني : أنّ أبا حاتمٍ - رحمه الله - عنه في هارون - هذا - روايتان :

الأولى : مجهول .

و الثّانية : شيخ .

و طبعة " الجرح و التّعديل " الوحيدة - علمي - الّتي نقلت منها ؛

فيها :

(( شيخٌ [ مجهول ] )) .

و كذلك في " تعجيل المنفعة : 427 " لابن حجر ؛ نقلاً عن أبي حاتمٍ - رحمهما الله - .

و من قيل فيه : شيخ ، ليس كمن قيل فيه : مجهول ، و كذلك ليست هذه العبارة كعبارة : شيخ مجهول .

فالأمانةَ الأمانةَ في النّقل .

بقي أن أقول :

أنّ هارون - هذا - لم يروِ ما يُنكر عليه ؛ بل لحديثه شاهدٌ ( حديث أنس ) ؛ و روى عنه جماعة ؛

منهم : من ذكرهم الذّهبيّ - عليه رحمة الله - ،

و عمر بن سنان الصُّغديّ ؛

الّذي ظنّ أبو حاتمٍ أنّه الوحيد الّذي يروي عن هارون ؛

أمّا و قد عرفت أنّه روى عنه ثلاثةٌ غيره ؛ كلّهم ثقات ؛

و لم يروِ ما ينكر ؛ بل لحديثه شاهدٌ ؛ و وثّقه ابن حبّان ، و لا شكّ أنّ من صحّح حديثه يوثّقونه ؛

لأنّه متفرّدٌ بروايته - كما قال البزّار - .

و المصحّحون هم : ابن خزيمة ، و ابن حبّان ، و الحاكم ، و الذّهبيّ ، و الألبانيّ - رحمهم الله - .

و لو لم يكن فيهم إلاّ ابن خزيمة - رحمه الله - لكفى ؛

فإخراجه الحديث في أصول كتابه توثيقٌ منه لرجاله ؛ لقوله - مرارًا - في " صحيحه " :

(( . . . بنقل العدل عن العدل ؛ موصولاً إليه - صلّى الله عليه و على أله و سلّم - ؛ من غير قطعٍ في أثناء الإسناد ، و لا جرحٍ في ناقلي الأخبار الّتي نذكرها - بمشيئة الله - تعالى - - )) ا.هـ

فرجال أصول ابن خزيمة عدولٌ ؛ معروفو العدالة - عنده - ؛ فكيف بإسنادٍ تفرّد به رجل ؟!؛ و أخرجه ابن خزيمة ؟!.

لا شكّ أنّه يعدّله ، و يعرفه .

و ليس يخفاك - أخي - أنّ من عَلِم حجّةٌ على من لم يعلم ؛ و من قال : مجهول ؛ فهذا علمه ؛ و لا يقضي على من علم ؛ فالنّفي ليس علمًا ، و عدم العلم ليس علمًا للعدم .

و لذلك أخطأ الحافظ في تقريبه عندما زعم أنّ هارون مستور ؛ إذ المستور - عنده - من قيل فيه : مجهول ، و لم يوثّق .

و هارون وثّقه ابن حبّان .

فكيف يقول فيه : مستور ؟!.

المهمّ :

هارون حسن الحديث - على الأقلّ - ،

و حديثه صحيحٌ بشهادة حديث أنسٍ - رضي الله عنه - ؛

إذ ما كان الصّحابة ليتّقوا السّواري في الصّفوف هذا الاتّقاء بدون نهيٍ ( ! ) .

فتدبّر ( ! ).

و قد ذكر شهادة حديث أنسٍ لحديثنا ناسٌ ؛

منهم :

البوصيريّ في " مصباح الزّجاجة : 1 / 191 " ؛ فقال :

(( و له شاهدٌ من حديث أنسٍ ؛ رواه أبو داود ، و التّرمذيّ ، و النّسائيّ )) .

و استشهد به - أيضًا - إمامنا الألبانيّ - رحمه الله - في " الصّحيحة : 1 656 ، و 936 ، و 939 " ، و " تمام المنّة : 297 " .

و قولي في هارون بن مسلمٍ أبي مسلمٍ - رحمه الله - هو خلاصة قول إمامنا الحافظ الألبانيّ - رحمه الله - ؛ الّذي شرحه في الأماكن المذكورة - آنفًا - ، و في " تيسير انتفاع الخلاّن بثقات ابن حبّان " ؛ فجزاه الله عنّا ، و عن الحديث خيرًا .

هذا ما يتعلّق بحديث قرّة - رضي الله عنه - .

و أمّا ما يتعلّق بحديث أنسٍ ؛ المرويّ - عند ابن أبي شيبة - بلفظ : (( نُهينا أن نصلّي بين الأساطين )) ؛ فإنّه صحيحٌ - كما ذكرت - ؛ و ذلك بشهادة حديث قرّة بن إياسٍ المزنيّ - رضي الله عنهما - .

فلا مكان لقولك :

(( أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنّف 2 : 148 " ؛ قال : حدّثنا هُشيم ؛ قال : أخبرنا خالدٌ ؛ (( عمّن حدثه )) ؛ عن أنس ؛ فذكره .

وهذا سندٌ منقطعٌ ؛ لا يصحّ )) .

أقول :

لا يسلم لك تضعيفه ؛ إذ تصحيحي إيّاه لشواهده ؛ لا لذاته ؛

إذ قلتُ :

(( أخرجه ابن أبي شيبة - رحمه الله - ؛ وهو صحيح )) ؛

فلم أصحّحه لذاته ؛ و لا قلت : سنده صحيح .

على أنّي لو قلت : إسناده صحيح ؛ فإنّ ذلك قد يحتمل صحّته لغيره - كما لا يخفى - .


و بهذا تسلم أحكامي على أحاديث الكتابة من الاعتراضات المذكورة .

اللّهمّ فلك الحمد .

و اسلم - أخي - من كلّ شرٍّ و سوء .


و الحمد لله ربّ العالمين .




و كتب :
ــــــــــــــــــ
أبو عبد الرّحمن الأثريّ
معـــــاذٌ بن يوســـــف الشّمّريّ
- أعانه ربّه -
في : إربد - حرسها الله -
في : ليلة 18 - شعبان - 1425 هـ .
الملفات المرفقة
نوع الملف: doc جواب اعتراض.doc‏ (45.0 كيلوبايت, المشاهدات 1122)
__________________
أبو عبد الرّحمن الأثريّ

- كان الله له -
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] معطلة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تحذير أولي الأحلام من قرن الحديث بالرسومات تقربا للرحمن ماهر بن ظافر القحطاني منبر البدع المشتهرة 11 30-05-2011 12:10PM




Powered by vBulletin®, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd