|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
التقييم: ![]() |
انواع عرض الموضوع |
#11
|
|||
|
|||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
【 التعليقات المختصرة على العقيدة الطحاوية 】 لفضيلة الشيخ الدكتور / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان عضو اللجنة الدائمة للإفتاء وعضو هيئة كبار العلماء قال العلامة أبو جعفر الطحاوي - رحمه الله - : 86-وقد علم الله تعالى فيما لم يزل عدد من يدخل الجنة، وعدد من يدخل النار جملة واحدة، فلا يزداد في ذلك العدد، ولا ينقص منه: الشرح قال العلامة /صالح بن فوزان الفوزان -حفظه الله- : هذا الكلام وما بعده من كلام الشيخ -رحمه الله- كله في موضوع القضاء والقدر. والإيمان بالقضاء والقدر هو أحد أركان الإيمان الستة، كما قال عليه الصلاة والسلام: "الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره" ، وفي القرآن قوله جل وعلا: (إنا كل شيء خلقناه بقدر) [القمر: ٤٩] وقوله: (وخلق كل شيء فقدره تقديرا) [الفرقان: ٢] . فليس هناك شيء بدون تقدير، أو أن هناك أشياء تقع صدفة، أو أن الأمر أنف؛ إن كل شيء يحدث فإنه مقدر ومكتوب. والإيمان بالقضاء والقدر يتضمن أربع درجات، نلخصها فيما يلي: المرتبة الأولى: الإيمان بعلم الله الشامل المحيط بكل شيء، وأن الله علم الأشياء أزلا، علم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون، لا يخفى على علمه شيء سبحانه وتعالى. وهي الكتابة العامة الشاملة لكل شيء، وفي الحديث: "إن أول ما خلق الله القلم، قال: أكتب، قال: ما أكتب؟ قال: أكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة" فجرى القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة. المرتبة الثانية: أن الله جلا وعلا كتب في اللوح المحفوظ مقادير الخلائق، بعد أن علمها سبحانه. المرتبة الثالثة: مرتبة المشيئة، لا يكون في هذا الكون شيء إلا بإرادة الله ومشيئته مما هو في اللوح المحفوظ، وفي علمه سبحانه وتعالى، لا يحدث شيء بدون إرادته، ولا يكون في ملكه ما لا يريد سبحانه، (إن الله يفعل ما يريد) [الحج: ١٤] ، (كذلك الله يفعل ما يشاء) [آل عمران: ٤٠] ، فما يحدث في هذا الكون من حياة وموت، وغنى وفقر، وإيمان وكفر، كل ذلك شاءه الله وأراده، شاء الخير وشاء الشر، وشاء الإيمان وشاء الكفر، فدخل في مشيئته كل شيء، ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن. المرتبة الرابعة: مرتبة الخلق والإيجاد، فما شاءه وأراده فإنه يوجده ويخلقه (الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل) [الزمر: ٦٢] (ألا له الخلق والأمر) [الأعراف: ٥٤] ، (ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها) [الحديد: ٢٢] . وأدلة العلم أدلة كثيرة جدا. ومن جملة الذي وصف الله به نفسه، العلم، فإنه سبحانه وتعالى يعلم عدد من يدخل الجنة ومن يدخل النار، وذلك في علمه الأزلي. وأن ما قدره الله تعالى، لا يزاد فيه ولا ينقص، ومن ذلك: أنه يعلم أهل الجنة وأهل النار، ويعلم ما هم عاملون، نؤمن بذلك ونتجه إلى العمل، ولا نتناقش في القضاء والقدر: كيف؟ ولماذا؟ وكيف يحاسب على شيء قد قدره؟ إلى آخر الهذيانات وإضاعة الأوقات، والاعتراض على الله عز وجل. الواجب عليك فعل الطاعات واجتناب المعاصي، فليس شأن العبد التفتيش في سر الله عز وجل ومخاصمة الرب جل وعلا، إنما شأنه العمل، ولذلك لما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه أن ما منهم من أحد إلا مكتوب مقعده من الجنة أو مقعده من النار، قالوا: يا رسول الله، ألا نتكل على كتابنا ونترك العمل؟ قال: "لا، اعملوا فكل ميسر لما خلق له" ، قال تعالى: (إن سعيكم لشتى *فأما من أعطى وأتقى * وصدق بالحسنى * فسنيسره لليسرى) [الليل: ٤، ٧] السبب من العبد نفسه، إما أن يسعد وإما أن يشقى (وأما من بخل واستغنى*وكذب بالحسنى * فسنيسره للعسرى) [الليل: ٨، ١٠] فالمطلوب منا العمل الصالح وترك العمل السيئ أما الاحتجاج بالقضاء والقدر فليس بعذر، فإن الله عز وجل قد بين لنا الخير والشر فليس هناك عذر، فالناس يقعون في مشاكل بسبب دخولهم في أشياء ليست من اختصاصهم، فيقول: إن كان الله قد كتب لي أن أدخل الجنة دخلتها، وإن كان قد كتب لي أن أدخل النار دخلتها، ولا يعمل شيئا. فيقال له: أنت لا تقول بهذا في نفسك، هل تقعد في البيت وتترك طلب الرزق وتقول: إن كان الله قد كتب لي رزقا فسييسره لي؟ أو تخرج وتسعى وتطلب الرزق؟ البهائم والطيور لا تقعد في أوكارها، بل تخرج وتطلب الرزق، وجاء في الحديث: "لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصا وتروح بطانا " فالله فطرها على طلب الرزق، وعلى فعل الأسباب، وهي بهائم، وأنت رجل عاقل! . وأيضا: لو أن أحدا سرق منك شيئا، هل تقول: هذا قضاء وقدر، أم تشتكيه؟ بل تشتكيه وتطلب وتخاصم، ولا تحتج بالقضاء والقدر! ----------- المصدر 【 التعليقات المختصرة على العقيدة الطحاوية 】 لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان - حفظه الله ورعاه - الرابط المباشر لتحميل الكتاب : http://alfawzan.af.org.sa/sites/default/files/thwyh.pdf |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 10 ( الأعضاء 0 والزوار 10) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
العقيدة الصحيحة لمعالي الشيخ الدكتور/ صالح بن فوزان الفوزان | ام عادل السلفية | منبر التوحيد وبيان ما يضاده من الشرك | 37 | 19-01-2016 08:12AM |
【 التعليقات المختصرة على العقيدة الطحاوية 】للعلامة/ صالح بن فوزان الفوزان | ام عادل السلفية | منبر التوحيد وبيان ما يضاده من الشرك | 19 | 09-12-2015 09:19PM |
شرح العقيدة الواسطية لفضيلة الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان -حفظه الله- | ام عادل السلفية | منبر التوحيد وبيان ما يضاده من الشرك | 91 | 01-12-2015 09:48PM |
مظاهر ضعف العقيدة في عصرنا الحاضر , وطرق علاجها ,للشيخ / صالح بن فوزان الفوزان | خليفة فرج السلفى | منبر التوحيد وبيان ما يضاده من الشرك | 1 | 23-07-2010 02:13PM |
التعليقات المختصرة على متن العقيدة الطحاوية | أبو عبد الرحمن السلفي1 | منبر التوحيد وبيان ما يضاده من الشرك | 4 | 25-10-2007 06:38PM |