|
![]() |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
التقييم: ![]() |
انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
![]()
وفيك بارك الله أبا البراء وأحسن إليك وغفر لنا ولك
__________________
قال حامل لـواء الجرح والتعديل حفظه الله : والإجمال والإطلاق: هو سلاح أهل الأهواء ومنهجهم. والبيان والتفصيل والتصريح:هو سبيل أهل السنة والحق
|
#2
|
|||
|
|||
![]() كنا قد ذكرنا وصية شيخ الإسلام للمغربي وهي الوصيّة المعروفة بالوصيّة الصغرى . وهذه بعض الفوائد من الوصية الكبرى لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : وَقَد تَقَدَّمَ أَنَّ دِينَ اللَّهِ وَسطٌ بَينَ الغَالِي فيه ، وَالجَافِي عَنهُ . واللَّهُ تعالى ما أَمَرَ عِبَادَهُ بِأَمرِ إلا اعتَرَض الشَّيطانُ فيه بِأَمرَينِ لا يُبَالي بِأَيِّهِمَا ظَفرَ : إمَّا إفرَاطٌ فِيهِ وَإِمَّا تَفرِيطٌ فيه .
وإذا كَانَ الإِسلامُ الَّذِي هُوَ دِينُ اللَّهِ لَا يُقبَلُ مِن أَحَدٍ سِوَاهُ قَد اعتَرضَ الشَّيطَانُ كَثِيرًا مِمَّن يَنتَسِبُ إلَيْهِ ؛ حَتَّى أَخرَجَهُ عَن كَثِيرٍ مِن شَرَائِعِهِ ؛ بَل أَخرَجَ طَوَائِفَ مِن أَعبَدِ هَذِهِ الأُمَّةِ وَأَورَعِهَا عَنهُ حَتَّى مَرَقُوا مِنهُ كَمَا يَمرُقُ السَّهمُ مِن الرَّمِيَّةِ . وَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلّم بِقِتَالِ المَارِقِينَ مِنهُ ، فَثَبَتَ عَنهُ فِي الصِّحَاحِ وَغَيرِهَا مِن رِوَايَةِ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ " عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ وَأَبِي سَعِيدٍ الخدري وَسَهلِ بن حنيف وَأَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ وَسَعدِ بنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَعَبدِ اللَّهِ بنِ عُمَرَ وَابنِ مَسْعُودٍ " رضي اللَّه عَنهم وغيرِ هَؤُلاءِ : ( أَنَّ النبي صلَّى اللَّه عليه وسلّم ذكر الخوارج فقال يحقر أحدكُم صَلاتهُ مَعَ صَلاتِهِم وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِم وَقِراءَتهُ مَعَ قِرَاءَتِهِم يَقرَءُونَ القُرآنَ لا يُجَاوِز حَنَاجِرَهُمْ يَمرُقُونَ مِن الإِسلامِ كَمَا يَمرُقُ السَّهمُ مِن الرَّمِيَّةِ أَينَمَا لَقِيتُمُوهُم فَاقتُلُوهُم أَو فَقَاتِلُوهُم ، فَإِنَّ فِي قَتْلِهِم أَجرًا عِندَ اللَّهِ لِمَن قَتَلَهُم يَومَ القِيَامَةِ لَئِن أَدرَكتهم لأَقتُلَنَّهُم قَتْلَ عاد ) .
__________________
قال حامل لـواء الجرح والتعديل حفظه الله : والإجمال والإطلاق: هو سلاح أهل الأهواء ومنهجهم. والبيان والتفصيل والتصريح:هو سبيل أهل السنة والحق
|
#3
|
|||
|
|||
![]() وهذه فائدة أخرى لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله من وصيته الكبرى التي قرّر فيها قول أهل السنّة والجماعة في القرآن الكريم فقال رحمه الله : وَمِن ذلك الاقتصاد في السنَّةِ ، وَاتِّباعهَا كما جَاءت ( بلا زيادة ولا نقصان ) مِثلُ الكَلام : فِي ( القُرآنِ و سَائِرِ الصِّفَاتِ ) فَإِنَّ مَذهبَ سَلفِ الأمَّة وَأَهل السنَّةِ أَنَّ القُرآنَ كَلامُ اللَّهِ ؛ مُنَزَّلٌ غَير مَخلوقٍ ، مِنه بدأ وإِليه يعودُ . هكذا قَالَ غَير واحد من السَّلف . رُوي عَن سُفيَانَ بنِ عيينة عَن عَمرِو بنِ دِينَارٍ ( وكان من التَّابعينَ الأعيان ) قال : ما زِلت أسمعُ النَّاسَ يقولون ذلك . والقرآنُ الذي أَنزَلهُ اللَّهُ على رسُوله صلَّى اللَّه عليه وسلَّم هو هذا القرآن الذي يقرأهُ المُسلمونَ ويكتُبونهُ في مصاحِفهم وهو كَلام اللَّهِ لا كلامُ غيرِهِ ، وإن تَلاهُ العِبَاد وبَلَغوهُ بحركاتهِم وأَصواتهم . فَإِنَّ الكَلام لمن قالهُ مُبتدئًا لا لمن قاله مبلّغاً مُؤَدِّيًا قال اللَّه تعالى : ( وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ المُشرِكِينَ استَجَارَكَ فَأَجِرهُ حَتَّى يَسمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ) التوبة 6 . وهذا القُرآنُ في المصاحف كما قال تعالى : ( بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ ) البروج 21 _ 22 . وَقَالَ تَعَالَى : ( يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً * فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ ) البيّنة 2 _ 3 . وَقَالَ : ( إنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ ) الواقعة 77 _ 78 . والقُرآن كَلامُ اللَّهِ بِحروفهِ ونَظمِهِ ومَعانيهِ كُلُّ ذَلِكَ يدخُل في القرآنِ وفي كَلامِ اللَّه . وإعرَابُ الحُروفِ هوَ مِن تَمَام الحُروف ، . وَإِذَا كَتَبَ المُسلمُونَ مُصحَفاً فَإِن أَحبُّوا أَنْ لَا يُنَقِّطُوهُ وَلَا يُشَكِّلُوهُ جازَ ذَلِكَ ، كما كَانَ الصَّحابة يَكتُبُونَ المصاحِف مِن غَيْرِ تَنقِيطٍ وَلا تشكيلٍ ، لأَنَّ القَوم كَانوا عَرَباً لا يَلحَنُونَ . وَهَكَذَا هِيَ المَصَاحِفُ التي بَعَث بِهَا عثمان رضي اللَّهُ عَنه إلى الأَمصَارِ في زمن التَّابِعِينَ . ثُمَّ فَشَا " اللَّحنُ " فَنُقِّطَت المَصَاحِفُ وَشُكِّلَت بِالنُّقَطِ الحُمْرِ ثُمَّ شُكِّلَت بِمِثلِ خَطِّ الحُروفِ ، فتنازع العُلَمَاء في كَراهة ذلك . وَفيه خِلافٌ عَن الإِمام أحمد رحمه اللَّه وغيره من العُلماء قيل : يُكرَه ذلك لأَنهُ بِدعةٌ ، وقيلَ : لا يُكرَهُ لِلحَاجَةِ إلَيهِ ، وقيل يُكرَهُ النُّقَطُ دُونَ الشَّكل لبيان الإِعرَاب . وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ لا بَأسَ بِهِ ، وَالتَّصدِيقُ بِمَا ثَبتَ عَن النَّبيِّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم أنَّ اللَّهَ يَتكَلَّمُ بِصَوْت ، وَيُنَادِي آدَمَ عَلَيهِ السَّلامُ بِصَوت ، إلى أمثال ذلك من الأَحاديثِ . فهذه الجُملَةُ كان عليها سلف الأُمَّة وأَئمَّةُ السُّنَّةِ . وَقَالَ أَئِمَّةُ السُّنَّةِ : القُرآنُ كَلامُ اللَّهِ تَعَالَى غَيرُ مَخلوقٍ . حَيثُ تُلِيَ وَحَيث كُتبَ . فَلا يُقَالُ لِتِلاوةِ العَبدِ بِالقُرآنِ : إنَّها مَخلُوقَةٌ لأنَّ ذَلِكَ يَدخُل فيِه القُرآن المُنَزَّلُ وَلا يُقَالُ : غَيرُ مَخلُوقةٍ لأَنَّ ذَلِكَ يَدخُلُ فيهِ أَفعَالُ العِبَادِ . وَلَمْ يَقُل قَطُّ أَحَدٌ مِن أَئِمَّةِ السَّلَفِ : أَنَّ أَصوَاتَ العِبَادِ بِالقُرآنِ قَدِيمَةٌ بَل أَنكَرُوا عَلَى مَن قَالَ : لَفظُ العَبدِ بِالقُرآنِ غَيرُ مَخلُوقٍ . وَأَمَّا مَن قَالَ : إنَّ المِدَادَ قَدِيمٌ : فَهَذَا مِن أَجهَلِ النَّاسِ وَأَبعَدِهم عَن السنَّةِ ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : ( قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ البَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا ) الكهف 109 . فَأَخبَرَ أَنَّ المِدادَ يَكتبُ بِهِ كَلِمَاته . وكذلك مَن قَالَ لَيس القُرآنُ في المُصحَفِ ، وإنَّما فِي المُصحَفِ مِدَادٌ وَوَرَقٌ أَو حِكَايَةٌ وَعِبَارَةٌ . فَهُوَ مُبتَدِعٌ ضَالٌّ . بَل القُرآنُ الَّذِي أَنزَلَهُ اللَّهُ على مُحمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وسلَّم هُو ما بَينَ الدَّفَّتَيْنِ . وَالكَلامُ فِي المُصحَفِ ( عَلَى الوَجهِ الَّذِي يَعرِفُهُ النَّاسُ ) لَهُ خَاصَّةً يَمتَازُ بِهَا عَنْ سَائِرِ الأَشياءِ . وَكَذَلِكَ مَن زَادَ عَلَى السنَّةِ فَقَالَ : إنَّ أَلفَاظَ العِبَادِ وَأَصوَاتَهُم قَدِيمَةٌ فَهُوَ مُبتَدِعٌ ضَالٌّ . كَمَن قَالَ : إنَّ اللَّهَ لا يَتَكَلَّمُ بِحَرفِ وَلَا بِصَوتِ فَإِنَّهُ أَيضًا مُبتَدِعٌ مُنكِرٌ لِلسنَّةِ . وَكَذَلِكَ مَن زَادَ وَقَالَ : إنَّ المِدَادَ قَدِيمٌ فَهُوَ ضَالٌّ . كَمَن قَالَ : لَيسَ فِي المَصَاحِفِ كَلامُ اللَّهِ . وَأَمَّا مَن زَادَ عَلَى ذَلِكَ مِن الجُهَّالِ الَّذِينَ يَقُولُونَ : إنَّ الوَرَقَ وَالجِلدَ وَالوَتَدَ وَقِطعَةً مِن الحَائِطِ : كَلَامُ اللَّهِ فَهُوَ بِمَنـزِلَةِ مَن يَقُولُ : مَا تَكَلَّمَ اللَّهُ بِالقُرآنِ وَلا هُوَ كَلامُهُ . هَذَا الغُلوُّ مِن جَانِبِ الإِثبَاتِ يُقَابِلُ التَّكذِيبَ مِن جَانِبِ النَّفيِ وَكِلاهُمَا خَارِجٌ عَن السنَّةِ وَالجَمَاعَةِ . وَكَذَلِكَ إفرَادُ الكَلامِ فِي النُّقطَةِ وَالشَّكلَةِ بِدعَةٌ نَفيًا وَإِثبَاتًا وَإِنَّهَا حَدَثَت هَذِهِ البِدعَةُ مِن مِائَةِ سَنَةٍ أَو أَكثَرَ بِقَلِيلِ فَإِنَّ مَن قَالَ : إنَّ المِدَادَ الَّذِي تُنَقَّطُ بِهِ الحُرُوفُ وَيُشَكَّلُ بِهِ قَدِيمٌ فَهُوَ ضَالٌّ جَاهِلٌ وَمَن قَالَ : إنَّ إعرَابَ حُرُوفِ الْقُرْآنِ لَيسَ مِن القرآنِ فَهُوَ ضَالٌّ مُبتَدِعٌ . بَل الوَاجِبُ أَن يُقَالَ : هَذَا القُرآنُ العَرَبِيُّ هُوَ كَلامُ اللَّهِ ، وَقَد دَخَلَ فِي ذَلِكَ حُرُوفُهُ بِإِعرَابِهَا كَمَا دَخَلَتْ مَعَانِيهِ ، وَيُقَالُ : مَا بَيْنَ اللَّوحَينِ جَمِيعُهُ كَلامُ اللَّهِ . فَإِنْ كَانَ الْمُصحَفُ مَنقُوطًا مَشكُولاً أُطلِقَ عَلَى مَا بَينَ اللَّوحَينِ جَمِيعِهِ أَنَّهُ كَلامُ اللَّهِ . وَإِن كَانَ غَيرَ مَنقُوطٍ وَلَا مَشكُولٍ : كَالمَصَاحِفِ القَدِيمَةِ الَّتي كَتَبَهَا الصَّحَابَةُ ، كَانَ أَيضًا مَا بَينَ اللَّوحَينِ هُوَ كَلامُ اللَّهِ . فَلَا يَجُوزُ أَن تُلقَى الفِتنَةُ بَينَ المُسلمينَ بِأَمر مُحدثٍ ونِزَاعٍ لَفظِيٍّ لا حَقِيقَةَ لَهُ وَلَا يَجُوزُ أَن يَحدُثُ فِي الدِّينِ مَا لَيسَ مِنهُ . انتهى كلامه رحمه الله
__________________
قال حامل لـواء الجرح والتعديل حفظه الله : والإجمال والإطلاق: هو سلاح أهل الأهواء ومنهجهم. والبيان والتفصيل والتصريح:هو سبيل أهل السنة والحق
التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الله بشار ; 10-10-2010 الساعة 08:51AM |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|