#2
|
||||
|
||||
![]()
فكيف ينتظر من امرأة الاستعمار إصلاح، وهي فاسدة مفسدة، أفسدت عليها فطرتها بما أجرمته غادرةً في حق هذه الفطرة؟!
كيف يُرجى منها الخير، وهي للشر غاية ووسيلة؟! أو مساندة الحق، وهي تنتكر له وتعاديه؟! أو إقام العدل، وهي في يد الظلم معول يدمر صرح العدالة؟! أتريدنا امرأة الاستعمار تصديق الليل أنه نهار، أو الظلمة أنها نور، أو الشر أنه خير، أو الرذيلة أنها فضيلة ، أو الباطل أنه حق ، أو امرأة الاستعمار أنها امرأة مؤمنة؟! أتريد حَملنا على الإيمان بأن في مقدور البشر تبديل كلمات الله، وتغيير فطرته التي فطر الناس عليها، ويأن المرأة في مقدورها أن تكون ذكراً و أنثى في وقت واحد؟! ما معنى الحياة إذن يا مطية المستعمر، إذا كانت كلها نساء ، أو كلها رجالا، أو أناسي بَيْن بَيْن؟!! أما كان في مقدور الخلاق الخبير العليم، أن يخلق آدمين، أو حواءين بدلا من آدم وحواء؟!! أما كان يقدر-لو شاء- أن يخلق الذكورة وحدها، أو الأناثة وحدها؟! ولكنه –وهو الحكيم الخبير- خلق الذكر والأنثى، فإذا ما تَمردت يا حمقاء على ما فطر الله الناس عليه، فلن يغير هذا التمرد من الحقيقة شيئا، بل ستظل نون النسوة وتاء التإنيث شاهدي عدل وحق على كذبك وجحودك، وستبقى هذه الحواجب المزججة، والصدور الناهدة حُجة عليك تَحملينها صباح مساء، لتعلن بين الناس أنك الآبقة المتمردة على فطرة الله، اللهم إلا إن حُلْتِ ربًّا يخلق ما يشاء ويختار، يهب لم يشاء إناثا، ويهب لمن يشاء الذكور؟!! لا، بل ربَّا لا يخلق إلا إناثا يجاهدون في سبيل التقتل بالعيون النعس، والشفاة اللعس، ولكني نسيت، فلمن يكون التقتل، وكلكن إناث؟!! سيحاول ربكن المصنوع من شهواتكن إيهامكن أن منكن فريقاً هو ذكور!! ماذا في البيت المؤمن، وماذا في الخِدر العفيف؟ ألا ترينه يا حمولة الاستعمار فَرْشه أندى نسمات، وأزكى روحاً وريحانا، وأبرَّ نعيما ورحمة وأفى حُنوَّا وسكينة، وأجل سلطاناً مما ترف عليه خيالاتك؟! ألا يرضيكن أن تُجاهدن الجهاد الحق الذي خُلقتن له، فتربين أبناءكن على حب الله، والجهاد في سبيله، والكفاح تحقيق المُثل العُليا، والقيم الخالدة، قيم الإيمان والخير والحق والحب والجمال؟! أفهذا خير أم ترككن لهم صباحهم خيبة، ومساؤهم وحشة وحرمان، ودنياهم ضيعة وخسار، تعلمهم الحياة التي فقدت مقوماتها أن الحياة لا معنى لها، وأن الوجود لا خير فيه، وأن القيم الروحية :أوهام، وأن الأمومة قسوة وسم قاتل يفتك أو ما يفتك بالبنين. ألا إن ألق ابتسامة تشع على شفتي الوليد من السعادة خير من كل شيء عند الأم التي لم تلوث فتون الجسد قلبها، ولم تفسد شهواتها عليها فطرتها. ألا إن الأم التي تحيا لوليدها تأديباً وتهذيباً، فيجوب الحياة إيمانا وعزة وقوة وكرامة، ويبينها فضائل وأمجاداً، ويشيع فيها الحماس المشبوب، ويشب فيها التضحية والفداء في سبيل الحق ، إن الأم التي تصنع ذلك تعش مطاف إجلال، وأفق ومحبة وجمال، يفيض عليها الثناء من كل قلب، إذ جعلت الكل يؤمن بجلال نعمة الله، وأن المرأة خلق يجب أن يُحترم، ويُحمى حِماه. لكن امرأة الاستعمار، ومطيته الذلول تُجاهد في سبيل الإتيان على كل بيت وتزعم- في عمه وضلال- أنها تريد بناء الوطن بكفها الرخص التي تحسن كيف تثير الرغبة المجنونة بلمسة الانامل، فتنتفض الأخرى انتفاضة الوحش تصدت له أنثاه!! وما درت أن هذه الكف هي المعول الذي هدم البيت، وهو أس المجتمع، والعماد القوي من صرح الوطن، إنها فرغت أمس فقط من نقض آخر لبنة فيه، فكيف تستطيع البناء يد لا هم لها سوى هدم كل مقدس، وكل مُشَيَّد؟! هدم أول ما كان يجب عليها أن تبنيه، وان تُفني جهدها كله في سبيل تشييده، هدم في حُمق وجهالة وطيش أرعن ....!! وهالك يا حمقاء!! هدمت الوطن الأصغر، فكيف يأمنك الرجال على بناء الوطن الأكبر؟!! تريد ببغاء الغرب مشاركة الرجال في الجمعية التأسيسية!! ترى أتصلح لتكون شريكة لتقوم الشركة بالأمانة والإخلاص والعمل الجاد؟! وهي التي أثبتت فشلها الذريع كشريكة في بناء البيت، حتى آلت الشركة إلى الخسران المبين، ألم تتمرد على الزوج؟! ألم تترك صغارها تستبد بهم قسوة الحياة ووحشتها، ويشقيهم الحرمان؟ ألم تشعل في البيت ناراً تتلظى ، وحقداً مواراً، وكراهية مقيتة؟! فكان كل ما عملته في الشركة أن تقوض أركانها وأن تنقض كل عهد، وأن تخلف عامدة كل وعد، وأن تخون من أوجب الله عليها أن تكون أمينة معه، وأن تؤجج الخصومة والبغضاء والخراب... مع أول من كان يجب عليها أن تكون له حبا وأمنا وسلاما وادعاً؟! فإذا كان هذا هو مآل الشركة التي لا تصلح إلا لها، والتي جعل الله فطرتها، أن تتقن العمل فيها وتحسنه، فتنمو الشركة وتربح، وتملأ الحياء ربحاً ونماءً، إذا كان ذلك كذلك، فكيف نصدقها في زعمها أنها تستطيع مشاركة الرجل في الجمعية التأسيسية؟!!! أتريد أن تُعبِّد سبيل السعادة لمجتمع وهي تشقي أولادها؟! أتريد إصلاحه وهي التي أفسدت على أعز أفراده عندها حياتهم، بعد أن أفسدت نفسها؟! أتريد وضع القوانين التي يجب أن يلتزمها المصريون، ويسيرون على هديها، وهي التي تكفر بقانون السماء، وقانون فطرتها؟! أتريد أن تُعلِّم الناس ما هو الحق، وما الواجب، وهي التي علمت أولادها أن الحق هوى، وأن الواجب شهوة، وأنهما أمران اعتباريان يحدد مفهوميهما نزوة، أو خطرة جسدية! وأن الواجب قد يكون في اغتصاب حقوق الأبرياء، وأن الحق لا يكون إلا في التخلي عن الوجب؟! أتريد أن تُعلِّم الرجال ما الجهاد، وهي التي فرت خائنة من الجهاد في سبيل إقامة بيت سعيد؟! ماذا تريد المرأة من الجمعية التأسيسية؟!! وثمت مأساة على الطريق وصوب عيون السابلة، إنها مأساة البيت الذي خلفته أنقاضا، والزوج الذي انتزعت منه رجوليته، والأولاد الذين خلفتهم عمى القلوب والفكر والشعور بالحياة؟ أما كفاها أن تخضب يديها بدم هؤلاء الأبرياء، فتسعى لتخلق مأساة في كل بيت؟!! ماذا تريد مطية المستعمر من الجمعية التأسيسية؟! تريد أن تقف مهتوكة العورة، تاركة شعرها ينسدل في جنون الرغبة على كتفيها العاريتين، وظهرها الممزق الحياء، يعابث عواطف القلوب، وينازع النفوس إيمانها وكينة هداها؟! تريد أن تقف، وقد نهد صدرها في رعونة الفتنة الصَّخَّابة الإثم، وقد خر الخجل صريعا من على ساقيها الفاجرتين، ثم تمد ذراعيها، وقد علمتهما الغواية حركتها ورعشتها وفورتها، ثم تَخرج من بين شفتيها اللتين تلعقان دم العفة الجريحة، آهات الإغراء وأنََّاته، ثم تسكب من عينيها الدموع الكواذب، كل هذا تتوسل به-فما لها من وسيلة سواه- لتخضع الرجال لمشيئة هواها، وربما استذلت من عواطفهم، إذ تقسم عليهم بالجنين الذي تحمله، أو بالوليد الذي ترضعه!! تريد أن يتعلم الرجال كيف يزججون الحواجب، ويشدون المآزر عى الخصور، ويدسون السيقان في شفوف الحرير يفضح المستور، ويلطخون الأظافر والشفاة بما سفحته جريمة؟! ويرقصون في سجوة الليل، حين يموت النور، ويعربد الظلام، وتلف الفتنة رجلا حول امرأة في ليلة(الكريسماس) والزوج يلهب كفيه بالتصفيق، لأن زوجته تجيد المخاصرة والمعاطاة، وتأود الأعطاف في يد الهَاصر الغريب، وإذابة عفتها في قبلة أو عناق؟! أليس هذا ما تصنعه المرأة الحديثة، وأليس هذه وحده هو دليلها على أنها امرأة مثقفة متحضرة؟!! لست أدري أن يزوج هذه المتمردة، أين أبوها، أين أخوها، أين عشيرتها، بل أين الرجال من المسلمين؟! أيتركونها هكذا في دار غريبة بين داخل وخارج نهباً للنظرة الرعناء، والرغبة الحمقاء، والليل الساجي على الإباحية والمجانة؟! أليس لهذه المتمردة أطفال؟! يا للصغار الأبرياء يبحثون في مخدع الأم عن الأم وتظمأ عواطفهم إلى الأم، ويطويهم الليل على لظى من الشوق، وجحيم من اللهفة، ويبحثون عن الأم فلا يجدون إلا خادمة شغلت شهوتها بشهوة خادم في البيت، أو عند الجيران!! ها هو الوليد يحبو على الأرض في الليل الموحش، والهاً على أمه ليدفن بين حضنيها وحشته وأساه، وليترشف من مناغاتها الشاعرية الحلوة رحيق الأمل والسعادة، وليبصر في سبحات أنغامها العذاب كوكبة من الملائك ترف بالنور حول مهده، وطاقة من الحور الحسان تسوي له مهده، فينام على هذه الرؤي سعيد القلب، أقول ها هو: ينادي أمه ويستصرخها، فلا يجد إلا صدى صريخه يغمر الليل حوله رعبا وفزعا ووحشة، وهنالك وهنالك تهالكت أمه على فراش آخر بين رجال يحدثونها عن حقوقها السياسية!! وأما حقوق أطفالها؟ إنها مضيعة بين جحودها وقسوتها وأثرة الرعونة من شهواتها!! ويذكر الصغير أن له أبا، فيناديه، ولكن أين هو؟ كان أمس يسمع من أمه أن له وهما يسمى أبا!! يا للصغير!! حتى هذا الوهم لا يسعده!! وإذا تجردت المرأة من أنبل خصائصها، بل من خصيصتها الأولى، وهي الأمومة، فماذا بقي لها!! وإذا كانت تكفر بأناثتها، وتأبي إلا أن تكون رجلا!! رجلا هجينا يحمل ويلد ويرضع، فماذا بقي من معانيها، بل ماذا بقي لها من قوة؟! ثم ما بالها تستصرخ الرجال، وتلعنهم إذا انصرفوا عن الزواج، وصامت عن رِغَابُهم؟! لماذا تقتل الهَلُوكُ متبرجة الفتون والوله لكل عابر؟! لماذا تقضي ليلها المحروم في المخدع الحزين تحلم بالرجل، وتنتهبه ذكريات ورؤى وأطيافا؟! لماذا أذنت له راضية أن يسحقها، بل لماذا تركت أنيابه وأضراسه تعمل فيما لا يحب الله أن تطمثه نظرة شائهة، أو تمسه يد حرم الله أن تمسه؟! فيما تفضل الْحَصان أن تقتل دونه، ولا تَلمحه نظرة عَجلى؟! إن البشرية حين خلقها الله جعلها آدم وحواء، رجلا وامرأة ، ذكرا وأنثى، ولكل منهما مقدراته ومقدوراته وخصائصه، فأي شيء ترغب فيه المرأة الحديثة المتمردة على فطرتها. وتأبى رياء ومكرا- أن تنصاع لحكمها، وإن كانت تخضع لهم، ولكن بصورة أخرى ليست هي أبدا الصورة التي يريدها العفاف والشرف!! لا يا مطية الاستعمار!! لا يئن قلبك احتجاجا على الرجال لأنهم حرموك عضوية الجمعية التأسيسية، ولكن ليصاعد منك زفرات الحسرة والندامة، ولتجأري بالمشكاة المريرة النادبة على نفسك، فالمرأة الحديثة أو ببغاء الغرب تقلده فيما يشتم به الفضيلة، وما يهجو به الشرف والعفة، وما يقيمه من نصب وتماثيل-يعبدها- للعار والضعة والمهانة والتهتك والفجور، وما يثيره من حرب شعواء على الدين، وما يتحدى به الأقدار، وما يتمرد به على الله!! وما يلوث به محاريب الطهر من دنس الرذيلة، ورجس الغواية. إن هذه الببغاء هي التي أكرهت الرجل الكريم على احتقارها، وجعلته يصمم على فض كل شركة بينها وبينه، بعد أن رضيت أن تكون نهبا لكل سارق، وبضاعة لكل من يملك الثمن، ومن عجب أنها هي التي تدفع من شرفها ثمنها!! وبعد أن أبقت وراء الليل مع آخر وثالثهم الشيطان!! يزين لها الردغة المنتنة، والحمأة الدنسة، محراب صلاةٍ، وقُدس ضراعة، وجَلوةً في الجنة!! بعد أن أقامت مع الشيطان- تقمص رجلاً- شركة من نوع آخر هي بنت ساعة من ليل وخمر، ثم تَنْفضُّ، وقد خسرت كل شيء، وتعود ملطخة بالخزي، وعلى جبينها وصمة العار الأبدي، أما صاحبها: الشيطان!! إنه راح يدب في الليل باحثا عن مخدع آخر يكون معه شركة هي الأخرى بنت ساعة من ليل وعربدة!! حذارك لا تنكري، فكم شهد الليل!! وحذارك لا تزعمي أنك ضحية الرجل، أو أنك المجني عليك قسرا. التعديل الأخير تم بواسطة أم العبدين الجزائرية ; 11-05-2010 الساعة 02:28AM |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|