إن من القواعد العظيمة في الشريعة والتي تحمى بها جنابها ويحفظ كيانها قاعدة سد الذريعة
والمأخوذة من قوله تعالى ولاتسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم
وقد عمل بذلك السلف في باب مايتعلق بأهل الأهواء فقال الحسن البصري لاتجالسوا أهل الأهواء ولاتناروهم ولاتسمعوا إليهم
والأصل في ذلك مارواه أبو داود في سننه عَنْ أَبِي الدَّهْمَاءِ قَالَ سَمِعْتُ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ يُحَدِّثُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ سَمِعَ بِالدَّجَّالِ فَلْيَنْأَ عَنْهُ فَوَاللَّهِ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَأْتِيهِ وَهُوَ يَحْسِبُ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ فَيَتَّبِعُهُ مِمَّا يَبْعَثُ بِهِ مِنْ الشُّبُهَاتِ أَوْ لِمَا يَبْعَثُ بِهِ مِنْ الشُّبُهَاتِ هَكَذَا قَالَ
وكذلك من تبين أنه على طريقة القصاص الذين لايميزون بين صحيح الحديث وسقيمه كعائض القرني وغيره
فلايستمع إليهم فإن السلف كانوا يهجروا مجالس مثل هؤلاء
فإنهم لم يعملوا بمارواه الامام احمد عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِيَّاكُمْ وَكَثْرَةَ الْحَدِيثِ عَنِّي مَنْ قَالَ عَلَيَّ فَلَا يَقُولَنَّ إِلَّا حَقًّا أَوْ صِدْقًا فَمَنْ قَالَ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني المشرف العام على مجلة معرفة السنن و الآثار maher.alqahtany@gmail.com
|