|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#2
|
|||
|
|||
![]() بسم الله الرّحمن الرّحيم الجواب على اعتراضات بعض الإخوة على أحكامي على أحاديث كتابتي " تحذير المصلّين من قطع الصّفّ بالأساطين " إنّ الحمد لله ؛ نحمده ، و نستعينه ، و نستغفره . و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ، و من سيّئات أعمالنا . من يهده الله فلا مضلّ له . و من يُضلل فلا هادي له . و أشهد أن لا إله إلاّ الله ؛ وحده لا شريك له . و أشهد أنّ محمّداً عبده و رسوله . أمّا بعد : فإنّ أصدق الحديث كلام الله - سبحانه - ، و خير الهدي هدي محمّدٍ - صلّى الله عليه و على آله و سلّم - ، و شرّ الأمور محدثاتها ، و كلّ محدثةٍ بدعة ، و كلّ بدعةٍ ضلالة ، و كلّ ضلالةٍ في النّار . أمّا بعد : فلقد كنت نشرت كتابةً ؛ علوانها : " تحذير المصلّين من قطع الصّفّ بالأساطين " . فكتب بعض الإخوة - وفّقه الله - اعتراضاتٍ على تخريجي المختصر لبعض أحاديثها . و خلاصة ما كتب : تجهيل هارون بن مسلمٍ ؛ المتفرّد برواية حديث قرّة بن إياسٍ المزنيّ - رضي الله عنه - . و تضعيف رواية النّهي في حديث أنسٍ - رضي الله عنه - بالانقطاع . أمّا جواب ذلك ؛ فأن أقول : بُوركت - أخي - و جُزيت خيرًا لمشاركتك ؛ لولا : أنّ أبا مسلمٍ هارون بن مسلمٍ - رحمه الله - حسن الحديث - على الأقلّ ؛ لا كما قلتَ - أصلحك الله - : (( وهذا سندٌ ضعيف ؛ هارون بن مسلمٍ أبو مسلمٍ : مجهول ؛ كما قال الإمام ابن المدينيّ ، و الإمام أبو حاتٍم - رحمهم الله تعالى - . قال الحافظ ابن رجبٍ - رحمه الله - في " شرح البخاري " (4/ 59 ) : قال ابن المدينّي : إسناده ليس بالصّافي ، قال : وأبو مسلمٍ - هذا - مجهول . وقال الإمام أبو حاتمٍ - رحمه الله - في " الجرح والتعديل 9 : 94 " : مجهول . وكذلك قال الحافظ الذّهبيّ في " الميزان 4: 286 " : (( هارون بن مسلمٍ ؛ عن قتادة : مجهول )) . وكذلك قال العلاّمة مقبلٌ الوادعيّ - رحمه الله - في " مستدرك الحاكم 1: 327 " . ولذلك لم يذكره في كتابه " الصّحيح المسند ممّا ليس في الصّحيحين" )) ا.هـ فأقول - مستعينًا بالله العظيم - : بل اعذرني إن قلت : بحثك تنقصه الأمانة ( ! ) ؛ ففيه ما فيه من بتر النّصوص ، و نقل ما يوافق القول من عبارات أئمّة الجرح و التّعديل ( ! ) . و بيان ذلك : أنّك تنقل عن الذّهبيّ - رحمه الله - قوله في هارون : (( مجهول )) ؛ و أغفلت - أصلحك الله - قوله - معقّبًا - : (( قلت : روى عنه أبو داود الطّيالسيّ ، و سلمٌ بن قتيبة ، و عمر بن سنان )) ؛ و هذا ردٌّ لذلك التّجهيل - كما لا يخفى من صنيع الذّهبيّ في " ميزانه " - ؛ فالذّهبيّ ينقل كلّ ما قاله ابن عديٍّ في الرّجال - غالبًا - ؛ ثمّ يتعقّبه بقوله : (( قلت )) . و الذّهبيّ لا يرى جهالة هارون - كما زعمت - ؛ بل يصحّح حديثه - هذا - الّذي تفرّد به ؛ كما في موافقته الحاكم على تصحيحه ( 1 / 218 ) . و تصحيح إسنادٍ تفرّد به رجلٌ تعديلٌ له - كما لا يخفى - إن شاء الله - - . هذا فيما يتعلّق بالذّهبيّ - رحمه الله - . و أمّا أبو حاتمٍ - رحمه الله - ؛ فكان حقّك التّوقّف في قوله - رحمه الله - ؛ لسببين اثنين : الأوّل : أنّه متعنّتٌ ؛ معروفٌ بذلك - رحمه الله - ؛ و لقد قال الذّهبيّ - رحمه الله - في " السّير : 13 / 260 " : (( إذا وثّق أبو حاتمٍ رجلاً ؛ فتمسّك بقوله ؛ فإنّه لا يوثّق إلاّ رجلاً صحيح الحديث ، و إذا ليّن رجلاً ، أو قال فيه : (( لا يحتجّ به )) ؛ فتوقّف ؛ حتّى ترى ما قال غيره فيه ؛ فإن وثّقه أحدٌ ؛ فلا تبِن على تجريح أبي حاتمٍ ؛ فإنّه متعنّتٌ في الرّجال ؛ فقد قال في طائفةٍ من رجال " الصّحاح " : ليس بحجّة ، ليس بقويّ ، أو نحو ذلك )) ا.هـ هذا هو السّبب الأوّل . و الثّاني : أنّ أبا حاتمٍ - رحمه الله - عنه في هارون - هذا - روايتان : الأولى : مجهول . و الثّانية : شيخ . و طبعة " الجرح و التّعديل " الوحيدة - علمي - الّتي نقلت منها ؛ فيها : (( شيخٌ [ مجهول ] )) . و كذلك في " تعجيل المنفعة : 427 " لابن حجر ؛ نقلاً عن أبي حاتمٍ - رحمهما الله - . و من قيل فيه : شيخ ، ليس كمن قيل فيه : مجهول ، و كذلك ليست هذه العبارة كعبارة : شيخ مجهول . فالأمانةَ الأمانةَ في النّقل . بقي أن أقول : أنّ هارون - هذا - لم يروِ ما يُنكر عليه ؛ بل لحديثه شاهدٌ ( حديث أنس ) ؛ و روى عنه جماعة ؛ منهم : من ذكرهم الذّهبيّ - عليه رحمة الله - ، و عمر بن سنان الصُّغديّ ؛ الّذي ظنّ أبو حاتمٍ أنّه الوحيد الّذي يروي عن هارون ؛ أمّا و قد عرفت أنّه روى عنه ثلاثةٌ غيره ؛ كلّهم ثقات ؛ و لم يروِ ما ينكر ؛ بل لحديثه شاهدٌ ؛ و وثّقه ابن حبّان ، و لا شكّ أنّ من صحّح حديثه يوثّقونه ؛ لأنّه متفرّدٌ بروايته - كما قال البزّار - . و المصحّحون هم : ابن خزيمة ، و ابن حبّان ، و الحاكم ، و الذّهبيّ ، و الألبانيّ - رحمهم الله - . و لو لم يكن فيهم إلاّ ابن خزيمة - رحمه الله - لكفى ؛ فإخراجه الحديث في أصول كتابه توثيقٌ منه لرجاله ؛ لقوله - مرارًا - في " صحيحه " : (( . . . بنقل العدل عن العدل ؛ موصولاً إليه - صلّى الله عليه و على أله و سلّم - ؛ من غير قطعٍ في أثناء الإسناد ، و لا جرحٍ في ناقلي الأخبار الّتي نذكرها - بمشيئة الله - تعالى - - )) ا.هـ فرجال أصول ابن خزيمة عدولٌ ؛ معروفو العدالة - عنده - ؛ فكيف بإسنادٍ تفرّد به رجل ؟!؛ و أخرجه ابن خزيمة ؟!. لا شكّ أنّه يعدّله ، و يعرفه . و ليس يخفاك - أخي - أنّ من عَلِم حجّةٌ على من لم يعلم ؛ و من قال : مجهول ؛ فهذا علمه ؛ و لا يقضي على من علم ؛ فالنّفي ليس علمًا ، و عدم العلم ليس علمًا للعدم . و لذلك أخطأ الحافظ في تقريبه عندما زعم أنّ هارون مستور ؛ إذ المستور - عنده - من قيل فيه : مجهول ، و لم يوثّق . و هارون وثّقه ابن حبّان . فكيف يقول فيه : مستور ؟!. المهمّ : هارون حسن الحديث - على الأقلّ - ، و حديثه صحيحٌ بشهادة حديث أنسٍ - رضي الله عنه - ؛ إذ ما كان الصّحابة ليتّقوا السّواري في الصّفوف هذا الاتّقاء بدون نهيٍ ( ! ) . فتدبّر ( ! ). و قد ذكر شهادة حديث أنسٍ لحديثنا ناسٌ ؛ منهم : البوصيريّ في " مصباح الزّجاجة : 1 / 191 " ؛ فقال : (( و له شاهدٌ من حديث أنسٍ ؛ رواه أبو داود ، و التّرمذيّ ، و النّسائيّ )) . و استشهد به - أيضًا - إمامنا الألبانيّ - رحمه الله - في " الصّحيحة : 1 656 ، و 936 ، و 939 " ، و " تمام المنّة : 297 " . و قولي في هارون بن مسلمٍ أبي مسلمٍ - رحمه الله - هو خلاصة قول إمامنا الحافظ الألبانيّ - رحمه الله - ؛ الّذي شرحه في الأماكن المذكورة - آنفًا - ، و في " تيسير انتفاع الخلاّن بثقات ابن حبّان " ؛ فجزاه الله عنّا ، و عن الحديث خيرًا . هذا ما يتعلّق بحديث قرّة - رضي الله عنه - . و أمّا ما يتعلّق بحديث أنسٍ ؛ المرويّ - عند ابن أبي شيبة - بلفظ : (( نُهينا أن نصلّي بين الأساطين )) ؛ فإنّه صحيحٌ - كما ذكرت - ؛ و ذلك بشهادة حديث قرّة بن إياسٍ المزنيّ - رضي الله عنهما - . فلا مكان لقولك : (( أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنّف 2 : 148 " ؛ قال : حدّثنا هُشيم ؛ قال : أخبرنا خالدٌ ؛ (( عمّن حدثه )) ؛ عن أنس ؛ فذكره . وهذا سندٌ منقطعٌ ؛ لا يصحّ )) . أقول : لا يسلم لك تضعيفه ؛ إذ تصحيحي إيّاه لشواهده ؛ لا لذاته ؛ إذ قلتُ : (( أخرجه ابن أبي شيبة - رحمه الله - ؛ وهو صحيح )) ؛ فلم أصحّحه لذاته ؛ و لا قلت : سنده صحيح . على أنّي لو قلت : إسناده صحيح ؛ فإنّ ذلك قد يحتمل صحّته لغيره - كما لا يخفى - . و بهذا تسلم أحكامي على أحاديث الكتابة من الاعتراضات المذكورة . اللّهمّ فلك الحمد . و اسلم - أخي - من كلّ شرٍّ و سوء . و الحمد لله ربّ العالمين . و كتب : ــــــــــــــــــ أبو عبد الرّحمن الأثريّ معـــــاذٌ بن يوســـــف الشّمّريّ - أعانه ربّه - في : إربد - حرسها الله - في : ليلة 18 - شعبان - 1425 هـ .
__________________
أبو عبد الرّحمن الأثريّ
- كان الله له - |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
تحذير أولي الأحلام من قرن الحديث بالرسومات تقربا للرحمن | ماهر بن ظافر القحطاني | منبر البدع المشتهرة | 11 | 30-05-2011 11:10AM |