لابأس من الدفن ليلا إذا لم يؤد دفنه ليلا إلى التقصير في حقه
فإن سبب زجر النبي صلى الله عليه وسلم لهم التقصير في حقه
وقد دفن بعض الصحابة ليلا كأبي بكر أو غير ه ولم تذكر ضرورة وقد نقل النووي إجماعا
ففي شرح النووي
قَوْله : ( إِنَّ عَلِيًّا دَفَنَ فَاطِمَة رَضِيَ اللَّه عَنْهَا لَيْلًا )
فِيهِ : جَوَاز الدَّفْن لَيْلًا ، وَهُوَ مُجْمَع عَلَيْهِ ، لَكِنَّ النَّهَار أَفْضَل إِذَا لَمْ يَكُنْ عُذْر ؟
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ " مَاتَ إِنْسَان كَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودهُ فَمَاتَ بِاللَّيْلِ فَدَفَنُوهُ لَيْلًا ، فَلَمَّا أَصْبَحَ أَخْبَرُوهُ . فَقَالَ : مَا مَنَعَكُمْ أَنْ تُعْلِمُونِي ؟ فَقَالُوا : كَانَ اللَّيْل ، وَكَرِهْنَا - وَكَانَتْ ظُلْمَة - أَنْ نَشُقّ عَلَيْك ، فَأَتَى قَبْره ، فَصَلَّى عَلَيْهِ " . قال صحب عون المعبود
قِيلَ : وَحَدِيث النَّهْي مَحْمُول عَلَى الْكَرَاهَة وَالتَّأْدِيب .
وَاَلَّذِي يَنْبَغِي أَنْ يُقَال فِي ذَلِكَ - وَاَللَّه أَعْلَم - : أَنَّهُ مَتَى كَانَ الدَّفْن لَيْلًا لَا يَفُوت بِهِ شَيْء مِنْ حُقُوق الْمَيِّت وَالصَّلَاة عَلَيْهِ ، فَلَا بَأْس بِهِ ، وَعَلَيْهِ تَدُلّ أَحَادِيث الْجَوَاز ، وَإِنْ كَانَ يَفُوت بِذَلِكَ حُقُوقه وَالصَّلَاة عَلَيْهِ وَتَمَام الْقِيَام عَلَيْهِ ، نُهِيَ عَنْ ذَلِكَ ، وَعَلَيْهِ يَدُلّ الزَّجْر
وقال صاحب السبل في حديث الزجر عن الدفن ليلا
وَهُوَ ظَاهِرٌ أَنَّ النَّهْيَ إنَّمَا هُوَ حَيْثُ كَانَ مَظِنَّةَ حُصُولِ التَّقْصِيرِ فِي حَقِّ الْمَيِّتِ بِتَرْكِ الصَّلَاةِ أَوْ عَدَمِ إحْسَانِ الْكَفَنِ فَإِذَا كَانَ يَحْصُلُ بِتَأَخُّرِ الْمَيِّتِ إلَى النَّهَارِ كَثْرَةُ الْمُصَلِّينَ أَوْ حُضُورُ مَنْ يُرْجَى دُعَاؤُهُ حَسُنَ تَأَخُّرُهُ وَعَلَى هَذَا فَيُؤَخَّرُ عَنْ الْمُسَارَعَةِ فِيهِ لِذَلِكَ وَلَوْ فِي النَّهَارِ وَدَلَّ لِذَلِكَ دَفْنُ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلَامُ لِفَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلَامُ لَيْلًا وَدَفْنُ الصَّحَابَةِ ؛ لِأَبِي بَكْرٍ لَيْلًا .