بسم الله الرحمن الرحيم
هذا حوار ماتعٌ نافعٌ، سمعتُه، وأحببتُ أن أنقله لكنَّ -أخواتي الفاضلات-:
الشيخ: هذا يقول .. يستأذن في قصيدة؛ هل ترغبون نأذن له؟ نعم؟ طيب.
طالب: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلامُ على رسول الله، أما بعد: -يا فضيلة الشيخ!- أستأذنكم في القصيدة:
يا أمَّتي! إنَّ هذا الليلَ يَعْقبهُ فَجرٌ .. وأنْوارُهُ في الأرْضِ تَنْتَشِرُ
وَالخَيْرُ مُرْتَقَبٌ، وَالفَتْحُ مُنْتَظَرٌ .. والحَقُّ رُغْمَ جُهودِ الشَّرِّ مُنْتَصِرُ
الشيخ: إن شاء الله.
طالب:
وَبِصحْوَةٍ بَارَكَ البارِي مَسِيرَتَها .. نَقِيةٍ مَا بِها شَوْبٌ وَلا كَدَرُ
مَا دَام فِينا ابنُ صَالِحٍ شَيخُ صَحْوَتِنا .. بِمِثْلِهِ يُرْتَجَى التَّأْييدُ وَالظَّفَرُ
الشيخ: أنا لا أوافق على هذا البيت!
طالب: نحن نوافق -يا شيخ!-.
الشيخ: لا. لا أوافق! لأني لا أريد أن يُربَط الحق بالأشخاص؛ كل شخص سيفنى. فإذا ربطنا الحق بالأشخاص؛ معناه: أن الإنسان إذا مات؛ قد ييأس الناس مِن هذا!
فأقول: إذا كان يمكنك الآن أن تبدِّل البيت:
ما دام فينا كتاب الله، سنة رسوله ..
هذا طيب.
طالب (يكمل):
ما دام فينا كتاب الله، سنة رسوله ..
الشيخ: نعم.
طالب (يكمل):
ابن العثيمين ..
الشيخ (يضحك): لا -يا شيخ!-!! لا، لا!!! هذي لا تجيبها! (وَقِّفْ وَقِّفْ)
طالب (يكمل!):
فقيهٌ ..
الشيخ: إنت ما عندك إلا هذا! ...
ثم قال -رحمه الله-:
أبدًا ما لها داعي - يا (رَجَّال!) -. بس أنا أنصحكم الآن -من الآن وبعد الآن-: أن لا تجعلوا الحق مربوطًا بالرجال.
الرجال -أولا- يضِلُّون، حتى ابن مسعود يقول: " مَن كان مُسْتَنًّا؛ فَلْيَسْتَنَّ بِمَنْ مات؛ فإنَّ الحيَّ لا تُؤمَنُ عليه الفِتنة ".
الرجال؛ إذا جعلتم الحق مربوطًا بهم؛ يمكن الإنسان يغتر بنفسه -نعوذ بالله مِن ذلك-، ويسلك طرقًا غير صحيحة.
ولذلك:
أنا أنصحكم الآن: أن لا تجعلوا الحق مُقيَّدًا بالرجال.
الرجل -أولا- ما يأمن -نسأل الله أن يثبتنا وإياكم- ما يأمن الزَّلَل والفتنة.
وثانيًا: أنه سيموت، ما في أحد سيبقى، {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ}.
وثالثًا: أن بني آدم بشر؛ ربما يغتر إذا رأى الناس -يعني- يُبَجِّلونه ويُكْرِمُونه ويَلتفُّون حولَه، ربما يغتر، ويظن أنه مَعصوم، ويدَّعي لنفسه العِصمة، وأنَّ كل شيء يفعله فهو حقٌّ، وكل طريقٍ يسلكه فهو مشروعٌ؛ فيحصل بذلك الهلاك!
ولهذا:
امتدح رجلٌ رجلا عند النبي -عليه الصلاة والسلام-، فقال له: " وَيْحَكَ! قَطَعْتَ عُنُقَ صاحِبِكَ -أو: ظَهْرَ صاحِبِكَ- ".
وأنا أشكر الأخ مقدَّمًا -وإن لم أسمع ما يقوله فيَّ- على ما يُبديه مِن الشعور نحوي، وأسأل الله أن يجعلني عند حسن ظنه أو أكثر.
ولكن ما أحب هذا.
وأنا مجازيك المجازاة -إن شاء الله تعالى-، أسأل الله أن يجزيك عني خيرًا وأن يثيبَك.
فرغتُه من ((سلسلة لقاء الباب المفتوح/47-أ )) للشيخ ابن عثيمين رحمه الله الدقيقة 21:39
ملاحظة : التفريغ لأحدى الأخوات جزاها الله خيرا.