عمرو التهامى |
28-03-2017 02:38AM |
حسن الخلق أثقل ما يوضع في الموازين في العشر من ذي الحجة وغيرها
1 مرفق
|
|
|
|
حسن الخلق أثقل ما يوضع في الموازين
في العشر من ذي الحجة وغيرها
السلام عليكم ورحمة الله...... وبعد
لننتبه ياإخواني ولنواصل العمل ولنستدرك ما فات في هذه الأيام العشر المباركة ولا يزال الوقت والأعمال بالخواتيم......
وخير مايبذل بهذه الأيام وأثقل مايوضع في صحائف عباد الرحمن خلق حسن وسمت مستحسن
روى الترمذي في جامعه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" ما شيءٌ أثقلُ في ميزانِ المؤمنِ يومَ القيامةِ مِن خُلُقٍ حسنٍ؛ فإن اللهَ تعالى لَيُبْغِضُ الفاحشَ البذيءَ. " (سنن الترمذي2002)
ولذلك علامات: فمجمع ذلك ترك الغضب وحسن الظن واحتمال الأذى بل والإحسان لمن أساء تعبدا لله لاجبنا وخورا
قال الإمام أحمد :خالط الناس واصبر على أذاهم واحسن إاليهم ولعلك تسلم
قال ابن عمر : البر شيء هين وجه طلق ولسان لين
فحسن الخلق بذل المعروف وطلاقة الوجه
وكذلك إحتمال الأذى والإعراض عن الجاهلين وعدم قبول وشاية النمامين من الحسدة أو المغرضين ولو من غيرهم من الصالحين المتأولين فقد أوذيت عائشة من بعض العدول ووشي بها عندهم فاحتملت وصبرت.....وصبرت ففرج الله عنها ورفعها وما ذُكر أنها طعنت فيمن تكلم عليها لكمال حسن خلقها وجمال تربية نبينا صلى الله عليه وسلم لها و كما قال صلى الله عليه وسلم " وأنَّ النصرَ مع الصبرِ وأن الفرجَ مع الكربِ وأنَّ مع العسرِ يسرًا " مسند أحمد 4/287
قال الإمام أحمد إسمعوا من فلان...فقال إنه يتكلم فيك فقال قد ابتُلي بي فاسمعوا منه لأنه قد عده صاحب سنة ولم يفسقة فذلك إن كان المسموع منه على علم وسنة واحتاج لعلمه وتأول وليس المموه والمشقق والباهت الكاذب المضل المبين الذي لايعرف لذوي الفضل فضلهم فذلك من الفاسقين ...سبحان الله...ينتقمون لله...لا لأنفسهم فرفعهم اخلاصهم له سبحانه وصبرهم مع جواز الانتصار للنفس بالحق والعلم المحقق ولايعاب من فعله كما يظن من لاعلم له قال تعالى "وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ " (سورة الشورى أية 39)
قال بن كثير رحمه الله :أي فيهم قوة الانتصار ممن ظلمهم واعتدى عليهم ليسوا بالعاجزين ولا الأذلين بل يقدرون على الانتقام ممن بغى عليهم وإن كانوا مع هذا إذا قدروا عفوا كما قال يوسف عليه الصلاة والسلام لإخوته "لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم" مع قدرته على مؤاخذتهم ومقابلتهم على صنيعهم إليه وكما عفا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أولئك النفر الثمانين الذين قصدوه عام الحديبية ونزلوا من جبل التنعيم فلما قدر عليهم مَنَّ عليهم مع قدرته على الانتقام وكذلك عفوه صلى الله عليه وسلم عن غورث بن الحارث الذي أراد الفتك به حين اخترط سيفه وهو نائم فاستيقظ صلى الله عليه وسلم وهو في يده مصلتا فانتهره فوضعه من يده وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم السيف في يده ودعا أصحابه ثم أعلمهم بما كان من أمره وأمر هذا الرجل وعفا عنه وكذلك عفا صلى الله عليه وسلم عن لبيد بن الأعصم الذي سحره عليه السلام ومع هذا لم يعرض له ولا عاتبه مع قدرته عليه وكذلك عفوه صلى الله عليه وسلم عن المرأة اليهودية - وهي زينب أخت مرحب اليهودي الخيبري الذي قتله محمود بن سلمة - التي سمت الذراع يوم خيبر - فأخبره الذراع بذلك - فدعاها فاعترفت فقال صلى الله عليه وسلم "ما حملك على ذلك؟" قالت أردت إن كنت نبيا لم يضرك وإن لم تكن نبيا استرحنا منك فأطلقها عليه الصلاة والسلام.
فجاز لهم الانتقام بالحق لأنفسهم ولكن طلبوا الكمال فرفعهم االرحيم الرحمن فذلك صفة صاحب الخُلِق العظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي قال الله فيه " وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ " (سورة القلم 4) فى التغافل عن أذية المعادين
قالوا رحمهم الله التغافل تسعة أعشار الاخلاق
يعرف أن صاحب العداوة الخفية بأنه يحفر له ويتتبع عثرته وإن أظهر له الود والتعمية ويشيعها إذا ظفر بها كالمنافقين ويلقاه مع ذلك بوجه طلق ويقبل معذرته ويأخذه بالظاهر ولكأنه ولي حميم
كما قال الرب (إدفع باللتي هي أحسن) أي تطاول من جهل عليك وأساء بالحلم والإحسان لإرادة الدرجات العلى في جنة الخلد لا الرتبة عند الخلق
فالثانية تفنى والأولى تبقى والاخرة خير وأبقى (فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم)
قال بن القيم : الكلام اللطيفيخفف عداوة العدوويزيد مودة الحميم الصديقإلا من تطاول على الدينورأى صاحب العلمالتشديد لعله يستقيم قال الامام أحمدعفوت عن كل أحد إلا ابن ابي دؤاد
وكما قال موسى لفرعون وإني لأظنك يافرعون مثبورا فذلك ليس انتصارا للنفس إلا عند الجاهلين
وكما رد نبينا وبكَت من قال لم تعدل وتجرأ على الدين كما في الحديث
حدثنا أبو بكر ثنا يحيى بن آدم ثنا يزيد بن عبد العزيز ثنا اسحاق بن راشد عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن والضحاك بن قيس عن أبي سعيد الخدري قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم مغانم حنين فأتاه رجل من بني تميم يقال له ذو الخويصرة فقال يا رسول الله أعدل فقال له خبت وخسرت إن لم أعدل ثم قال عمر دعني أقتله فقال إن لهذا أصحابا يخرجون عند اختلاف في الناس يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية وآيتهم رجل منهم كأن يده ثدي المرأة وكأنها بضعة تدردر قال فقال أبو سعيد سمع أذني من رسول الله صلى الله عليه وسلم وبصر عيني مع علي رضي الله عنه حين قتلهم ثم استخرجه حتى نظرت إليه(ظلال الجنة قال الالباني إسناده جيد )
وصاحب العلم يقدر متى يشدد ومتى يتجاوز ومن خبط خبط عشواء فتراخى في موضع الشدة فذلك خور وجبن واشتد في موضع يطلب فيه اللطف أساء في دعوته لرب الارض والسماء الذي أمر بالحكمة والحكمة يعرفها صاحب العلم الذي كان بآثار السلف مستنير لا الناشيء أو صاحب الهوى الذي هو على العلم متطفل مغير
فأسأله كما حسن خَلقِنا أن يُحسِن أخلاقنا وان يرينا معنى حسن الخلق في العلم والصراط المستقيم حتى لا نكون في من المتهوكين أو الضالين واجمع اللهم بحسن الخلق كلمتنا على السنة وماجاء عن سلف الامة
وكتبه
أبو عبدالله ماهر بن ظافر القحطاني
منقول من رسائل الشيخ ماهر القحطانى حفظه الله في وسائل التواصل الإجتماعى 26-11-1436
|
|
|
|
|
|