|
English |
|
11-08-2016, 06:56PM
|
إداري - وفقه الله -
|
|
تاريخ التسجيل: Nov 2015
المشاركات: 520
|
|
الحب في الله
|
|
|
|
عبادة منسية وسنة عند كثير من الخلق غير مرعية
(الحب في الله)
بسم الله الرحمن الرحيم
سبحان الله فكم يضيع المسلم من ثواب عظيم لغفلته عن السنن المنسية ومن تلكم السنن عبادة يُغبط العبد إذا تنسك بها يوم القيامة النبيون والشهداء فكيف بمطلق الصالحين أصحابها على منابر من نور
وإن أعظم سبب للغفلة عنها حب الدنيا ونسيان الاخرة والغفلة عنها وماعند الله خير للأبرار
مع قول الله تعالى موبخا من تعلق بالدنيا ونسي الاخرة ( بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ، وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ )
إنها عبادة الحب في الله ومعناها أن يجاهد العبد قلبه عملا بقول الله تعالى ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ) ليميل حبا لأخيه لأنه مطيع لله تظهر عليه آثار الخوف منه
فيحسن الظن فيه ويكره الكلام فيه بالبهتان بل وينصره بالحق وينصحه ويستر عليه ولايفضحه ولايخذله وهو يستطيع نصرته بلامفسدة راجحة
وعلامة ذلك كما قال بعض أهل العلم
ألا تنقص محبته بجفاءه له ولا تزداد ببره ووصله لانه إنما أحبه لأنه مطيع لله
ولكن إذا امتلأ القلب بحب الدنيا فسيغلب القلب المتيم بها فلا يستطيع إستظهار هذا المعنى والعمل به في علاقاته بمن يتعايش معه
فتجده يحب الزوجه لا لأنها مطيعة لله بل لتلبية رغباته وهي تحبه مادام أنه يقوم بمتطلباتها
والصديق يحبه لأنه يأنس به أو يكتسب منه فوائد ذات حظ دنيوي عاجل فإذا قضيت منه مصلحته أعرض عنه أو لجمال صوته أو لخدمته ويحب ولده غريزة ويزداد لمعاني كجماله أولمنصبه وكذلك رئيسه بالعمل وصاحبه في مهنته وجاره وعماله في تجارته
أو يوده لأنه من حزبه أو لأنه يشترك معه في حب أشخاص وبغض آخرين ولو على غير ولاء لرب العالمين وسنة سيد الاولين والاخرين
ولو عمل بالسنة وخالفه وجادله ولو بالحق لأبغضه وحرش الناس عليه
فصار الحب في الله قصة تروى يندر من يتنسك بها أصحابها لاتكاد تراهم ولاتسمع عنهم إلا في كتاب أو تحت تراب إلا مارحم رب الأرباب
وان تظاهر بها انسان فلا تجد باطنه يحكي مابلسانه من قوله لصاحبه أحبك في الله
فمن اثارهم تعرف اخبارهم
فلا ينصحه ولا يستر على غلطه بل يهتك ستره فيفضحه ويقطعه اذا قضى منه مصلحته
ولا يعينه ولو بقدر استطاعته
والمؤمن يستر وينصح والفاجر يهتك ويعير كما قيل
فمن استحضر هذه العبادة العظيمة مع عزة من يذكر بها وندرة من يتنسك بها مع كونها عبادة هي سبب لدخول الجنة وقوة المسلمين لصيانة التوحيد والاسلام وسنة سيد المرسلين
استحق وهو يجاهد نفسه للتنسك بها مع الاستمرار حتى الممات دون ان يلتفت قلبه لجاه مسؤول وغنى تاجر بحب الدنيا مأفون وبغلبة الهوى مدفون استحق أن يجعله الله على منابر من نور يغبطه الانبياء والصالحون
فاستحضر هذا المعنى أيها الناصح لنفسك مع زوجتك فاحبها لانها تصلي وتصوم وتغض بصرها عن الحرام وتتصدق ولا تغتاب المسلمين وكذلك استحضر هذا المعنى مع والدك وولدك والناس أجمعين على قدر تمسكهم بالسنة والدين لا لاجل مصلحة يموت ودك لهم ومحبتك اياهم بموتها
حينئذ ستجب محبة الله لك ويغبطك النبيون والشهداء وتكون على منابر من نور ويظلك الله تحت ظله
روى الإمام أحمد في مسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنَّ اللَّهَ يقولُ يومَ القيامةِ : أينَ المُتحابُّونَ بجلالي ، اليومَ أظلُّهم في ظلِّي . يومَ لا ظلَّ إلَّا ظلِّي )
وروى الترمذي في جامعه عن معاذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( قالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ المتحابُّونَ في جلالي لَهُم مَنابرُ مِن نورٍ يغبطُهُمُ النَّبيُّونَ والشُّهداءُ )
وروى الطبراني عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ليبعَثنَّ اللهُ أقوامًا يومَ القيامةِ في وجوهِهم النُّورُ على منابرِ اللُّؤلؤِ يغبِطُهم النَّاسُ ليسوا بأنبياءَ ولا شهداءَ ، قال : فجثا أعرابيٌّ على رُكبتَيْه ، فقال يا رسولَ اللهِ : جَلِّهم لنا نعرفُهم ، قال : هم المُتحابُّون في اللهِ من قبائلَ شتَّى ، وبلادٍ شتَّى يجتمِعون على ذكرِ اللهِ يذكُرونه ) رواه الطبراني قال الالباني بإسناد حسن
فانظر رحمك الله لأي شيء استحقوا أن يغبطهم الانبياء واذكر الان من تعاشرهم هل تستحضر فيهم هذا المعنى ام لا تكاد تذكر من يميل قلبك الان له لأنه قائم بحدوده سبحانه بعلم وبصيرة مع أنها قد تفوتك من كمال محبة الله مايفوت بتضييع هذه السنة والتي هي سبب لدخول الجنة
ففي المسند عن معاذ مرفوعا – ( قال اللهُ تعالى : وجبتْ محبتي لِلْمُتَحابينَ فِيَّ ، و المتجالسينَ فِيَّ ، والمتباذلينَ فِيَّ ، والمتزاورينَ فِيَّ )
روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( والذي نفسِي بيدِه لا تدخلوا الجنةَ حتى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتى تحابُّوا ألا أدلُّكم على شيءٍ إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلامَ بينَكم )
وفي الحديث ( تهادوا تحابوا )
واليوم ولاحول ولاقوة الابالله عامة محبة الناس وتعارفهم للمصالح فجزى الله خيرا من احيا هذه السنة ونشرها وبين حقيقة معناها
قال الشوكاني رحمه الله: بت ليلة من الليالي على الفراش أتقلب أتذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم؛ (إن المتحابين في الله على منابر من نور يغبطهم النبيون و الشهداء) فكنت أتقلب كيف أوجه هذا الحديث كيف محبة في الله تغبط من النبيين والشهداء على منابر من نور! فقلت المحبة الموجودة بين الناس الآن أغلبها ليست حباً في الله ؛ الزوج يحب زوجته ليس حباً في الله،
الزوجة تحب زوجها ليس حباً في الله ، اﻵباء يحبوا أبنائهم ليس حباً في الله ، اﻷبناء يحبوا آبائهم ليس حباً في الله ، وكذلك : تحب اﻷمير، تحب التاجر، تحب المسؤول، تحب فلان من أجل جماله، من أجل صوته، من أجل ماله فعرفت أن المحبه في الله أندر من الكبريت اﻷحمر
فاللهم اتي نفوسنا تقوها زكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها
كتبه محبكم في الله/
أبوعبدالله ماهر بن ظافر القحطاني |
|
|
|
|
التعديل الأخير تم بواسطة عمرو التهامى ; 20-03-2017 الساعة 05:29PM
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
|
|
أدوات الموضوع |
|
انواع عرض الموضوع |
العرض العادي
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
|