#1
|
|||
|
|||
فضائل شهر محرم
فضائل شهر محرم الحمد الله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليما كثيرا، أما بعد: أيها الناس، اتقوا الله تعالى، واشكروه على نعمه الظاهرة والباطنة، فما زال يوالي عليكم مواسم الخير الفضل، ما انتهت أشهر الحج إلى وأعقبها شهر الله المحرم، وهذا الشهر خصه الله بخصائص: أولا: أنه من الأشهر الحُرم التي حرم الله فيها القتال قال تعالى: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ) وهذه الأربعة: هي ذو القعدة، وذو الحجة، وشهر محرم، والرابع شهر رجب، حرم الله القتال فيها من أجل تأمين الحجاج والمعتمرين في سفرهم للحج والعمرة، فلما جاء الإسلام - ولله الحمد - انتشر الأمن واندحر الكفار، وقام الجهاد في سبيل الله عز وجل في كل وقت مهما أمكن ذلك. إن هذا الشهر له فضائل قال صلى الله عليه وسلم: "أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ" فيستحب الإكثار فيه من الصيام. وهو أيضا من الأشهر الحرم. وهو الشهر الذي اختاره الصحابة في عهد عمر رضي الله عنه ليكون أول السنة الهجرية، فهو شهر له فضائل: ومن أعظم فضائله: أن فيه يوم عاشوراء الذي اخبر فيه النبي صلى الله عليه وسلم أن صيامه يكفر السنة الماضية، وقد صامه موسى عليه السلام شكرا لله لما أغرق الله فرعون وقومه فصامه شكرا لله عز وجل، وصامه اليهود من بعده، فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة مهاجرا وجد اليهود يصومونه فقال: "ما هذا الصوم الذي تصومونه؟" قالوا: إنه يوم أعز الله فيه موسى وقومه، وأذل الله فيه فرعون وقومه وقد صامه موسى عليه السلام فنحن نصومه، فقال صلى الله عليه وسلم: "نَحْنُ أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ" أو "أولا بِمُوسَى مِنْكُمْ" فصامه صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه فصار صيامه سنة مؤكدة؛ لكنه صلى الله عليه وسلم أراد منا أن نخالف اليهود فـأمر "بصوم يوم قبله" وهو اليوم التاسع، وفي رواية أو "صوم يوما بعده"، ولكن صيام يوم التاسع أوكد، فيصام هذا اليوم اقتداءً بأنبياء الله بموسى عليه السلام وبمحمد صلى الله عليه وسلم في صيامه وهو يوم أعز الله فيه المسلمين على يد موسى عليه السلام، فهو نصر للمسلمين إلى أن تقوم الساعة، ونعمة من الله عز وجل يُشكر عليها وذلك بالصيام، فصيامه سنة نبوية مؤكدة، فيصومه المسلم اليوم التاسع ويصوم اليوم العاشر الذي هو يوم عاشوراء، ومضت هذه السنة في هذه الأمة والحمد لله فيتأكد صيامه طلبا للأجر والثواب وشكرا لله عز وجل. فسنة الأنبياء وأتباعهم أنهم يشكرون الله على الانتصارات وذلك بالطاعة والصيام وذكر الله عز وجل وشكره ولا يحدثون في هذه الانتصارات بدعا ومنكرات فإن هذا من سنة الجاهلية، والاحتفالات إنما يحدثون فيها الشكر لله عز وجل والصيام، فإحياء السنة أمر مطلوب من الأمة، في صومه أجر عظيم، يكفر السنة الماضية. فلا ينبغي للمسلم أن يفرط فيه، أما من يتخذ يوم عاشوراء يوم حزن ويوم بكاء وعويل ونياحه كما تفعله الشيعة قبحهم الله حزنا على مقتل الحسين رضي الله عنه فإنه قتل في هذا اليوم في يوم عاشوراء في اليوم العاشر من شهر محرم؛ ولكن المصيبة لا تقابل بالنياحة والمعاصي والمنكرات؛ وإنما تقابل بالطاعة والصبر والاحتساب، مقتل الحسين رضي الله عنه لاشك أنه مصيبة؛ ولكن الله أمرنا عند حدوث المصائب أن نصبر ونحتسب. والمسنون في هذا اليوم هو سنة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أنه يصام ولا يحدث فيه أي عمل آخر، وكذلك على العكس من جهال المسلمين ومن جهال أهل السنة من يعتبر هذا اليوم يوم فرح وبعضهم يسميه العيد عيد العمر يقولون وهو ليس عيدا إنما هو يوم نصر وشكر لله عز وجل ويوسعون على أولادهم ويعطونهم الهدايا يتقابلون الهدايا فيما بينهم هذه بدعة وأمر محدث ولا يجوز، وهذا يكون مقابلا لفعل الشيعة، الشيعة يحزنون وهؤلاء يفرحون، أيفرحون بمقتل الحسين رضي الله عنه يعني يحملهم بغض الشيعة على أن يفرحوا بمقتل الحسين رضي الله عنه لا، هذا لا يجوز. فالواجب على المسلمين اتباع السنة وترك البدعة هذا هو المطلوب، والبدعة لا تقابل بما هو شر منها ببدع أخرى، إنما تقابل بتركها وإحياء السنة. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضى، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب فاستغفروه توبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية: الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه وأعوانه، وسلم تسليماً كثيرا، أما بعد: أيها الناس، اتقوا الله تعالى، واعلموا أنها لا يقبل سنة أو نافلة حتى تؤدى الفريضة، فحرصوا على أداء الفرائض أولا، لأن الفرائض أحب إلى الله من النوافل، قال الله جل وعلا في الحديث القدسي: "ما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه" فالنوافل مكملة للفرائض، أما أن تقام النوافل وتساهل في الفرائض فهذا أمر معكوس. الواجب على المسلم أن يحافظ على الفرائض أولا وقبل كل شيء ثم يأتي بالنوافل بعدها لتكون مكملة لها وزيادة خير للمسلم. اتقوا الله، عباد الله، واعلموا أنَّ خير الحديث كتاب الله، وخير الهديَّ هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور مُحدثاتها، وكل بدعة ضلالة، وعليكم بالجماعة، فإنَّ يد الله على الجماعة، ومن شذَّ شذَّ في النار. (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)، اللَّهُمَّ صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولِك نبيَّنا محمد، وارضَ اللَّهُمَّ عن خُلفائِه الراشدين، الأئمةِ المهديين، أبي بكرَ، وعمرَ، وعثمانَ، وعليٍّ، وعَن الصحابةِ أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين. اللَّهُمَّ أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمنا مستقرا وسائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين، اللَّهُمَّ أحفظ علينا أمننا وإيماننا واستقرارنا في أوطاننا وأصلح ولاة أمورنا ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا وقنا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللَّهُمَّ أرنا الحق حقا ورزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلا ورزقنا اجتنابه، وحبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان وجعلنا من الراشدين، اللَّهُمَّ أصلح ولاة أمورنا، اللَّهُمَّ وفقهم لما فيه خيرهم وخير الإسلام والمسلمين، اللَّهُمَّ أحفظ بهم أمننا وجمع بهم كلمتنا،وألف بهم جماعتنا يا حي يا قيوم يا سميع الدعاء، اللَّهُمَّ أحفظ بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين، اللَّهُمَّ فرج للمسلمين مما هم فيه من كرب وضيق على يد الأعداء والكافرين والمنافقين، اللَّهُمَّ فرج للمسلمين بفرج عاجل، اللَّهُمَّ فرج للمسلمين بالنصر، اللَّهُمَّ فرج للمسلمين من كل شدة ومن كل كرب يا سميع الدعاء يا فراج الكربات يا مجيب الدعوات يا مغيث اللهفات يا حي يا قيوم يا سميع الدعاء يا ذا الجلال والإكرام (رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ). عبادَ الله،(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)، (وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمْ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ)، فذكروا الله يذكركم، واشكُروه على نعمه يزِدْكم، ولذِكْرُ الله أكبرَ، والله يعلمُ ما تصنعون. المصدر: الشيخ الوالد الفقيه / صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله ورعاه http://www.alfawzan.af.org.sa/node/15019 |
#2
|
|||
|
|||
فضل صيام شهر محرم، وصيام عشوراء
السؤال: متى يبدأ صيام شهر المحرم أو صيام عاشورا، هل يبدأ في أول المحرم، أو في وسطه، أو في آخره، وكم عدد صيامه؟ لأني سمعت أن صيام عاشورا يبدأ من واحد محرم إلى عشرة محرم. وفقكم الله الجواب : يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم) وهو عاشوراء، والمعنى أنه يصومه كله من أوله إلى أخره، من أول يوم منه إلى نهايته، هذا معنى الحديث، ولكن يخص منه يوم التاسع والعاشر، أو العاشر والحادي عشر لمن لم يصمه كله، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يصوم عاشوراء في الجاهلية، وكانت تصومه قريش أيضاً، فلم قدم المدينة -عليه الصلاة والسلام- وجد اليهود يصومونه، فسألهم عن ذلك فقالوا: إنه يومٌ نجى الله فيه موسى وقومه، وأهلك فرعون وقومه، فصامه شكراً لله صامه موسى شكراً لله ونحن نصومه، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (نحن أحق وأولى بموسى منكم) وصامه وأمر بصيامه، فالسنة أن يصام هذا اليوم يوم عاشوراء، والسنة أن يصام قبله يوم أو بعده يوم، لما روي عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: (صوموا يوماً قبله ويوماً بعده)، وفي لفظ: (يوماً قبله أو يوماً بعده) وفي حديث آخر: (لئن عشت إلى قابل لأصومن التاسع يعني مع العاشر)، فهذا هو الأفضل، أن يصام العاشر لأنه يوم عظيم حصل فيه خيرٌ عظيم لموسى والمسلمين، وصامه نبينا محمد -عليه الصلاة والسلام-، فنحن نصوم التاسع بنينا -عليه الصلاة والسلام-، وعملاً بما شرع -عليه الصلاة والسلام-، ونصوم مع يوماً قبله أو يوماً بعده مخالفة لليهود، والأفضل التاسع مع العاشر لحديث (لئن عشت إلى قابل لأصومن التاسع) فإن صام العاشر والحادي عشرة أو صام الثلاث فكله حسن يعني صام التاسع والعاشر والحادي عشر كله طيب، وفيه مخالفة لليهود، فإن صام الشهر كله فهو أفضل له. الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز يرحمه الله http://www.binbaz.org.sa/mat/13761 . |
#3
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
قصة موسى عليه السلام مع فرعون العلامة / صالح بن فوزان الفوزان -حفظه الله- http://www.alfawzan.af.org.sa/node/14218 رابط المادة الصوتية http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...h-2-1-1434.mp3 قصة موسى وقومه مع فرعون وقومه العلامة / صالح بن فوزان الفوزان -حفظه الله- خطبة الجمعة 05-01-1435هـ http://www.alfawzan.af.org.sa/node/14218 رابط المادة الصوتية : http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...1-1435_0_0.mp3 . التعديل الأخير تم بواسطة ام عادل السلفية ; 22-10-2014 الساعة 11:58PM |
#4
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
قصة موسى عليه السلام مع فرعون لفضيلة الشيخ الدكتور/ صالح بن فوزان الفوزان -حفظه الله- خطبة الجمعة 05-01-1435هـ الخطبة الأولى الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الملك الحق المبين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، الصادق الأمين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليماً كثيرا، أما بعد: أيُّها الناس، اتقوا الله تعالى، واعتبروا بما ذكره الله جل وعلا في قصص الأنبياء في القرآن الكريم عبرةً وعظه، وتوطيناً للمسلمين وأن الباطل مهما علا وارتفع فإنه ساقط ومتمزق، وأن الحق مهما ابتلي واعتديا عليه وعلى أهله فإنه باقي وإنه ينتصر والعاقبة للتقوى، وإن مما قصه الله في القرآن الكريم قصة موسى عليه السلام مع فرعون اللعين الذي طغى وبغى وقال: (أَنَا رَبُّكُمْ الأَعْلَى)، (يَا أَيُّهَا الْمَلأ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي)، ومن قبله قوم عاد: (مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ)، فما كان من شأن قوم عاد إلا أن سلط الله عليهم الريح العقيم التي جعلت تأخذ الرجال على عظم أجسامهم، تأخذهم وترفعهم إلى الجو، ثم تنكس على رؤوسهم وتدقوا أعناقهم، فصاروا عبرة للمعتبرين، وعظة للمتذكرين، وكذلك فرعون الذي تجبرا وطغى وقال عن نفسه: (يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ* أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ) يعني: موسى عليه السلام (وَلا يَكَادُ يُبِينُ) ما كاد ينطق لما في كلمه من الثقل عليه الصلاة والسلام، ولهذا قال في دعاءه: (وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي* يَفْقَهُوا قَوْلِي)، (أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ) يعني: ضعيف (وَلا يَكَادُ يُبِينُ* فَلَوْلا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ* فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ* فَلَمَّا آسَفُونَا) يعني: أغضبونا (انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ* فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفاً وَمَثَلاً لِلآخِرِينَ) يعني: عبرة للمتأخرين، وهكذا الباطل في كل زمان ومكان مهما ارتفع وطغى فإن مآله إلى البوار والخراب، والحق مهما ابتلي واعتديا عليه فإنه باقي منتصر، واليوم وإن كان المسلمون يعيشون هذه الفتن والعدو قد تتطاول عليهم بقوته وجبروته وأخرجهم من ديارهم وفعل بهم ما يفعل الآن فإنه لا بدا أن يلقى المصير الذي لقي قبله من الجبابرة والمتكبرين، وإن الحق وأهله وأهل الحق سينتصرون بإذن الله وتكون العقبة لهم كما هي سنة الله في الأولين والآخرين، إنهم كانوا في مصر تحت ولاية فرعون الطاغية، وكان مصر يسكنه قبيلان قبيل القبط الذين هم آل فرعون، وقبيل بنو إسرائيل الذين هم من ذرية إبراهيم عليه الصلاة والسلام، من ذرية الأنبياء، وهم خير أهل زمانهم، بنو إسرائيل كانوا خير أهل زمانهم: (وَلَقَدْ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ) فهم خير زمانهم، وكان فرعون يتخوف من أن يقوى بنو إسرائيل في يوم من الأيام ويسقط ملكه، تخوف منهم تسلط عليهم بالقهر والإذلال فصار يقتل أبناءهم ويستحي نساءهم يستضعفهم بذلك يخاف منهم، ولكن الحذر لا يغني من القدر، قد شاء الله أن يولد موسى عليه السلام أن يولد وأن يسلم من القتل، وان يكون في بيت فرعون يتربى في بيت فرعون بسبب زوجته الصالحة التي حنت على موسى وأحبته قالت: (لا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ)، فنشأ في بيت فرعون يغذيه فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا في العاقبة وأمر الله سبحانه وتعالى، فنشأ في بيت فرعون يأكل من طعامه ويشرب من مشابه ويلبس من لباسه ويركب من مراكبه، ثم إنه حصلت مشكلة بأن جاء على رجلين يتخاصمان واحد من بني إسرائيل من جماعة موسى وواحد من القبط من قوم فرعون (فَاسْتَغَاثَهُ) أي استنصر به (الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ) أي من بني إسرائيل (عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ) فموسى عليه السلام أتاه الله من القوة والنجاة ما أتاه، فلطم ذلك القبط لطمتاً واحدة (فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ) فمات الرجل وأصبح موسى متخوفاً من القبط أن يطلبه للقصاص والانتقام منه فخرج إلى أرض مدين هارباً وتبقى فيها مدة وتزوج فيها وآمن من خوف عدوه، ثم إنه سار بأهله إلى مصر راجعا إلى مصر إلى بلده وقومه، وفي الطريق أكرمه الله بالرسالة وكلمه سبحانه وتعالى، كلمه تكليما (وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى* إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمْ الصَّلاةَ لِذِكْرِي* إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى* فَلا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى* وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى) العصا ( قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى* قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى* فَأَلْقَاهَا) فانقلبت حيةً عظيمةً تسعى فخاف موسى منها وهرب فقال الله له: ارجع خذها (سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الأُولَى) هذه آية من آيات الله، هذه العصا آية من آيات الله يقابل فيها فرعون وقومه ويقهر فرعون وقومه (سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الأُولَى* وَاضْمُمْ يَدَكَ) ادخل يديك في جيبك إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ) مثل الشمس (مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى* لِنُرِيَكَ مِنْ آيَاتِنَا الْكُبْرَى) فأدخل يده فخرجت بيضاء تلوح من غير أن يصيبها برص أو مرض وإنما هذا آية من آيات الله سبحانه وتعالى ثم تعود كما كانت، تعود اليد كما كانت آيتان عظيمتان ليقابل فيهما فرعون وقومه لأن السحر قد استشرى في القبط في قوم فرعون كان هو مهنتهم وحرفتهم، فالله أعطى موسى آية ومعجزةً تقهر السحر عند ذلك تقابلا واجتمعا وجمع فرعون السحرة لأجل أن يبطل ما جاء به موسى، فعرضوا ما عندهم وامتلئ الوادي من الحبال والعصي التي ملؤها بالزئبق حتى صارت تتحرك (يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى* فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى* قُلْنَا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعْلَى* وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا) فألقى موسى عصاه فالتقمت كل ما وضعوه من السحر وأقبلت عليهم، فلما خافوا منها طالبوا من موسى أن يكف عنهم فأخذ موسى بيده وعادت عصا كما كانت عند ذلك آمنا السحرة كلهم وعرفوا أن هذا ليس بالسحر وإنما هي من آيات الله عز وجل، فأمنوا بالله وأعلنوا توبتهم فهددهم فرعون وقتلهم شر قتله، وبهذا انتهت الجولة الأولى مع فرعون دحره الله وأبطل ما عنده من الكيد، ثم إن الله جل وعلا أوحى إلى موسى أن أسري بعبادي يخرج بهم في الليل هربا من فرعون، فخرج بهم في بني إسرائيل خرج بهم ليلا إلى حيث أمره الله، فلما علم فرعون جمع جنوده وكيده وخرج في أثرهم وهذا كل في الليل، فلما تبين الصباح إذا هم على حافة البحر على حافة بحر القلزم المسمى الآن بالبحر الأحمر إذ هم على حافة البحر ما لهم طريق وإذا بفرعون جاء خلفهم ووصلهم (فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ) البحر من أمامنا والعدو من خلفنا، قال موسى عليه السلام: (قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ)، فأوحى الله إليه (أَنْ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ) البحر ضرب البحر بعصاه فانفلق فتجمد وصار طرقا على قدر أسباط بني إسرائيل اثني عشرا طريقا وأصبح الماء كالجبال متجمدا فسلكوا طرقا يابسة في البحر (لا تَخَافُ دَرَكاً وَلا تَخْشَى)، فمروا لما تكاملوا خارجين، دخل فرعون في أثرهم، ولما تكاملوا داخلين أطبق الله عليهم البحر وأغرقهم وبنو إسرائيل ينظرون إليهم وبهذا أهلك الله فرعون وقومه ونجا الله موسى وقومه، فبذلك حصلت النعمة العظيمة وانتهى شأن فرعون وانتهى بطشه وكيده، وفرحوا بني إسرائيل بهلاك عدوهم، فعند ذلك في هذا اليوم، اليوم العاشر من شهر المحرم الذي نجا الله فيه موسى وقومه وأغرق فرعون وقومه، صام موسى عليه السلام هذا اليوم شكرا لله عز وجل على نعمته، وهكذا النعم تقابل بالشكر ولا تقابل بالفخر والخيلاء، وإنما تقابل بالشكر لله والذكر لله عز وجل فصامه موسى عليه السلام، وصار يصام في بني إسرائيل إلى أن بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم، فصامه شكرا لله لأن الحق انتصر وسينتصر، والمؤمنون في كل زمان إخوة، والحق هو الحق، فصامه محمد صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه، ولما كانت اليهود تصومه قد نهينا عن التشبه بهم، أمر صلى الله عليه وسلم أن يصام يوما قبله أو يوما بعده مخالفةً لليهود، فاستقر صيام يوم عاشورا سنة مؤكدة، ويصام اليوم الذي قبله وهذا أكد، فإن فات اليوم الذي قبله فإنه يصام اليوم الذي بعده الحادي عشر ليصوم المسلم يومين مخالفة لليهود بدلا من صوم يوم واحد، فهذه سنة مؤكدة مستقرة إلى يوم القيامة، فصوموه بارك الله فيكم، وأحيوا هذه السنة المباركة إقتداءً بالأنبياء وطلبا لثواب الله عز وجل، واحمدوا الله وشكروه على نصر الحق ودحض الباطل، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى* إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى* اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى* فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى* وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى* فَأَرَاهُ الآيَةَ الْكُبْرَى* فَكَذَّبَ وَعَصَى* ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى* فَحَشَرَ فَنَادَى* فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمْ الأَعْلَى* فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأُولَى* إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى)، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من البيان والذكر الحكيم، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب فاستغفروهُ إنهُ هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشكره على توفقيه وامتنانه، وأشهد أن لا إله الله وحدهُ لا شريك له تعظيما لشأنه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيرا، أما بعد: أيها الناس، اتقوا الله تعالى، واعملوا أن الباطل مهما ارتفع وعظم فإنه على زوال: (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ)، فالحق يبقى وإن أصابه ما أصابه، وأصاب أهله ما أصابهم فإنه باقي وسينتصر في يوم من الأيام وسيضمحل الباطل لكن هذا يحتاج إلى الصبر(فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنْ الرُّسُلِ)، فالصبر عند الشدائد وانتظار الفرج هذا شأن الأنبياء والمرسلين، واتباعهم، وأن لا يهولنكم ما يحصل الآن من أمم الكفر من بطش وكيد وكبرياء وغطرسة ما يحصل منهم من حق المسلمين من تقتيل وتشريد وإيقاد للفتنة بينهم لأجل أن يهلك بعضهم بعضا، فإن هذا ابتلاء وامتحان من الله ليبتلي عباده وليعاقبهم على ذنوب ارتكبوها ليتوبوا إلى ربهم ويرجعوا إليه، فإذا رجعوا إلى الله وتابوا إلى الله تاب الله عليهم وأعاد لهم النصر، وأعاد لهم القوة، سنة الله في خلقه (وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً). فاتقوا الله عباد الله، (وَلا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الكَافِرُونَ)، قد يكون هناك من ضعفاء الإيمان ومن المنافقين، ومن أصحاب الشرور والفتن من يزهد المسلمين في الإسلام ويحثهم على اللحاق بالكفار، وتقديم أعمال الكفار لينجوا بها من هذه المحنة كما يقولون الكفار وافقوا الكفار لا تخالفوهم سايروهم فيما هم عليه لأجل أن ترضوهم وتسلموا من شرهم، ونحو من هذا الكلام الباطل، والواجب أن الحق لا يساوم عليه، وأن المؤمن يصبر على ما يصبيه ويتمسك بدينه، ويدعو الله عز وجل بالفرج، والله قريب مجيب، والنصر للمؤمنين والعاقبة للمتقين، نسأل الله أن ينصر دينه ويعلي كلمته ويخذل أعداءه إنه على كل شيء قدير، وسنة الله لا تتغير في الأولين والآخرين، وكما أنه أهلك الأمم الطاغية الباغية فإن قادر على أن يهلك الأمم الموجودة ويبطل كيدهم في عزته وقدرته وينصر الحق وإن كان أهله مستضعفين فإن الله ينصرهم ويعلي كلمتهم إذا صبروا وانتظروا الفرج من الله. واعلموا أنَّ خير الحديث كتاب الله، وخير الهديَّ هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور مُحدثاتها، وكل بدعة ضلالة، وعليكم بالجماعة، فإنَّ يد الله على الجماعة، ومن شذَّ شذَّ في النار. (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)، اللَّهُمَّ صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولِك نبيَّنا محمد، وارضَ اللَّهُمَّ عن خُلفائِه الراشدين، الأئمةِ المهديين، أبي بكرَ، وعمرَ، وعثمانَ، وعليٍّ، وعَن الصحابةِ أجمعين، وعن التابعين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين. اللَّهُمَّ أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمناً مستقرا وسائر بلاد المسلمين عامةً يا ربَّ العالمين، اللَّهُمَّ أصلح ولاة أمورنا وأيدهم بنصرك وتأيدك وتوفيقك يا رب العالمين، اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم، اللهم أحفظ بهم أمننا وإيماننا واستقرارنا في أوطاننا ولا تسلط علينا بذنوبنا ما لا يخافك ولا يرحمنا، اللهم انصر الإسلام والمسلمين في كل مكان يا رب العالمين، ودمر أعداء الدين من اليهود والنصارى وسائر الكفرة والمشركين والمنافقين والمرتدين، اللهم شتت شملهم وخالف بين كلمتهم واجهل تدميرهم في تدبيرهم، إنك على كل شيء قدير، (رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ). عبادَ الله،(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)، (وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمْ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ)، فذكروا الله يذكركم، واشكُروه على نعمه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبرَ، واللهُ يعلمُ ما تصنعون. المصدر : http://www.alfawzan.af.org.sa/node/14218 . التعديل الأخير تم بواسطة ام عادل السلفية ; 23-10-2014 الساعة 12:34AM |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الرد على فتوى الشيخ العبيكان المتعلقة باباحة سفر المرأة بلامحرم اذا امنت الفتنة | ماهر بن ظافر القحطاني | منبر أصول الفقه وقواعده | 4 | 18-07-2011 07:13AM |
[فائدة] ما حكم اشتراك النية في صيام الاثنين والخميس والأيام البيض مع صيام شهر محرم ؟ | أبو أحمد زياد الأردني | منبر أصول الفقه وقواعده | 0 | 03-01-2011 01:21PM |
تخريج حديث من فضائل بيت المقدس وأن الصلاة فيه تعادل ربع الصلاة في المسجد النبوي - الش | خليفة فرج السلفى | الأحاديث الصحيحة فقهها وشرحها | 3 | 05-06-2010 04:29PM |
أحاديث ضعيفة في فضائل القرآن (تحقيق العلامة المحدث الفقيه ناصر الألباني ) | ماهر بن ظافر القحطاني | الأحاديث الضعيفة والموضوعة | 1 | 12-01-2005 10:51PM |
أسئلة الأسرة المسلمة للشيخ العثيمين رحمه الله تعالى | طارق بن حسن | منبر الأسرة والمجتمع السلفي | 0 | 12-12-2003 05:16PM |