|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | تقييم الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
[خطبة] أسبابُ البركة في الرزق- خطبة لسماحة المفتي عبد العزيز آل الشيخ
أسبابُ البركة في الرزق- خطبة لسماحة المفتي عبد العزيز آل الشيخ أمَّا بعدُ: فيا أيُّها الناسُ، اتَّقوا اللهَ تعالى حَقَّ التقوى. عبادَ الله، لقد بلغت الحضارةُ الماديةُ في هذا العصر أوجَّها، وتطوَّرت وسائلُ الرفاهيةِ، ونال الناسُ من لذيذ العيش والإمكانياتِ والكمالياتِ والتحسيناتِ، الشيءَ الكثيرَ، ومع هذا التقدُّمِ وهذه الوَفْرَةِ، وهذا الشيءِ الكثيرِ إلا أنه من يعيشُ ويتعايشُ مع هذه الحضارةِ الماديةِِ، ليس بأسعدَ ممَّن كان قبلَهُ، لا أَهنأَ عيشًا، ولا أكثر أمنًا ولا انشراحَ صدرِ، وما ذاك إلا لغيابِ أمرٍ مُهِمِّ غايةِ بالأهمية، لا معنى للحياةِ بدونِه، ألا وهو البركةُ، فما فائدةُ كسبٍ ممحوقِ البركةِ؟، ولا غمر منزوع بركتُه؟ ولا علمٍ لا ينتفع به؟ ولا طعامٍ وشرابٍ لا يسمنُ، ولا يغني من جوعٍ؟. أيُّها المسلمُ، البركةُ ليست بكثرةِ المالِ ولا بسلطةِ الجاهِ، ولا بالولدِ، ولا بأنواع العلومِ الماديَّةِ، ولكنّها شعورٌ بالنفسِ، يشعُرُ به الإنسانُ؛ فيؤدي إلى صفاءِ النفسِ، وطيبِ القلبِ، وهناءِ العيشِ، وقُرَّةِ العينِ والقناعةِ بما كسب اللهُ، والقناعةِ بما قدَّر اللهُ، فبركةُ العمر، كونُ العمرِ مباركًا أن يستفيدَ العبدُ من عُمُره، ويستغلَّهُ، ويتَّسعَ للخيرِ، وإمكانُ استغلالِه في الخيرِ، وبركةُ العمرِ عمرٌ مقرونٌ بعملِ صالحِ، يستفيدُ العبدُ منه، وبركة ُالعلمِ تعليمُه والعملُ به، ونشرُهُ بين المسلمين. أيُّها المسلمُ، من تَدَبَّرَ كتابَ الله، وسنةَ محمدٍ صلى الله عليه وسلم، يعلمُ أن البركةَ عامةٌ في الرزقِ، وفي العمرِ، وفي الولدِ والمالِ، وأن للرزق أسبابًا تجعلُ هذا الرزقَ، رزقًَا مباركًا، فأوَّلًا وقبلَ كُلِّ شيءٍ أمَر اللهُ بطلبِ الرِّزقِ (فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ) [العنكوت:]، (فَإِذَا قُضِيَتْ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [الجمعة:]، ونبيُّنا صلى الله عليه وسلم حثَّ على طلبِ الرِّزقِ، وحثَّ على العمل؛ فقال - لما سُئِلَ أيُّ الكسبِ أفضلُ؟- قال: "عَمَلُ الرَّجُلِ بيده وكُلُّ بيعٍ مبروكٍ"، وأخبر صلى الله عليه وسلم أن العملَ، وطلبَ الرِّزقِ خُلُقُ الأنبياءِ جميعًا، فقال: "ما بعثَ اللهُ من نبيٍّ، إلا رعى الغنمَ"، قالوا: وأنت يا رسولَ الله؟، قال: "وأنا رعيت الغنمبِقراريطَ لأهل مكة". أيُّها المسلمُ، ثم طلبُ الرِّزقِ والسعيُ مشروعٌ ولكنَّ المسلمَ أيضا مع طلبِهِ وسعيِه هو واثقٌ بربِّه معتمدًا عليه، يعلمُ حقًّا أنه لا ينالُه من الرِّزقِ إلا ما قسمَ اللهُ له، وأن ما قسم اللهُ له من الرِّزقِ لا بدَّ أن يأتيَه، مهما كانت الظروفُ والأحوالُ، ولن يستطيعَ أحدٌ أن يمنعَه، "اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت" فيطلبُ الرزقَ وهو على ثقة بربِّه وعلمٍ كاملٍ أن اللهَ جلَّ وعلا حكيمٌ عليمٌ (قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً) [الطلاق:]، فأيُّ رزقٍ قُسِمَ لك لا بُدَّ أن ينالَك، يطلبُ العبدَ رزقُه كما يطلبُه أجلُه؛ فلا حزَنَ ولا غمَّ، ولكن أسبابٌ مع الثقة بالله، يقول صلى الله عليه وسلم: "أيُّها الناسُ اتَّقُوا اللهَ، وأجمِلوا في الطلبِ، واعلموا أن نفسًا لن تموتَ حتى تستكملَ رزقَها؛ فاتقوا اللهَ، وأجملُوا في الطلبِ، وخُذوا ما حلَّ، ودعوا ما حَرُمَ"، وإنَّّ المسلمَ إذا تأمَّلَ أسبابَ البركةِ في الرزقِ يجدُ أسبابًا كثيرةً، دلَّ الكتابُ والسنةَ عليها، فأوَّلُ ذلك تقوى اللهِ؛ فتقوى العبدِ لربِّهِ سببٌ لبركةِ رزقِه، وهناءِ عَيشِه، يقولُ اللهُ جلَّ وعلا: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ) [الأعراف:]، ويقول: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ* وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ) [المائدة:]، إذا فبركةُ الرِّزقِ بتقوى اللهِ، ويقولُ اللهُ جلَّ وعلا: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) [الطلاق:]، ويقولُ صلى الله عليه وسلم: "لو أنّكم توكَّلتم على اللهِ، حقَّ توكُلِّهِ لرزقكم كما يرزقُ الطيرَ، تغدو خِمَاصًا وترجعُ بِطانًا"، فطلبُ الرِّزق مع بذلِ السببِ المشروعِ، والتوكُّلِ على الله، والثقةِ بالله، والرِّضا بقسمِ اللهِ، والاعتقادِ الجازمِ أنَّ اللهَ حكيمٌ عليمٌ في قَدْرِ الرِّزقِ، وفي حصولِ وقتِه، كُلُّ ذلك بقضائه وقَدَرِه؛ فما شاءَ كانَ، وما لم يشأْ لم يكنْ. ومن أسبابِ بركةِ الرِّزقِ، وجلبِه كثرةُ الاستغفارِ، كثرةُ استغفارِ العبدِ لربِّه؛ فإنَّ اللهَ يقول عن نوحٍ عليه السلام: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً* يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً* وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً) [نوح:]، وهو سبب بالقوة البدنية مع الرزق يقولوا هود عليه السلام لقومه: (وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ) [هود:]، وفي الحديث: "من لزمَ الاستغفارَ، جعلَ اللهُ له من كُلِّ همٍّ فرجًا، ومن كُلِّ ضِيقٍ مخرجًا، ورَزَقهُ من حيثُ لا يحتسبُ". ومن أسبابِ البركةِ قراءةُ القرآنِ وتدَّبُرُه؛ فإنَّ اللهَ جعلَ كتابَه مُباركًا (وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) [الأنعام:]، (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ) [ص:]، فهو بركةٌ في قراءتِه، من قرأ آيةً من كتابِ اللهِ؛ فله بكلِّ حرفٍ حسنةٌ، والحسنةُ بعشرةِ أمثالِها، قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "لا أقولُ (ألم) حرفٌ، ولكن ألفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ وميمٌ حرف"، فهو بركة لتلاوتِه، وبركةٌ في العملِ به، وبركةٌ في تحكيمِه والتحاكمِ إليه، والتأدُّبِ بآدابِه، والتخلُّقِ بأخلاقه، يقول صلى الله عليه وسلم: "اقرؤواالزهراوَينِ، البقرةَ وآلَ عمران؛ فإنّهما يأتيان يومَ القيامةِ، كأنّهما غمامتان -أو غيايتان-، أو فِرقانِ من طيرٍ صَوَافٍّ، تُحاجَّانِ عن صاحبِهما"، "اقرؤوا البقرةَ فإنّ أخذَها بركةٌ، ولن تستطيعَها البَطَلَةُ". ومن أسبابِ البركةِ ذكرُ العبدِ ربَّهُ عندَ خروجِه منزلَه، وعند حضور طعامه، يقول صلى الله عليه وسلم: "إذا دخلَ الرجلُ مَسكنَه فسلَّم، وذكرَ اللهَ عندَ دخولِه، وعندَ عَشائه، قال الشيطانُ لأصحابه: لا مبيتَ لكم اليومَ ولا عشاءَ"، حفظَ اللهُ هذا البيتَ من الشيطانِ لذكرِ اللهِ عندَ الطعامِ، وعندَ الدخولِ. ومن أسبابِ البركةِ، وحصولِ الرِّزقِ الصلواتُ والمحافظةُ عليها؛ فإنها سببٌ لخيري الدنيا والآخرة، قال اللهُ جلَّ وعلا: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى) [طه:]، ومن أسبابِ بركةِ الرِّزقِ شكرُ اللهِ على نعمتِه، والاعترافُ لله بالفضلِ والمِنَّةِ، وأنّ ما عندَك من الرِّزقِ؛ فبفضلِ اللهِ عليك؛ فإذا شكرتَ اللهَ بلسانِك، وقلبِك، وعملِك، باركَ اللهُ في أرزاقِك، يقولُ اللهُ جلَّ وعلا: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) [إبراهيم:]، ومن أسبابِ الرِّزقِ الصدقةُ والبعدُ عن المُعامَلات الرِّبويةِ، قال اللهُ جلَ وعلا: (يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ) [البقرة:]، ومن أسبابِ حصولِ الرِّزقِ أن تكونَ ثقةُ العبدِ بربِّه، واعتمادُه على ربِّه فوقَ كُلِّ سببٍ يبذُلُه، يقولُ صلى اللهُ عليه وسلّم: "إنّ هذا المالَ حُلْوٌ خَضِرٌ، فمن أخذه بسماحةِ نفسٍ، بورِك له فيه، ومن أخذه بإشرافِ نفسٍ، لم يُبارَكْ له فيه، وكان كمن يأكلُ ولا يشبعُ"، ومن أسبابِ البركةِ بالرِّزق الاقتصادُ والبعدُ عن السَرَفِ في المباحات، وتجاوُزِ الحَدِّ فيها، يقولُ اللهُ جلَّ وعلا: (وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً) [الإسراء:]، ويقولُ جلَّ وعلا في وصفِ عبادِ الرحمن: (وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً) [الفرقان:]، وذمَّ اللهُ المُبذِّرينَ المُنفقينَ في الحرام فقال: (وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً* إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً) [الإسراء:]، ومن أسبابِ بركةِ الرِّزقِ التبكيرُ في طَلَبِهِ، ففي الأثرِ: "بورك لأمتي في بكورها"، ومن أسبابِ البركةِ بالرِّزقِ أيضا، الصدقُ في المعاملاتِ، وعدمُ الغِشِّ والخيانةِ، يقولُ صلى اللهُ عليه وسلم: "البَـيِّعان بالخِيَارِ ما لم يَتَفَرَّقٌا، فإنْ صَدَقَا وبَـيَّنا بُورِك لهما في بيعهما، وإن كَذَبا وكَتَما مُحِقت بركةُ بيعهما"، أرسلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم عروةَ البارقي؛ ليشتريَ له أضحيةً، وأعطاه دينارًا، فدخلَ السوقَ، فاشترى بدينارٍ أُضحِيتَينِ، وباع إحداهما بدينارٍ وأتى النبيَّ بدينارٍ وأضحيةِ؛ فقال: "لِمَ ذاك؟"، قال: إني اشتريتُ بدينارٍ أُضحيَتَين، وبعتُ إحداهما بدينارٍ، قال: "بارك اللهُ لك في صفْقةِ يمينِك"؛ فكان لو اشترى ترابًا بورِك له فيه. أيُّها المسلمُ، ومن أسبابِ البركةِ قَناعةُ العبدِ بقَسَمِ اللهِ ورضاهُ واطمئنانُه بذلك، وعدمُ لَحْظِه بمن فوقه، يقول صلى الله عليه وسلم: "قد أفلحَ من أسلمَ ورُزِقَ كَفافًا وقَنَّعه اللهُ بما آتاه". أيُّها المسلمُ، وأما عُمُرُ الإنسانِ؛ فإنَّ اللهَ جلَّ وعلا جعل للإنسانِ عمُرًا محدودًا ينتهي بما قدَّرَ اللهُ له، وجعل أعمارَ أمة محمدٍ أقلَّ من أعمار غيرهم، يقول صلى الله عليه وسلم: "أعمارُ أمَّتي ما بين السِّتينَ والسَّبعين، وقليلٌ منهم من يجاوزُ ذلك"، ولكن مع قِلَّةِ سنينِهم؛ فإنَّ اللهَ أعطاهم من البركةِ في أعمارِهم، وأعمالا صالحةً يُؤدُّونها، تفوقُ على أعمارِ من قبلَهم وسنينَهم، (ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ) []، يقول صلى الله عليه وسلم: "مثلكم ومثلُ الكتابين قبلَكم، كرجلٍ استأجرَ أُجَرَاءَ؛ فقال: من يعملُ لي من الغداة إلى نصفِ النّهار بدينار؟؛ فعملت اليهودُ، وقال: من يعمل لي من نصفِ النهارِ إلى العصرِ بدينار؟؛ فعملت النصارى؛ ثم قال: من يعملُ لي من العصرِ إلى المغربِ بدينارين؟ فعملتم، فقالت اليهودُ والنصارى: عَمِلنا أكثرَ وأُجورُنا أقلُّ؟، قال: هل نَقَصتُكم من أجرِكُم شيئًا؟ قالوا: لا، قال: ذلك فضلُ الله يُؤتيه من يشاء" أو قال: "ذلك فضلي أوتيه من أشاء"، فهناك أسبابٌ لبركة العمْر، منها ما نص عليه ببركة العمُر، ومنها أعمالٌ صالحةٌ، يعملُها المسلمُ يُضاعَفُ اللهُ الأجورَ فيها بما يدعو المسلمَ إلى الرَّغبةِ في الخيرِ، فجاء عنه صلى اللهُ عليه وسلم أنه قال: "من أحبَّ أن يُبسطَ له في رزقِه، ويُنسأَ له في أجلِه؛ فَلْيَصِلْ ذا رحمِه"، وقال: "صِلَةُ الرَّحِمِ تزيدُ في العمر"، وفي حديث عائشة: "صلة الرحم زيادة العمر، وحسن الخلق وإكرام الجار تطيلان الأعمار، وتعمران الديار"، ومن تدبرَّ الكتابَ والسنةَ وجدَ أعمالاً صالحةً شرعها اللهُ لهذه الأمة فيها من الأجر الكثير مع عدم الكَلَفةِ والمشقة؛ فاسمعْ أخي المسلمُ إلى قولِ النبيِّ صلى اللهُ عليه وسلَّمَ مُبَـيِّنًا فضْلَ الصلاةِ في الحرمينِ الشريفينِ قائلا: "صلاةٌ في مسجدي هذا تعدِلُ ألف صلاة فيما سواه إلا المسجدَ الحرامَ"، وجاء أن الصلاةَ في المسجدِ الحرامِ بمئة ألف صلاةٍ فيما سواه، هذا فضلٌ عظيمٌ، وخيرٌ كثيرٌ، واسمعْهُ صلى اللهُ عليه وسلّمَ يُبَـيِّنُ فضلَ الصلاة في الجماعة قائلا: "صلاةُ الرَّجلِ في المسجدِ تُضاعفُ على صلاتِه في بيته وسوقه خمسًا وعشرين ضِعفًا، ذلك أنه إذا توضَّأ فأحسنَ الوضوءَ، ثم خرج لا يُخرِجُه إلا الصلاةُ لم يخطُ خطوةً إلا كتبَ اللهُ له بها حسنةً وحط َّعنه بها خطيئةً، فإذا صلَّى لم تَزَلِ الملائكةُ تُصًلِّي عليه ما دام في مُصَلَّاهُ: اللهُمَّ صلِّ عليه، اللَّهُمَّ اِغفِرْ لهُ، اللَّهُمَّ ارحمْهُ، ولا يزالُ في صلاةٍ ما انتظرَ الصلاةَ" ، قال أبيُّ بنُ كَعْبٍ: كان رجلٌ من الأنصارِ لا أعلمُ أحدًا أبعدَ دارًا منه من المسجد، فقلت له: "يا هذا لو اشتريتَ حِماراً تركبُه في الرَّمضاء والظَّلماءِ"، قال: "ما أُحِبُّ أن يكونَ بيتي بجوارِ المسجدِ، إني أُريدُ أن يَكتُبَ اللهُ لي ذهابي إذا ذهبتُ، ورجوعي إذا رجعتُ" قال: فأخبرت النبي بقوله قال: "أخبرْه بأنَّ اللهَ قد احتسبَ له ذلك كُلَّهُ"، وانظُرْ أخي المسلمُ إلى الوضوءِ الشرعيِّ، وما رُتِّبَ عليه من الثوابِ مع عدمِ المشقَّةِ فيه، يقولُ صلى الله عليه وسلم: "إذا توضَّأَ المسلمُ فغسلَ وجهَه خرجَ من وجهِه كُلُّ خطيئةٍ نظرَ إليها بعينَيْهِ مع الماءِ، أو معَ آخرِ قَطْرِ الماء، فإذا غسلَ يديْه خرجَ مِن يديْه كُلُّ خطيئةٍ عَمِلتْها يداه مع الماءِ أو مع آخر قَطْرِ الماءِ، وإذا غسل رجليْهِ خرجَ مِن رجليه خطيئة مشتها رجلاه مع الماء، أو معَ آخِرِ قَطْرِ الماءِ"، ويقول أيضا: "إذا توَضَّأَ المسلمُ؛ فأحسنَ الوضوءَ، ثم قال: أشهدُ أن لا إله إلا اللهَ، وأشهدُ أن محمدًا رسولُ اللهِ إلا فُتِحتْ له أبوابُ الجنَّةِ الثمانيةِ، يدخُلُ من أيِّها شاءَ"، ذلك من فضلِ اللهِ، واللهُ ذو الفضلِ العظيمِ. وانظُرْ أخي صلاةَ الضُّحى، وما فيها من الثوابِ العظيمِ، يقولُ صلى اللهُ عليه وسلًَّم: "كُلُّ سُلَامَى من الناسِ عليه صدقةٌ، فكُلُّ تَسبيحةٍ صدقةٌ، وكُلُّ تكبيرةٍ صدقةٌ، وكُلُّ تَهليلةٍ صدقةٌ، وأمرٌ بمعروفٍ صدقةٌ، ونهيٌ عن منكرٍ صدقةٌ، ويُجْزِئُ من ذلك ركعتان، تركعُهما من الضُّحى"، ثمَّ انظُر أخي فضلَ قيام الليلِ، والنبيُّ يقول: "من صلى العِشاءَ في جماعةٍ؛ فكأنّما قام نصفَ الليلِ، ومن صلَّى الفجرَ في جماعةٍ فكأنّما قام الليلَ كُلَّه"، و:"أن اللهَ يَنزِلُ إلى سمائه الدنيا، حينَ يبقى ثلثُ الليلِ الآخِرُ يُنادي: هل من داعٍ فيُستجابَ له، هل من مستغفرٍ فيُغفرَ له؟، هل من سائلٍ فيُعْطَى سُؤْلَه؟" ثم انظرْ أخي المسلمُ إلى صلاةِ الجمعةِ وما في السعيِّ إليها من الخيرِ، يقولُ صلى اللهُ عليه وسلّم: "من غسَّل يومَ الجمعةِ، واغتسل وبكَّر وابْتكَر، ومشى ولم يركب، ودَنَا من الإمامِ، وأنصتَ ولم يَلْغُ كان له بكلِّ له خُطْوةٍ خطاها، أجرُ سنةٍ، أجرُ صِيامِها وقِيامِها"، هذا الفضلُ العظيمُ الكبيرُ لمن وفقَّهُ اللهُ وأعانَهُ، ثمَّ انظُرْ أخي الصيامَ، يقول صلى اللهُ عليه وسلَّمَ في صيامِ رمضانَ: "كُلُّ عملِ ابنِ آدمَ له، الحسنةُ بعشْرِ أمثالِها إلى سبعِ مئةِ ضِعفٍ، قال الله: (إلا الصيامَ؛ فإنه لي، وأنا أجزي به)" الحديث، ثم انظرْ صيامِ ستٍ من شوَّالَ، يقول فيها صلى الله عليه وسلم: "من صامَ رمضانَ، وأتبعهُ ستًا من شوّالَ كان كمن صام الدَّهرَ"، ثمّ انظُر صيامَ ثلاثةِ أيَّامٍ من كُلِّ شهرٍ، وأن صيامَها يعدِلُ صيامَ الدَّهرِ، ثمَّ انظُرْ أخي إلى الحَجِّ والعُمْرةِ وما فيهما من الفَضْلِ، يقول صلى اللهُ عليه وسلَّم: "من حَجَّ البيتَ، ولم يرفُثْ، ولم يَفسُقْ، رجعَ من ذنوبِه كيومَ ولدته أمُّهُ"، ويقول: "العمرةُ إلى العمرةِ مُكَفِّراتٌ لما بينهنَّ والحجُّ المبرورُ، ليس له جزاءٌ إلا الجنّةَ"، ثمّ انظُر الصدقاتِ وفضلَها مع الإخلاصِ، يقولُ اللهُ: (مَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) [البقرة:]، وانظرْ إكرامَ اليتيمِ، وما به من فضلٍ "أنا وكافلُ اليتيمِ كهاتين"، وشَـبَّكَ الرَّاوي بين السَّبابةِ والوُسْطى، كُلُّ هذا فضلٌ من اللهِ، ثمّ اسمَعْ قولَه صلى اللهُ عليه وسلّم: "لا يَحْقِرَنَّ أحدُكم شيئًا من المعروفِ، ولو يَلقَى أخاه بوجهٍ طليقٍ"، كل هذا فضلٌ، ويقول: "إذا التقى المسلمان فتصافحا تَحَاطَّتْ خَطَايَاهُما"، فهذا فضلُ اللهِ لهذه الأمةِ أعمالٌ يسيرةٌ، عليها ثوابٌ كثيرٌ، بركةٌ في العمل مِن اللهِ، وانظرْ إلى ليلةِ القَدْرِ، حيثُ جعلَ اللهُ قيامَها خيرًا من قيامِ ألفِ شهرٍ ممَّا سواها (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ* لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْر)، كُلُّ هذا الفضلِ العظيمِ والأعمالِ اليسيرةِ بركةٌ لهذه الأمَّةِ في أعمالِها وعُمُرِها وأن العمُرَ الحَقَّ ما وُفِّقَ فيه صاحبُه لعملٍ صالحِ يَتقرَّبُ إلى الله فنسألُ اللهَ أن يجعلَنا وإيّاكم ممَّن اِغتنَمَ حياتَه من الدنيا، ووجودَه في الدنيا بأعمالٍ صالحةٍ، تكون له زادًا يومَ وقوفِه بين يديِّ اللهِ، أسألُ اللهَ أن يُوَفِّقَني وإيّاكم لصالحِ القولِ والعملِ. بارك الله لي ولكم في القرآنِ العظيمِ، ونفعني وإيّاكم بما فيه من الآياتِ والذِّكرِ الحكيمِ، أقولُ قولي هذا، وأستغفرُ اللهّ العظيمَ الجليلَ، لي ولكم ولسائر المسلمين من كُلِّ ذنب؛ فاستغفروه، وتوبوا إليه، إنه هو الغفورُ، الرحيمُ. الخطبة الثانية: الحمدُ لله، حمدًا كثيرًا، طيِّبًا مباركًا فيه، كما يُحِبُّ ربُّنا ويَرضى، وأشهدُ ألا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمَّدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى اللهُ عليه، وعلى آله وصحبِه، وسلّمَ تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدينِ، أما بعدُ: فيا أيُّها الناسُ، اتَّقوا اللهَ تعالى حقَّ التقوى. عبادَ اللهِ،إنَّ من رحمةِ اللهِ بالمسلمِ، أنْ جعلَ ما يَتناولُه من المباحاتِ، والمَلذَّاتِ، إذا حسُنت نيتُه أنَّ هذه المَلذَّاتِ والمُباحاتِ تنقلبُ إلى أعمالٍ صالحةٍ وطاعةٍ للهِ جلَّ وعلا، فالمسلمُ يثابُ على أكلِه، وعلى شربِه، وعلى نومِه، وعلى انبساطِه مع أهلِه، وعلى حُسْنِ سيرتِه مع جيرانِه، ومع زُمَلائِه، ومع المسلمين عامةً، بل معَ غيرِ المسلمين إذا أرادَ الدعوةَ إلى اللهِ، وبيانَ فضلِ هذا الدينِ وترغيبَ الناسِ فيه، فهو على أجرٍ عظيمٍ، يقولُ صلى الله عليه وسلم في الحديث لمّا تحدَّثَ عن أفضلِ الأعمالِ "إنّ لكم بكُلِّ تسبيحةٍ صدقةً، وبكُلِّ تكبيرةٍ صدقةً"... قال: "وفي بُضعِ أحدِكُم صدقةٌ، قالوا: يا رسولَ اللهِ أَيَأَتْي أحدُنا شهوتَهً، ويكونُ له فيها أجرٌ؟ قال: أرأيتم لو وضَعَها في الحرامِ أكان عليه وزرٌ؟ فكذلك إذا وضَعَها في الحلالِ كان له أجرٌ" فجعلَ قضاءَ الرجلِ وَطَرَه مع أهلِه، إذا أرادَ به إعفافَ نفسِه وتحصينَ فَرْجِه، وتحصينَ امرأتِه أنّ اللهَ يُثِـيبُه على ذلك، فلذَّاتُه ومُتَعُه تكونُ حسناتٍ له، إذا قصدَ بذلك التَّـقَـوِّي على طاعةِ اللهِ، فالمسلمُ مثابٌ إن صَمَتَ على خيرٍ، أو تكلم في خيرٍ أو سعى في خيرٍ، أو تعاملَ في خيرٍ، أو ردَّ السلامَ، ووَصَلَ الرحمِ، أو قال كلمةً طيبةً، أو أدخلَ السرورَ على المسلمِ؛ فإنه يثابُ على تلك الأعمالِ الصالحةِ، المُهِمُّ إخلاصُ الدين لله، وقصدُ الثوابِ. أيُّها المسلمُ ثمّ إنّ من بركةِ اللهِ على هذه الأمّةِ، أنّ النبيَّ صلى اللهُ عليه وسلم قال "إذا مَرِضَ العبدُ أو سافرَ، كتبَ اللهُ له ما كان يعملُه صحيحًا مقيمًا"، كتبَ اللهُ له ما كان يعملُه صحيحًا مقيمًا؛ لأنه بنِـيَّتِه الصَّادقةِ الصَّالحةِ، يُريدُ الخيرَ، لكن عجزَ عنه، فاللهُ لا يَحرمُه بنِـيَّتِه الصالحةِ، بل يثيبُه، ويجعلُه بمنزلةِ العامِلينَ فضلًا من الله، وكرمًا، واللهُ ذو الفضلِ العظيمِ، انظُر إلى محمدٍ صلّى اللهُ عليه وسلّم وعمُرُه القصيرُ بالنسبة إلى من قبلَهُ من الأنبياء، ثلاثٌ وعشرون سنةً بعد النُّـبُوَّةِ ما بين مكةَ والمدينةِ، وما تُوُفِيَّ إلاّ وقد أكملَ اللهُ به الدينَ، وأتمَّ به النعمةَ في سنينَ عديدةٍ، أقام اللهُ بها الدينَ، وانتشر في جزيرةِ العربِ، ودخل الناسُ في دينِ اللهِ أفواجًا، وانظُر إلى خُلُفائه الرَّاشدين، وقِلَّةِ سنينهم في خِلافَتِهم، وما نشرُوا من الخيرِ والهُدى، وأَرْسَوْا دعائمَ الإسلامِ، وفتحوا القلوبَ والبلادَ، وظهرَ دينُ اللهِ، وانتشَرَ هذا الدينُ في أقَلَّ من نصف قرنٍ إلى أرجاءِ المعمورةِ، بركةٌ في العمر، وبركةٌ في العمل، وهكذا فضلُ اللهِ، فالمسلمُ يسعى في الخير جُهدَه، ونسألُ اللهَ أن يُوَفِّـقَنا لما يحبُّه ويرضاهُ، واعلموارحمكم اللهُ أنّ أحسنَ الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهدي هديُ محمد صلى اللهُ عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ بدعة ضلالةٌ، وعليكم بجماعة المسلمين، فإنّ يدَ اللهِ على الجماعةِ؛ ومن شذَّ شذَّ في النار،وصَلُّوا رحمكم اللهُ على عبدِ اللهِ ورسوله محمدٍ امتثالا لأمرِ ربِّكم، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب:٥٦]. اللهم صلِّ وسلِّم، وبارِكْ على عبدِك ورسولِك محمدٍ، وارضَ اللَّهُمَّ عن خلفائِه الراشدين، أبي بكرٍ، وعمرَ، وعثمانَ، وعليٍّ، وعن سائرِ أصحابِ نبيِّك أجمعين، وعن التابعين، وتابعيهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بعفوِك، وكرمِك، وجودِك، وإحسانِكَ، يا أرحمَ الراحمين. اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمسلمين، وأذِلَّ الشركَ والمشركين، ودمِّرْ أعداءَ الدين، وانصُرعبادَك المُوَحِّدين، واجعلْ اللَّهُمَّ هذا البلدَ آمنًا مُطمئِنًا، وسائرَ بلاد المسلمين، يا ربَّ العالمين ، اللَّهمَّ آمِنَّا في أوطانِنا، وأصلحْ أئمتََََّنا وولاةَََ أمرِنا، اللهمَّ وفِّقْهُم لما فيه صلاحُ الإسلامِ والمسلمين، اللَّهمّ وفِّقْ إمامَنا إمامَ المسلمينَ، عبدَ الله بنَ عبدِ العزيزِ لكلِّ خير، اللَّهمَّ وفِّقْهُ لكلِّ خيرٍ، وأعنهُ على كُلِّ خيرٍ،اللَّهمَّ كُنْ له عونًا ونصيرًا في كلِّ ما أهمَّه، اللهُمَّ أَرِهِ الحق حقا ورزقه إتباعه وأرِهِ الباطلَ باطلًا، وارزُقْهُ اجتنابَهُ، ودُلَّهُ على كُلِّ عملٍ تُحِبُّهُ وترضاه، اللّهُمَّ شُدَّ عَضُدَهُ بوليِّ عهدِه سلطانَ بنِِ عبدِ العزيزِ، ووفقْهُ للصوابِ في أقوالِه وأعماله ووفق النائبَ الثانيَ، واجعلهم جميعًا أعوانًا على البر والتقوى؛ إنك على كُلُّ شيءٍ قديرٌ، (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) [الأحزاب: ٥٦] (رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [الأعراف : 23]. اللّهمّ أنت اللهُ، لا إله إلا أنت، أنتَ الغنيُّ ونحنُ الفقراءُ، أنزِلْ علينا الغيثَ، واجعلْ ما أنزلتََه قوةً لنا على طاعتك، وبلاغًا إلى حين، اللّهمّ أنت اللهُ، لا إله إلا أنت، أنتَ الغنيُّ ونحنُ الفقراءُ، أنزِلْ علينا الغيثَ، واجعلْ ما أنزلتَه قوةً لنا على طاعتك، وبلاغًا إلى حين، اللَّهمَّ أَغِثْنَا، اللهم أَغِثْنا، اللهم أغثتنا، اللهم سُقْيَا رحمةٍ، لا سُقيا بلاءٍ، ولا هدمٍ، ولا غرَقٍ،ربَّنا آتنا في الدنيا حسنةً، وفي الآخرة حسنةً، وقِنا عذابَ النار. عبادَ الله، (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [النحل:90]، فاذكروا اللهَ العظيمَ الجليلَ يذكُرْكم، واشكروه على عمومِ نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبرُ، والله يعلمُ ما تصنعون. استمـاع – حفـظ
__________________
عن ابن سيرين قال : لم يكونوا يسألون عن الإسناد فلما وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم الخير كل الخير في اتباع من سلف والشر كل الشر في ابتداع من خلف أبو محمد أحمد بوشيحه الليبي ahmad32az@yahoo.com |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|