|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | التقييم: | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
(الشيخ ربيع بين ثناء العلماء ووقاحة السفهاء)
(الشيخ ربيع بين ثناء العلماء ووقاحة السفهاء)
السلام عليكم ورحمة الله بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله . ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) . ( يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيرًا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبًا ) . ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديدًا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزًا عظيمًا ) . أما بعد فإن أصدق الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار . وبعدُ : أكتب هذه المقالة للإحقاق الحق وإظهار الباطل لأن كثير من الناس هذه الأيام يطعن في الشيخ ربيع بن هادي المدخلي أشد الطعونات بإتهامات باطلة وكاذبة وكثير منهم يتهمنا على أننا عندنا غلو في الشيخ ربيع حفظه الله وسأقوم بوضع محاور لهذه المقالة : 1_النهي عن الطعن في العلماء ووجوب احترامهم وتوقيرهم . 2_من علامات أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر . 3_أسباب الجرأة على الطعن في العلماء . 4_أي عالم يخطأ لأنه بشر وليس عندنا غلو في الشيخ ربيع حفظه الله ولا ندعي له العصمة . 5_نقل بعض تزكيات العلماء في الشيخ ربيع بن هادي . النهي عن الطعن في العلماءووجوب احترامهم وتوقيرهم : لقد أتت جهود العلماء المخلصين ثمارها فكم بذلوا في سبيل تفقيهِ الأمة والنهوض بها ، وبيان السنةِ وما عليها . لكن ما نراهُ من خيرٍ وإقبال على الدين ، واجتماعٍ وألفةٍ يوشكُ أن يزولَ ، إذ النعم تدوم بالشكر، وتزول بالكفر كمثل قريةٍ من قبلنا ، كانت في خيرٍ ونعمةٍ واطمئنان ، فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون. ألا وإن من أسباب زوال النعم وذهاب الدين ، الطعن في علماء السنة والتوحيد ، وتطاول الصغار على الكبار ، والجهال على العلماء ، والوقيعة في مشايخ الإسلام وأئمته ِ. قال الإمام ابن المبارك رحمه الله : ( من استخف بالعلماء ذهبت أخرته ). وقال أبو سنان الأسدي : ( إذا كان طالب العلم قبل أن يتعلم مسألةً في الدينِ ، يتعلم الوقيعة في الناس متى يفلحُ متى ...). وهاهو الحافظ ابن عساكر يذكر من أراد النجاة يوم الميعاد فيقول : (اعلم أخي وفقنا الله وإياكَ لمرضاته وجعلنا ممن يخشاه ويتقيه حق تقاتهِ ، إن لحوم العلماء مسمومة ، وعادة الله في هتك أستار منتـقصيهم معلومة ، لأن الوقيعة فيهم بما هم منه براء أمرٌ عظيم ، والتناول لأعراضهم بالزورِ والافتراء مرتعٌ وخيم.) الطاعنون في علمائنا لا يضرون إلا أنفسهم ، وهم يستجلبون بفعلتهم الذِلَةَ والصغار إذ الله يدافع عن الذين أمنوا ، وهو جلَ وعلا لا يصلح عمل المفسدين . قال الإمام أحمد إمام أهل السنة رضي الله عنه وأرضاه ( لُحوم العلماء مسمومة من شمها مَرِض ، ومن أكلها مات ). وقال الحافظ ابن عساكر : ( من أطلق لسانه في العلماء بالسب أو الثلب ابتلاه الله قبل موته بموتِ القلب ). الطاعنون في علماء التوحيد والسنة أهل مكرٍ وخديعةٍ إن لم يقدروا على التصريح لمحوا ، فتنبهوا يا عباد الله لألا تُخدَعُوا. . وإليكم بعض الأمثلة في قدحهم في علمائنا الكبار. لألا يغترَ بها الجهال. فمنها : أنهم يُعيرون العلماء بأنهم ( فقهاء الحيض والنفاس ) وما عَلِموا أن الإمام أحمد رحمه الله مكث يتعلمُ مسائل هذا الباب بضعِ سنين، لكن أولئك الجهال شابَهُ الحُيّض اللائى إذا أحسنت إلى إحداهن الدهر ، ثم رأت منك شيئاً ، قالت : ما رأيت منك خيراً قط . ثم إن هذا التعبير فيه ما فيه من الاستهزاء بمسائل الدين ، فنسأل الله السلامة والعافية. وتارة يقولون : ( علماؤنا لا يفقهون الواقع ) فيا سبحان الله! كيف يجهل علماؤنا الربانيون فقه الواقع ، ثم يدركه حُدَثاءُ الأسنان، سفهاءُ الأحلام ثم يدعون أنهم يكملون العلماء ، إن هذا لشيءٌ عجاب. ولكن إذا عُرِفَ السببُ بُطِلَ العجب ، فهؤلاء القوم أرادوا بهذه الشبهة صرف الناس زمن الفتن والأحداث الكبار عن العلماء ، ليخلوَ الجو لهم في توجيه الناس وسط ما يريدون بدعوى فقههم للواقع ، فوالله لا فقهاً حصلوا، ولا واقِعاً أدركوا.(1) جاء في كتاب رفع الملام عن الائمة الاعلام لابن تيمية: " فيجب على المسلمين بعد موالاة الله ورسوله موالاة المؤمنين كما نطق به القرآن خصوصا العلماء الذين هم ورثة الأنبياء الذين جعلهم الله بمنزلة النجوم يهتدى بهم في ظلمات البر والبحر وقد أجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم إذ كل أمة قبل مبعث محمد صلى الله عليه وسلم فعلماؤها شرارها إلا المسلمين فإن علماءهم خيارهم ؛ فإنهم خلفاء الرسول في أمته والمحيون لما مات من سنته بهم قام الكتاب وبه قاموا وبهم نطق الكتاب وبه نطقوا . قال الشيخ محمد بن عثيمين في كتاب العلم : مكانة أهل العلم أعظم مكانة؛ لأنهم ورثة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ولهذا يجب عليهم من بيان العلم والدعوة إلى الله ما لا يجب على غيرهم، وهم في الأرض كالنجوم في السماء يهدون الخلق الضالين التائهين، ويبينون لهم الحق ويحذرونهم من الشر ولذلك كانوا في الأرض كالغيث يصيب الأرض القاحلة فتنبت بإذن الله . قال ابن القيم في اعلام الموقعين : فحياة العالِم وصلاحه حياة العالَم وصلاحه! فإذا ضاعت حقوق العلماء ضاعت حقوق الأمراء وإذا ضاعت حقوق العلماء والأمراء فسد العالَم!"( أعلام الموقعين (1/8ـ10) قال العلامة زيد المدخلي حفظه الله في محاضرة بعنوان حاجة الامة للعلم الشرعي: لذا فإن حملة الكتاب والسنة الذين توسعوا في العناية بهما هم الذين تحتاج إليهم البشرية في كل زمان وفي كل مكان لأن الله – تبارك وتعالى – أثنى على العلماء العاملين ، وعظم شأن العلم الذي يؤخذ من المصدرين الكريمين ، فقال سبحانه وتعالى : { إنما يخشى الله من عباده العلماء } فحصر الخشية على وجه التمام في العلماء ، والمقصود بهم العلماء العاملون الذين عقلوا العلم عن الله – تبارك وتعالى – من كتابه وسنة نبيه عليه الصلاةو والسلام علماً وعملاً ودعوةً ونشرا وصبراً . وسئل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله عن حكم سب ولاة الأمور والعلماء: سماحة الشيخ هل الكلمة تؤثر في الأمن وتزعزعه مثل الأوراق التي تأتي بالفاكسات من خارج هذه البلاد، من بعض الحاقدين على هذه البلاد وولاتها وعلمائها؟ الجواب : توزيع الأشرطة الخبيثة التي تدعو إلى الفرقة والاختلاف، وسب ولاة الأمور والعلماء، لا شك أنها من أعظم المنكرات. والواجب الحذر منها، سواء كانت جاءت من لندن من الحاقدين والجاهلين الذين باعوا دينهم وباعوا أمانتهم على الشيطان من جنس محمد المسعري ومن معه، الذين أرسلوا الكثير من الأوراق الضارة المضلة، والمفرقة للجماعة، يجب الحذر منهم، ويجب إتلاف ما يأتي من هذه الأوراق؛ لأنها شر وتدعو إلى الشر، وما هكذا النصيحة. فالنصيحة تكون بالثناء على ما فعل من الخير، والحث على إصلاح الأوضاع، والتحذير مما وقع من الشر، هذه طريقة أهل الخير الناصحين لله ولعباده. المصدر : نشرت في جريدة عكاظ في العدد (10541) ليوم الجمعة الموافق 25/1/1416 هـ - مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء الثامن. من علمات أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر : قال أيوب السختياني – رحمه الله - ( لا أعلم اليوم أحداَ من أهل الأهواء يخاصم إلا بالمتشابه ) ( الإبانة 2/501) وقال البربهاري – رحمه الله – ( إذا رأيت الرجل يطعن على أحد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه صاحب قول سوء وهوى ) ( البربهاري 115) وقال أيضاً ( إذا سمعت الرجل يطعن على الآثار , أو يرد الآثار , أو يريد غير الآثار , فاتهمه على الإسلام , ولا تشك أنه صاحب هوى مبتدع ) ( المصدر السابق 115) وقال أيضاً في نفس المصدر ص 116 ( إذا رأيت الرجل يدعو على السلطان , فاعلم أنه صاحب هوى ). قال أبو حاتم – رحمه الله – ( علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر ) ( شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة , للا لكائي 1/179 ) قال ابن القطان – رحمه الله – ( ليس في الدنيا مبتدع , إلا وهو يبغض أهل الحديث ) ( عقيدة السلف , للصابوني 102) قال أبو إسماعيل الصابوني – رحمه الله – ( وعلامات البدع على أهلها بادية ظاهرة , شدة معاداتهم لحملة أخبار النبي صلى الله عليه وسلم , واسخفافهم بهم ) ( المصدر السابق 101) عن قتيبة بن سعيد – رحمه الله – قال ( إذا رأيت الرجل , يحب أهل الحديث , فإنه على السنة , ومن خالف هذا فاعلم أنه مبتدع ) ( مقدمة محقق كتاب شعار أصحاب الحديث للحاكم 7 ) قال الإمام أحمد – رحمه الله – في رسالته إلى مسدد ( ولا تشاور صحب بدعة في دينك , ولا ترافقه في سفرك ) ( الآداب الشرعية لابن مفلح 3/578 ) قال ابن الجوزي – رحمه الله – ( الله الله من مصاحبة هؤلاء , ويجب منع الصبيان من مخالطتهم , لئلا يثبت في قلوبهم من ذلك شيء , واشغلوهم بأحاديث رسول [الله ] صلى الله عليه وسلم لتعجن بها طباعهم ) ( الآداب الشرعية 3/577- 578 ) " يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله وغفر له : ( أسال الله أن يعين العلماء على ما يناله من السنة السفهاء ، لأن العلماء ينالهم أشياء كثيرة . أولاً : أننا نسمع ما ينسب إلى بعض أهل العلم المرموقين ثم إذا تحققنا وجدنا أن الأمر على خلاف ذلك . وهذه جناية كبيرة . ثانيا : تضخيم الأخطاء , فهذا خطا وعدوان , فالعالم بشر يخطئ ويصيب لا شك أما تضخيم الخطأ ثم وذكره في أبشع حالاته فهذا لا شك انه عدوان على أخيك المسلم ، وعدوان حتى على الشرع ان استطلعت القول لأن الناس إذا كانوا يثقون بشخص ثم زعزعت ثقتهم به فإلى من يتجهون ؟ أيبقى الناس مذبذبين ليس لهم قائد يقودهم لشريعةِ الله , أم يتجهون إلى جاهل يضلهم عن سبيل الله بغير قصد , أم يتجهون إلى عالم سوء يصدهم عن سبيل الله بقصد ؟ انتهى كلامه رحمه الله وغفر له . (2) أسباب الجرأة على الطعن في العلماء : سوء الظن بهم ، فيحسبونهم طلاب دنيا، كاتمين للحق . ألا فاتقوا الظن فإنه أكذب الحديث ، وبالله عليك هل تظن هذا السوء بنفسك يا عبد الله . ومنها الغرور وإعجاب كل ذي رأي برأيه ِ، فيرى أحدهم أنه أهل لتخطئةِ العلماء وتصغيرهم ، والمسكين لا يعرف آداب قضاء الحاجة ، فحسبنا الله على من جرأك على هذا المرتع الوخيم . ومنها اعتقاد بعضهم أنه وحده الغيور على دين الله وجل وعلا ، وهذا المنهج ما هو إلا نفس خارجي حروري ، وإن تدثر بدثار الغيرة على الدين والانتصار له . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا قال الرجل هلك الناس فهوا أهلكهم ) خرجه الإمام مسلم في صحيحه . ألا فعلموا أن العلماء من أعظم الناس غيرة على حدود الله جل وعلا، ولكنهم ولله الحمد بعيدون عما يظهره بعضهم من هيجان واندفاع، وتهييج . ومنها: قلة الخوف من الله، وإلا لحبس هذا الطعانُ لسانه عن المسلمين قال الله جل وعلا : (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً ))الآية. وقال الله سبحانه وتعالى : (( واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون )) الآية . ومن الأسباب تلبيس أهل البدع ، والغرور خاصةً في زمن الفتن فيألبون ويهيجون الأمة على العلماء ويلقون بالشُبَهِ لتخلوا البلاد لهم . ومنها : التقصير في التحذير من هذه الفتنة ، فتنة التعدي على علماء السنة والتوحيد ، فُيخشى والله أن تصير سنة ينشأ عليها الصغير ويهرم عليها الكبير، فالواجب أن يتصدى المصلحون لها ، وأن يبينوا للناس دينهم ما استطاعوا ، لأن الدين يذهب إذا طُعِنَ في حملته . ومنها : جهل الطاعنين بعواقب فعلتهم ، وثمارها المرة . يقول العلامة ابن باز رحمه الله تعالى : طالب العلم له شأنٌ عظيم وأهل العلم هم الخلاصة في هذا الوجود . أمة الإسلام، أمة القرآن الطعن في العلماء عاقبتهُ وخيمة ومآل أهله الذلة والخسران . فمن ثمراته : حرمان بركة العلم إذ كيف ينتفع بالعلماء من يقدح فيهم . كم من رجلٍ أفنى عمره في طلب العلم ، وحفظه ولكن ما انتفع به ولا نفع ، لأنه كان شديداً على علماء السنة طعناً فيهم . ومنها : موت القلب كما قال ابن عساكر من تعدى على العلماء بالثلب ابتلاه الله بموت القلب. ومنها : التعدي على العلماء هو من الغيبة والهمز واللمز فإن كان فيهم ما تقول فقد اغتبتهم وإلا فقد بهتهم . فالسلامة السلامة ، يا مريد النجاة يوم القيامة . واحذر عقوبة الله جل وعلا فإنه ينتقم ممن تعدى على أولياءه . ومنها : أن الطعن في علماء السنة فيه مشابهة للذين قالوا ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطوناً ولا أكذب ألسناً ولا أجبن عند اللقاء . ومنها : الجناية على أمة محمد صلى الله عليه وسلم بصرفها عن علمائنا الربانيين لأن القدح فيهم يشكك الأمة في علمهم وأمانتهم فينصرفون إلى رؤوسِ الجهال ؛ فيفتون بغير علم فَيُضِلُون ويُضَلُون ، وفي هذا أيضاً جناية على الشريعة وتجفيف لينابيع الخير والهدى شاء ذلك الطاعنون أم أبوا . وفي الطعن فيهم إسقاطٌ لهيبتهم عند السلاطي ن، فالله المستعان. ومن آثار الطعن في العلماء شد أزر علماء البدع ودُعاتُها ، وكم يفرحون بطعن الأغرار في علماء السنة لأن الذي يصد أهل البدع ويردهم علماء السنة الأخيار فتنبهوا يا أولي الأبصار. وفي الطعن في العلماء أيضاً تقوية للعلمانيين وخدمة لهم فإنهم يسعون من قديم للحط من قدر العلماء وقد وجدوا من يكفيهم ذلك دون مقابل . فإن لله وإنا إليه راجعون . ومنها: خذلان الناس للطاعن في العلماء ، فيتخلى عنه أحبابه وأتباعه ، فلا تتم له دعوة ولا جهاد ، ولا إنكار منكر ويسلط الله عليه أقرب الناس إليه ، لأن المؤمنين لا يحبون من يقع في علمائهم . ومنها: أن في ذلك مشابهة لأهل البدع فإن من أعظم علاماتهم الوقيعة في علماء السنة . وأختم هذه التذكرة بذكر مواقف تبين أخلاق الأبرار كيف كانوا يوقرون أهل الإسلام هذه المواقف تبين توقير العلماء بعضهم لبعض ، ولا يعرف الفضل لأهله إلا ذووه . ذكر الحافظ ابن كثير في تاريخه : أن أبا محمد البربهاري الحنبلي العالم الزاهد الفقيه ، عطس يوماً وهو يَعِظُ فشمتهُ الحاضرون ثم شمتهُ من سمعه ، حتى شمتهُ أهل بغداد ؛ فانتهت الضجةُ إلى دار الخلافة . وقال المروزي : قدم رجلٌ من طرسوس فقال : كان في بلاد الروم في الغزو إذا هدى الليل رفـعوا أصواتهم بالدعاء يقولون : ادعوا لأبي عبدالله يعني إمام أهل السنة أحمد بن حنبل. وقال حاشر بن إسماعيل : كنت في البصرة فسمعتُ قدوم محمد بن إسماعيل يعني الإمام البخاري صاحب الصحيح فلما قدم قال بندار : ( اليوم دخل سيد الفقهاء ). وقال عباد بن عباد : أراد شعبة أن يقع في خالدٍ الحذاء أحد الأئمة الأعلام ، قال فأتيته أنا وحماد بن زيدٍ فقلنا له : مالك أجُننت وتهددناه فسكت . وقال أيوب : إني أُخبَرُ بموتِ الرجل من أهل السنة فكأني أفقد عضواً من أعضائي. وقال : إن الذين يتمنون موت أهل السنة، يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون . وقال يحيى بن جعفر : لو قدرت أن أزيد في عُمرِ محمد بن إسماعيل البخاري من عمري لفعلت ، فإن موتي يكون موت رجل واحد وموته ذهاب العلم . وقال الإمام أبو حنيفة في شيخه حماد : ما صليتُ صلاةً منذ مات حماد إلا استغفرتُ له مع والدي وإني لأستغفر لمن تعلمت منه أو علمني علماً . وسأل رجلٌ الإمام أحمد بن حنبل فقال : عندنا بالمسجد شابٌ يقال له أبو زرعة ، فغضب الإمام أحمد وقال يقول شاب كالمنكر عليه ثم رفع يديه وجعل يدعوا لأبي زرعة ومن كان من أهل العلم ، يقول : (( اللهم انصره على من بغى عليه اللهم عافه اللهم ادفع عنه البلاء اللهم ...اللهم ...في دعاء كثير.)). (3) 4_ أي عالم يخطأ لأنه بشر وليس عندنا غلو في الشيخ ربيع لكن العالم إذا أخطأ مأجور: أ_النهي عن الغلو : دين الإسلام دين وسط بين الإفراط والتفريط، فهو الصراط المستقيم، وقد جاءت النصوص الشرعية في الكتاب والسنة تأمر بلزوم الطريق الوسط، وتنهى عن الغلو باسم الغلو مباشرة، أو بما يدل عليه كالنهي عن الاعتداء، وعن الطغيان، وعن التنطع، وعن التعمق، وعن التشديد، ومن تلك النصوص ما يلي: 1- يقول تعالى ({يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ } (171) سورة النساء) 2- ويقول تعالى ({قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيرًا وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ} (77) سورة المائدة). فهاتان الآيتان فيهما نهي أهل الكتاب عن الغلو في الدين، وكل خطاب موجه لأهل الكتاب في القرآن الكريم بأمر أو نهي فالمقصود به هذه الأمة لأنها هي المخاطبة بهذا الكتاب أصلاً، فإذا نهاهم الله عن الغلو فنحن منهيون عنه من باب أولى. وكان عند أهل الكتاب أنواع من الغلو ومنها الغلو في بعض المخلوقين كما غلت النصارى في عيسى وأمه، وكما غلت اليهود في عزير، وفي العجل، وكان عندهم غلو في التعبد وهو عند النصارى حيث ابتدعوا رهبانية ما أنزل الله بها من سلطان. إلى غير ذلك من صور الغلو. وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن هذه الأمة ستتبع اليهود والنصارى في ضلالتهم حذو القذة بالقذة، فدل على أنه سيقع فيها الغلو كما وقع فيهم وهذا الواقع فنهيهم عن الغلو نهي لنا. 3- وقال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحَرِّمُواْ طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} (87) سورة المائدة 4- وقال تعالى {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} (112) سورة هود هاتان الآيتان يؤخذ منهما النهي عن الغلو لأن الاعتداء هو مجاوزة الحد الشرعي، وهذا معنى الغلو، وكذا الطغيان مجاوزة الحد، فالآيتان تأمران بالاعتدال والتوسط، والاستقامة وتنهيان عن الغلو. وأما الأحاديث فمنها: 1- حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة العقبة وهو على راحلته: "هات التقط لي. فلقطت له حصيات هن حصى الخذف، فلما وضعتهن في يده قال: بأمثال هؤلاء. بأمثال هؤلاء. وإياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين) رواه النسائي، وابن ماجه واللفظ للنسائي وإسناده صحيح. فهذا الحديث من أصرح الأدلة في النهي عن الغلو في الدين كله، فإنه وإن كانت المناسبة النهي عن المبالغة في حصى الجمار إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم أخرجه بلفظ عام يشمل النهي عن الغلو في كل أبواب الدين، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (وقوله : "وإياكم والغلو في الدين" عام في جميع أنواع الغلو في الاعتقاد والأعمال) . وبين النبي صلى الله عليه وسلم أن الذي أهلك من كان قبلنا من الأمم الغلو في الدين، ومما يبينه أن هلاك قوم نوح كان بسبب غلوهم في الصالحين حتى عبدوهم من دون الله، وسبب هلاك اليهود غلوهم في عزير وفي العجل وغلوهم في جانب التفريط حتى قتلوا الأنبياء، وحرفوا الكتب المنزلة، وكان سبب هلاك النصارى غلوهم في عيسى بن مريم وأمه، وابتداعهم شرائع وعبادات ما أنزل الله بها من سلطان. وسبب هلاك أكثر من هلك من هذه الأمة بسبب الغلو، إما في مسائل الأسماء والصفات ، أو في الصالحين، أو في الحكم على الناس إلى غير ذلك من أسباب الهلاك التي مرجعها إلى الغلو إما في الإفراط وإما في التفريط. 2- وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (هلك المتنطعون) قالها ثلاثاً. رواه مسلم وعند أبي داود (ألا هلك المتنطعون قالها ثلاثاً) قال النووي : أي المتعمقون الغالون المجاوزون الحدود في أقوالهم وأفعالهم . قلت وقوله (هلك المتنطعون) هو كقوله صلى الله عليه وسلم (إنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين) سواء بسواء، كل منهما يصدق الآخر ويؤكده. 3- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا وأبشروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة) البخاري .(4) ولاشك أن الغلو باب خطير من أبواب الضلال في دين الإسلام وأنه مفتاح الشرك والكفر وما عبدت الأصنام إلا بالغلو فيها وفي أصحابها وما عبدت القبور في العالم الإسلامي اليوم إلا بالغلو ولهذا تجد أن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ركز على هذا الغلو المفضي للعبادة الشركية في أكثر من باب من كتابه كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد. ب_معاملةالعالم إذا أخطأ: اعلموا رحمكم الله أنه لا يحكم على أحد من علماء أهل السنة ونظارهم أو حكامهم بأنه مبتدع أو خارج عن أهل السنة والجماعة، بسبب خطئه في الاجتهاد سواء كان ذلك الاجتهاد في مسألة من مسائل العقيدة والتوحيد، أو في مسائل الحلال والحرام مما كثر فيه الاختلاف بين علماء الأمة؛ لأنه إنما قصد الحق وطلبه، وهذا الذي أداه إليه اجتهاده، فهو معذور في ذلك بل مأجور على اجتهاده، فكيف يقال بتبديعه أو تفسيقه. وهذه المسألة من المسائل العظيمة التي يقررها أهل السنة ولم يخالف فيها أحد من علماء المسلمين المعتد بأقوالهم، وإنما خالف فيها أهل البدع، من الخوارج، والمعتزلة، ومن تأثر أو انخدع بأقوالهم من عوام المسلمين. وقد دلت الأدلة من الكتاب والسنة وأقوال سلف الأمة على هذه المسألة وأن المسلم يعذر بجهله وخطئه ونسيانه، وأنه غير مؤاخذ بكل ذلك، إذا قصد الخير وطلب الحق. فمن الكتاب قوله تعالى: ((لا يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ..)) [البقرة:286]. وقد ثبت في صحيح مسلم أن الله قال: " قد فعلت " (حاشية صحيح مسلم {كتاب الإيمان - باب بيان أن الله سبحانه وتعالى لم يكلف إلا ما يطاق} ج1 ص116 ح:125). وقال تعالى: ((وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا)) [الأعراف:42]. وقال: ((لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلا مَا آتَاهَا)) [الطلاق:7]. وقد أمر الله بتقواه بقدر الاستطاعة فقال: ((فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ)) [التغابن:16]. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " فدلت هذه النصوص على أنه لا يكلف نفساً ما تعجز عنه، خلافاً للجهمية المجبرة، ودلت على أنه لا يؤاخذ المخطئ والناسي خلافاً للقدرية والمعتزلة. وهذا فصل الخطاب في الموضوع، فالمجتهد المستدل من إمام وحاكم وعالم وناظر ومفت وغير ذلك؛ إذا اجتهد واستدل فاتقى الله ما استطاع كان هذا هو الذي كلفه الله إياه، وهو مطيع لله مستحق للثواب إذا اتقاه ما استطاع، ولا يعاقبه الله البتة خلافاً للجهمية المجبرة " (حاشية مجموع الفتاوى [19/216-217]). ومن السنة: حديث حذيفة رضي الله عنه فيما رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إن رجلاً حضره الموت لما أيس من الحياة أوصى أهله: إذا مت فاجمعوا لي حطباً كثيراً ثم أوروا ناراً حتى إذا أكلت لحمي وخلصت إلى عظمي فخذوها فاطحنوها فذروني في اليم في يوم حار - أو راح - فجمعه الله فقال: لم فعلت؟ قال خشيتك، فغفر له " (حاشية رواه البخاري {كتاب أحاديث الأنبياء} فتح الباري [6/514] ح:3479). قال الخطابي: " قد يستشكل هذا فيقال كيف يغفر له وهو منكر للبعث والقدرة على إحياء الموتى؟ والجواب: أنه لم ينكر البعث وإنما جهل فظن أنه إذا فُعل به ذلك لا يُعاد فلا يعذب، وقد ظهر إيمانه باعترافه بأنه إنما فعل ذلك من خشية الله " (حاشية فتح الباري [6/522]). ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في معرض حديثه عن قصة هذا الرجل: " فهذا رجل شك في قدرة الله تعالى، وفي إعادته إذا ذري، بل اعتقد أنه لا يعاد. وهذا كفر باتفاق المسلمين، لكن كان جاهلاً لا يعلم ذلك، وكان مؤمناً يخاف الله أن يعاقبه، فغفر له بذلك " (حاشية مجموع الفتاوى [3/231]). ومما يدل على العذر بالجهل والخطأ من السنة أيضاً: حديث خال بن ذكوان عن الربيع بنت معوذ رضي الله عنهما أنها قالت: " جاء النبي صلى الله عليه وسلم يدخل حين بُني علي فجلس على فراشي كمجلسك مني، فجعلت جويريات لنا يضربن بالدف ويندبن من قُتل من آبائي يوم بدر إذ قالت إحداهن: وفينا نبي يعلم ما في غد، فقال: دعي هذه وقولي بالذي كنت تقولين " (حاشية رواه البخاري في {كتاب النكاح - باب: ضرب الدف في النكاح والوليمة} فتح الباري ج9 ص202 ح:5147). وحديث ابن عباس أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: ما شاء الله وشئت، قال: " جعلت لله نداً، ما شاء الله وحده " (حاشية رواه البخاري في الأدب المفرد ص253 ح:783، وأحمد في المسند ج1 ص283، 214 وقد حسن الألباني إسناده في سلسلة الأحاديث الصحيحة ج1/2 ص56 ح:139). فدلت هذه الآيات والأحاديث على أن الله لا يكلف العبد ما لا يطيق وأنه لا يؤاخذه بالجهل والخطأ، إذا قصد الخير واتقى الله مهما كان الخطأ كبيراً ويتعلق بمسائل التوحيد والعقيدة، ومن باب أولى العذر بالخطأ في مسائل الحلال والحرام، فقد عذر الله تعالى من جهل عظيم قدرة الله تعالى على البعث وغفر له، وعذر النبي صلى الله عليه وسلم الجارية التي نسبت له علم الغيب، وعذر من ساوى بينه وبين الله في المشيئة واكتفى بنهيهما عن ذلك. فإذا عذر الله ورسوله هؤلاء بخطئهم في هذه المسائل الكبيرة فعلماء المسلمين أولى بالعذر منهم، إذا أخطأوا في الاجتهاد، إذ الباعث لهم على ذلك معرفة الحكم الشرعي وقد استفرغوا جهدهم ووسعهم في طلبه، فهم معذورون في كل ذلك، ولا يلحقهم فيه أي إثم بل لهم أجر اجتهادهم في حالة خطئهم، وخطؤهم مغفور إن شاء الله، وللمصيب منهم أجران، أجر اجتهاده، وأجر إصابته. فحكمهم دائر بين الأجر والأجرين، كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر " (حاشية رواه البخاري في كتاب الاعتصام - فتح الباري [13/318] ح:7352، ورواه مسلم في كتاب الأقضية [3/1342] ح:1716). وكذلك أقوال السلف وأفعالهم: دلت على عذر بعضهم بعضاً في اجتهاداتهم، ولم يبدع أو يفسق بعضهم بعضاً مع اختلافهم في مسائل عظيمة فكانوا لا يذكرون بعضهم إلا بخير مع استغفار كل واحد منهم لأخيه، وهذا من عظيم فقههم رضوان الله عليهم أجمعين. روى الخلال: عن سعيد بن مسيب قال: " شهدت علياً وعثمان وكان بينهما نزغ من الشيطان، فما ترك واحد منهما لصاحبه شيئاً إلا قاله، فلو شئت أن أقص عليكم ما قالا لفعلت، ثم لم يبرحا حتى اصطلحا واستغفر كل واحد منهما لصاحبه " (حاشية السنة لأبي بكر الخلل ص461 رقم 715). وروي أن الإمام أحمد سئل: " ما تقول فيما كان من علي ومعاوية رحمهما الله؟ فقال: ما أقول فيهما إلا الحسنى رحمهم الله أجمعين " (حاشية نفس المصدر ص 460 رقم 713). ولشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى بحوث حافلة في تقرير هذه المسألة ومن أهم بحوثه فيها: رسالته العظيمة (رفع الملام عن الأئمة الأعلام) قال في مطلعها: " وليعلم أنه ليس أحد من الأئمة - المقبولين عند الأمة قبولاً عاماً - يعتمد مخالفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء من سنته دقيق ولا جليل، فإنهم متفقون اتفاقاً يقينياً على وجوب اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، وعلى أن كل أحد من الناس يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن إذا وجد لواحد منهم قول، قد جاء حديث صحيح بخلافه فلا بد له من عذر في تركه. وجميع الأعذار ثلاثة أصناف: أحدها: عدم اعتقاد أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله. والثاني: عدم اعتقاده إرادة تلك المسألة بذلك القول. والثالث: اعتقاده أن ذلك الحكم منسوخ، وهذه الأصناف الثلاثة تتفرع إلى أسباب متعددة " (حاشية رفع الملام عن الأئمة الأعلام ص4-5). ثم شرع رحمه الله في ذكر الأسباب المتفرعة عن هذه الأصناف من الأعذار - وهي عشرة أسباب - مع التمثيل لكل سبب بعدة أمثلة من واقع اجتهادات العلماء وأقوالهم (حاشية نفس المصدر ص5-46). وفي ذلك توجيه حسن لكثير مما يقع فيه العلماء من أخطاء في اجتهاداتهم والتماس الأعذار لهم بما نرجو الله أن يثيب شيخ الإسلام عليه أعظم مثوبة. وليت كل من وجد قولاً لأحد العلماء يخالف فيه النصوص عرضه على تلك الأسباب العشرة التي ذكرها شيخ الإسلام فإنه لا يعدم أن يجد لمخالفته سبباً من تلك الأسباب، وبهذا نسلم من كثير مما يقع فيه الناس اليوم من الطعن في العلماء وسوء الظن بهم. يقول شيخ الإسلام أيضاً في موضع آخر من كتبه بصدد هذا الموضوع: " ولا يرب أن الخطأ في دقيق العلم مغفور للأمة وإن كان ذلك في المسائل العلمية، ولولا ذلك لهلك أكثر فضلاء الأمة، وإذا كان الله يغفر لمن يجهل تحريم الخمر لكونه نشأ بأرض جهل، مع كونه لم يطلب العلم، فالفاضل المجتهد في طلب العلم بحسب ما أدركه في زمانه ومكانه إذا كان مقصوده متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم بحسب إمكانه هو أحق بأن يتقبل الله حسناته ويثيبه على اجتهاداته، ولا يؤاخذ بما أخطأ تحقيقاً لقوله: ((رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا)) [البقرة:286] " (حاشية مجموع الفتاوى [20/165]). ويقول أيضاً داحضاَ لشبهة التفريق في الاجتهاد بين مسائل الأصول ومسائل الفروع وأن المخطئ في مسائل الفروع معذور بخلاف المخطئ في مسائل الأصول فإنه لا يعذر: " هذا قول السلف وأئمة الفتوى كأبي حنيفة والشافعي والثوري وداود بن علي وغيرهم، لا يؤثمون مجتهداً مخطئاً في المسائل الأصولية ولا في الفروعية، كما ذكر ذلك عنهم ابن حزم وغيره، وقالوا هذا هو القول المعروف عن الصحابة والتابعين لهم بإحسان وأئمة الدين أنهم لا يكفرون ولا يفسقون ولا يؤثمون أحداً من المجتهدين المخطئين، لا في مسألة عملية ولا علمية، قالوا والفرق بين مسائل الفروع والأصول إنما هو من أقوال أهل البدع من أهل الكلام والمعتزلة والجهمية ومن سلك سبيلهم " (حاشية مجموع الفتاوى [19/207]). ويقول في هذا المعنى في موضع آخر: " وإذا ثبت بالكتاب المفسر أن الله قد غفر لهذه الأمة الخطأ والنسيان فهذا عام عموماً محفوظاً وليس في الأدلة الشرعية ما يوجب أن الله يعذب من هذه الأمة مخطئاً على خطئه... وأيضاً فإن السلف أخطأ كثير منهم في كثير من هذه المسائل واتفقوا على عدم التكفير بذلك، مثل ما أنكر بعض الصحابة أن يكون الميت يسمع نداء الحي، وأنكر بعضهم أن يكون المعراج يقظة " (حاشية مجموع الفتاوى [12/490-492]). فإذا تقرر هذا الأصل العظيم بما تقدم ذكره من الأدلة، وأقوال سلف الأمة: وهو أن العالم إذا اجتهد فأخطأ أنه معذور في خطئه مأجور على اجتهاده، سواء كان ذلك الاجتهاد في مسألة علمية كمسائل التوحيد والاعتقاد أو مسألة عملية كمسائل الحلال والحرام وجب الوقوف عنده والالتزام به وتطبيقه في حياتنا اليوم وعدم التعرض لأحد من العلماء أو طلاب العلم المعروفين بسلامة العقيدة والمتابعة لهدى سلف الأمة الصالح بشيء من التأثيم أو التفسيق أو التبديع بمجرد قول أداهم إليه اجتهادهم في مسألة شرعية ما دام أن الخلاف في تلك المسألة سائغ والاجتهاد فيها مقبول. فمن خالف هذا المنهج بتأثيم أحد من العلماء بسبب خطئهم في مثل هذه المسائل فقد خرج عن منهج أهل السنة في هذا الباب، ووافق أهل البدع - من حيث يدري أو لا يدري - فإن أهل البدع هم الذين يؤثمون المخالف لهم بل قد يكفرونه بمجرد المخالفة . وهذا لا يعني عدم التنبية على أخطاء العلماء ومناصحتهم في ذلك وبيان الحق للناس فإن هذا من أعظم واجبات أهل العلم الذين استحفظهم الله عليه كما قال تعالى: ((وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ)) [آل عمران:187]. لكن هذا مقيد أيضا بقيود بأن يكون التنبيه والتوضيح من عالم متمكن في العلم وأن يقصد بذلك وجه الله وبيان الحق مع احترام المخالف وعدم انتقاصه أو غمزه بجهل أو هوى بل يكون الكلام منصباً على القول دون القائل فإنه لا يتعرض له بشيء إلا إذا دعت الحاجة لذلك. وعموماً فينبغي التفريق بين هذا الأمر الذي هو ميثاق الله على أهل العلم، وبين انتقاص العلماء وتأثيمهم في المسائل الاجتهادية، فالبون بين الأمرين شاسع والفرق بينهما واضح بحيث لا يخفى على طالب علم وإنما الأمر في التسليم والانقياد لشرع الله في ذلك. فإن المتابعة في هذا الباب وتوظيفه على ما أراد الله ورسوله عزيزة. ولذلك لكثرة الصوارف النفسية المصاحبة لتحقيقه وعظم تلبس الشيطان على كثير من أهل العلم فيه والمعصوم في ذلك من عصمه الله ووقاه شر نفسه وشر الشيطان وشركه. ووفقه للإخلاص وحسن المتابعة في كل ما يأتي ويذر. والله أعلم وصلى الله وبارك على نبينا محمد وسلم تسليماً كثيراً. نقلاً من كتاب موقف أهل السنة والجماعة من أهل الأهواء والبدع للشيخ إبراهيم الرحيلي حفظه الله [1/64-72]. قال الشيخ عبيد الجابري حفظه الله في شريط الحد الفاصل بين معاملة أهل السنة وأهل الباطل في هذا السؤال : هل إذا أخطأ عالم من العلماء الكبار يجوز أو يسَع لأحد من الشباب أن يردّ عليه خطأه أم يردّ عليه عالم مثله، حيث إن بعض الشباب يتجرأ على رد فتوى بعض العلماء التي تكون الفتوى أحيانا محظورّ شرعا أفتى بها العالم نظرًا لضرورة أو حكمة يراها هو، بارك الله فيكم. أفتونا مأجورين؟ الشيخ: الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين وربّ الطيبين، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله سيد ولد آدم أجمعين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين أما بعد: فإن ما سألتم عنه يُنظر إليه من وجهين كما يُنظر إلى من صدرت عنه تلك المقولة الخاطئة من جهتين أيضًا، وهكذا أهل السنة فإنهم ينظرون إلى المخالفة وإلى المخالف: فالمخالفة لا تخلو من حالين: * إما أن تكون مخالفة في أمر لا يسوغ فيه الاجتهاد سواء كان في أصول الدين أو في فروعه، لأنّه تضافرت عليها النصوص من القرآن والسنة وأجمع عليها الأئمة أو كانت في حكم الإجماع، وكان المخالف ليس عنده من النصوص ما يقّوي مذهبه. *وإما أن تكون المخالفة حدثت في أمر يسوغ فيه الاجتهاد أو أمر: النصوص تحتمل وتحتمل. 1-فالصنف الأول وهو الذي لا يسوغ فيه الاجتهاد فإن الخلاف فيه غير سائغ، غير سائغ أبدا، ويُردّ الخطأ على قائله كائنا من كان، ثم هذا المخالف لا يخلو عن واحد من رجلين: .إما أن يكون صاحب سنة عرف الناس منه الاستقامة عليها والذب عنها وعن أهلها، كما عرفوا النصح للأمة، فهذا لا يُتابع على زلته وتحفظ كرامته، وإن كنّا رددنا مخالفته فإنّا نتأدّب معه ونحفظ كرامته، ولا نشنع عليه كما نشنع على المبتدعة الضُلاّل وذلك رعاية لما منّ الله به عليه من السابقة في الفضل والجلالة في القدر والإمامة في الدين فنحن نرعى هذا كله. وإذا نظرتَ في كثير من الأئمة الذين هم على السنة، يشهد لهم الناس في محياهم وكذلك نرجو أن يكونون بعد مماتهم إن شاء الله تعالى ،حدثت منهم أخطاء، زلّت بهم القدم فردّ عليهم المعاصرون لهم واللاحقون لهم مع حفظ كرامتهم وصيانة أعراضهم وعدم التطاول عليهم بنابيات العبارات. .وإما أن يكون هذا المخالف الذي خالف في أمر لا يسوغ فيه الاجتهاد ولكنه خالف، قد يكون هذا خالف عنادا واستكبارا وترفُّعا عن الحق وانسياقا وراء الهوى، فهذا لا كرامة له عند أهل السنة، ويردّون عليه قوله ويشنعون عليه ويصفونه بالبدعة والضلال ويحذّرون منه، ويغلظون فيه القول إلاّ إذا ترتبت مفسدة أكبر من المصلحة المرجوّة، فإنهم يكتفون بردّ خطئه ويحذَرونه في أنفسهم، وهذا إذا كان ذلكم المبتدع الضال له في البلد وأهله، الصولة والجولة والكفة الراجحة والشوكة القوية، كأن يكون مفتي البلد أو وزيرا من الوزراء مثل وزير الأوقاف أو وزير العدل أو من المقربين من الدولة أو من العلماء الموثوقين بهم عند الدولة، ونحن مستضعفون فإنا لا نصفه بشيء من هذا، نقول هذا خطأ، أخطأ الشيخ فلان في كذا ولا نقبله منه، العبرة بالدليل، الدليل عندنا على خلافه. ويجب أن يكون الردّ علميّا يستند على الكتاب والسنة وفق فهم السلف الصالح بعيدا عن المغادرات والعبارات النابيات التي تجعل السامعين يتقززون منها وينفرون منها ويزهدون في الحق الذي عندنا أو الحق الذي عندكم لِما يسمعونه من عبارات في غير محلِّها لا تليق بطلاب العلم، فإمّا الرد الذي يستند على الكتاب والسنة وفهم السلف الصالح، ويجلّى فيه الحق ويُفنَّد فيه الباطل، فإن المنصفين يقبلونه ولا ينازعون فيه وإن كانوا يُحبُّون ذلك المخالف وهذا مجرّب بارك الله فيكم. فتفطنوا إليه. 2-النوع الثاني من المخالفات: في أمر يسوغ فيه الاجتهاد، فأنت تبيِّن قولك حسبما ما تَرجَّح عندك، ولا تشنِّع على الطرف الآخر ولا تحذّر منه ولا تصفه بالمبتدع الضال ولا الزائغ، ولكن تقول:الصواب عندنا كذا، وعلى سبيل المثال (الترتيب في الوضوء)، فالجمهور على وجوبه ومن ذلكم الإمام أحمد وأصحابه رحم الله الجميع، والأحناف ومن وافقهم على أنه لا يجب، فنحن نرد على الأحناف من غير تفريق، من غير إغلاظ في القول، نقول الراجح عندنا أو أرجح القولين الوجوب. ومثال آخر (تارك الصلاة متهاونا) فالجمهور على أنه فاسق يستتاب فإن تاب وإلا قُتِل حدًّا، حكمه حكم غيره من الفُسّاق يُغسّل ويُكفَّن ويصلّى عليه ويدعى له ويدفن في مقابر المسلمين، ويرثه المسلمون من أهله، وهذا هو قول الزهري ومالك، وهو رواية عن الإمام أحمد، وكذلك قال به غير هؤلاء :الجمهور كما قدمت لكم، والرواية الثانية عن الإمام أحمد وعليه محققون، محققون أئمة، ومنهم الشيخ عبد العزيز الإمام الأثري المجاهد –رحمه الله- على أنه كافر، يستتاب فإن تاب وإلا قتل رِدّةً، وعليه فإنه لا يصلّى عليه ولا يغسّل ولا يكفّن ولا يدعى له ولا يرثه المسلمون من أهله، ماله فَيْء يصرفه الحاكم في المصارف العامة للمسلمين. فإذا نظرت في حال هاتين الطائفتين من الأئمة –رحمة الله عليهم- لم تجد أن المفسِّـقين يصفون المكفِّرين بأنهم خوارج، كذلك لم تجد أن المكفّرين يصفون المفسّـقين بأنهم مرجئة لماذا؟ لأن الكل عنده أدلة قوية يَرجع إليها في هذا الأصل الذي ذهب إليه، نعم بقي أن أقول هذا العالم الجليل الذي أخطأ في أمر ترونه راجحا، هذا أرى أن يناصح وأن يُبيّن له خطؤه، فإنْ لم يقبل منكم فارفعوا الأمر إلى علماء أكبر منكم ومنه فإنهم يناصحونه ويبينونه وسوف تَردُّه السنة إن شاء الله تعالى. وهذا الألباني –رحمه الله- وسائر أئمة المسلمين على السنة والهدى رحمهم الله يرى أن كشف المرأة وجهها أو يرى أن وجه المرأة ليس بعورة، يجوز لها كشفه، والشيخ عبد العزيز –رحمه الله- والشيخ محمد بن العثيمين –رحمه الله- والشيخ محمد بن إبراهيم –رحمه الله- يرون خلاف ذلك، لكن لم يشنعوا عليه، وأهل العلم يردّون على الشيخ ناصر –رحمه الله-من غير تشنيع عليه ولا تثريب ولا شطط. كذلك يرى –رحمه الله- تحريم الذهب المحلّق ويستدل له، ومَنْ ذكرتُ من علمائنا وغيرهم لا يثرِّبون عليه، يقولون أخطأ الشيخ ناصر الألباني في هذا والصواب كذا. هكذا بارك الله فيك أهل العلم يُوقِّر بعضهم بعضا. وقد بينتُ لكم من قبل الميزان الذي عرفتُه من كلام أئمتنا وعلمائنا في المخالفة والمخالف فتقطنوا إلى ذلك فليس الأمر على حدّ سواء. نعم. انتهى كلامه حفظه الله . نقل بعض تزكيات العلماء في الشيخ ربيع بن هادي المدخلي :(1) الإمام العلامة عبيد الله الرحماني المباركفوري -رحمه الله قال –رحمه الله- في إجازته الحديثية للشيخ ربيع ما نصّه: ((أما بعد: فيقول العبد الفقير إلى الله أبو الحسن عبيد الله الرحماني تلميذاً، السلفي الأثري مسلكاً، المباركفوري موطناً، ابن العلامة الشيخ عبدالسلام المباركفوري مؤلف "سيرة البخاري": إنّ أخانا في الله العالم النبيل، الفاضل الجليل، الشيخ ربيع بن هادي عمير المدخلي من أهل قرية "الجرادية" من ضواحي "صامطة" بجنوبي المملكة العربية السعودية، المدرس في كلية الحديث بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، قد طلب مني الإجازة برواية الحديث عني، ووصل سنده بسند أئمة الحديث من أصحاب الصحاح وغيرهم، وقد كتب إليّ أنّه درس أولاً بالمدرسة السلفية بصامطة، ثم بالمعهد العلمي فيها، ثم بالجامعة الإسلامية في المدينة، المنورة، وتخرج فيها، وأخذ الشهادة الجامعية سنة 1385هـ، ثم أخذ في سنة 1396هـ شهادة الماجستير، ثم الدكتوراة في سنة 1400هـ من جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، وقد ذكر لي -أيضاً- أنّه سمع من العلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز –حفظه الله- في المسجد النبوي الشريف كثيراً من صحيح البخاري ومسلم وشيئاً من جامع الترمذي، ولازم العلامة الشيخ ناصر الدين الألباني كثيراً، واستفاد –أيضاً- من الشيخ حماد بن محمد الأنصاري وغيره من المشايخ الكبار، وقد كان مبعوثاً من قبل الجامعة الإسلامية في المدينة إلى الجامعة السلفية ببنارس الهند للتدريس بعد التخرج في الجامعة الإسلامية، وقبل أخذ شهادتي الماجستير والدكتوراة، وكلما ذهبت إلى الجامعة السلفية حين إقامته فيها جالسني وذاكرني في المسائل العلمية، وقدم هو –أيضاً- إلى بلدة مباركفور مراراً ولقيني في بيتي، وقد وجدته ذا علم غزير، وفضل كبير، صاحب فهم سليم، وطبع مستقيم، على طريقة السلف الصالح –رضي الله عنهم- اعتقاداً وعملاً، متبعاً للكتاب والسنّة ناصراً لهما، ذاباً عنهما، متشدداً على أهل البدع والهوى، راداً على المقلدين الذين جلّ مساعيهم بقراءة الحديث وإقرائه تسوية الحديث على مذهب إمامهم، فبارك الله في علومه، ومتّع المسلمين بطول بقائه...))،إلى آخر الإجازة، وقد كتبها الشيخ في التاسع عشر من ذي القعدة سنة 1401هـ.(2) الإمام العلامة سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله-. فقد سئل ـ رحمه الله تعالى ـ عن الشيخ ربيع بن هادي والشيخ محمد أمان فقال: ((بخصوص صاحبي الفضيلة الشيخ محمد أمان الجامي والشيخ ربيع بن هادي المدخلي، كلاهما من أهل السنة، ومعروفان لدي بالعلم والفضل والعقيدة الصالحة، وقد توفي الدكتور محمد أمان في ليلة الخميس الموافقة سبع وعشرين شعبان من هذا العام رحمه الله، فأوصي بالإستفادة من كتبهما، نسأل الله أن يوفق الجميع لما يرضيه وأن يغفر للفقيد الشيخ محمد أمان وأن يوفق جميع المسلمين لما في رضاه وصلاح أمر عباده إنه هو السميع قريب)) [شريط الأسئلة السويدية]. وقال: ((الشيخ ربيع من خيرة أهل السنّة والجماعة، ومعروف أنّه من أهل السنّة، ومعروف كتاباته ومقالاته))[شريط بعنوان ثناء العلماء على الشيخ ربيع-تسجيلات منهاج السنة]. وقال-رحمه الله-: ((وإخواننا المشايخ المعروفون في المدينة ليس عندنا فيهم شك، هم أهل العقيدة الطيبة ومن أهل السنة والجماعة مثل الشيخ محمد أمان بن علي، ومثل الشيخ ربيع بن هادي، أو مثل الشيخ صالح ابن سعد السحيمي، ومثل الشيخ فالح بن نافع، ومثل الشيخ محمد بن هادي، كلهم معروفون لدينا بالاستقامة والعلم والعقيدة الطيبة … ولكن دعاة الباطل أهل الصيد في الماء العكر هم الذين يشوشون على الناس ويتكلمون في هذه الأشياء ويقولون المراد كذا وكذا وهذا ليس بجيد، الواجب حمل الكلام على أحسن المحامل)).[شريط توضيح البيان]. وقال –رحمه الله- معقباً على محاضرة للشيخ في الطائف بعنوان "التمسّك بالمنهج السلفي" بتاريخ: ((قد سمعنا هذه الكلمة المباركة الطيبة من صاحب الفضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي في موضوع التمسك بالكتاب والسنة والحذر مما خالفهما، والحذر من أبواب التفرق والاختلاف والتعصب للأهواء، ولقد أحسن وأجاد وأفاد، جزاه الله خيراً وضاعف مثوبته)). وقال فيها –أيضاً-: ((وما ذكره فضيلة الشيخ ربيع عن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمة الله عليه- هو الحقيقة، فإن الله مَنّ على هذه البلاد بهذه الدعوة المباركة وهي دعوة سلفية، لكن شوه أعداء الله هذه الدعوة؛ وقالوا: الوهابية المبتدعة التي فعلت وفعلت، وهم الضالون المبتدعون، وهم ما بين جاهل أو من قلد جاهلاً، إما جاهل وإما مقلد لجاهل، وإما ثالثهم متبع لهواه الذي يعصي الله على بصيرة، هؤلاء أعداء الدعوة السلفية، إما جاهل وإما مقلد لجاهل وإلا صاحب هوى متعصب لهواه يريد المآكل ويريد إرضاء الناس على حساب مأكله ومشربه وهواه نسأل الله العافية)). وقال فيها: ((وأن يوفق صاحب الفضيلة الشيخ ربيع لكل خير وأن يجزيه عن كلمته خيراً)). وقد أرسل الشيخ ربيع كتابه "منهج أهل السنة والجماعة في نقد الرجال والكتب والطوائف" إلى سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز فأرسله إلى الشيخ عبدالعزيز الراجحي، وبعد جواب الشيخ الراجحي كتب الشيخ ابن باز هذه الرسالة للشيخ ربيع: ((من عبدالعزيز بن عبدالله بن باز إلى حضرة الأخ المكرم صاحب الفضيلة الدكتور ربيع بن هادي مدخلي، وفقه الله لما فيه رضاه، وزاده من العلم والإيمان، آمين.سلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أما بعد: فأشفع لكم رسالة جوابيَّة من صاحب الفضيلة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي حول كتابكم (منهج أهل السنة والجماعة في نقد الرجال والكتب والطوائف) ؛ لأني قد أحلته إليه ؛ لعدم تمكني من مراجعته، فأجاب بما رآه حوله، وقد سرني جوابه والحمد لله، وأحببت إطلاعكم عليه. وأسأل الله أن يجعلنا وإياكم وسائر إخواننا من دعاة الهدى وأنصار الحق؛ إنه جواد كريم)) [انظر مقدمة كتاب منهج النقد وكتاب النصر العزيز]. وقال الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي في كتابه "إزهاق أباطيل عبداللطيف باشميل" (ص:104): ((لقد زرت سماحة الشيخ ابن باز –حفظه الله- فنصحني بالرد على كل مخالف للحق والسنة. ونِعْمَة النصيحة، فما أعظمها، وأوجبها على من يستطيع القيام بها)). وقد سمعت بأذني الشيخ ابن باز –رحمه الله- يقول مخاطباً الشيخ ربيعاً: ((يا شيخ ربيع رد على كل من يخطئ، لو أخطأ ابن باز رد عليه، لو أخطأ ابن إبراهيم رد عليه))… وأثنى عليه ثناءً عاطراً، والله على ما أقول شهيد. بل قد أذن له سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز بالتدريس في مسجده وذلك قبل وفاته بأشهر، مما يدل على أنه توفي وهو عنه راض. كما أنّ الشيخ ربيعاً من كبار تلاميذ الشيخ عبدالعزيز بن باز ومن أقدمهم.(3) الشيخ العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني –رحمه الله-: فقد وُجّه سؤال إلى الشيخ الألباني في شريط ( لقاء أبي الحسن المأربي مع الألباني ) ما مفاده: أنه على الرغم من موقف فضيلة الشيخين ربيع بن هادي المدخلي ومقبل بن هادي الوادعي في مجاهدة البدع والأقوال المنحرفة، يشكك بعض الشباب في الشيخين أنهما على الخط السلفي؟ فأجاب -رحمه الله تعالى-: ((نحن بلا شك نحمد الله -عز وجل- أن سخر لهذه الدعوة الصالحة القائمة على الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح، دعاة عديدين في مختلف البلاد الإسلامية يقومون بالفرض الكفائي الذي قل من يقوم به في العالم الإسلامي اليوم، فالحط على هذين الشيخين الشيخ ربيع والشيخ مقبل الداعيين إلى الكتاب والسنة، وما كان عليه السلف الصالح ومحاربة الذين يخالفون هذا المنهج الصحيح هو كما لا يخفى على الجميع إنما يصدر من أحد رجلين : إما من جاهل أو صاحب هوى. الجاهل يمكن هدايته ؛ لأنه يظن أنه على شيء من العلم، فإذا تبين العلم الصحيح اهتدى.. أما صاحب الهوى فليس لنا إليه سبيل، إلا أن يهديه الله ـ تبارك وتعالى ـ فهؤلاء الذين ينتقدون الشيخين ـ كما ذكرنا ـإما جاهل فيُعلّم، وإما صاحب هوى فيُستعاذ بالله من شره، ونطلب من الله -عز وجل- إما أن يهديه وإما أن يقصم ظهره.)) ثم قال الشيخ -رحمه الله- : ((فأريد أن أقول إن الذي رأيته في كتابات الشيخ الدكتور ربيع أنها مفيدة ولا أذكر أني رأيت له خطأ، وخروجاً عن المنهج الذي نحن نلتقي معه ويلتقي معنا فيه)). وقال –أيضاً- في شريط (الموازنات بدعة العصر للألباني) بعد كلامٍ له في هذه البدعة العصرية : ((وباختصار أقول: إن حامل راية الجرح والتعديل اليوم في العصر الحاضر وبحق هو أخونا الدكتور ربيع، والذين يردون عليه لا يردون عليه بعلم أبداً، والعلم معه، وإن كنت أقول دائماً وقلت هذا الكلام له هاتفياً أكثر من مرة أنه لو يتلطف في أسلوبه يكون أنفع للجمهور من الناس سواء كانوا معه أو عليه، أما من حيث العلم فليس هناك مجال لنقد الرجل إطلاقاً، إلا ما أشرت إليه آنفاً من شئ من الشدة في الأسلوب، أما أنه لا يوازن فهذا كلام هزيل جداً لا يقوله إلا أحد رجلين: إما رجل جاهل فينبغي أن يتعلم، وإلا رجل مغرض، وهذا لا سبيل لنا عليه إلا أن ندعو الله له أن يهديه سواء الصراط)). وقال –رحمه الله- في كتابه "صفة الصلاة" (ص:68) عند حديثه عن الغزالي المعاصر: ((وقد قام كثير من أهل العلم والفضل –جزاهم الله خيراً- بالردّ عليه، وفصّلوا القول في حيرته وانحرافه، ومن أحسن ما وقفت عليه رد صاحبنا الدكتور ربيع بن هادي المدخلي في مجلّة (المجاهد) الأفغانية (العدد:9-11) ، ورسالة الأخ الفاضل صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ المسماة (المعيار لعلم الغزالي).)). وكتب الشيخ الألباني –رحمه الله- معلقاً على كتاب الشيخ ربيع "العواصم مما في كتب سيد قطب من القواصم": ((كل ما رددته على سيد قطب حق وصواب، ومنه يتبين لكل قارئ مسلم على شيء من الثقافة الإسلامية أن سيد قطب لم يكن على معرفة بالإسلام بأصوله وفروعه. فجزاك الله خيراً أيها الأخ الربيع على قيامك بواجب البيان والكشف عن جهله وانحرافه عن الإسلام)). وقد رأيت هذه الكتابة بعيني بخط الشيخ في مكتبة الشيخ الخاصة، والتي هي الآن ضمن مكتبة الجامعة الإسلامية، وصورت منها نسخة هي موجودة لدي. والشيخ ربيع يعدّ من كبار تلاميذ الشيخ الألباني، ومن أوائل من تتلمذوا عليه، فقد درسه الشيخ في الجامعة الإسلاميـة في المدينة النبوية. (4) الشيخ العلامة محمد بن صالح بن عثيمين –رحمه الله-. فقد سئل فضيلته عن الشيخ ربيع كما في (شريط الأسئلة السويدية) فقال :" أما بالنسبة للشيخ ربيع فأنا لا أعلم عنه إلا خيراً والرجل صاحب سنة وصاحب حديث". وقال -رحمه الله تعالى- في شريط " إتحاف الكرام" وهو شريط سجّل في عنيزة بعد محاضرة الشيخ ربيع فيها بعنوان "الاعتصام بالكتاب والسنّة"، وقد كنت برفقة الشيخ ربيع في تلك الرحلة، وحضرت هذا اللقاء: ((إننا نحمد الله سبحانه وتعالى أن يسر لأخينا الدكتور ربيع بن هادي المدخلي أن يزور هذه المنطقة حتى يعلم من يخفى عليه بعض الأمور أن أخانا وفقنا الله وإياه على جانب السلفية طريــق السلف، ولست أعني بالسلفية أنها حزب قائم يضاد لغيره من المسلمين لكني أريد بالسلفية أنه على طريق السلف في منهجه ولاسيما في تحقيق التوحيد ومنابذة من يضاده، ونحن نعلم جميعاً أن التوحيـد هو أصل البعثة التي بعث الله بها رسله عليهم الصلاة والسلام.. زيارة أخينا الشيخ ربيـع بن هادي إلى هذه المنطقة وبالأخص إلى بلدنا عنيزة لاشك أنه سيكون له أثر ويتبين لكثير من الناس ما كان خافياً بواسطة التهويل والترويج وإطلاق العنان للسان وما أكثر الذين يندمون على ما قالوا في العلماء إذا تبين لهم أنهم على صواب)). ثم قال أحد الحاضرين في الشريط نفسه : هاهنا سؤال حول كتب الشيخ ربيع؟ فأجاب -رحمه الله تعالى-: ((الظاهر أن هذا السؤال لا حاجة إليه، وكما سئل الإمام أحمد عن إسحاق بن راهويه -رحمهم الله جميعاً- فقال: مثلي يسأل عن إسحاق ! بل إسحاق يسأل عني، وأنا تكلمت في أول كلامي عن الذي أعلمه عن الشيخ ربيع -وفقه الله-، ومازال ما ذكرته في نفسي حتى الآن، ومجيئه إلى هنا وكلمته التي بلغني عنها ما بلغني لاشك أنه مما يزيد الإنسان محبة له ودعاء له)). وفي شريط " لقاء الشيخ ربيع مع الشيخ ابن عثيمين حول المنهج " سئل -رحمه الله- السؤال التالي : إننا نعلم الكثير عن تجاوزات سيد قطب لكن الشيء الوحيد الذي لم أسمعه عنه وقد سمعته من أحد طلبة العلم ولم أقتنع بذلك، فقد قال: بأن سيد قطب ممن يقولون بوحدة الوجود، وطبعاً هذا كفر صريح فهل كان سيد قطب ممن يقولون بوحدة الوجود؟ أرجو الإجابة وجزاكم الله خيراً. فأجاب –رحمه الله-: ((مطالعاتي لكتب سيد قطب قليلة، ولا أعلم عن حال الرجل ولكن قد كتب العلماء فيما يتعلق بمؤلفه في التفسير "في ظلال القرآن"، قد كتبوا عليه ملاحظات على كتابه في التفسير مثلما كتب الشيخ عبدالله الدويش رحمه الله، وكتب أخونا الشيخ ربيع المدخلي ملاحظات على سيد قطب في تفسيره وفي غيره فمن أحب أن يراجعها فليراجعها)). وجاء في الشريط الأول الذي هو بعنوان (كشف اللثام عن مخالفات أحمد سلام ) -عبر الهاتف من هولندا-: سؤال: ما هي نصيحتكم لمن يمنع أشرطة الشيخ ربيع بن هادي بدعوى أنها تثير الفتنة وفيها مدح لولاة الأمور في المملكة وأن مدحه ـ أي مدح الشيخ ربيع للحكام ـ نفاق؟ الجواب : ((رأيُنا أن هذا غلطٌ وخطأٌ عظيم، والشيخ ربيع من علماء السنة، ومن أهل الخير، وعقيدته سليمة، ومنهجه قويم. لكن لما كان يتكلم على بعض الرموز عند بعض الناس من المتأخرين وصموه بهذه العيوب)). وسئل ما نصّه: يقال أن منهج الشيخ ربيع يخالف منهج أهل السنة والجماعة؟ فأجاب بقوله: ((ما أعلم أنه مخالف، والشيخ ربيع أثنى عليه أهل العلم المعاصرين، أنا ما أعرف عنه إلا خيراً))[شريط ثناء أئمة الدعوة على الشيخ ربيع].(5) الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان –حفظه الله-: قال –حفظه الله- في تقديمه لكتاب "منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله فيه الحكمة والعقل": ((ولما كان أمر هذه الجماعات المخالفة والمختلفة يشكل خطراً على الإسلام قد يُصدّ عنه من أراد الدخول فيه كان لا بد من بيانه وبيان أنه ليس من الإسلام في شيء كما قال تعالى: ]إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء[، ولأن الإسلام يدعو إلى الاجتماع على الحق كما قال تعالى: ]أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه[، وقال تعالى: ]واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا[، لما كان بيان ذلك واجباً وكشفه لازماً قام جماعة من العلماء من ذوي الغيرة والتحقيق للتنبيه على أخطاء تلك الجماعات وبيان مخالفتها في الدعوة لمنهج الأنبياء لعلها ترجع إلى صوابها؛ فإن الحق ضالة المؤمن، ولئلا يغتر بها من لا يعرف ما هي عليه من خطأ، ومن هؤلاء العلماء الذين تولوا هذه المهمة العظيمة عملاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (( الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة )) قلنا: لمن يا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: (( لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)). من هؤلاء الذين بينوا ونصحوا فضيلة الشيخ الدكتور: ربيع بن هادي المدخلي في هذا الكتاب الذي بين أيدينا وهو بعنوان: (( منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله فيه الحكمة والعقل )) فقد بين- وفقه الله وجزاه خيراً- منهج الرسل في الدعوة إلى الله كما جاء في كتاب الله وسنة رسوله وعرض عليه منهج الجماعات المخالفة ليتضح الفرق بين منهج الرسل وتلك المناهج المختلفة والمخالفة لمنهج الرسل، وناقش تلك المناهج مناقشة علمية منصفة مع التعزيز بالأمثلة والشواهد، فجاء كتـابه -والحمد لله- وافياً بالمقصود، كافياً لمن يريد الحق، وحجة على من عاند وكابر، فنسأل الله أن يثيبه على عمله، وينفع به وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه)). وقال في تقديمه لكتاب "جماعة واحدة لا جماعات" في الرد على عبدالرحمن عبدالخالق : ((إلا أنّه في الآونة الأخيرة ظهرت جماعات تنتمي إلى الدعوة وتنضوي تحت قيادات خاصة بها، كل جماعة تصنع لنفسها منهجاً خاصاً بها، مما نتج عنه تفرق واختلاف وصراع بين تلك الجماعات مما يأباه الدين وينهى عنه الكتاب والسنة، ولما أنكر عليهم العلماء هذا السلوك الغريب انبرى بعض الأخوة يدافع عنهم، ومن هؤلاء المدافعين الشيخ الفاضل عبدالرحمن عبدالخالق، من خلال رسائله المطبوعة وأشرطته المسموعة على الرغم من مناصحته عن هذا الفعل من قبل إخوانه، وزاد على ذلك الطعن في العلماء الذين لايوافقونه على صنيعه، ووصفهم بما لايليق بهم ولم يسلم من ذلك حتى بعض مشايخه الذين درّسوه، وقد قام فضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي بالرد عليه في هذا الكتاب الذي هو بين يدي القارئ بعنوان "جماعة واحدة لا جماعات وصراط واحد لا عشرات" وقد قرأته فوجدته وافياً بالمقصود والحمد لله)) [انظر مقدمة النصر العزيز للشيخ ربيع]. وسئل فضيلته في شريط " الأسئلة السويدية " (5 ربيع الآخر 1417 هـ) فقال بعد ما ذكر الشيخ ربيعاً مع مجموعة من أهل العلم: ((كذلك من العلماء البارزين الذين لهم قدم في الدعوة، فضيلة الشيخ عبدالمحسن العباد، فضيلة الشيخ ربيع هادي، كذلك فضيلة الشيخ صالح السحيمي، كذلك فضيلة الشيخ محمد أمان الجامي، إن هؤلاء لهم جهود في الدعوة والإخلاص، والرد على من يريدون الإنحراف بالدعوة عن مسارها الصحيح، سواء عن قصد أو عن غير قصد، هؤلاء لهم تجارب ولهم خبرة ولهم سبر للأقوال ومعرفة الصحيح من السقيم، فيجب أن تُروَّج أشرطتهم ودروسهم وأن ينتفع بها؛ لأن فيها فائدة كبيرة للمسلمين)). وقال الشيخ –حفظه الله- في تقديمه لرد الشيخ ربيع على حسن بن فرحان المالكي: ((فوجدت رد الشيخ ربيع حفظه الله وافياً في موضوعه جيداً في أسلوبه مفحماً للخصم فجزاه الله خير الجزاء وأثابه على ما قام به من نصرة الحق وقمع الباطل وأهله)).اختصار من الثناء البديع . ويظهر هنا جليا توقير أهل العلم والفضل للشيخ ربيع حفظه الله لا كما يدعيه أهل الشطط والفتن أتباع كل ناعق الأصاغر في العلم والأصاغر في العقل السفهاء . وليعلم أن من رد هذه التزكيات هو إتهام للعلماء بشهادة الزور وحاشا وكلا أن يسأل العلماء عن شخص ويمدحونه وهو غير أهل للمدح ونسأل من الله أن يحفظ علمائنا ومشائخنا من تطاول الجهال . 1_2_3_شريط وبهذا يهدم الدين للشيخ سلطان العيد حفظه الله . 4_مقالة إياكم والغلو للشيخ علي الحدادي حفظه الله . كتبه أبوعبيدة الهوراي الشرقاوي السلام عليكم ورحمة الله . |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|