|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | التقييم: | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
شرح العقيدة الواسطية لفضيلة الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان -حفظه الله-
بسم الله الرحمن الرحيم
【 شرح العقيدة الواسطية 】 لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان - حفظه الله ورعاه - شرح العقيدة الواسطية [1] http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/00639.mp3 شرح العقيدة الواسطية [2] http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/00641.mp3 شرح العقيدة الواسطية [3] http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/00642.mp3 شرح العقيدة الواسطية [4] http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/00646.mp3 شرح العقيدة الواسطية [5] http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/00649.mp3 شرح العقيدة الواسطية [6] http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/00651.mp3 شرح العقيدة الواسطية [7] http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/00652.mp3 شرح العقيدة الواسطية [8] http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/00653.mp3 شرح العقيدة الواسطية [9] http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/00663.mp3 شرح العقيدة الواسطية [10] http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/00664.mp3 شرح العقيدة الواسطية [11] http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...files/w-02.mp3 شرح العقيدة الواسطية [12] http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...files/w-03.mp3 شرح العقيدة الواسطية [13] http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...files/w-04.mp3 شرح العقيدة الواسطية [14] http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...files/w-05.mp3 شرح العقيدة الواسطية [15] http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...files/w-06.mp3 شرح العقيدة الواسطية [16] http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...files/w-07.mp3 شرح العقيدة الواسطية [17] http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...files/w-08.mp3 شرح العقيدة الواسطية [18] http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...files/w-09.mp3 شرح العقيدة الواسطية [19] http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...files/w-10.mp3 شرح العقيدة الواسطية [20] http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...les/w-11_0.mp3 شرح العقيدة الواسطية [21] http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...files/w-12.mp3 شرح العقيدة الواسطية [22] http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...files/w-13.mp3 شرح العقيدة الواسطية [23] http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...files/w-14.mp3 شرح العقيدة الواسطية [24] http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...files/w-15.mp3 شرح العقيدة الواسطية [25] http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...files/w-16.mp3 شرح العقيدة الواسطية [26] http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...files/w-17.mp3 شرح العقيدة الواسطية [27] http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...files/w-18.mp3 شرح العقيدة الواسطية [28] http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...files/w-19.mp3 شرح العقيدة الواسطية [29] http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...files/w-20.mp3 شرح العقيدة الواسطية [30] http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...files/w-21.mp3 شرح العقيدة الواسطية [31] http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...files/w-22.mp3 شرح العقيدة الواسطية [32] http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...files/w-23.mp3 شرح العقيدة الواسطية [33] http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...files/w-24.mp3 شرح العقيدة الواسطية [34] http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...files/w-25.mp3 شرح العقيدة الواسطية [35] http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...files/w-26.mp3 شرح العقيدة الواسطية [36] http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...files/w-27.mp3 شرح العقيدة الواسطية [37] http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...files/w-28.mp3 شرح العقيدة الواسطية [38] http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...files/w-29.mp3 شرح العقيدة الواسطية [39] http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...files/w-30.mp3 رابط مباشر لجميع الدروس : http://www.alfawzan.af.org.sa/alldroos?page=1&tid_1=205 [ كتاب ] شرح العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام أحمد بن تيمية لفضيلة الشيخ الدكتور / صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله تعالى - رابط تحميل الكتاب http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/3qidh.pdf شرح العقيدة الواسطية لفضبلة الشيخ العلامة / صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله تعالى - [ word ] https://ia601607.us.archive.org/20/i...was-fawzan/doc شرح العقيدة الواسطية لفضيلةالشيخ العلامة /صالح الفوزان -حفظه الله - [pdf، word ، mp3] http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=22628 |
#2
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
【شرح العقيدة الواسطية 】 لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان - حفظه الله ورعاه - [ المقدمة ] تقديم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين: وبعد : فهذا شرح مختصر على العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية جمعته من المصادر التالية: 1- "الروضة الندية شرح العقيدة الواسطية" للشيخ زيد بن عبد العزيز بن فياض. 2- "التنبيهات السنية على العقيدة الواسطية" للشيخ عبد العزيز بن ناصر الرشيد. 3- "التنبيهات اللطيفة فيما احتوت عليه الواسطية من المباحث المنيفة" للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي. 4- نقلت من فوائد علقتها على نسختي وقت الطلب. 5- وفيما يتعلق بتفسير الآيات نقلت من كتب التفسير "كفتح القدير" للإمام محمد بن علي الشوكاني. و"تفسير القرآن العظيم" للإمام إسماعيل بن كثير. وكانت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية قد طبعته عدة مرات ووزعته على طلبة المرحلة الثانوية فشكر الله للقائمين عليها وزادهم من الخير والتوفيق لما فيه صلاح المسلمين. كما أني أسال الله أن ينفع به ويجعله مؤديًا للمطلوب من توضيح هذه العقيدة العظيمة وأن يغفر لي ما وقع مني من خطأ ويثيبني على ما فيه من صواب إنه سميع مجيب وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه والحمد لله رب العالمين. المؤلف ------ التصفية والتربية TarbiaTasfia@ |
#3
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
【 شرح العقيدة الواسطية 】 لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان - حفظه الله ورعاه - شرح العقيدة الواسطية. ( 01 ) [ المتن ] بسم الله الرحمن الرحيم [ الشرح ] ابتدأ المصنف ـ رحمه الله ـ كتابه بالبسملة اقتداء بالكتاب العزيز حيث جاءت البسملة في ابتداء كل سورة ما عدا سورة براءة. واقتداء بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حيث كان يبدأ بها في مكاتباته. وقوله: {بِسْمِ اللَّهِ} الباء للاستعانة. والاسم في اللغة: ما دل على مسمى. وفي الاصطلاح: ما دل على معنى في نفسه ولم يقترن بزمان. والجار والمجرور متعلق بمحذوف ينبغي أن يقدر متأخرًا ليفيد الحصر. والله: علم على الذات المقدسة، ومعناه: ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين. مشتق من أله يأله ألوهة، بمعنى عبد يعبد عبادة. فالله إله بمعنى مألوه أي معبود. و{الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ}: اسمان كريمان من أسمائه الحسنى دالان على اتصافه تعالى بالرحمة على ما يليق بجلاله. فالرحمن: ذو الرحمة العامة لجميع المخلوقات. والرحيم: ذو الرحمة الخاصة بالمؤمنين، كما قال تعالى: {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا}. ------ [ المصدر ] http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/3qidh.pdf |
#4
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
【 شرح العقيدة الواسطية 】 لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان - حفظه الله ورعاه - شرح العقيدة الواسطية. ( 02 ) [ المتن ] الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدًا. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقرارا به وتوحيدًا. وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليمًا مزيدًا ـ. [ الشرح ] افتتح هذه الرسالة الجليلة بهذه الخطبة المشتملة على حمد الله والشهادتين والصلاة على رسوله تأسيًا بالرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في أحاديثه وخطبه، وعملًا بقوله: ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله فهو أقطع)_ رواه أبو داود وغيره. ويروى: (ببسم الله الرحمن الرحيم)_ ومعنى أقطع: أي معدوم البركة. ويجمع بين الروايتين للحديث بأن الابتداء ببسم الله حقيقي وبالحمد لله نسبي إضافي. قوله: {الحمد لله} الألف واللام للاستغراق، أي: جميع المحامد لله ملكًا واستحقاقًا. والحمد لغة: الثناء بالصفات الجميلة والأفعال الحسنة. وعرفًا: فعل ينبئ عن تعظيم المنعم بسبب كونه منعمًا وهو ضد الذم. {لله} تقدم الكلام على لفظ الجلالة. {الذي أرسل رسوله} الله سبحانه يحمد على نعمه التي لا تحصى ومن أجل هذه النعم أن {أرسل} أي: بعث {رسوله} محمدًا ـ صلى الله عليه وسلم ـ. والرسول لغة: من بعث برسالة. وشرعًا: هو إنسان ذكر أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه_. {بالهدى} أي: العلم النافع وهو كل ما جاء به النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الإخبارات الصادقة والأوامر والنواهي وسائر الشرائع النافعة. والهدى نوعان: النوع الأول: هدى بمعنى الدلالة والبيان، ومنه قوله تعالى: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى} الآية (17) فصلت. وهذا يقوم به الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما في قوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}. النوع الثاني: هدى بمعنى التوفيق والإلهام وهذا هو المنفي عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولا يقدر عليه إلا الله تعالى كما في قوله تعالى: {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء} [القصص الآية: 56]. (ودين الحق) هو العمل الصالح. والدين يطلق ويراد به الجزاء، كقوله تعالى: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}. ويطلق ويراد به الخضوع والانقياد، وإضافة الدين إلى الحق من إضافة الموصوف إلى صفته ـ أي الدين الحق ـ والحق مصدر: حق يحق بمعنى ثبت ووجب، وضده الباطل. {لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ} أي: ليعليه على جميع الأديان بالحجة والبيان والجهاد حتى يظهر على مخالفيه من أهل الأرض من عرب وعجم مليين ومشركين. وقد وقع ذلك فإن المسلمين جاهدوا في الله حق جهاده حتى اتسعت رقعة البلاد الإسلامية وانتشر هذا الدين في المشارق والمغارب. { وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا } أي: شاهدًا أنه رسوله ومطلع على جميع أفعاله وناصره على أعدائه وفي ذلك دلالة قاطعة على صدق هذا الرسول، إذ لو كان مفتريًا لعاجله الله بالعقوبة كما قال تعالى: {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ} [الحاقة: الآيتان 44 ـ 45]. (وأشهد أن لا إله إلا الله) أي: أقر وأعترف أن لا معبود بحق إلا الله (وحده لا شريك له) في هاتين الكلمتين تأكيد لما تضمنته شهادة أن لا إله إلا الله من النفي والإثبات: نفي الإلهية عما سوى الله وإثباته لله فقوله: (وحده) تأكيد للإثبات، وقوله: (لا شريك له) تأكيد للنفي. وقوله: (إقرارًا به وتوحيدًا) مصدران مؤكدان لمعنى الجملة السابقة. (وأشهد أن لا إله إلا الله) إلخ، أي: إقرارًا باللسان وتوحيدًا. أي: إخلاصًا في كل عبادة قولية أو فعلية أو اعتقادية. وقوله: (وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله) أي: أقر بلساني وأعتقد بقلبي أن الله أرسل عبده محمدًا ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى الناس كافة لأن الشهادة لهذا الرسول بالرسالة مقرونة بالشهادة لله بالتوحيد لا تكفي إحداهما عن الأخرى. وفي قوله: (عبده ورسوله) رد على أهل الإفراط والتفريط في حق الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأهل الإفراط غلوا في حقه ورفعوه فوق منزلة العبودية. وأهل التفريط قد نبذوا ما جاء به وراء ظهورهم كأنه غير رسول فشهادة أنه عبد الله تنفي الغلو فيه ورفعه فوق منزلته. وشهادة أنه رسول الله تقتضي: الإيمان به وطاعته فيما أمر، وتصديقه فيما أخبر، واجتناب ما نهى عنه، واتباعه فيما شرع. وقوله: (صلى الله عليه) الصلاة لغة: الدعاء، وأصح ما قيل في معنى الصلاة من الله على الرسول: ما ذكره البخاري في صحيحه عن أبي العالية قال: صلاة على رسوله ثناؤه عليه عند الملائكة. (وعلى آله) آل الشخص من ينتمون إليه بصلة وثيقة من قرابة ونحوها. وأحسن ما قيل في المراد بآل الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ هنا أنهم أتباعه على دينه. (وأصحابه) جمع صاحب. من عطف الخاص على العام. والصحابي: هو من لقي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مؤمنًا به ومات على ذلك. (وسلم تسليمًا مزيدًا) السلام بمعنى التحية، أو السلامة من النقائص والرذائل. وقوله: (مزيدًا) اسم مفعول من الزيادة وهي النمو. وجمع بين الصلاة والسلام امتثالًا لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} الآية [الأحزاب: 56]. ------ [ المصدر ] http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/3qidh.pdf التصفية والتربية TarbiaTasfia@ |
#5
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
【 شرح العقيدة الواسطية 】 لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان - حفظه الله ورعاه - شرح العقيدة الواسطية. ( 03 ) [ المتن ] أما بعد: فهذا اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة إلى قيام الساعة. [ الشرح ] (أما بعد) هذه الكلمة يؤتى بها للانتقال من أسلوب إلى أسلوب آخر، ومعناها: مهما يكن من شيء. ويستحب الإتيان بها في الخطب والمكاتبات اقتداء بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حيث كان يفعل ذلك. (فهذا) إشارة إلى ما تضمنته هذه الرسالة واحتوت عليه من العقائد الإيمانية التي أجملها بقوله: (وهو الإيمان بالله ـ إلخ). (اعتقاد) مصدر: اعتقد كذا إذا اتخذه عقيدة، والعقيدة: هي ما يعقد عليه المرء قلبه. تقول اعتقدت كذا، أي: عقدت عليه القلب والضمير. وأصله مأخوذ من عقد الحبل إذا ربطه. ثم استعمل في عقيدة القلب وتصميمه الجازم. (الفرقة) أي: الطائفة والجماعة. (الناجية) أي: التي سلمت من الهلاك والشرور في الدنيا والآخرة وحصلت على السعادة. وهذا الوصل مأخوذ من قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله) رواه البخاري ومسلم. (المنصورة) أي: المؤيدة على من خالفها (إلى قيام الساعة) أي: مجيء ساعة موتهم بمجيء الريح التي تقبض روح كل مؤمن، فهذه هي الساعة في حق المؤمنين. وأما الساعة التي يكون بها انتهاء الدنيا فهي لا تقوم إلا على شرار الناس لما في صحيح مسلم: (لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض الله الله) وروى الإمام الحاكم من حديث عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ وفيه: (ويبعث الله ريحًا كريح المسك مسها مس الحرير فلا تترك نفسا في قلبه مثقال حبة من الإيمان إلا قبضته, ثم يبقى شرار الناس عليهم تقوم الساعة ). ------ [ المصدر ] http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/3qidh.pdf التصفية والتربية TarbiaTasfia@ |
#6
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
【 شرح العقيدة الواسطية 】 لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان - حفظه الله ورعاه - شرح العقيدة الواسطية. ( 04) المتن : أهل السنة والجماعة الشرح : (أهل السنة) أهل بالكسر على أنه بدل من الفرقة، ويجوز الرفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف تقديره (هم). والسنة: هي الطريقة التي كان عليها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من أقواله وأفعاله وتقريراته. وسموا أهل السنة لانتسابهم لسنة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ دون غيرها من المقالات والمذاهب، بخلاف أهل البدع فإنهم ينسبون إلى بدعهم وضلالاتهم كالقدرية والمرجئة، وتارة ينسبون إلى إمامهم كالجهمية، وتارة ينسبون إلى أفعالهم القبيحة كالرافضة والخوارج. (والجماعة) لغة: الفرقة المجتمعة من الناس. والمراد بهم هنا الذين اجتمعوا على الحق الثابت بالكتاب والسنة وهم الصحابة والتابعون لهم بإحسان ولو كانوا قلة، كما قال ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ : الجماعة ما وافق الحق وإن كنت وحدك فإنك أنت الجماعة حينئذ. ------ [ المصدر ] http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/3qidh.pdf التصفية والتربية TarbiaTasfia@ |
#7
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
【 شرح العقيدة الواسطية 】 لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان - حفظه الله ورعاه - شرح العقيدة الواسطية. ( 05 ) [ المتن ] وهو الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت والإيمان بالقدر خيره وشره. [ الشرح ] (وهو) أي: اعتقاد الفرقة الناجية (الإيمان) الإيمان معناه لغة: التصديق. قال الله تعالى في الآية (17) من سورة يوسف: {وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لِّنَا} أي: مصدق. وتعريفه شرعًا: أنه قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح. وقوله: (بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت والإيمان بالقدر خيره وشره) هذه هي أركان الإيمان الستة التي لا يصح إيمان أحد إلا إذا آمن بها جميعًا على الوجه الصحيح الذي دل عليه الكتاب والسنة وهذه الأركان هي: 1 ـ الإيمان بالله: وهو الاعتقاد الجازم بأنه رب كل شيء ومليكه، وأنه متصف بصفات الكمال منزه عن كل عيب ونقص، وأنه المستحق للعبادة وحده لا شريك له. والقيام بذلك علمًا وعملًا. 2 ـ الإيمان بالملائكة: أي التصديق بوجودهم وأنهم كما وصفهم الله في كتابه كما في الآية (26 ـ 27) من سورة الأنبياء: {عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ} وقد دل الكتاب والسنة على أصناف الملائكة وأوصافهم، وأنهم موكلون بأعمال يؤدونها كما أمرهم الله فيجب الإيمان بذلك كله. 3 ـ الإيمان بالكتب: أي التصديق بالكتب التي أنزلها الله على رسله، وأنها كلامه وأنها حق ونور وهدى فيجب الإيمان بما سمى الله منها كالتوراة والإنجيل والزبور والقرآن والإيمان بما لم يسم الله منها. 4 ـ الإيمان بالرسل الذين أرسلهم الله إلى خلقه: أي التصديق بهم جميعًا وأنهم صادقون فيما أخبروا به، وأنهم بلغوا رسالات ربهم. لا نفرق بين أحد منهم بل نؤمن بهم جميعًا: من سمى الله منهم في كتابه ومن لم يسم منهم كما قال تعالى في الآية (164) من سورة النساء: {وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلًا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ} وأفضلهم أولو العزم وهم: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام، ثم بقية الرسل ثم الأنبياء، وأفضل الجميع خاتم الرسل نبينا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ. وأصح ما قيل في الفرق بين النبي والرسول: أن النبي: من أوحي إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه.. والرسول: من أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه. 5 ـ الإيمان بالقدر خيره وشره: وهو التصديق بأن الله سبحانه علم مقادير الأشياء وأزمانها قبل وجودها، ثم كتبها في اللوح المحفوظ، ثم أوجدها بقدرته ومشيئته في مواعيدها المقدرة. فكل محدث من خير أو شر فهو صادر عن علمه وتقديره ومشيئته وإرادته، ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن. هذا شرح مجمل لأصول الإيمان وسيأتي ـ إن شاء الله شرحها مفصلًا. ------ [ المصدر ] http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/3qidh.pdf التصفية والتربية TarbiaTasfia@ |
#8
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
【 شرح العقيدة الواسطية 】 لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان - حفظه الله ورعاه - شرح العقيدة الواسطية. ( 06 ) [ المتن ] ومن الإيمان بالله الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه ووصفه به رسوله محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل. [ الشرح ] بعد ما ذكر المصنف ـ رحمه الله ـ الأصول التي يجب الإيمان بها مجملة شرع يذكرها على سبيل التفصيل وبدأ بالأصل الأول وهو الإيمان بالله تعالى فذكر أنه يدخل فيه الإيمان بصفاته التي وصف نفسه بها في كتابه أو وصفه بها رسوله في سنته، وذلك بأن نثبتها له كما جاءت في الكتاب والسنة بألفاظها ومعانيها من غير تحريف لألفاظها ولا تعطيل لمعانيها ولا تشبيه لها بصفات المخلوقين. وأن نعتمد في إثباتها على الكتاب والسنة فقط لا نتجاوز القرآن والحديث لأنها توفيقية. والتحريف: هو التغيير إمالة الشيء عن وجهه. يقال: انحرف عن كذا إذا مال. وهو نوعان: النوع الأول: تحريف اللفظ وهو العدول به عن جهته إلى غيرها إما بزيادة كلمة أو حرف أو نقصانه، أو تغيير حركة كقول أهل الضلال في قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} أي: استولى، فزادوا في الآية حرفًا. وكقولهم في قوله تعالى: {وَجَاء رَبُّكَ} أي: أمر ربك، فزادوا كلمة. وكقولهم في قوله تعالى: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} بنصب لفظ الجلالة فغيروا الحركة الإعرابية من الرفع إلى النصب. النوع الثاني: تحريف المعنى، وهو العدول به عن وجهه وحقيقته وإعطاء اللفظ معنى لفظ آخر كقول المبتدعة: إن معنى الرحمة: إرادة الإنعام. وإن معنى الغضب إرادة الانتقام. والتعطيل لغة: الإخلاء، يقال: عطله، أي: أخلاه والمراد به هنا نفي الصفات عن الله سبحانه وتعالى. والفرق بين التحريف والتعطيل: أن التحريف هو نفي المعنى الصحيح الذي دلت عليه النصوص واستبداله بمعنى آخر غير صحيح. والتعطيل: هو نفي المعنى الصحيح من غير استبدال له بمعنى آخر، كفعل المفوضة. فكل محرف معطل وليس كل معطل محرفًا. والتكييف: هو تعيين كيفية الصفة. يقال: كيف الشيء إذا جعل له كيفية معلومة، فتكييف صفات الله هو تعيين كيفيتها والهيئة التي تكون عليها وهذا لا يمكن للبشر لأنها مما استأثر الله تعالى بعلمه فلا سبيل إلى الوصول إليه، لأن الصفة تابعة للذات، فكما أن ذات الله لا يمكن للبشر معرفة كيفيتها، فكذلك صفته سبحانه لا تعلم كيفيتها. ولهذا لما سئل الإمام مالك ـ رحمه الله ـ فقيل له: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} كيف استوى فقال: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة_. وهذا يقال في سائر الصفات. والتمثيل: هو التشبيه بأن يقال: إن صفات الله مثل صفات المخلوقين، كأن يقال يد الله كأيدينا وسمعه كسمعنا، تعالى الله عن ذلك، قال تعالى في الآية (11) من سورة الشورى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} فلا يقال في صفاته إنها مثل صفاتنا أو شبه صفاتنا أو كصفاتنا، كما لا يقال: إن ذات الله مثل أو شبه ذواتنا، فالمؤمن الموحد يثبت الصفات كلها على الوجه اللائق بعظمة الله وكبريائه. والمعطل ينفيها أو ينفي بعضها. والمشبه الممثل يثبتها على وجه لا يليق بالله وإنما يليق بالمخلوق. ------ [ المصدر ] http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/3qidh.pdf |
#9
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
【 شرح العقيدة الواسطية 】 لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان - حفظه الله ورعاه - شرح العقيدة الواسطية. ( 07 ) [ المتن ] بل يؤمنون بأن الله ـ سبحانه ـ ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فلا ينفون عنه ما وصف به نفسه. ولا يحرفون الكلم عن مواضعه. [ الشرح ] لما ذكر المصنف ـ رحمه الله ـ أن الواجب هو الإيمان بصفات الله الثابتة في الكتاب والسنة من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل، بين موقف أهل السنة والجماعة من ذلك. وهو أنهم يؤمنون بتلك الصفات على هذا المنهج المستقيم، فيثبتونها على حقيقتها نافين عنها التمثيل فلا يعطلون ولا يمثلون على وفق ما جاء في قوله تعالى في الآية (11) من سورة الشورى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} فقوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} رد على الممثله. وقوله: {وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} رد على المعطلة لأن فيه إثبات السمع والبصر، فالآية الكريمة دستور واضح في باب الأسماء والصفات لأنها جمعت بين إثبات الصفات لله ونفي التمثيل عنها. وسيأتي تفسيرها إن شاء الله. وقوله: (فلا ينفون عنه ما وصف به نفسه) أي لا يحمل أهل السنة والجماعة إيمانهم بأن الله ليس كمثله شيء على أن ينفوا عنه ما وصف به نفسه، كما يفعل ذلك الذين غلوا في التنزيه حتى عطلوه من صفاته بحجة الفرار من التمثيل بصفات المخلوقين صفات تخصهم وتليق به، وللمخلوقين صفات تخصهم وتليق بهم، ولا تشابه بين صفات الخالق وصفات المخلوق فلا يلزم هذا المحذور الذي ذكرتم أيها المعطلة. وقوله: [ولا يحرفون الكلم عن مواضعه] تقدم بيان معنى التحريف. أي: لا يغيرون كلام الله فيبدلون ألفاظه أو يغيرون معانيه فيفسرونه بغير تفسيره كما يفعل المعطلة الذين يقولون في: {اسْتَوَى} استولى، وفي: {وَجَاء رَبُّكَ} وجاء أمر ربك، ويفسرون رحمة الله بإرادة الإنعام ونحو ذلك. ------ [ المصدر ] http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/3qidh.pdf |
#10
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
【 شرح العقيدة الواسطية 】 لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان - حفظه الله ورعاه - شرح العقيدة الواسطية. ( 08 ) [ المتن ] ولا يلحدون في أسماء الله وآياته، ولا يكيفون، ولا يمثلون صفاته بصفات خلقه. [ الشرح ] (ولا يلحدون في أسماء الله وآياته) الإلحاد لغة: الميل والعدول عن الشيء، ومنه اللحد في القبر سمي بذلك لميله وانحرافه عن سمت الحفر إلى جهة القبلة. والإلحاد في أسماء الله وآياته هو العدول والميل بها عن حقائقها ومعانيها الصحيحة إلى الباطل. والإلحاد في أسماء الله وصفاته أنواع: النوع الأول: أن تسمى الأصنام بها. كتسمية اللات من الإله، والعزى من العزيز، ومناة من المنان. النوع الثاني: تسميته سبحانه وتعالى بما لا يليق به كتسمية النصارى له أبًا، وتسمية الفلاسفة له موجبًا أو علة فاعلة. النوع الثالث: وصفه سبحانه وتعالى بما ينزه عنه من النقائض كقول اليهود الذين قالوا: {إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء} وقولهم: {يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ} وأنه استراح يوم السبت. تعالى الله عما يقولون. النوع الرابع: جحد معانيها وحقائقها، كقول الجهمية: إنها ألفاظ مجردة لا تتضمن صفات ولا معاني، فالسمع لا يدل على سمع. والبصير لا يدل على بصر والحي لا يدل على حياة. ونحو ذلك. النوع الخامس: تشبيه صفاته بصفات خلقه، كقول الممثل يده كيدي إلى غير ذلك. تعالى الله. وقد توعد الله الملحدين في أسمائه وآياته بأشد الوعيد فقال سبحانه في الآية (180) من سور الأعراف: {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} وقال في الآية (40) من سورة فصلت: {إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا}. قوله: (ولا يكيفون ولا يمثلون) إلخ تقدم بيان معنى التكييف والتمثيل. ------ [ المصدر ] http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/3qidh.pdf |
#11
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
【 شرح العقيدة الواسطية 】 لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان - حفظه الله ورعاه - شرح العقيدة الواسطية. ( 09 ) [ المتن ] لأنه سبحانه لا سمي له ولا كفؤ له ولا ند له ولا يقاس بخلقه سبحانه وتعالى. فإنه سبحانه أعلم بنفسه وبغيره وأصدق قيلًا وأحسن حديثًا من خلقه. [ الشرح ] (لأنه سبحانه لا سمي له) هذا تعليل لما سبق من قوله عن أهل السنة: (ولا يكيفون ولا يمثلون صفاته بصفاته بصفات خلقه) و(سبحانه) سبحان: مصدر مثل غفران، من التسبيح وهو التنزيه. (لا سمي له) أي: لا نظير له يستحق مثل اسمه، كقوله تعالى في الآية (65) من سورة مريم: { هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا } استفهام معناه النفي أي: لا أحد يساميه أو يماثله (ولا كفؤ له) الكفؤ هو المكافئ المماثل. أي: لا مثل له كقوله تعالى: في سورة الإخلاص: { وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ } (ولا ند له) الند: هو الشبيه والنظير. قال تعالى في الآية (22) من سورة البقرة: {فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَادًا}. (ولا يقاس بخلقه) القياس في اللغة: التمثيل، أي: لا يشبه ولا يمثل بهم، قال سبحانه في الآية 74 من سورة النحل: {فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلّهِ الأَمْثَالَ} فلا يقاس سبحانه بخلقه لا في ذاته ولا في أسمائه وصفاته ولا في أفعاله، وكيف يقاس الخالق الكامل بالمخلوق الناقص؟ ! تعالى الله عن ذلك (فإنه سبحانه أعلم بنفسه وبغيره). وهذا تعليل لما سبق من وجوب إثبات ما أثبته لنفسه من الصفات ومنع قياسه بخلقه، فإنه إذا كان أعلم بنفسه وبغيره وجب أن يثبت له من الصفات ما أثبته لنفسه وأثبته له رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ. والخلق لا يحيطون به علمًا فهو الموصوف بصفات الكمال التي لا تبلغها عقول المخلوقين، فيجب علينا أن نرضى بما رضيه لنفسه فهو أعلم بما يليق به ونحن لا نعلم ذلك. وهو سبحانه: (أصدق قيلاً وأحسن حديثًا من خلقه) فما أخبر به فهو صدق وحق يجب علينا أن نصدقه ولا نعارضه، وألفاظه أحسن الألفاظ وأفصحها وأوضحها وقد بين ما يليق به من الأسماء والصفات أتم بيان فيجب قبول ذلك والتسليم له. ------ [ المصدر ] http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/3qidh.pdf |
#12
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
【 شرح العقيدة الواسطية 】 لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان - حفظه الله ورعاه - شرح العقيدة الواسطية. ( 10 ) [ المتن ] ثم رسله صادقون مصدقون بخلاف الذين يقولون عليه ما لا يعلمون. [ الشرح ] (ثم رسله صادقون مصدقون) هذا عطف على قوله: (فإنه أعلم بنفسه.. إلخ) الصدق: مطابقة الخبر للواقع. أي: صادقون فيما أخبروا به عن الله تعالى، مصدقون، أي: فيما يأتيهم من الوحي بواسطة الملائكة لأنه من عند الله فهم لا ينطقون عن الهوى. وهذا توثيق لسند الرسل عليهم الصلاة والسلام، فقد قيل لهم الحق وبلغوه للخلق فيجب قبول ما وصفوا الله به فهم (بخلاف الذين يقولون عليه ما لا يعلمون) أي: بخلاف الذين يقولون على الله بلا علم في شرعه ودينه وفي أسمائه وصفاته بل بمجرد ظنونهم وتخيلاتهم أو بما يتلقونه عن الشياطين كالمتنبئين الكذبة والمبتدعة والزنادقة والسحرة والكهان والمنجمين وعلماء السوء، كما قال تعالى في الآيات (221 ـ 223) من سورة الشعراء: {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ} وقال تعالى في الآية (79) من سورة البقرة: {فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ} الآية. فإذا كان الله ـ سبحانه وتعالى ـ أعلم بنفسه وبغيره، وكان أصدق قولًا وأحسن حديثًا من خلقه، وكان رسله عليهم الصلاة والسلام صادقين في كل ما يخبرون عنه، والواسطة بينهم وبين الله التي تأتيهم بالوحي من عنده واسطة صادقة من ملائكته الكرام، وجب التعويل إذا على ما قاله الله ورسله لا سيما في باب الأسماء والصفات نفيًا وإثباتًا، ورفض ما قاله المبتدعة والضلال ممن يدعي المجاز في الرسل، معتمدين على أهوائهم، أو مقلدين لمن لا يصلح للقدوة من الضلال. ------ [ المصدر ] http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/3qidh.pdf |
#13
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
【 شرح العقيدة الواسطية 】 لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان - حفظه الله ورعاه - شرح العقيدة الواسطية. ( 11 ) [ المتن ] ولهذا قال: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} فسبح نفسه عما وصفه به المخالفون للرسل. وسلم على المرسلين لسلامة ما قالوه من النقص والعيب. [ الشرح ] المفردات: ولهذا: تعليل لما سبق من كون كلام الله وكلام رسله أصدق وأحسن. سبحان: اسم مصدر من التسبيح وهو التنزيه. ربك: الرب هو المالك السيد المربي لخلقه بنعمه. العزة: القوة والغلبة والمنعة. وإضافة الرب إلى العزة من إضافة الموصوف إلى الصفة. يصفون: أي يصفه به المخالفون للرسل مما لا يليق بجلاله. وسلام: قيل: هو من السلام بمعنى التحية. وقيل: من السلامة من المكاره. على المرسلين: الذين أرسلهم الله إلى خلقه وبلغوا رسالات ربهم، جمع مرسل وتقدم تعريفه. العالمين: جمع عالم وهم كل من سوى الله. المعنى الإجمالي: قد بينه الشيخ ـ رحمه الله ـ بقوله: فسبح نفسه... إلخ. ما يستفاد من الآيات: 1 ـ تنزيه الله ـ سبحانه ـ عما يصفه به الضلال والجهال مما لا يليق بجلاله. 2 ـ صدق الرسل ووجوب قبول ما جاءوا به وما أخبروا به عن الله. 3 ـ مشروعية السلام على الرسل عليهم الصلاة والسلام واحترامهم. 4 ـ رد كل ما يخالف ما جاءت به الرسل لا سيما ما يتعلق بأسماء الله وصفاته. 5 ـ مشروعية الثناء على الله وشكره على نعمه التي من أجلها نعمه التوحيد. ------ [ المصدر ] http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/3qidh.pdf |
#14
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
【 شرح العقيدة الواسطية 】 لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان - حفظه الله ورعاه - شرح العقيدة الواسطية. ( 12 ) [ المتن ] وهو سبحانه قد جمع فيما وصف وسمى به نفسه بين النفي والإثبات، فلا عدول لأهل السنة والجماعة عما جاء به المرسلون فإنه الصراط المستقيم. [ الشرح ] (وهو سبحانه قد جمع إلخ) هذا بيان للمنهج الذي رسمه الله في كتابه لإثبات أسمائه وصفاته، وهو المنهج الذي يجب أن يسير عليه المؤمنون في هذا الباب المهم. فإنه سبحانه: (قد جمع فيما وصف وسمى به نفسه) أي في جميع أسمائه وصفاته (بين النفي والإثبات) وهو نفي ما يضاد الكمال من أنواع العيوب والنقائص كنفي الند والشريك والسنة والنوم والموت واللغوب. وأما الإثبات فهو إثبات صفات الكمال ونعوت الجلال لله كقوله تعالى في الآيتين (23 ـ 24) من سورة الحشر: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ هُوَ اللَّهُ الخالق الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} وغير ذلك مما سيذكر له المؤلف نماذج فيما يأتي. وقوله: (فلا عدول لأهل السنة والجماعة عما جاء به المرسلون) أي: لا ميل لهم ولا انحراف عن ذلك. بل هم مقتفون آثارهم مستضيئون بأوارهم. ومن ذلك إثبات صفات الكمال لله وتنزيهه عما لا يليق به. فإن الرسل قد قرروا ذلك الأصل العظيم. وأما أعداء الرسل فإنهم قد عدلوا عن ذلك. وقوله: (فإنه الصراط المستقيم) تعليل لقوله: (فلا عدول لأهل السنة) أي لأن ما جاء به المرسلون هو الصراط المستقيم. والصراط المستقيم هو الطريق المعتدل الذي لا تعدد فيه ولا انقسام وهو المذكور في قوله تعالى من سورة الفاتحة: {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ} وقوله في الآية (153) من سورة الأنعام: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ} وهو الذي ندعو الله في كل ركعة من صلواتنا أن يهدينا إليه. ------ [ المصدر ] http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/3qidh.pdf |
#15
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم
【 شرح العقيدة الواسطية 】 لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان - حفظه الله ورعاه - شرح العقيدة الواسطية. ( 13 ) [ المتن ] صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. [ الشرح ] أي أن الصراط المستقيم الذي جاء به المرسلون في الاعتقاد وغيره وسلكه أهل السنة والجماعة هو (صراط الذين أنعم الله عليهم) أي: أنعم الله عليهم الإنعام المطلق التام المتصل بسعادة الأبد، وهم الذين أمرنا الله أن ندعوه أن يهدينا طريقهم، فهؤلاء الأصناف الأربعة هم أهل هذه النعمة المطلقة وهم: 1 ـ النبيون: جمع نبي، وهم الذين اختصهم الله بنبوته ورسالته وتقدم تعريفهم. 2 ـ الصديقون: جمع صديق وهو المبالغ في الصدق والتصديق، أي: المبالغ في الانقياد للرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع كمال الإخلاص لله. 3 ـ الشهداء: جمع شهيد، وهو المقتول في سبيل الله. سمي بذلك لأنه مشهود له بالجنة ولأن ملائكة الرحمة تشهده. 4 ـ الصالحون: جمع صالح وهو القائم بحقوق الله وحقوق عباده. والصراط تارة يضاف إلى الله ـ تعالى ـ كقوله تعالى في الآية (153) من سورة الأنعام: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ} لأنه هو الذي شرعه ونصبه، وتارة يضاف إلى العباد كما في قوله تعالى: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ} لكونهم سلكوه. وفي قوله: {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ} تنبيه على الرفيق في هذا الطريق وأنهم هم الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، ليزول عن سالك هذا الطريق وحشة التفرد عن أهل زمانه إذا استشعر أن رفقته على هذا الصراط الأنبياء والصديقون والشهداء والصالحون. ثم أورد الشيخ ـ رحمه الله ـ فيما يلي نماذج من الكتاب والسنة تشتمل على إثبات أسماء الله وصفاته وفيما يلي إيراد ذلك. ------ [ المصدر ] http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/3qidh.pdf |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 0 والزوار 5) | |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | تقييم هذا الموضوع |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
[جمع] الجمع الثمين لكلام أهل العلم في المصرّين على المعاصي والمدمنين | أبو عبد الودود عيسى البيضاوي | منبر التوحيد وبيان ما يضاده من الشرك | 0 | 13-09-2011 08:33PM |
أقوال العلماء السلفيين في حكم من حكَّم القوانين | أبو حمزة مأمون | منبر التحذير من الخروج والتطرف والارهاب | 0 | 10-06-2010 12:51AM |
(الشيخ ربيع بين ثناء العلماء ووقاحة السفهاء) | أبوعبيدة الهواري الشرقاوي | منبر الجرح والتعديل | 0 | 20-12-2008 11:07PM |
شرح كتاب ثلاثة الأصول | أبو عبد الرحمن السلفي1 | منبر التوحيد وبيان ما يضاده من الشرك | 3 | 13-10-2007 07:38PM |
صحيح المقال في مسألة شد الرحال (رد على عطية سالم ) | ماهر بن ظافر القحطاني | منبر البدع المشتهرة | 0 | 12-09-2004 11:02AM |