|
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | التقييم: | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
الإيضاح والتبيين في حكم قولهم الله ورسوله أعلم بعد وفاة الرسول وفي حياته
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد فقد انتشرت بين المسلمين في هذه الأعصار بدعة لم تكن تعرف عند السلف الماضين بعد وفاة الرسول الأمين ولا في عهد الصحابة المهديين قد فعلها جهلة المتأخرين بلا ركن وثيق من العلم فكانوا بقولها من الضالين عن الحق المنزل من رب العالمين فقالوها رأيا أو تقليدا أعمى وهي إما شرك أكبر أو بدعة محدثة بحسب صفة قولها وهي أن أحدهم إذا سألته عن مسألة حادثة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم سواء حادثة من مسائل العادات كشخص غائب أين هو أو العبادات كحكم مسألة متعلقة بالشرع حادثة معاصرة قال الله ورسوله أعلم وذلك إما شرك أكبر أو بدعة على التفصيل الآتي الذي أذكره من جهتين : الجهة الأولى / إذا سئل أين زيد أو عمرو أو ماذا سينتج من هذه الأحداث الحربية والفتن المعاصرة فيقول الله ورسوله أعلم فهذا اللفظ شرك أكبر مخرج من ملة الإسلام للأوجه الآتية : الأول / أنه بذلك اللفظ قد جعل مع الله نداُ في صفة علم الغيب وهو الرسول صلى الله عليه وسلم الذي سماه الله عبدا فقال سبحان الذي أسرى بعبده ليلاُ من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله 000الآية وقد عرف النبي صلى الله عليه وسلم الشرك فقال كما في صحيح البخاري عن عبدالله بن مسعود أنه سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الذنب أعظم قال أن تجعل لله ندا وهو خلقك 000الحديث 0 وهنا قد جعل لله نداُ في صفة علم الغيب 0 الثاني / قال الله تعالى : (( قل لايعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله 00)) وقال :(( قل لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء )) وكيف يعلم الرسول صلى الله عليه وسلم الغيب وهو غائب ميت في قبره وقد قال تعالى إنك ميت وإنهم ميتون 0 الثالث / كيف يدّعي أنه يعلم الغيب وقد روى البخاري في صحيحه عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ خَطَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنَّكُمْ مَحْشُورُونَ إِلَى اللَّهِ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ثُمَّ إِنَّ أَوَّلَ مَنْ يُكْسَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِبْرَاهِيمُ أَلَا إِنَّهُ يُجَاءُ بِرِجَالٍ مِنْ أُمَّتِي فَيُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ فَأَقُولُ يَا رَبِّ أَصْحَابِي فَيُقَالُ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ فَأَقُولُ كَمَا قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ إِلَى قَوْلِهِ شَهِيدٌ فَيُقَالُ إِنَّ هَؤُلَاءِ لَمْ يَزَالُوا مُرْتَدِّينَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ مُنْذُ فَارَقْتَهُمْ فقد قال الله له إنك لاتدري ماأحدثوا بعدك 0 وما أحدثوا بعده من علم الغيب الذي خطه القلم عندما خلقه الله فقال اكتب قال ما أكتب قال أكتب ماهو كائن إلى يوم القيامة أو كما قال فدل يقينا أن النبي صلى الله عليه وسلم لايعلم الغيب أو ماخُط في اللوح المحفوظ إلا بقدر ماعلَّمه الله كأشراط الساعة ونحو ذلك0 الرابع / إستدل بعض صوفية دمشق في جامع الأشمر في الزاهرة أمامي وقد قام يدرّس العامة في التفسير بعد صلاة المغرب على أن النبي يعلم مافي اللوح المحفوظ بقوله تعالى : (( وعلمك مالم تكن تعلم )) و"ما " للعموم 0وصدق الله فقال 00وأما اللذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ماتشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله وصدق رسول الله فيمارواه البخاري قال حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التُّسْتَرِيُّ عَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ تَلَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الْآيَةَ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ، قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا رَأَيْتِ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ فَأُولَئِكِ الَّذِينَ سَمَّى اللَّهُ فَاحْذَرُوهُمْ والرد على هذا المبتدع الجهول أن يقال أن العام ينقسم إلى ثلاثة أقسام عام مخصوص وعام أريد به الخصوص وعام باقي على عمومه فمثال الأول قوله تعالى (حرمت عليكم الميتة 0000) ألاية وهذا عام وهو اللفظ المستغرق لجميع أفراده بلا حصر ولكنه مخصوص أي دخله التخصيص وهو مارواه مالك وغير ه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في البحر هو الطهور ماؤه والحِلِّ ميتته وهذا مخصص منفصل وأحيانا يكون متصلا 00كقوله إلا أن تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم0 والثاني العام الذي أريد به الخاص كقوله تعالى تدمر كل شيء بأمر ربها أي تدمر تدميرا خاص أي مخصوص بما أمرت بتدميره ولذلك قال فأصبح لايرى إلا مساكنهم مع أن ظاهر اللفظ العموم ولكن القرينة الحسية والقرآنية خصصته وهي أنها لم تدمر كل شيء ولذلك جاء في آخر الآية أن مساكنهم بقيت فصار عاما أريد به الخصوص0أ0 وقوله علّمك مالم تكن تعلم عام أريد به الخاص فعلمه أمور الأحكام وأشراط الساعة لامطلق علم الغيب تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا 0 وعام باقي على عمومه كقوله كل ابن آدم خطاء00الحديث فالمقصود أن الرسول صلى الله عليه وسلم لايعلم الغيب فلا يقال عن شيء حدث بعده أو حتى في حياته من العادات كغياب رجل أو نحو ذلك الله ورسوله أعلم فإن ذلك شرك أكبر مخرج من ملة الإسلام0 الجهة الثانية / إذا قيلت الكلمة وكانت خاصة بالأحكام الشرعية والإجتهادت العلمية فهي على قسمين : أما أن تقال في حياة النبي صلى الله عليه وسلم فهذا وارد في عدة أحاديث منها قوله صلى الله عليه وسلم يامعاذ أتدري ماحق الله على عباده وما حق العباد على الله فقال الله ورسوله أعلم 000الحديث وغيره ليس بالقليل 0فهذا جائز لامرية فيه 0 وإما أن تقال في الأحكام الشرعية بعد وفاته فهذا لو كان من الخير لسبقنا إليه السلف فهو بدعة ومحدث وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف فكم من أجوبة سمعت من قبل الصحابة وأئمة الدين فهل قالها أحدهم 0؟؟؟؟؟ تنبيه : ليس يلزم أن من قالها مبتدع أو مشرك حتى يعلم معناها ثم يتعمد النطق بها كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية وليس كل من نطق بمقالة الكفر كافر 000قلت أي حتى تتحقق شروط وتنتفي موانع وتقام حجة 0ولذلك يعذر مثل ذلك الرجل الذي ضرب به رسول الله مثلا في حديث لله أفرح بتوبة عبده0000الحديث وفيه قال اللهم أنت عبدي وأنا ربك أخطأ من شدة الفرح نسأل الله السلامة والعافية 0 والحمدلله الذي به تتم الصالحات وأسأل الله أن يتجاوز عن السيئات والله أعلم 0 كتبها / أبي بدالله ماهربن ظافر القحطاني
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني المشرف العام على مجلة معرفة السنن و الآثار maher.alqahtany@gmail.com
التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الله بشار ; 11-03-2011 الساعة 12:34AM |
#2
|
|||
|
|||
للرفع
رفع الله قدر السنّة وأهلها وجزى الله شيخنا خيرا على هذا البيان
__________________
قال حامل لـواء الجرح والتعديل حفظه الله : والإجمال والإطلاق: هو سلاح أهل الأهواء ومنهجهم. والبيان والتفصيل والتصريح:هو سبيل أهل السنة والحق
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
مفيد المستفيد في كفر تارك التوحيد | أبو عبد الرحمن السلفي1 | منبر التوحيد وبيان ما يضاده من الشرك | 4 | 08-11-2007 12:07PM |
أصول في التفسير (للشيخ/محمد بن صالح العثيمين رحمه الله) | طارق بن حسن | منبر القرآن العظيم وعلومه | 1 | 13-12-2006 12:12AM |
صحيح المقال في مسألة شد الرحال (رد على عطية سالم ) | ماهر بن ظافر القحطاني | منبر البدع المشتهرة | 0 | 12-09-2004 12:02PM |
أسئلة الأسرة المسلمة للشيخ العثيمين رحمه الله تعالى | طارق بن حسن | منبر الأسرة والمجتمع السلفي | 0 | 12-12-2003 05:16PM |