عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 21-05-2016, 12:02PM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم



الإمداد بتيسير شرح الزاد


شرح الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان
- حفظه الله-



المتن :

2- يجب صوم رمضان برؤية هلاله


الشرح :
حكم الصوم و متى تلزم بداية صوم شهر رمضان؟

أولاً : حكمه ( يجب صوم رمضان ) و ذلك لقوله تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ))
و معنى ( كُتِبَ ) : فُرض


ثم قال تعالى :
( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ )


فصيام شهر رمضان واجب على كل مسلم بالغ عاقل و ذلك لأمر الله جل وعلا بصيام هذا الشهر .


فمن ليس عنده مانع من الصيام فإنه يجب عليه صيام شهر رمضان أداء و من كان عنده مانع من الصيام لمرض أو سفر أو غير ذلك من الأعذار التي تبيح الفطر فإنه يصوم من أيام أخر بأن يقضي الأيام التي أفطرها من رمضان من أيام أُخَرَ .


ثانياً : بدايته (برؤية هلاله ) أي يجب ابتداء صوم رمضان بأحد أمرين :


الأمر الأول :
إما برؤية الهلال لقول الله عزوجل ( يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس و الحج ) فجعل الله الأهِلةَ مواقيت للعبادات و منها صيام رمضان فإذا رؤي الهلال – بأن رآه واحد ثقة من المسلمين – وجب على الجميع الصوم لقوله صلى الله عليه و سلم : (( صوموا لرؤيته و أفطروا لرؤيته )).


الأمر الثاني :
إكمال شعبان ثلاثين يوماً إذا لم ير الهلال لقوله صلى الله عليه و سلم : (( فإن غُم عليكم فاقدروا له )) .
و معنى (( غم عليكم )) : يعني : لم ير الهلال بسبب الغيم أو القتر ( غبرة يعلوها سواد كالدخان ) فإن المسلمين يكملون شعبان ثلاثين يوماً لما جاء في الرواية الأخرى : (( فإن غم عليكم فأكملوا شعبان ثلاثين يوماً ))
وليس هناك أمر ثالث يحب به الصيام غير هذين الأمرين فلا يجوز الصيام بناء على الحساب الفلكي لأن هذا شيء لم يشرعه الله و لم يشرعه النبي ﷺ ، فالنبي ﷺ علق الصيام بالرؤية فقال : (( صوموا لرؤيته و أفطروا لرؤيته ))
و إما بإكمال العدة فلا يجوز الصيام إلا بأحد أمرين إما برؤية الهلال كما هنا و إما بإكمال شعبان ثلاثين يوماً لقوله ﷺ (( فإن غم عليكم فاقدروا له )) .
و الحساب الفلكي لا يجوز أن يعلّق به الصيام لأنه عمل بشري يخطئ و يصيب و لا يحسنه كل أحد و لأن النبي ﷺ لم يأمرنا بالصيام بناء على الحساب الفلكي و إنما أمرنا بالصيام بناء على رؤية الهلال .
و الرؤية سواء كانت بالعين المجردة أو بواسطة المكبرات و المناظير التي بالمراصد أو غيرها فإن هذا لا يخرج الأمر عن الرؤية لكنها صارت رؤية بواسطة و لا مانع من أن يستعان بالآلات المكبرة و المراصد لرؤية الهلال و لكن إتخاذ هذا ليس بواجب .


-------------------

الامداد بتيسير شرح الزاد

شرح على زاد المستقنع ( ص ٣٣٦-٣٣٨)







رد مع اقتباس