عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 21-03-2019, 03:14PM
عمرو التهامى عمرو التهامى غير متواجد حالياً
إداري - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Nov 2015
المشاركات: 520
افتراضي الرد على من يطعن فى السنة و أهلها و ما يريده أهل الضلال من الطعن فى الامام البخارى


الرد على الطاعنين في السنة
وبيانُ أنها
وحيٌ من عند الله عز وجل


لفضيلة الشيخ /

ماهر بن ظافر القحطاني حفظه الله

ألقيت هذه الخطبة بمسجد: بلال بن رباح رضي الله عنهبجدة
تاريخ إلقاء الخطبة: 8 من رجب 1440هـ
الموافق: 15-3-2019م



http://up.al-sunan.org/uploads/155316984042751.mp3


تفريغ الخطبة

السلام ورحمه الله وبركاته،.
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُون}[آل عمران:102]، {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}[النساء:1]، {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا(71)}[الأحزاب].
أما بعد:
إن خير الحديث كتاب الله، وأفضل الهدي هدي محمد r وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعه ضلاله وكل ضلاله في النار.
أيها الناس: اتقوا الله واحذروا نابغةَ النفاق التي في الآونة الأخيرة ظهرت، والتي بالإسلام قد كفرت، وعن الإيمان والتسليم بالثوابت الشرعية والقواعد في الإسلام المرعية قد ألحدت، حيث أنها بالسنة المطهرة التي أنزلها الله كما أنزل القران قد كفرت وجحدت، فقالت حسبنا القرآن، فكفرت بدواوين الإسلام.
ووصل بهم الإلحاد والزندقة والكفر إلى أنهم شتموا أصح كتاب بعد كتاب الله جل في علاه، والذي صنفه جبل الحفظ إمام المسلمين أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري والذي سمي كتابه: الجامع الصحيح المختصر من سنن النبي صلى الله عليه وسلم وأيامه، وهو المعروف بين العامة والخاصة بصحيح البخاري.
فما من رجل من أهل الإسلام والحمد لله؛ كبيرًا كان صغيرًا، غنيًا أو فقيرًا، ذكرًا أو أنثى إلا ويعرفون هذا الوليد الحبر المتقن لصناعه الحديث: محمد بن إسماعيل البخاري، ووالله إنَّما أراد الشيطان أن يستزلهم بشتمه والتلبيس بالتشكيك فيما رواه من سنه النبي صلى الله عليه وسلم لعلمه اتفاق المسلمين على الاحتجاج بما جاء فيه من الحديث الصحيح، وأنه إذا سقط البخاري سقطت دواوين الإسلام كلها، من المسانيد والسنن والمستخرجات والمستدركات وأجزاء الحديث كلها تسقط، من جنس ما صنعته الرافضة أهل النفاق أتباع عبد الله سبأ اليهودي حيث أنهم رأوو أن أم المؤمنين عائشة إذا شُك في فراش رسول الله واتُهِمت، فحينئذ يسقط الإسلام بأسره، إذ كيف يحوي النبي امرأة وهي بغي عياذا بالله.
والتي زكاها الله من فوق سبع سماوات بآية تتلى على ألسنة أئمة المساجد، وعلى ألسنة القضاة، وعلى ألسنة العلماء الذين يدرسون في المساجد إلى يوم القيامة {إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ}[النور:11]، ووالله إن هؤلاء اليوم جاءوا بالإفك قالوا حسبنا القران، حتى قال أحدهم قال: كل كتاب دون القران البخاري فما دونه فأنا أشك فيه عياذًا بالله.
ولقد حذرنا رسول الله بل الله من مثل هذه الشرذمة الملبسة المدلسة على المسلمين دينهم بالباطل حيث قال:{فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَاب}[آل عمران:7].
روى البخاري محمد بن إسماعيل الجعفي رحمه الله في صحيحه بسنده إلى عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: تَلاَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هَذِهِ الآيَةَ { هُوَ الَّذِى أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِى قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ } إِلَى قَوْلِهِ { أُولُو الأَلْبَابِ} قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « فَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ، فَأُولَئِكَ الَّذِينَ سَمَّى اللَّهُ ، فَاحْذَرُوهُمْ » . فاحذروهم عباد الله بتحذير الله ورسوله منهم، يخرجون الفضائيات بأبهى صوره تكنولوجية لكنهم يكفرون برب البرية سبحانه وتعالى.

وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري نفُسهُ في صحيحه بسنده إلى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ « إِنَّ اللَّهَ لاَ يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا ، يَنْتَزِعُهُ مِنَ الْعِبَادِ ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا ، اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالاً فَسُئِلُوا ، فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا ». فمن الإفتاء على الله بغير علم، الإفتاء بالكفر وهذا أشده، وأنه يكفينا القرآن حسبنا، وأما السنة فانه لا يحتج بها عياذا بالله.

وقد فضحهم رسول الله، وهذه من علامات ودلالات نبوته فإنه صلى الله عليه وسلم قال فيما رواه أبو داود في سننه من حديث الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ:«أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ، وَمِثْلَهُ مَعَهُ - وهي السنة فهي في الحجة كالقرآن - أَلَا يُوشِكُ رَجُلٌ شَبْعَانُ- المشتغل بدنياه وتجاره عن العلم حتى بلغ به الجهل هذا الحد – [مُتَّكِئًاٍ] عَلَى أَرِيكَتِهِ يَقُولُ عَلَيْكُمْ بِهَذَا الْقُرْآنِ فَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَلَالٍ فَأَحِلُّوهُ، وَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَرَامٍ فَحَرِّمُوهُ، أَلَا لَا يَحِلُّ لَكُمْ لَحْمُ الْحِمَارِ الْأَهْلِيِّ، وَلَا كُلُّ ذِي نَابٍ مِنَ السَّبُعِ، وَلَا لُقَطَةُ مُعَاهِدٍ، إِلَّا أَنْ يَسْتَغْنِيَ عَنْهَا صَاحِبُهَا، وَمَنْ نَزَلَ بِقَوْمٍ فَعَلَيْهِمْ أَنْ يَقْرُوهُ فَإِنْ لَمْ يَقْرُوهُ - أي لم يضيفوه - فَلَهُ أَنْ يُعْقِبَهُمْ بِمِثْلِ قِرَاهُ».(صححه الألباني). أي له أن يشتكيهم للحاكم الشرعي يقول نزلت عندهم ضيف وما أقروني فالحاكم يعطيه بدل نفقة تلك الليلة، ليلة الضيافة، لأن إكرام الضيف واجب.
فهاك سبحان الله !!!، يدور الزمان، وإذا بي بزيارة إنسان من أغنياء الأرض، ففاجأني أثناء زيارته بقوله: أن الذين نحتج به القرآن ، وأن هذه السنة فيها الضعيف والصحيح فلا حجة فيها، صدق رسول الله بأبي وأمي، حيث إني سمعت ذلك من رجل والله على ما أقول شهيد..!!!.

فقلت له: هذه الصلاة صلاة العصر وأنها أربع ركعات هل تجدها في القرآن فسكت، ولم يذكر حجة، إلا حجة كانت عليه لا له وشبه، فقال نعم، نعوذ بالله، قال أربع ركعات العصر في القرآن، فقلت من أين؟. فقال عقولنا تعجز عن استنباط مثل ذلك !!!!!.
لا إله إلا الله، ففر إلى شر مما هرب منه، فر إلى الطعن في حكمه الله، إذ كيف يخاطب الله عباده بما لا يعقلون ولا يفهمون في أمر يتكرر في اليوم والليلة الصلاة فيذكر شيئًا لا يفهم ؟!!!!.
وإنما ما عرفت ذلك أيها الجاحد الزنديق، عرفت ذلك من أي مكان ؟. من السنة، فبنفس السنة التي الآن تعمل بها بأنك تؤدي صلاه العصر أربع فأثبت باقي السنن التي أثبتها العلماء رحمهم الله.
وقد جاء في السنة ما يدل على ما ذكره حسان بن عطية فيما نقله عنه شيخ الإسلام ابن تيميه، قال حسان: كان جبرائيل ينزل بالسنة كما ينزل بالقران.
ويدل على ذلك : ما رواه مسلم في صحيحه بإسناده إلى عَطَاء أَنَّ صَفْوَانَ بْنَ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ أَخْبَرَهُ أَنَّ يَعْلَى كَانَ يَقُولُ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضى الله عنه لَيْتَنِى أَرَى نَبِىَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ يُنْزَلُ عَلَيْهِ، فَلَمَّا كَانَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم بِالْجِعْرَانَةِ وَعَلَى النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم ثَوْبٌ قَدْ أُظِلَّ بِهِ عَلَيْهِ مَعَهُ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فِيهِمْ عُمَرُ، إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ عَلَيْهِ جُبَّةُ صُوفٍ مُتَضَمِّخٌ بِطِيبٍ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ تَرَى فِي رَجُلٍ أَحْرَمَ بِعُمْرَةٍ فِى جُبَّةٍ بَعْدَ مَا تَضَمَّخَ بِطِيبٍ ؟. (يعني الإنسان بالطائرة مثلا قال لبيك عمرة وأحرم وهو لابس ثوبه، هل عليه دم، يسأل الرسول صلى الله عليه وسلم عن هذه المسألة) فَنَظَرَ إِلَيْهِ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم سَاعَةً ثُمَّ سَكَتَ(النبي وقتها ما كان عنده علم بالجواب، فسكت فنزل عليه العلم والفتوى من رب الأرباب لا إله إلا هو). فَجَاءَهُ الْوَحْىُ فَأَشَارَ عُمَرُ بِيَدِهِ إِلَى يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ تَعَالَ. فَجَاءَ يَعْلَى فَأَدْخَلَ رَأْسَهُ فَإِذَا النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم مُحْمَرُّ الْوَجْهِ يَغِطُّ سَاعَةً – يعني في الوحي كصوت ترداد نفس النائم – ثُمَّ سُرِّىَ عَنْهُ فَقَالَ « أَيْنَ الَّذِى سَأَلَنِى عَنِ الْعُمْرَةِ آنِفًا ». فَالْتُمِسَ الرَّجُلُ فَجِىءَ بِهِ فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم « أَمَّا الطِّيبُ الَّذِى بِكَ فَاغْسِلْهُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ وَأَمَّا الْجُبَّةُ فَانْزِعْهَا ثُمَّ اصْنَعْ فِى عُمْرَتِكَ مَا تَصْنَعُ فِى حَجِّكَ ». يعني من محظورات الإحرام، ولم يأمره بدم، فاستنبط العلماء أن الجاهل إذا فعل محظور وهو جاهل وضع طيب أو غطى رأسه فلا كفارة عليه.
فمن أين عرفنا هذا الحكم؟. من السنة، وكيف كان أمر السنة في هذا ؟. أن نزل جبريل نبأ النبي على الحكم الشرعي من طريق السنة فهذا الكلام لم يكن آية تتلى في القران، فدل على أن جبرائيل كان ينزل بالسنة كما ينزل كما ينزل بالقران.
خرج الحاكم مستدركه بإسناده إلى أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه وكذا مالك في موطأه بلاغًا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ شَيْئَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُمَا: كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّتِي، وَلَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ». ولم يقل فقط كتاب الله، والروايات التي جاءت فيها كتاب الله فقط، فهي مجموعه إلى هذه الرواية وسنتي.
ويؤخذ بمجموع ما أتي عن الرسول صلى الله عليه وسلم لأن الله قال: { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ }[الحشر:7]، أي كله، لا تأخذوا بعضه، {وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا}[الحشر:7].
فاتقوا الله عباد الله اتقوا الله في أسماعكم، فلا تسمعوا لأهل البدع، فإذا جاء برنامج لصاحب بدعة لا تعرفوه إلا بها أو مجهول في هذا الزمان فأصموا أسماعكم حتى تعرفوا من هو، فقد كان كما في مقدمة مسلم لابن عباس يأتيه الرجل يلقي كلمة في المسجد، فلا يلتفت إليه ابن عباس فيغضب القاص، ويقول نتكلم بالعلم مالك لا تلتفت إلي، قال كان ذلك في أول الزمان، كنا إذا حدثنا عن الرسول ونحن مطمئنين للمحدثين من هم - يعني ابتدرناهم بأبصارنا واستفدنا منهم-، فلما ركب الناس الصعب والذلول - يعني ركبو ا البدع-، صرنا نقول سموا رجالكم صرنا نتثبت قبل أن نسمع.

قال الحسن وغيره: لا تجالسوا أهل الهواء ولا تسمعوا منهم، ولا تناظروهم، والأصل في ذلك ما رواه أبو داود في سننه من حديث عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ، يُحَدِّثُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ سَمِعَ بِالدَّجَّالِ فَلْيَنْأَ عَنْهُ، فَوَاللَّهِ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَأْتِيهِ وَهُوَ يَحْسِبُ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ فَيَتَّبِعُهُ، مِمَّا يَبْعَثُ بِهِ مِنَ الشُّبُهَاتِ»، أَوْ «لِمَا يَبْعَثُ بِهِ مِنَ الشُّبُهَاتِ».(صححه الألباني) الرجل يخرج إليه يحسب أنه مؤمن يقول لن يفتني أعرفه، فيخرج فيفتن، فأخذ العلماء أصل من هذا بتنزيه السماع عن أهل الابتداع.
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها.
والحمد لله رب العالمين.

الخطبة الثانية
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
عباد الله:
إن الدين لا يعرف بالعقل، إن الدين يعرف بالإتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولذلك روى أبو داود في سننه موقوفا على علي الخليفة الراشد رضي الله عنه، قَالَ: لَوْ كَانَ الدِّينُ بِالرَّأْيِ لَكَانَ أَسْفَلُ الْخُفِّ أَوْلَى بِالْمَسْحِ مِنْ أَعْلَاهُ.

فليس لأحد أن يرد حديثا صحيحا لأنه خالف عقله، فإن الحكمة في الحديث وقد تكون خفية فأقدار الله الشرعية والكونية مبنية على علم وحكمة تامتين، فليس لأحد أن يطعن في الحديث لأنه خالف عقله.

واقرأ كتاب شيخ الإسلام درء تعارض العقل مع النقل لتعرف أن العقل السليم إن كان سليمًا والفطرة سليمة فإنه سيقبل النص، أما العقل المدخول بالنفاق والزندقة فإنه حينئذ يغلب عليه الهوى فيعمي بصيرته، فيقضي بالباطل ويتبع خطوات الشيطان، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِين(168) إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُون (169)}[البقرة].
عباد الله: سألني سائل في صبيحة هذا اليوم بعد صلاه الفجر فقال لي: ما حكم من يحبس الولد في هذه الأيام من أجل رسوم الإقامة، فإنه إذا كثر الأولاد يكثر عليه رسوم الإقامة؟.
وسؤال بإزائه وهو: ما حكم من يمنع ولده في زمن الغلاء، غلاء المعيشة؟.
أقول: كل ذلك حرام، ووالله إنه من أعمال الجاهلية الأولى ليس هذا كلامي، أما قلنا أن الأصل في الدين الإتباع، وترك إعمال العقل في رد الدين والابتداع، قال ابن مسعود اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم، فرسولنا الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو داود في سننه من حديث مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنِّي أَصَبْتُ امْرَأَةً ذَاتَ حَسَبٍ وَجَمَالٍ، وَإِنَّهَا لَا تَلِدُ، أَفَأَتَزَوَّجُهَا، قَالَ: «لَا» ثُمَّ أَتَاهُ الثَّانِيَةَ فَنَهَاهُ، ثُمَّ أَتَاهُ الثَّالِثَةَ، فَقَالَ: «تَزَوَّجُوا الْوَدُودَ الْوَلُودَ فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الْأُمَمَ» (صححه الألباني). ولم يستثن فيقول إلا في وقت غلاء المعيشة، إلا في وقت كذا وكذا، إلا في وقت تكون فيه فقراء.
قال الله تعالى {إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ}[النور:32]، فلا يحل لأحد أن يحبس الولد من أجل الرزق فهذا كما أفتى العلامة الوالد الشيخ صالح الفوزان من أعمال الجاهلية، حبس الولد من أجل الرزق واستدل الشيخ بقوله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ} [الإسراء:31]. الرب يقول إذا جاءك الولد وكثر نحن نتكفل برزقهم، وأنت تقول لا ما يتكفل، نصير فقراء، تعاند الله !!!، الله يقول نحن نرزقهم وإياكم، فكيف تعاند كلام اله وتقول لا ما يرزقهم، تسيء الظن في ربك، ظن الجاهلية الأولى.
ولذلك ظهرت بعض الفتن في عهد الإمام أحمد فقال أرى اليوم أن يكون اليوم كل رجل له زوجتين، ولعله يغض بصره، فحينئذ قال له رجل زوجتين يكثر عياله، فقال رزقهم عليك، رزقهم على الله جل في علاه، فاتقوا الله عباد الله وآمنوا بالسنن، فإن السنة كان الصحابة يحتجون بها كما يحتاجون بالقرآن، ولا تفرقوا بينهما فيكب الله أحدنا إذا فعل في النار.
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا،واجعل الحياة زيادة لنا من كل خير،واجعل الوفاة راحة لنا من كل شر.
والحمد لله رب العالمين
رد مع اقتباس