عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 30-01-2010, 11:45PM
أم عبد الله السلفية أم عبد الله السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشاركة - وفقها الله -
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلد أدعو الله أن يهديها لاتباع المنهج السلفي وترك البدع وأهلها.
المشاركات: 95
drs

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

""من كتاب الفوائد لابن قيم الجوزية""

::(فائدة_2)::

اللذة تابعة للمحبة, تقوى بقوتها وتضعف بضعفها, فكلما كانت الرغبة في المحبوب والشوق إليه أقوى

كانت اللذة بالوصول إليه أتم والمحبة والشوق تابع لمعرفته والعلم به
, فكلما كان العلم به أتم كانت

محبته أكمل
, فإذا رجع كمال النعيم في الآخرة وكمال اللذة إلى العلم والحب, فمن كان يؤمن بالله

وأسمائه وصفاته ودينه أعرف
, كان له أحب, وكانت لذته بالوصول إليه ومجاورته والنظر إلى وجهه وسماع

كلامه أتم.
وكل لذة ونعيم وسرور وبهجة بالإضافة إلى ذلك كقطرة في بحر, فكيف يؤثر من له عقل لذة

ضعيفة قصيرة مشوبة بالآلام على لذة عظيمة دائمة أبد الآباد؟!
وكمال العبد بحسب هاتين القوتين:

العلم والحب, وأفضل العلم العلم بالله, وأعلى الحب الحب له, وأكمل اللذة بحسبهما. والله المستعان.

::(قاعدة)::

طالب الله والدار الآخرة لا يستقيم له سيره وطلبه إلا بحبسين. حبس قلبه في طلبه ومطلوبه, وحبسه

عن الالتفات إلى غيره. وحبس لسانه عما لا يفيده, وحبسه على ذكر الله وما يزيد في إيمانه ومعرفته.

وحبس جوارحه عن المعاصي والشهوات, وحبسها على الواجبات والمندوبات, فلا يفارق الحبس حتى

يلقى ربه فيخلصه من السجن إلى أوسع فضاه وأطيبه. ومتى لم يصبر على هذين الحبسين وفر منهما

إلى فضاء الشهوات أعقبه ذلك الحبس الفظيع عند خروجه من الدنيا,
فكل خارج من الدنيا إما

متخلص من الحبس وإما ذاهب إلى الحبس. وبالله التوفيق.

ودّع ابن عون رجلا فقال: عليك بتقوى الله, فإن المتقى ليست عليه وحشة. وقال زيد بن أسلم: كان

يقال: من اتقى الله أحبه الناس وإن كرهوا.
وقال الثوري لابن أبي ذئب: إن اتقيت الله كفاك الناس, وإن

اتقيت الناس لن يغنوا عنك من الله شيئا. وقال سليمان بن داود: أوتينا مما أوتي الناس ومما لم يؤتوا,

وعلّمنا مما علّم الناس ومما لم يعلموا, فلم نجد شيئا أفضل من تقوى الله في السر والعلانية, والعدل

في الغضب والرضا,
والقصد في الفقر والغنى. وفي الزهد للإمام أحمد أثر إلهي: " ما من مخلوق اعتصم

بمخلوق دوني إلا قطعت أسباب السماوات والأرض دونه, فإن سألني لم أعطه, وإن دعاني لم أجبه, وإن

استغفرني لم أغفر له. وما من مخلوق اعتصم بي دون خلقي إلا ضمنت السماوات والأرض رزقه, فإن

سألني أعطيته, وإن دعاني أجبته, وإن استغفرني غفرت له"

::(فائدة جليلة)::

جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين تقوى الله وحسن الخلق, لأن تقوى الله تصلح ما بين العبد وبين ربه, وحسن الخلق يصلح ما بينه وبين خلقه. فتقوى الله توجب له محبة الله, وحسن الخلق يدعو الناس إلى محبته.


فوائد من كتاب الفوائد :: الإمام محمد بن أبي بكر ابن قيم الجوزية_ رحمه الله رحمةً واسعة.

صفحة {53 / 54 }.


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

التعديل الأخير تم بواسطة أم عبد الله السلفية ; 30-01-2010 الساعة 11:53PM
رد مع اقتباس