[ماهر بن ظافر القحطاني]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولاعدوان إلا على الظالمين أمابعد
فقد انتشر عند كثير من الناس أن النظر إلى الكعبة عبادة وفي ذلك حديث هو أحسن مايمكن أن يعتمد عليه هو حديث النظر إلى الكعبة عبادة
وهذا الحديث لايثبت
فقد خرجهأبو الشيخ
من طريق زافر عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم عن عائشة
عن عائشة :قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

النظر إلى الكعبة عبادة والنظر فى وجه الوالدين عبادة والنظر 00 ولكن كما قيل
ففيه زافر ، قال ابن عدى : لا يتابع على حديثه
وزافر : هو زافر بن سليمان .
قال الذهبى : وثقه جماعة
قلت كلامام أحمد ويحيى بن معين وابوداود وابوحاتم قال محله الصدق وضعفه آخرون وبهذا لخص الحافظ بن حجر القول فيه أنه صدوق كثير الوهم فهو حينئذ ضعيف وقد فسر جرحه البخاري فقال عنده مراسيل ووهم وقال ابن عدى فقال : كانت أحاديثه مقلوبة ، وعامة ما يرويه لا يتابع عليه ويكتب حديثه مع ضعفه . (انظر ترجمته فى الكامل (3/232 ، ترجمة 725) ، والضعفاء لابن الجوزى وكذا تهذيب التهذيب )
وذكرت علة اخرى محمد بن ابراهيم لم يسمع من عائشة كما قال الدارقطني
وذكر من جمع طرقه أنه قد خرجه

ابن الجوزي بإسناده من طريق الدارقطني في العلل المتناهية(2/828-829)

وفيه (همام بن مسلم)هو الزاهد.
قال فيه الدارقطني(متروك)،وقال الخطيب(مجهول)،(وذكر له الذهبي حديثا وقال:باطل)

[ميزان الاعتدال4/308 ، لسان الميزان 6/199-200]

وفيه - أيضا- (سليمان بن الربيع النهدي)

قال فيه الدارقطني(متروك)،ومرة قال (ضعيف)
[العلل للدارقطني 8/104-105 ، 11/153 ، ميزان الاعتدال2/207، لسان الميزان3/91].

وعزاه المحدث الألباني إلى عفيف الدين ابي المعالي في : ((فضل العلم)) من طريق سليمان بن الربيع ،
وقال(هذا اسناد ضعيف جدا)
[السلسة الضعيفة رقم1710]

قلت وعلى هذا لايصلح شاهدا له يتقوى به لأنه شديد الضعف

الحديث الثالث

عن مكحول قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( خمس من العبادة.. والنظر إلى الكعبة عبادة....الحديث))
رواه الفاكهي في أخبار مكة(1/200) عن مكحول مرسلا.

وفي -إسناده أيضا- (إسحاق بن إبراهيم الطبري)
قال فيه الدارقطني وابن عدي(منكر الحديث)
وقال ابن حبان ( منكر الحديث جدا، يأتي عن الثقات بالموضوعات)

[ميزان الاعتدال 1/177-178 ، لسان الميزان 1/344 - 345]

قلت وعلى هذا لايتقوى به أيضا

وذكر فيه
كما قال من جمع طرقه
فيه عنعنة بقية بن الوليد،وهو يدلس تدليس التسوية.

فيكون في هذا الإسناد(علة الإرسال،والراوي المنكر إسحاق بن إبراهيم، وعنعنة بقية بن الوليد)

وأما الأثر :
فجاء
عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما يقول : (( النظر إلى الكعبة محض الإيمان))

رواه الأزرقي في أخبار مكة(2/9) عن عطاء به موقوفا.

وفي إسناده
كما ذكر المحقق له
(ياسين بن معاذ الزيات)
فنقل عن
ابن معين أنه قال
(ليس بشيء)، وقال البخاري(منكر الحديث) ،وقال النسائي وابن الجنيد(متروك)، وقال ابن عدي(روايته أو عامتها غير محفوظة)
[ميزان الاعتدال4/358-359 ، لسان الميزان 6/238-239]

ووكذا قال
في إسناده ( عثمان بن عمرو بن ساج)
ضعيف كما في التقريب لابن حجر

الحديث الخامس

عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(( تفتح أبواب السماء ويستجاب الدعاء في أربعة مواطن.....وعند رؤية الكعبة))

رواه الطبراني في المعجم الكبير(8/199-201)
والبيهقي في السنن الكبرى(3/360) ومعرفة السنن والآثار(5(186-187)
كلاهما من طريق الوليد بن مسلم حدثنا عفير بن معدان عن سليم بن عامر عن أبي أمامة به.
وفي الإسناد ( عفير بن معدان الحمصي المؤذن)
قال فيه الإمام احمد (ضعيف منكر الحديث)
وقال ابن معين(ليس بثقة)
وقال البخاري(منكر الحديث)
وقال أبو زرعة الرازي (منكر جدا)
وقال أبو حاتم (ضعيف الحديث ، يكثر الراوية عن سليم بن عامر عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم بالمناكير ما لا اصل له ، لا يش عفير بن معدان تغل بروايته)
[ التاريخ الصغير 2/161 ،و سؤالات البرذعي لأبي زرعة 2/372 ،و الجرح والتعديل7/36 ، وتهذيب الكمال20/176-179 ،و ميزان الاعتدال 3/83]

وقال الهيثمي في مجمع الزوائد(10/155) [وفيه عفير بن معدان، مجمع على ضعفه]
وقال ابن حجر في نتائج الأفكار(1/393) [هذا حديث غريب]
وقال المحدث الألباني في ضعيف الجامع(رقم2465) [ضعيف جدا]
قلت إذن على ماجمع وذكر (فلايصلح له شاهد يرفعه لدرجة الحسن ويبقى الحديث كالرجل المريض والذي لايرفعه زمرة من الرجال ولايقيموه

وإن جاء عن عطاء وغيره النظر للكعبة واستحبابه ولكن العلماء يحتج لهم ولايحتج بهم
ولم أرى اجماعا على استحباب ذلك
فلايستحب النظر إليها ولاسيما في الصلاة فينظر الى موضع السجود والله أعلم