-قال الأوزاعي - رحمه الله -:
" من ستر علينا بدعته لم تَخْفَ علينا أُلفته "
[الإبانة لابن بطة ( 2/479 )، وشرح السنة للالكائي (1/137)]
-قال محمد بن عبيد الغلابي:
" يتكاتم أهل الأهواء كل شيء إلا التآلف والصحبة "
[المرجع السابق]
-قال الإمام أحمد – رحمه الله -:
" إذا سلّم الرجل على المبتدع فهو يحبه "
[طبقات الحنابلة ( 1/196 )]
-قال أبو داود السجستاني – رحمه الله -:
" قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: أرى رجلاً من أهـل البيت مع رجل من أهل البدع، أترك كلامه؟ قال: لا، أو تُعْلِمه أن الذي رأيته معه صاحب بدعة، فإن ترك كلامه وإلا فألحقه به، قال ابن مسعود: المرء بخدنه " [طبقات الحنابلة ( 1/160 ) ، ومناقب أحمد لابن الجوزي ( ص : 250)]
ومستندهم في ذلك ما جاء في حديث عائشة ـ رضي الله عنها –قالت: قـال رسول - صلى الله عليه وسلم -: (( الأرواح جنود مجنّدة ؛ فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف )) [رواه البخاري حديث ( 3336 ) ، ومسلم ( 2638 )] أما بعد :
فلقد كَثُرَ في زماننا هذا المتصدرين للوعظ و تذكير الناس و قص القصص لهم
لكن لو رجعنا إلى أهم المهمات - و هو تفقيه الناس في دينهم و على رأس ذلك : تعليمهم التوحيد - لرأينا عورات هؤلاء بعين اليقين !
و الذي يُلفت الانتباه و يوحي إلى وجود الخلل في رؤوس هؤلاء : سلوكهم في تلك المواعظ و الدروس!
و المقصود به : طريقة إلقائهم لتلك المحاظرات و المواعظ و الكلمات
فترى من بعضهم حركات بهلوانية , من ضحك غير سليم , أو ابتسامة شيطانية , أو حركات تجعل الحليم حيران !
و ترى بعضهم يصطنع البكاء و يعصر عينيه لتدمع !
بينما عند رؤية السلفي - عالما كان أو طالب علم - فإن له هيبة , و هيئة تدعوك لاحترامه
و يتكلم برزانة ؛ و تشعر أنه يعلم ما يقول و يعيه ؛ و أنه يقدر على أكثر من ذلك
فكما قال الإمام أحمد - رحمه الله تعالى -:
الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم ؛ يدعون من ضل إلى الهدى ؛ ويصبرون منهم على الأذى ؛ يحيون بكتاب الله - عز وجل - الموتى ؛ ويبصرون بنور الله أهل العمى ؛ فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه ؛ وكم من ضال تائه قد هدوه . فما أحسن أثرهم على الناس وأقبح أثر الناس عليهم ، ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين الذين عقدوا ألوية البدعة وأطلقوا عنان الفتنة ، فهم مختلفون في الكتاب ، مخالفون للكتاب ، مجمعون على مفارقة الكتاب ، يقولون على الله وفي الله وفي كتاب الله بغير علم ، يتكلمون بالمتشابه من الكلام ، ويخدعون جهال الناس بما يشبهون عليهم ، فنعوذ بالله من فتن المضلين .
و هذا عكس الآخرين من القصاصين و المهرجين باسم الدين !
فمواعظهم و دروسهم إما نارية تحترق منها القلوب بالعاطفة !
أو بهلوانية يغلب فيها الضحك و المزاح على معرفة الأحكام الشرعية !
لذا نجدهم ضحايا سهلة للفكر الإرهابي !
لأنهم ما رُبُّوا على الالتزام بضوابط الشرع و جعلها نُصبَ أعينهم !
و إنما على الجانب التعبدي الخالي من العلم ، المرفوق بالعاطفة و أهوائهم !
فما عرفوا من المنهج الرباني إلا اسمه !
فهؤلاء الدعاة اتُخذوا رؤوسا جُهالا , لا هم تَعلموا , و لا غيرهم علموا !
و إنما ضلوا و أضلوا ، و يحسبون أنهم أحسنوا فيما قالوا و عملوا !
فالذي تركوه أو جهلوه هو منهج
" التصفية و التربية "
الرباني ؛ قال - تعالى - :
(( هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته و يزكيهم و يعلمهم الكتاب و الحكمة و إن كانوا من قبل لفي ضلال مبين ))
[الجمعة :2]
لأن الإنسان ظلوم جهول ؛ فيحتاج للتزكية فالتربية
قال الشيخ الألباني - رحمه الله - : "
... إن الخلاص إلى أيدي هؤلاء الشباب يتمثل في أمرين لا ثالث لهما ؛ التصفية والتربية .
التصفية :
وأعني بالتصفية : تقديم الإسلام على الشباب المسلم
مصفىًّ من كل ما دخل فيه على مِّر هذه القرون والسنين الطوال ؛ من العقائد ومن الخرافات ومن البدع والضلالات ، ومن ذلك ما دخل فيه من أحاديث غير صحيحة قد تكون موضوعة ، فلا بد من تحقيق هذه التصفية ؛ لأنه بغيرها لا مجال أبداً لتحقيق أمنية هؤلاءالمسلمين ، الذين نعتبرهم من المصطفين المختارين في العالم الإسلامي الواسع . فالتصفية هذه إنما يراد بها تقديم العلاج الذي هو الإسلام ، الذي عالج ما يشبه هذه المشكلة ، حينما كان العرب أذلاء وكانوا من فارس والروم والحبشة من جهة ، وكانوا يعبدون غير الله تبارك وتعالى من جهة أخرى ....
التربية :
والشطر الثاني من هذه الكلمة يعني أنه لا بد من تربية
المسلمين اليوم ، على أساس ألا يفتنوا كما فُتِن الذين من قبلهم بالدنيا . ويقول الرسول عليه الصلاة والسلام : (( ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى عليكم أن تُفتح عليكم زهرة الحياة الدنيا ، فتهلككم كما أهلكت الذين من قبلكم )).
ولهذا نرى أنه قَّل مَنينتبه لهذا المرض فيربي الشباب ، لا سيما الذين فتح الله عليهم كنوز الأرض ، وأغرقهم في خيراته – تبارك وتعالى – وفي بركات الأرض ، قلَّما يُنبه إلى هذا ..."
(و الكلمة كاملة من هنـــا)
منقول من سلسلة الدفاع عن الحق وأهله