عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 27-03-2004, 09:46AM
عبد الله بن حميد الفلاسي
عضو غير مشارك
 
المشاركات: n/a
افتراضي

تابع / كتاب الطهارة

الْحَدِيثُ الحادي عشر: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { كَانَ إذَا دَخَلَ الْخَلَاءَ قَالَ : اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ } .


----------

غريب الحديث :

1- إذا دخل الخلاء : يعني إذا أراد الدخول كقوله تعالى : (( فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم )) [ سورة النحل : 98].

يعني : فإذا أردت قراءة القرآن . وكما صرح البخاري في " الأدب المفرد " بهذا حيث روى عن أنس قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يدخل الخلاء قال : وذكر حديث الباب .

2- الخلاء بالمد : المكان الخالي . وهنا , المكان المقصود والمعد لقضاء الحاجة فإن قصد فضاء كصحراء لقضاء حاجته فلا حاجة إلى التأويل الدخول بإرادة الدخول .

3- الخبث والخبائث : الخبث ضبط بضم الخاء و الباء كما ذكر المصنف ومعناه ذكور الشياطين , وضبطه جماعة بإسكان الباء ومعناه على هذا يكون الشر , وهو معنى جامع حيث قد استعاذ من الشر و أهله , وهم الخبائث , فينبغي للقائل مراعاة هذا المعنى العام .

المعنى الإجمالي :

أنس بن مالك المتشرف بخدمة النبي صلى الله عليه وسلم , يذكر لنا في هذا الحديث أدب النبي صلى الله عليه وسلم حين قضاء حاجته , وهو أنه صلى الله عليه وسلم من كثرة التجائه إلى ربه – لا يدع ذكره و الاستعانة به على أية حال. فهو صلى الله عليه وسلم إذا أراد دخول المكان الذي سيقضي فيه حاجته , استعاذ بالله والتجأ إليه أن يقيه من الشر الذي منه النجاسة , وان يعصمه من الخبائث , وهم الشياطين الذين يحاولون في كل حال أن يفسدوا على المسلم أمر دينه وعبادته .

فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم – هو المخوف بالعصمة – يخاف من الشر وأهله , فجدير بنا أن يكون خوفنا أشد , وأن نأخذ بالاحتياط لديننا من عدونا .

ما يؤخذ من الحديث :

1-استحباب هذا الدعاء عند إرادة دخول الخلاء , ليأمن من الشياطين الذين يحاولون إفساد صلاته .

2-إن من أذى الشياطين أنهم يسببون التنجس لتفسد صلاة العبد فيستيعذ منهم , ليتقي شرهم .

3- وجوب اجتناب النجاسات , وعمل الأسباب المنجية منها . فقد صح أن عدم التحرز من البول من أسباب عذاب القبر .

تم بحمد الله شرح الحديث الحادي عشر ويليه بمشيئة الله شرح الحديث الثاني عشر.
رد مع اقتباس