عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 30-11-2003, 04:38AM
عبد الله بن حميد الفلاسي
عضو غير مشارك
 
المشاركات: n/a
افتراضي

تابع/ كتاب الطهارة

الْحَدِيثُ التَّاسِعُ : عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْجِبُهُ التَّيَمُّنُ فِي تَنَعُّلِهِ ، وَتَرَجُّلِهِ ، وَطُهُورِهِ ، وَفِي شَأْنِهِ كُلِّهِ .


--------------

غريب الحديث :

1- يعجبة التيمن : يفضل تقديم الأيمن على الأيسر . قال الصنعاني :كل فعل يحبه الله أو رسوله , فهو يدل على مشروعيته للشركة بين الإيجاب والندب .

2- في تنعله : لبس نعله .

3- وترجله : تسريح شعر رأسه ولحيته بالمشط .

4- و طهورة : بضم الطاء , التطهر . ويشمل الوضوء والغسل وإزالة النجاسة .

5- وفي شأنه كله : من الأشياء المستطابة كهذه الأمثلة المذكورة . قال الشيخ تقي الدين : " وفي شأنه كله " عام مخصوص بمثل دخول الخلاء والخروج من المسجد ونحوهما مما يبدأ في باليسار .

المعنى الإجمالي :

من فضل أمهات المؤمنين ( ضي الله عنهن) , لا سيما الحافظة العالمة الصديقة بنت الصديق , أنهن روين للأمة من أفعال النبي صلى الله عليه وسلم , لا سيما الأفعال المنزلية , التي لا يطلع عليها غير أهل بيته , رَوَيْنَ علماً كثيراً .

فهنا " عائشة "تخبرنا عن عادة النبي صلى الله عليه وسلم المحببة إليه , وهي تقديم الأيمن في لبس نعله , ومشط شعره و وتسريحه , وتطهره من الأحداث , وفي جميع أموره , التي من نوع ما ذكر , كلبس القميص والسراويل, والنوم و والأكل والشرب ونحو ذلك .

كل هذا من باب التفاؤل الحسن وتشريف اليمين على اليسار .

و أما الأشياء المستقذرة فالأحسن أن تقدم فيها اليسار .

ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الاستنجاء باليمين , ونهى عن مس الذكر باليمين , لأنها للطيبات , واليسار لما سوى ذلك .

ما يؤخذ من الحديث :

1- إن تقديم اليمين للأشياء الطيبة هو الأفضل شرعاً وعقلاً وطِباً . قال النووي : قاعدة الشرع المستمرة استحباب البداءة باليمين , في كل ما كان من باب التكريم والتزين وما كان بضدها استحب فيه التياسر .

2- إن جعل اليسار للأشياء المستقذرة , هو الأليق شرعاً وعقلاً .

3- إن الشرع الشريف جاء لإصلاح الناس و تهذيبهم ووقايتهم من الأضرار .

4- أن الفضل في تقديم الوضوء ميامن الأعضاء على مياسرها . قال النووي : أجمع العلماء على أن تقديم اليمنى في الوضوء سنة , من خالفها فاته الفضل وتم وضوؤه . قال في المغني : لا يعلم في عدم الوجوب خلاف .

تم بحمد الله شرح الحديث التاسع ويتبعه بمشيئة الله شرح الحديث العاشر
رد مع اقتباس