عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 13-01-2015, 08:52PM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم




(من اداب المفتي والمستفتي )
فقرة الاسئلة


جزاكم الله خيرًا ونسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفع بما قلتم.


السؤال:

سماحة شيخنا هناك أنواع من الفتاوى نسمعها في بعض وسائل الإسلام ونقرأها منها أن بعضهم
انتهج نهجًا في الفتاوى فأصبح يقول إذا نظرت في أحوال الناس وما يفعلون فغن كانوا قد
وقعوا في أمور وجمهور أهل العلم يحرمه وجمهور الناس يقعون فيه، يقول فإني لا أفتيهم بما
قال الجمهور لكن أبحث لهم عمن ترخص في هذا من باب تحبيبهم بالدين وتقريبهم إليه
وأفتيهم بالجواز.


الجواب:

هذا هو الذي أشرنا إليه أنت حينما تسأل تستبرأ لدينك ما تريد المخرج فقط وتلتمس الأسهل
وإنما تريد الذي يبرأ ذمتك أمام الله سبحانه وتعالى يوم القيامة، فلا يجوز للمفتي أن يتلمس
للناس الرخص وإنما يفتيهم بمقتضى ما دل عليه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
وما سار عليه كبار الأئمة إن كان يعرف هذا إما إن كان لا يعرف هذا يتوقف ويحيل المسألة
إلى غيره، أما من يجيب كل سائل يجيب على كل سؤال هذا بلا شك أنه سيقع في الأخطاء
الكثيرة لأنه لم يتحرز ولم يتوقف عن شيء وما هو بعالم بكل شيء ما يجهل أكثر مما يعلم إن
كان عنده علم فما يجهله أكثر مما يعلمه، قال تعالى: (وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ) [سورة
يوسف: 76]، وقال الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: (وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ
أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً
) [سورة طـه: 114]، ما كلفك الله تجاوب على
سؤال ما عندك دليل على جوابه من الكتاب والسنة ما كلفك الله بهذا، والسائل تحيله
إلى أهل العلم تحيل السائل إلى أهل العلم يتولوا جوابه وأنت تسلم ويسلم السائل أيضًا
هذا من النصيحة للسائل، أما إنك تفتيه بدون تثبت فهذا من الغش، وقد قال صلى الله عليه
وسلم: "من غشنا فليس منا"، هذا من الغش له، وأنت تظن أنك تنفعه وأن تخرجه من
الأزمة، أنت ورطته في الأزمة وزدته أزمة على أزمة.



السؤال :

جزاكم الله خيرًا سماحة شيخنا هناك من إذا استفتي وهذا كذلك موجود في بعض وسائل
الإعلام في مسألة من المسائل تجده يقول قال أبو حنيفة وقال مالك والشافعي وأحمد
كذا ثم يترك المستفتي دون أن يبين له ما ترجح لديه، فماذا يفعل هذا المستفتي؟


الجواب :

هذا ما فعل شيئًَا زاد المستفي حيرة ما فعل شيئًا وما حل المشكلة، المستفتي بإمكانه يأخذ
كتاب الخلاف ويقرأ قال فلان كذا وقال فلان كذا وقال فلان كذا ولكن ما يدري أيها
الصواب، فأنت ما جئت به بشيء زدت أن فلان يقول كذا وفلان يقول كذا وفلان يقول
كذا معناها أنك تركته في متاهة أحدهم يقول الطريق من هنا وأحدهم يقول الطريق من
هنا وأحدهم من هناك، لا هذا ما يجوز ولا يصلح أبدًا ما يجوز الكلام هذا لأنك ما تعرف
الجواب فإنك تتوقف ما تورط نفسك ولا تورط السائل ولا تورط المستمع المستع لك،
المشكلة الآن يا إخوان أن هؤلاء الذين يفتون ما هم مثل أول الخطأ يصير بينه وبين السائل
ولا يدري أحد المصيبة الآن أنها على رؤوس الأشهاد ويسمعه العالم ويراه العالم كله فيهلك
أممًا من الناس على الذي ينصح لنفسه ويتقي الله أنه يتجنب هذه الأمور التي ما كلفه الله بها.



السؤال:

جزاكم الله خيرًا كذلك مما عم في كثير من وسائل الإعلام أن كل مسألة خلافية يُسأل
عنها نجد أن بعض المفتين يقول أن هذه خلافية والأمر فيها واسع؟


الجواب:

هو ما سألك عن الخلافية هو سألك ماذا يفعل هو، لو هو يبي الخلاف راح للكتاب المغني
ولا الكتب الموسوعات ويقرأ الأقوال هو سألك يبي حاجته هو فقط فإن كنت تحسن الجواب
الذي يخلصه من المشكلة ويبرأ ذمته ما يخلصه من المشكلة فقط ولا يبرأ ذمته الذي
يخلصه ويبرأ ذمتك ويبرأ ذمته فأجبه وإلا قل لا أدري اذهب إلى غيري أو انتظر حتى
أبحث وأتأكد وأستشير أهل العلم، أما أنك على طول المسألة فيها أقوال وأي قول تأخذ
به فأنت مصيب فهذا خطأ كبير وأنت ما أجبته وإنما زدته حيرة واضطرابًا.



السؤال :

جزاكم الله خيرًا كذلك مما ظهر في السنوات الأخيرة ما يسمى بفقه الأقليات فيقولون ما
يفتى به هنا في المملكة مثلاً أو في أي دولة إسلامية لا ينبغي أن يطبق على المسلمين الذين
يسكنون في أوربا فأولئك لهم فقههم الخاص
.


الجواب:

المسلمون في كل مكان هنا أو هناك يرجعون إلى الكتاب والسنة وإلى أهل العلم، ما هو
بالأقليات لها فقه وأحكام وغيرهم من المسلمين لهم أحكام، لا بل الأحكام واحدة، والمرجع
واحد وهو الكتاب والسنة فلا يقسم المسلمون إلى أقليات لها فقه خاص وغير الأقليات
لها فقه آخر، من قال هذا؟ هذا لا يقوله إلا الجهال.



السؤال:

جزاكم الله خيرًا فضيلة شيخنا مقولة لا إنكار في مسائل الخلاف ما الضابط في هذه المسائل
الخلافية التي لا إنكار فيها؟


الجواب:

هذه المسائل الفقهية التي اجتهد فيها المجتهدون أهل الاجتهاد وأهل العلم اجتهدوا فيها
وكل قال بما توصل إليه فهمه وإدراكه ولم يظهر خطأه، أقوال كلها مستنبطة من دليل ولم
يظهر رجحان هذا على هذا ولا خطأ هذا وصواب هذا هذه هي التي لا إنكار فيها المسائل
التي لم يتبين فيها رجحان قول على قول أو يتبين فيها خطأ قول وصواب قول هذه هي
التي لا إنكار فيها، أما المسائل التي فيها رجحان بعض الأقوال بالدليل أو ظهر فيها خطأ
بعض الأقوال وإصابة بعضها -لا- هذه فيها إنكار ننكر على من أخطأ في الدليل على
من خالف الراجح من الأقوال، ولكن هذا ما كله يتكلم فيه، ما يتكلم فيه إلا أهل العلم وأهل
البصيرة الذين يعرفون الخلاف السائغ والخلاف الغير سائغ.



السؤال:

جزاكم الله خيرًا سماحة شيخنا حديث وابصة بن معبد رضي الله عنه عندما جاء إلى النبي
صلى الله عليه وسلم فقال له: "استفتي قلبك وإن أفتاك المفتون"، ما معنى استفتي قلبك؟


الجواب:

الاطمئنان تأخذ الذي يطمئن إليه قلبك هذا قلب المسلم المؤمن الذي يطمئن إليه قلب
المسلم المؤمن يأخذ، وأما ما دام قلبك في قلق وفي حيرة فإنك لا تأخذ لهذا القول، لأن
قلبك ما هو مرتاح من هذا القول فلا تأخذ به، فقلب المسلم المؤمن هو الميزان عند
الإشكال، ما هو المدار على الفتوى قال فلان وقال فلان المدار على ما ترتاح إليه في
نفسك وهذا خاص بالمؤمنين لأن الله جعل في قلوب المؤمنين ميزة تمييز قال تعالى: (يِاأَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً
) [سورة الأنفال: 29]، تمرق في قلبك بين الحق والباطل.



السؤال:

جزاكم الله خيرًا، كذلك يتردد في كثير من وسائل الإعلام في هذه السنوات قول: تغير الفتوى
بتغير الزمان وهل هناك فرق بين تغير الفتوى وتغير الحكم؟


الجواب:

الحكم لا يتغير حكم الله هو هو في كل زمان، إنما الذي يتغير اجتهاد المجتهد، قد
يكون قال أمس قولاً حسب ما ظهر له ثم تبين له بعد ذلك الدليل وتبين له علمًا أكثر مما
سبق فهذا ينتقل من قوله السابق إلى قوله الجديد الذي يرى أنه أصواب وأقرب إلى الحق،
أما الحكم الشرعي فهو لا يتغير إنما الذي يتغير اجتهاد المجتهد، قد يكون ظهر لك اليوم
شيء لكن فيما بعد ظهر لك خلافه فلا تبقى على الرأي الأول وأنت ترى أنه بعيد عن الدليل
وأنه مخالف للدليل انتقل إلى الدليل الذي تبين لك، وعمر رضي الله عنه لما كتب إلى أبي
موسى قال: لا يمنعك قضاء قضيته ثم رأيت خلافه أن تقبل الحق فإن الحق قديم لا يبطل شيء.
فإذا تبين للقاضي تبين للمفتي أن الصواب كذا وكذا فإنه ينتقل من قوله الأول ومن قضائه الأول
إلى القول الذي تجدد له والعلم يزيد والأمور تتبين وتتكشف شيئًا فشيئًا ما تجمد على قول
قلته وخلاص بل راجع الدليل في كل وصت، ما تقول هذه أفتيت بها أمس أو العام وأنا بعد
على فتواى، لا، لازم كل ما تُسأل عن المسألة جدد الاجتهاد لعل تبين لك خلاف ما سبق.




السؤال :

جزاكم الله خيرًا، وهذا يسأل يقول إذا صعب علي الوصول إلى أحد هيئة كبار العلماء
فهل يجوز لي أن استفتي احد طلبة العلم في مسجدنا؟


الجواب :

الوصول إلى العلماء ليس صعبًا والحمد لله المحكمة قريبة منك الإفتاء قريب منك بالاتصال
بالتليفون تتصل بالتليفون وتسأل المشايخ الذين في الإفتاء حتى ولو سافرت وسائل النقل الآن
سريعة ومريحة، فالحمد لله الآن تسهلت الاتصالات. هذا في المسائل المهمة أما في المسائل
الخفيفة والمسائل اليسيرة وعندك طالب علم متفقه ومعروف بالدين لا باس أنك تسأله تسأل عن
مثلاً خطأ حصل في الوضوء خطأ حصل في الصلاة لأنه ما يقبل التأخير الصلاة لا تقبل أنك
تأخر السؤال وما دام عندك طالب علم متمكن الحمد لله تسأله؟.




السؤال :

جزاكم الله خيرًا، كذلك بعض أئمة المساجد جزاهم الله خيرًا يجتهدون فيقرأون على
الناس بعض كتب الفتاوى كفتاوى هيئة كبار العلماء وغيرهم فبعض الناس يعترض ويقول
هذه الفتاوى ذكرت في مواضع معينة ولأشخاص معينين وقد لا تناسب أن تذكر لعموم الناس
في المسجد، فما توجيه سيادتكم؟


الجواب:

نعم هذه ملاحظة صحيحة أنه ما يختار من الفتاوى إلا ما يصلح لعموم الناس وعموم الحاضرين
أما الفتاوى الخاصة بالأشخاص أو بالأحوال الخاصة فلا تقرأ على العموم، فالذي يقرا
جزاه الله خير يختار الفتاوى التي يحتاجها الناس في صلاتهم في طهارتهم في عباداتهم في
معاملاتهم يحتاجها الناس كلها لا بأس طيب هذا، أما الفتاوى الخاصة بأمور ووقائع خاصة
وبأشخاص مخصوصين فلا، لا تقرأ على الناس.


السؤال:

أحسن الله إليكم هذا سائل يقول: روي عن الإمام ابن المبارك والإمام أحمد أنهما قالا
إذا اختلفنا في مسألة فنردها إلى أهل الثغور لأن الله تعالى يقول:
(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا
لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا
) [سورة العنكبوت: 69].


لا أعرف هذا ما رأيته، يردونه إلى الكتاب والسنة ما يردونه إلى أهل الثغور.


جزاكم الله خيرًا ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يعلي قدركم وأن ينفع بكم إنه
ولي ذلك والقادر عليه.




فقرة الاسئلة من محاضرة :
(من اداب المفتي والمستفتي )
لفضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان
-حفظه الله ورعاه-

http://www.alfawzan.af.org.sa/node/2030




التعديل الأخير تم بواسطة ام عادل السلفية ; 14-01-2015 الساعة 12:41AM
رد مع اقتباس