عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12-08-2016, 12:48AM
عمرو التهامى عمرو التهامى غير متواجد حالياً
إداري - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Nov 2015
المشاركات: 520
افتراضي التسابق في الفتوى و أن من الأدب عند السلف الرد الى أهل العلم للشيخ ماهر القحطاني

فائدة في التسابق في الفتوى
وأن من الأدب عند السلف الرد الى أهل العلم والتحقق
من يسأل ؟
بسم الله الرحمن الرحيم

فمن سمات اهل الحديث والاثر الفرقة الناجية الطائفة المنصورة الرد إلى الأعلم واستفتاء الأوثق لقوله تعالى( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ )
وتحري من يسألون ويأخذوا بجوابه قال بن سيرين ( ان هذا العلم دين فانظروا
عن من تأخذوا دينكم )
ومن صفات اهل البدع الإستغناء عن العلماء والاعتداد والاكتفاء بعلمهم والفرح به وأنهم لايتحرون صاحب السنة والعلم أصلا اذا ما سألوا وتعلموا
وبذلك ضل الخوارج في عهد ابن عباس وعلي رضي الله عنهما إجتمعوا وتذاكروا التكفير فخرجوا بفكرة لم يردوها للأعلم والعالم من اهل ولا من اثنوا عليه وردوا العلم إليه فكفروا الصحابة وخرجوا عليهم لأنهم بجهلهم اعتقدوا أن ماهم عليه علم فحسبوه علما ولم يكن شيئا فضلوا في ذاك الزمان مع قربهم وامكان استفتاءهم لعلماء عصرهم فلايعرف واحد منهم ممن ضل رجل من أهل العلم ومن اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
وقد ذكر الخطيب البغدادي رحمه الله في شرف أصحاب الحديث أنه ذُكر لأبي حنيفة شبيبة يتفقهوا فيما بينهم ويتدارسوا فقال معهم رأس يفقههم فقال لا فقال اذن لن يتفقهوا
وقد كان من هدي الصحابة رضي الله عنهم ترك التسابق على الفتوى فكانت المسألة تأتي أحدهم و فيهم ثلاثمائة كلهم يردها لصاحبه حتى ترجع للأول هيبة من القول على الله بغير علم واليوم شاع عند الكثير من الناشئة التسابق على الفتوى
نعم التسابق على الخير خير ولكن هديهم رضي الله عنهم ان من الخير في الفتوى الاتئاد فيها ورد العلم الى عالمه فمن إخلاصهم أن كل واحد منهم يود لو أن أخاه كفاه ولايهمه انه ما أجاب المهم الحق ولو جاء من غير طريقه لأنهم قصدوا نصر الله لا الدعوة لانفسهم
ولقد رايت اليوم عجبا يسأل بعض المتشوفين عن المسأله فيسأل فيها احد المشايخ المعاصرين فيجيبه فيهيء للمجيب انه بحث وانه جوابه ولايقول افتاني فلان ومن بركة العلم نسبته لقائله
وبنحو هذا يحدث في الامة ما حذر منه رسول الله صلي الله عليه وسلم ( اتخذوا رؤوسا جهالا ) يفتون بالرأي فإن الناس يقيسون ما لا يعرفه بالذي أجابهم وقد عرفه ربما من غيره فيتورطون لجهلهم بالتميز بين من يعرف وبين من لايعرف بين الواعظ الخطيب والفقيه العالم
فمن أحب الانتماء الى السلف والبركة في العلم فلا تكن دعوته لنفسه بل لربه ولا يمكن ذلك إلا بالاقتداء بمن سلف رحمهم الله فهم خير من عبد الله وأعلمهم بأحكامه وسنة نبيه قال بن مسعود ( من كان منكم مستنا، فليستن بمن قد مات، فإنَّ الحي لا يؤمن عليه الفتنة، أولئك أصحاب محمد، أبرُّ هذه الأمة قلوباً، وأعمقُها علماً، وأقلُها تكلفاً، قوم اختارهم الله لإقامة دينه، وصحبة نبيه، فاعرفوا لهم حقَّهم، وتمسكوا بهديهم، فإنهم كانوا على الهدي المستقيم ) ولايضره إستعجال من خلف فإن الغالب ان من سابق اليها انه لايوفق للإخلاص والقول الصواب سيما إن كان لايزال ناشئا..متشوفا للرياسة والمشيخة وكان بمجلس فيه من هو اولى بالجواب
فصح ان ابن عباس انه كان بمجلس فسأل رجل عن مسألة فقال متى يمسك الصائم فتعجل رجل بين يديه وأجاب فقال اذا شك ولم يستأذن ابن عباس بل لم يعرف له قدره فيقول سلوه والنتيجة انه لم يوفق فقال يمسك عن الطعام اذا شك في طلوع الفجر فقال بن عباس للسائل كُل ماشككت حتى لا تشك وذلك لقوله تعالى حتى يتبين لكم الخيط الأبيض....الأية
فرد العلم لأهله يُبقي هيبتهم لرجوع الناس اليهم فان كانت الفوضى في طلاب العلم والتسابق اخذ ذلك العامة عنهم وصاروا يقتدون بهم بالتساهل دون الرجوع لأهل العلم بل وترأيس الجهال فتكون الهلكة في الدين
وقد يقول قائل انا افتي بكلام عالم فيقال له نعم ولكن هل اجمعوا ام اختلفوا فإذا اختلفوا فشأنك ان تختار لنفسك أما أن ترجح واطمئننت واما ان تعلن فذلك لأهل الفتوى
إلا ما فيه نص واضح وكان المخالف منهم تعلم زلته كتزويج المرأة بغير إذن وليها ونكاح المتعة والواضحات البينات ان العصر اربع والرواتب ونحوها
قال بن تيمية ( إذا اختلف العلماء فلا يجعل قول عالم حجة على عالم الا بالأدلة الشرعية )
فاصبروا ايها النبلاء من الطلاب وجاهدوا أنفسكم وافطموها وإن شق عليها ابتداءا
للإقتداء بسلفكم في الفتوى والتثبت ومراجعة أهل العلم والتأدب مع من حضرتم مجالسه منهم وتعويد العامة بالرجوع اليهم والاشادة بهم بارك الله فيكم
واستئذانهم ان اراد الجواب أدبا لحديث ليس من من لم يرحم صغيرنا ويجل كبيرنا ويعرف لعالمنا حقه و طاعة لله سبحانه القائل (فسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون)
ولتصبح لكم عادة بدل عادة التسابق في الجواب قال تعالى ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا )
وقد قالوا قديما من أخطأ لا أدري أصيبت مقاتله
وعُقد مجلس سُئل فيه مالك خمسة اسألة فلم يجب على واحد منها وسئل نبينا عن المحرم يحرم وهو لابس جبته وقد تمضخ بالطيب فلم يجب حتى جاءه العلم
وكان الخطيب يسئل عن المسألة وهو من أهل العلم فيدخل مكتبته يبحث ثلاثة أيام حتى يعرف الجواب المشكل كما حدثنا بهذه الفائدة شيخنا وصي الله عباس
وسئل بن عمر فقال لاأدري وهو عالم كبير متبع ففرح وسمع يتمتم الله اكبر ...سئل بن عمر عن مسألة لايعرفها فقال لا ادري او كما قال
واليوم يحزن من بلي بمرض التعلق بالجاه عند الناس وود لو عرفها فيثنى عليه
ويبجل وماعند الله خير وأبقى وما أبريء نفسي إن النفس لأمارة بالسوء
قال تعالى( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ )
سألت العلامة الالباني عن نفقة الناشز وما اختلفوا فيه وان الاصل انها زوجة ولا دليل كما قال بعضهم يستثني الناشز فاجاب انه لايدري
وسألت شيخنا بن باز عن عقوبة العسكر وتعزيرهم بعد القاضي فقال حتى اتدارسها مع المشايخ
ومن قبل سئل الامام أحمد رجل جنب طاف للافاضة ناسيا للجنابة ثم جامع فذكر الخلاف ولم يرجح
وسئل شيخ الاسلام عن بيع لبن المرضع فقال اختلفوا منهم من منع مطلقا ومنهم من اجاز مطلقا ومنهم من اجازه من الامة دون الحرة وقال الله اعلم ولم يرجح
فكيف بمن دونهم

فاللهم آتي نفوسنا تقواها زكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها

اخوكم ومحبكم/
ابو عبدالله ماهر بن ظافر القحطاني
رد مع اقتباس