بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وكفى، وصلاة وسلامًا على نبيه الذي اصطفى، وعلى آله وصحبه وإخوانه ومن أثره اقتفى

نبدأ أول رقيم نرسله إلى هذا المنبر المبارك؛ بواجب الشكر للعاملين عليه، إذ ((لا يشكر اللهَ مَن لا يشكر الناس)) [صححه الألباني رحمه الله]

ثم نبدأ بأسئلتنا:

1- جاء في الحديث المتفق عليه:
‏حدثنا ‏ ‏الصلت بن محمد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏مهدي ‏ ‏عن ‏ ‏غيلان ‏ ‏ح ‏ ‏وحدثنا ‏ ‏أبو النعمان ‏ ‏حدثنا ‏ ‏مهدي بن ميمون ‏ ‏حدثنا ‏ ‏غيلان بن جرير ‏ ‏عن ‏ ‏مطرف ‏ ‏عن ‏ ‏عمران بن حصين ‏ ‏رضي الله عنهما ‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أنه سأله ‏ ‏أو سأل رجلاً ‏ ‏وعمران ‏ ‏يسمع ‏ ‏فقال ((يا أبا فلان ‏ ‏أما صمت ‏ ‏سرر ‏ ‏هذا الشهر)) ‏ ‏قال أظنه قال ‏ ‏يعني ‏ ‏رمضان قال الرجل لا يا رسول الله قال ((فإذا أفطرت فصم يومين)) ‏
‏لم يقل ‏ ‏الصلت ‏ ‏أظنه ‏ ‏يعني رمضان ‏ ‏قال أبو عبد الله ‏ ‏وقال ‏ ‏ثابت ‏ ‏عن ‏ ‏مطرف ‏ ‏عن ‏ ‏عمران ‏ ‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏((من ‏‏ سرر ‏‏ شعبان)) [صحيح البخاري الحديث: 1983]

قال ابن حجر رحمه الله في "فتح الباري" ناقلاً عن القرطبي رحمه الله:
"وفيه إشارة إلى فضيلة الصوم في شعبان وأن صوم يوم منه يعدل صوم يومين في غيره أخذا من قوله في الحديث " فصم يومين مكانه " يعني مكان اليوم الذي فوته من صيام شعبان"

والسؤال:
هل يصح أن نحفّز الناس على صوم شعبان بذكر هذا مضافًا إلى التحفيز بمتابعة النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يصوم كثيرًا منه؟ (يعني نقول مثلاً: صم يومًا من شعبان فإنه يعدل يومين في غيره)؟


2 - شخص مقتصد في النوافل وليس له عادة صيام الأيام البيض؛ هل يصح أن يصوم الأيام البيض من شعبان؟
وما هو الهدي الصحيح لمثل هذا الشخص في اغتنام فضل ليلة النصف من شعبان دون الوقوع في بدعة؟


3- صحّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يدل على أنه لا يستحب ختم القرآن في أقل من ثلاث؛ فهل هذا الحكم يسري على رمضان أيضًا؟ هل يكون مخالفًا للسنة مَن يختم في هذا الشهر كل يوم أو كل يومين؟
وما رأيكم إن كانت حجته أنّ أحاديث النهي عن الختم في أقل من ثلاث لا يدخل فيها الختم في رمضان؛ كشأن مَن يرى أن صلاة تحية المسجد – مثلاً - تُسَنُّ حتى في أوقات النهي (على رأي مَن يرى ذلك).

4- هل الترتيب التالي موافق للسنة لاغتنام فضل دعوة الصائم عند فطره**:
فور سماعه: "الله أكبر"؛ يتناول التمر
خلال أكله؛ يردد مع الأذان
بعد انتهاء المؤذن؛ يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ويأتي بالذكر الوارد: اللهم رب هذه الدعوة التامة.... إلخ
ثم يقول: "ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله"
ثم يرفع يديه ويبدأ بالدعاء بما شاء إلى أن تُقام الصلاة

** ولكن...!! وهذا سؤال آخر:
هل صحّ في هذا حديثٌ؟
خلال بحث سريع تبين لنا أن الشيخ الألباني رحمه الله لم يصحح ما يدل على هذا! - نعم صحح: ((ثلاث دعوات مستجابات: دعوة الصائم و دعوة المظلوم و دعوة المسافر))، ولكن السؤال عن هذا التحديد: عند فطره - فهل نتيجة البحث صائبة؟ وهل ثمة مَن صححها غيره؟

وجزاكم الله خيرًا