عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 17-03-2010, 11:44PM
أبو حمزة مأمون
عضو غير مشارك
 
المشاركات: n/a
افتراضي

بارك الله فيكم شيخنا ..... وجدت الشيخ الألباني رحمه الله قد أشار إلى كلام عائشة رضي الله عنها في تعليلها ضرب عمر من صلى الركعتين في السلسلة الصحيحة حديث 3488:
....... وفي قول عائشة الموقوف فائدة عزيزة لم يذكرها (*) الحافظ في «فتح الباري» ، وهي
أن عمر رضي الله عنه لم ينه عن الركعتين بعد العصر إنكاراً لشرعيتهما ، وإنما من باب سد الذريعة ، وخشية أن يصلوها في وقت التحريم ، وهو عند غروب الشمس . وقد جاء ما يشهد له من رواية تميم الداري ، وزيد بن خالد الجهني ، وقد سكت عنهما الحافظ في «الفتح» (2/65) ، وحسن إسناد زيد : الهيثميُّ ؛ كما يأتي .
أما حديث تميم ؛ فيرويه هشام بن عروة عن أبيه قال :
خرج عمر على الناس يضربهم على السجدتين بعد العصر ، حتى مربـ (تميم
الداري) ، فقال :
لا أدعهما ، صليتها مع من هو خير منك ؛ رسول الله صلى الله عليه وسلم !
فقال عمر : إن الناس لو كانوا كهيئتك لم أبالِ .
أخرجه أحمد (4/101) بإسناد رجاله ثقات رجال الشيخين . لكن قال
الهيثمي (2/222) :
«وعروة لم يسمع من عمر» .
لكن رواه عبد الله بن صالح : حدثني الليث عن أبي الأسود عن عروة بن
الزبير أنه قال : أخبرني تميم الداري - أو أخبرت- :
أن تميماً الداري ركع ركعتين بعد نهي عمر بن الخطاب عن الصلاة بعد
العصر ، فأتاه عمر ، فضربه بالدَّرَّة ، فأشار إليه تميم : أن اجلس ، وهو في صلاته ،
فجلس عمر حتى فرغ تميم ، فقال لعمر : لم ضربتني؟! قال : لأنك ركعت هاتين
الركعتين ؛ وقد نهيت عنهما ، قال : ... (فذكره ، وزاد) فقال عمر :
إني ليس بي إياكم أيها الرهط ! ولكني أخاف أن يأتي بعدكم قوم يصلون بعد
العصر إلى المغرب ؛ حتى يمروا بالساعة التي نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تصلوا فيها ، كما
يصلون بين الظهر والعصر ، ثم يقولون : قد رأينا فلاناً وفلاناً يصلون بعد العصر !
أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (2/48/ 281 1) ، و«الأوسط» (8/296/8684 - ا لحرمين) ، وقال :
«لا يروى عن تميم إلا بهذا الإسناد ، تفرد به الليث» .
قلت : هو ومن فوقه ثقات رجال الشيخين ، فهو إسناد صحيح إن سلم من
الانقطاع ، ومن ضعف في ابن صالح - وهو كاتب الليث- .
و به أعله الهيثمي ، فقال بعدما عزاه لـ «المعجمين» :
«وفيه عبد الله بن صالح ، قال فيه عبد الملك بن شعيب : «ثقة مأمون» ،
وضعفه أحمد وغيره» .
وأما حديث زيد بن خالد الجهني ؛ فيرويه أبو سعد الأعمى عن رجل يقال
له : السائب مولى الفارسيين عنه :
أنه رآه عمر بن الخطاب - وهو خليفة- ركع بعد العصر ركعتين ، فمشى إليه
فضربه بالدرة ، وهو يصلي كما هو ، فلما انصرف قال زيد : اضرب يا أمير المؤمنين !
فو الله ! لا أدعهما أبداً بعد إذ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصليهما ، قال : فجلس إليه
عمر ، وقال :
يا زيد ! لولا أني أخشى أن يتخذها الناس سُلَّماً إلى الصلاة حتى الليل ؟ لم
أضرب فيهما .
أخرجه عبد الرزاق في «المصنف» (2/ 431- 432) - والسياق له- ، وعنه وعن
غيره : أحمد (4/115)، والطبراني في «المعجم الكبير» (5/260/5166 و 67 51) .
وقال الهيثمي بعدما عزاه لأحمد والطبراني :
«وإسناده حسن» .
قلت : أبو سعد الأعمى لم يوثقه أحد ولا ابن حبان ، ولذلك قال الحافظ في
«ا لتقريب» :
«مجهول» .
فلعل الهيثمي يعني أنه حسن لغيره بالنظر إلى ما تقدم . والله أعلم .
________
(*) لعل الشيخ الألباني رحمه الله لم يقف على كلام الحافظ في الفتح فقد نبه على هذا فقال : (2/373) ط.دار طيبة
( تَنْبِيهٌ ) :
رَوَى عَبْد الرَّزَّاق مِنْ حَدِيث زَيْد بْن خَالِد سَبَب ضَرْبِ عُمَرَ النَّاسَ عَلَى ذَلِكَ فَقَالَ عَنْ زَيْد بْنِ خَالِد : إِنَّ عُمَر رَآهُ وَهُوَ خَلِيفَة رَكَعَ بَعْدَ الْعَصْر فَضَرَبَهُ ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَفِيهِ " فَقَالَ عُمَر : يَا زَيْدُ لَوْلَا أَنِّي أَخْشَى أَنْ يَتَّخِذَهُمَا النَّاس سُلَّمًا إِلَى الصَّلَاة حَتَّى اللَّيْلِ لَمْ أَضْرِب فِيهِمَا " فَلَعَلَّ عُمَر كَانَ يَرَى أَنَّ النَّهْيَ عَنْ الصَّلَاة بَعْدَ الْعَصْر إِنَّمَا هُوَ خَشْيَةَ إِيقَاع الصَّلَاة عِنْدَ غُرُوب الشَّمْس ، وَهَذَا يُوَافِق قَوْل اِبْن عُمَر الْمَاضِي وَمَا نَقَلْنَاهُ عَنْ اِبْن الْمُنْذِرِ وَغَيْره ، وَقَدْ رَوَى يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ عَنْ اللَّيْث عَنْ أَبِي الْأَسْوَد عَنْ عُرْوَةَ عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ نَحْوَ رِوَايَة زَيْد بْن خَالِد وَجَوَاب عُمَر لَهُ وَفِيهِ " وَلَكِنِّي أَخَاف أَنْ يَأْتِيَ بَعْدَكُمْ قَوْم يُصَلُّونَ مَا بَيْنَ الْعَصْر إِلَى الْمَغْرِب حَتَّى يَمُرُّوا بِالسَّاعَةِ الَّتِي نَهَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُصَلَّى فِيهَا " وَهَذَا أَيْضًا يَدُلّ لِمَا قُلْنَاهُ . وَاَللَّه أَعْلَم .

التعديل الأخير تم بواسطة أبو حمزة مأمون ; 18-03-2010 الساعة 12:09AM
رد مع اقتباس