عرض مشاركة واحدة
  #42  
قديم 05-08-2016, 11:05PM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم





[[ الإمداد بتيسير شرح الزاد
شرح على زاد المستقنع
بتحليل ألفاظه وتقريب معانيه ]]


الإمداد بتيسير شرح الزاد

للشيخ العلامة / صالح بن فوزان الفوزان
-حفظه الله -



كتاب الصيام

المتن:
ومن نذره او الصلاة في مسجد غير الثلاثة و أفضلها المسجد الحرام فمسجد المدينه فالمسجد الأقصى لم يلزمه فيه و إن عين الأفضل لم يجز فيما دونه و عكسه بعكسه .

الشرح :
حكم من نذر الاعتكاف أو نذر الصلاة من مسجد معين

(ومن نذره او الصلاة في مسجد غير الثلاثة و أفضلها المسجد الحرام فمسجد المدينه فالمسجد الأقصى لم يلزمه) من نذر الاعتكاف في مسجد غير المساجد الثلاثة فإنه لا يلزمه أن يؤدي ما نذره في ذلك المسجد بل يجزئه أن يعتكف في أي مسجد من المساجد التي تصلى فيها صلاة الجماعة لأن المساجد غير الثلاثة لا ميزة لبعضها على بعض و الذي يتخصص مسجداً منها و يزعم أن فيه فضيلة على غيره و هو لم يفضله الله على غيره يكون مبتدعاً .
فالمساجد سواء في البلد أو في البلدان فإذا نذر الاعتكاف في مسجد فلا شك أن النذر يلزم لقوله صلى الله عليه و سلم ( من نذر أن يطيع الله فليطعه ) .
لكن لا يتعين عليه فعله في المسجد الذي نذره فيه و هو ليس ميزة شرعية بل يؤديه في أي مسجد من المساجد التي يصلي فيها المسلمون و يكفيه ذلك إلا المساجد الثلاثة فإن الله ميزها و خصها على غيرها من المساجد و هي : المسجد الحرام و مسجد الرسول صلى الله عليه و سلم و المسجد الأقصى فإن هذه هي مساجد الأنبياء عليهم الصلاة و السلام .
فالصلاة فيها أو الاعتكاف فيها له مزية على غيره من المساجد قال صلى الله عليه و سلم : (صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام و صلاة في المسجد الحرام خير من مائة ألف صلاة فيما سواه من المساجد) .
و جاء أن صلاة في المسجد الأقصى عن خمسمائة صلاة فيها سواه .
هذه المساجد الثلاثة إذا نذر الاعتكاف في واحد منها فإنه يلزمه أن يعتكف فيه لأنها لها ميزة على غيرها من المساجد و لأنها يشرع السفر إليها للعبادة فيها قال صلى الله عليه و سلم : ( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام و مسجدي هذا و المسجد الأقصى ) .
فإذا كانت تضاعف فيها الأعمال – الصلاة في المسجد الحرام عن مائة ألف صلاة و الصلاة في المسجد النبوي عن ألف صلاة و الصلاه في المسجد الأقصى عن خمسمائة صلاة فانها إذا نذر الاعتكاف فيها فإنه يلزمه ذلك فلو اعتكف في غيرها من المساجد لم يجزئه هذا الاعتكاف .

و هذه المساجد الثلاثة تتفاضل فأفضلها المسجد الحرام ثم يليه المسجد النبوي ثم يليه المسجد الأقصى .
و إذا ( عين الأفضل لم يجز فيما دونه و عكسه بعكسه ) فإذا نذر الصلاة أو الاعتكاف في المسجد المفضول من هذه المساجد الثلاثة أجزأه في المسجد يعتكف في المسجد الحرام لأن المسجد الحرام أفضل .
و لو نذر أن يصلي أو يعتكف في المسجد الأقصى أجزأه أن يصلي أو يعتكف في المسجد النبوي لأن المسجد النبوي أفضل من المسجد الأقصى .
أما العكس فليس كذلك فلو نذر أن يعتكف أو يصلي في المسجد الحرام لم يجزئه أن يفعل ذلك في المسجد النبوي و لو نذر أن يعتكف أو يصلي في المسجد النبوي لم يجزئه أن يعتكف في المسجد الأقصى لأنه إذا نذر الفاضل من هذه المساجد الثلاثة فإنه يتعين عليه و لا يجزئه في المسجد المفضول .

---------------
الامداد بتيسير شرح الزاد
شرح على زاد المستقنع
( ج٢ ص ٤٠٨ - ٤١٠ )






رد مع اقتباس