عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 23-04-2011, 01:05AM
أبو عبد الله بشار أبو عبد الله بشار غير متواجد حالياً
مشرف - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
الدولة: السعودية
المشاركات: 557
افتراضي [22]فوائد من دروس الشيخ ماهر القحطاني في شرح كتاب التوحيد

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على

نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :
فهذا هو الباب السابع والعشرون من أبواب كتاب التوحيد للإمام المجدّد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وأسكنه الفردوس الأعلى ، بشرح شيخنا أبي عبد الله ماهر القحطاني حفظه الله ونفعنا بما يقول .


قال المصنّف رحمه الله
باب ما جاء في التطيّر

قال حفظه الله :
_ التطيّر : هو التشاؤم بحركة الطير وغيره .
_ وقول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم الطّيرة شرك .
والطّيرة تدخل في شرك الربوبية لأنها تتعلق بالأفعال .
_ وتكون الطّيرة شركاً أكبرَ إذا اعتقد أن حركة الطّير تستقل بالنفع أو الضّر من دون الله .
_ وتكون شركاً أصغرَ : أذا اعتقد المتطيّر ما ليس بسبب أنّه سبب : وصورته أنه إذا خرج من بيته فتحرك الطّير الذي رآه شمالاً فإن الله قد جعل تحرك الطير شمالاً علامةً على عدو التوفيق في أمره الذي خرج من أجله من البيت .
_ ويكون المتطيّر آثما إذا صدّه تشاؤمه عن حاجته .


ثمّ قال رحمه الله :
وقول الله تعالى : ( ألا إنّما طائرهم عند الله ولكنّ أكثرهم لا يعلمون ) الأعراف 131 .
وقولـه تــعـالــى : ( قالوا طائركم معكم أئن ذكّرتم بل أنتم قوم مسرفون ) يس 36 .

_ قال ابن عبّاس : طائرهم : ماقضى عليهم وقدّر لهم ، وفي رواية شؤمهم عند الله ومن قِبَلِه : أي إنّما جاءهم الشؤم من قِبَلِه بكفرهم وتكذيبهم بآياته ورسله .
_ قالوا طائركم معكم : أي أن حظَّكم وما نابكم من شر معكم بسبب أفعالكم وكفركم ومخالفتكم للناصحين ، فَطَائر الباغي الظالم معه فما وقع به من الشر فهو سببه الجالب له وذلك بقضاء الله وقدره وحكمته وعدله ( فتح المجيد ) .


ثم قال رحمه الله :
عن أبي هريرة رضي الله عنه : أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال : لا عدوى ولا طِيرة ولا هامة ولا صفَر . متفق عليه
* زاد مسلم : ولا نَوْءَ ولا غُول .

_ لا عدوى : أي على الوجه الذي يعتقده أهل الجاهلية من إضافة الفعل إلى غير الله وأن هذه الأمور تُعدي بطبعها وإلا فقد يجعل الله بمشيئته مخالطة الصحيح بمن به شيء من الأمراض سبباً لحدوث ذلك وقد قال النبي صلّى الله عليه وسلّم لا يورد ممرض على مصحّ . وقال في الطاعون من سمع به في أرض فلا يقدم عليه ، وكل ذلك بتقدير الله .

_ ولا طيَرة : وفيها النهي والمنع من التشاؤم الذي يصد عن المقصود .
_ ولا هامة : وهو طير من طير الليل ( كأنه يعني البومة ) . وقد كانوا يتشاءمون إذا وقعت على بيت أحدهم .

_ ولا صفر : أي كما قال ابن رجب والتشاؤم بشهر صفر هو من جنس الطِيَرة المنهي عنها .
_ ولا نَوْء : النوء واحد الأنواء .
_ ولا غُول : وجمعه أغوال وغيلان : وهو جنس من الجن الشياطين وكانت تضل الناس في الفلاة عن الطريق وتهلكهم ، كما قال أبو السعادات .

ثم قال رحمه الله :
ولهما عن أنس قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : لا عدوى ولا طِيَرة ويُعجبني الفأل قالوا وما الفأل قال الكلمة الطيّبة .

وقال أيضاً رحمه الله : ولأبي داود عن عروة بن عامر قال ذكرت الطيرة عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال أحسنها الفأل ولا تَرُدُّ مسلما فإذا رأى أحدكم ما يكره فليقل : اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت ولا يدفع السيّئات إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بك . ولكن الحديث ضعيف لوجود حبيب بن ثابت وهو كثير التدليس .

قال حفظه الله :
الفأل : صورته مثل من ذهب ليأخذ نتيجته الدراسية وهو في طريقه إذا به يسمع كلمة ناجـح قيتذكر مباشرة عظمة الله وأنه هو الذي ينجح الأمور فهذا جائز .

_ وأما إذا اعتقد أن كلمة ناجـح تستقل بإنجاحه من دون الله فهذا شرك أكبر .
_ وأما إذا اعتقد أن الله جعل هذه الكلمة سبب وهي ليست بسبب فهذا شرك أصغر .
_ وعن معاوية بن الحكم قوله للنبي صلّى الله عليه وسلّم أن منا أناس يتطيرون فقال عليه الصلاة والسلام فلا يصدّنّهم .


ثم قال رحمه الله :
وعن ابن مسعود مرفوعاً : الطيرة شرك ومنا وإلا ولكن يُذهِبه الله بالتوكل ، رواه الترمذي وصححه وجعل آخره من قول ابن مسعود .
قال الحافظ في الفتح وإنما جعل شركا لاعتقادهم أن ذلك يجلب نفعا أو يدفع ضراً فكأنهم أشركوا مع الله تعالى ،
وقوله : ولكن يذهبه الله بالتوكل : إشارة إلى أن من وقع له ذلك فسلّم لله ولم يعبأ بالطيرة أنه لا يؤاخذ بما عرض له من ذلك .


ثم قال رحمه الله :
ولأحمد من حديث ابن عمرو : من ردّته الطيرة عن حاجته فقد أشرك قالوا وما كفارة ذلك قال أن تقول : اللهم لا خير ولا طير إلا طيرك ولا إله غيرك . ورواه الطبراني ولكن الحديث فيه ابن لهيعة وهو ضعيف .


وقال أيضا رحمه الله :
ولأحمد من حديث الفضل بن عباس رضي الله عنه : إنما الطيرة ما أمضاك أو ردّك . وهذا الحديث في سنده ضعف وانقطاع : بين مسلمة والفضل .
والله أعلم وصلّى الله وسلّم على نبيّنا محمّد
__________________
قال حامل لـواء الجرح والتعديل حفظه الله :
والإجمال والإطلاق: هو سلاح أهل الأهواء ومنهجهم.
والبيان والتفصيل والتصريح:هو سبيل أهل السنة والحق
رد مع اقتباس
[ أبو عبد الله بشار ] إنَّ عُضْواً يشْكُرُكَ : [ جَزَاك اللهُ خَيْرًا عَلَى هَذِهِ الُمشَارَكَةِ الُممَيَّزَة ].