عرض مشاركة واحدة
  #42  
قديم 17-01-2015, 06:58AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم




الجديد في شرح كتاب التوحيد

باب من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا

ص -328- باب من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا
وقوله تعالى: { مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ ?أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}1.

شرح الكلمات:

من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها: أي من أراد بعمله الديني المنفعة الدنيوية كالذي يجاهد من أجل الغنيمة.
نوف إليهم أعمالهم فيها: نثيبهم على أعمالهم في الدنيا، وذلك بإعطائهم الصحة وسعة الرزق وغير ذلك.
لا يبخسون: أي لا ينقصون منها، وإنما يجزيهم الله بها في الدنيا لمن أراد.
وحبط ما صنعوا فيها: أي وعملهم حابط لم يستحقوا عليه ثوابا في الآخرة؛ لأنهم أعطوا ثوابه في الدنيا.
وباطل ما كانوا يعملون: أي وعملهم باطل من أصله؛ لأنهم لم يقصدوا به وجه الله، والعمل الباطل لا ثواب له.
الشرح الإجمالي: يخبرنا الله - سبحانه وتعالى- في هاتين الآيتين أن من ضعفت همته وقصر نظره، وأراد على أعماله الصالحة جزاءً دنيويا، فإن الله - سبحانه - سيجزيه عليها


1 سورة هود آية : 15-16.

ص -329- في هذه الحياة العاجلة، لكنه سيفلس منها يوم القيامة حينما يكون في أمس الحاجة إليها، بل إنه سيعرض نفسه للنار؛ لأن أعماله الصالحة التي فعل قد استثمرها في الدنيا، فبطلت وضاعت ولم تصلح سببا لنجاته.

الفوائد:

1. أن الله قد يجازي الكافر في الدنيا على حسناته وكذا طالب الدنيا، فلا يبقى معه في الآخرة شيء من ثواب أعماله.
2. أن الشرك يبطل الأعمال.
3. طلب الدنيا بعمل الآخرة مبطل له.
4. كل عمل لا يقصد به وجه الله فهو باطل.

مناسبة الآيتين للباب:

حيث دلت الآيتان على أن طلب الدنيا بعمل الآخرة مبطل لثوابها.

ملاحظة:

طلب الدنيا بعمل الآخرة ثلاثة أقسام: أحدها: أن يعمل الخير خالصا لوجه الله، لكنه يرجو من الله أن يثيبه عليه في الدنيا، كالذي يتصدق لأجل حفظ ماله، وهذا القسم محرم. وثانيها: يعمل الخير لأجل رياء الناس وسمعتهم، وهذا القسم شرك بالله. وثالثها: أن يعمل الخير لأجل كسب مادي من الناس، مثل الذي يحج لأن يأخذ مالا على الحجة لا من أجل الله تعالى، أو الذي يتصف بالدين والصلاح لأجل أن يتعين في وظيفة دينية لا من أجل الله، وهذا القسم شرك بالله؛ لأنه قصد بعمله غير وجه الله. أما من أراد بعمله وجه الله لكن حصل له شيء من الدنيا فأخذه فهذا لا إثم عليه، وينقص أجره بقدر ما أخذ من الدنيا كالذي يجاهد من أجل الله ويأخذ الغنيمة.


ص -330- المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها، نوف إليهم أعمالهم فيها، لا يبخسون، وحبط ما صنعوا فيها، وباطل ما كانوا يعملون.
ب. اشرح الآيتين شرحا إجماليا.
ج. استخرج خمس فوائد من الآيتين مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الآيتين للباب.

وفي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد الخميصة، تعس عبد الخميلة، إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط، تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش، طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله، أشعث رأسه، مغبرة قدماه، إن كان في الحراسة كان في الحراسة، وإن كان في الساقة كان في الساقة، إن استأذن لم يؤذن له، وإن شفع لم يشفع "1.

شرح الكلمات:

تعس عبد الدينار: أي هلك وشقي.
الخميصة: الخميصة هي كساء من الخز أو الصوف معلم.
الخميلة: أي القطيفة وهي لباس له خمائل من أي نوع كان.
انتكس: أي خاب وخسر، والانتكاس في الأصل عودة المرض بعد شفائه.


1 رواه البخاري (الفتح 6/ 2887) في الجهاد، باب الحراسة في الغزو في سبيل الله.

ص -331- وإذا شيك فلا انتقش: أي إذا أصابته شوكة فلا يجد من يخرجها، والمقصود هنا إذا وقع في البلاء لا يجد من يترحم عليه أو يعطف عليه أو يساعده.
طوبى: أي الجنة، وقيل: شجرة في الجنة.
آخذ بعنان فرسه في سبيل الله: أي محارب لإعلاء كلمة الله.
أشعث رأسه: أي مشغول في الجهاد عن تنظيم شعره وترجيله.
مغبرة قدماه: أي ملازم له الغبار لكثرة جهاده ومصابرته في سبيل الله.
إن كان في الحراسة كان في الحراسة: أي إن وكل إليه حراسة الجيش والمحافظة عليه امتثل ذلك، ولم يقصر بنوم أو غيره.
إن كان في الساقة كان في الساقة: أي إن جعل في مؤخرة الجيش صار فيها ولزمها.
وإن شفع لم يشفع: وإن توسط لأحد عند الملوك ونحوهم لم تقبل وساطته لهوانه عليهم.

الشرح الإجمالي:

في هذا الحديث بيَّن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن من الناس من تكون الدنيا أكبر همه، ومبلغ علمه، وهدفه الأول والأخير، وأن من كانت هذه حالته سيكون مصيره الهلاك والخسران، وعلامة هذا الصنف من الناس التي تفضح سريرته حرصه الشديد على الدنيا، فإن أعطي منها رضي، وإن لم يعط منها سخط. ومنهم من هدفه رضا الله والدار الآخرة، فلا يتطلع إلى جاه ولا يطلب شهرة، إنما يقصد بعمله طاعة الله ورسوله، وعلامة هذا الصنف من الناس عدم الاهتمام بمظهره، وهوانه على الناس، وابتعاده عن ذوي المناصب والهيئات، فإن استأذن عليهم لم يؤذن له،

ص -332- وإن شفع عندهم لم يشفعوه، لكن مصيره الجنة ونعم الثواب.

الفوائد:

1. جواز الدعاء على أهل المعاصي على سبيل العموم.
2. ذم شدة الحرص على الدنيا.
3. من كانت الدنيا أكبر همه وقع في المشاكل.
4. استحباب الاستعداد للجهاد، وقيل: يجب.
5. فضل الجهاد في سبيل الله.
6. الانضباط العسكري من تعاليم الإسلام.
7. فضل حراسة الجيش.
8. يقاس المرء بعمله لا بمظهره.
9. لا يلزم من وجاهة الشخص عند الله وجاهته في الدنيا.

مناسبة الحديث للباب وللتوحيد:

حيث دل الحديث على أن من كانت الدنيا غاية أمره ومنتهى قصده، فقد عبدها واتخذها شريكا مع الله.

المناقشة:

أ. اشرح الكلمات الآتية: تعس عبد الدينار، الخميصة، الخميلة، انتكس، وإذا شيك فلا انتقش، طوبى، أخذ بعنان فرسه، في سبيل الله، أشعث رأسه، مغبرة قدماه.
ب. اشرح الحديث شرحا إجماليا.
ج. استخرج سبع فوائد من الحديث مع ذكر المأخذ.
د. وضح مناسبة الحديث للباب وللتوحيد.






المصدر :

الجديد في شرح كتاب التوحيد
رابط التحميل بصيغةpdf


http://www.archive.org/download/tskttskt/kskt.pdf





رد مع اقتباس