[ماهر بن ظافر القحطاني]

يسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين
فمن جهل هذا الرجل أنه فرق بين القسط والتوحيد فأعظم المقصود من اقامة الانبياء للقسط اقامة التوحيد
فإن القسط هو العدل قال تعالى ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس
أي العدل قال تعالى وزنوا بالقسطاس المستقيم أي بالعدل
وقال واقسطوا ان الله الله يحب المقسطين
قال تعالى ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى
فلايتصور امرا بالعدل الا والتوحيد أوله ومعظمه فالتوحيد العدل والقسط كما يقال الحج عرفة
ولذلك كان الشرك ظلم عظيم لأنه خلاف العدل الاعظم وهو التوحيد فقال تعالى وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يابني لاتشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم
لان حقيقة الظلم وضع الشيء في غير موضعه والعبادة يجب صرفها للخالق الرازق الخالق المنعم بكل نعمة ظاهرة وباطنة فمن صرفها لغيره ممن لايملكون من قطمير ولايخلقون شيئا وهم يخلقون ولايملكون ضرا ولانفعا فقد ظلم باعظم الظلم
فلم يقل الله عن الظلم للعباد المخاف للقسط والذي اعظمه التوحيد أن مثل ذلكم الظلم للخلق من حكامهم ومن انفسهم لبعضهم البعض انه ظلم عظيم كالشرك
فكيف يعكس هذا الجهول ذلك الامر الاهي
قال تعالى قل اتعلمون الله بدينكم
فكيف يجعل العدل الذي بين الناس أوجب من العدل مع رب الناس فيقول هذا الجهول المتعالم ان العدالة وهي مقصود القسط عنده يعني مع الانسان والمخلوقات يجب ان يكون لها الحظ الاعظم في الدعوةلانها اولى من دعوة التوحيد وهدم القباب والاوثان سبحانك هذا بهتان عظيم
فهذا تمويت واضعاف لدعوة التوحيد بتلبيس ذكره لايعرف معناه ولاعاقبته وان الانبياء كما يزعم ليست الوظيفة العظمى لهم انكار الشرك واقامة التوحيد بل العدل وما علم ان اوج العدل اقامة التوحيد
اما قال رب العبيد وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون قال المفسرون ليوحدون ماقال سبحانه لاقامة العدل بين الناس والقسط
قال تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت
اي اقيموا التوحيد وانكروا الشرك وادعو الناس انه لااله الاالله وليس شيء اعظم من الدعوة للقسط وهو التوحيد وحقوقه فاعظم القسط وهو العدل الدعوة للتوحيد وليس عدالة الناس واعطائهم حقوقهم وانما لوى عنق دعوة الرسل لمثل هذا الكلام لاجل حزبيته واثارته على الحكام ليثور الناس عليهم بزعم انهم ماحققوا اعظم ماامروا به في زعمه وهو اعطاء الرواتب المجزية والحقوق وهو القسط في تاويله المنحرف دون النظر لااعظم ماامر به الناس وهو التوحيد وانكار الشرك فمن اجل ذلك بعث الرسل ومن اجل ذلك خلقهم فتعسا للهوى كما قال علي اياك والهوى فانه يصد عن الحق