عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-09-2011, 02:10PM
ماهر بن ظافر القحطاني ماهر بن ظافر القحطاني غير متواجد حالياً
المشرف العام - حفظه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2003
الدولة: جدة - حي المشرفة
المشاركات: 5,146
إرسال رسالة عبر مراسل ICQ إلى ماهر بن ظافر القحطاني إرسال رسالة عبر مراسل AIM إلى ماهر بن ظافر القحطاني إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى ماهر بن ظافر القحطاني
افتراضي الرد على محمد العريفي في اتخاذه أصدقاء من المسيحين وقوله لي زملاء لي اتصال بهم

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده أما بعد
فإننا لنلمس لمس اليد سبحان الله ماورثناه عن السلف الصالح وعلى رأسهم عبدالله ابن مسعود رضي الله عنه من أثر خطورة دعوة القصاص والقراء على المجتمع المسلم وذلك أنهم يجهلون قواعد الدين وأصوله ولايميزون بين صحيح الحديث وسقيمه ولايفرقون بين وسائل الدعوة المشروعة
والبدعية فلربما قص أحدهم قصة تتضمن بدعة عمل بها جهلة الصالحين أو ممن هو من العلماء المتأولين من غير تحقيق ولاتعقيب تقلدها العامة عنهم كأنها سنة وانتشرت بينهم انتشار النار في الهشيم وذلك لأن العامة لايفرقون بين القصاص والعلماء فما أقبح غلط من خالف السلف الذين حذروا منهم بزعم أنه يمكن الجلوس إليهم وأخذ المفيد وطرح الرديء من كلامهم وذلك من وجهين :
الأول / أن ذلك فيه سوء ظن بمذهب السلف الذي جعله رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة على أمة محمد صلى الله عليه وسلم وقد أمرنا باتباعهم اذا اتفقوا وعدم الابتداع بالخروج عن عملهم واقوالهم وقد اتفقوا على التحذير عنهم فيسمونهم تارة بالقصاص وأخرى بالقراء فإذا كان عندهم فرق بينهم فلاشك ان هؤلاء وهؤلاء القراء والقصاص قد اجتمعوا على الجهل بقواعد الدين واصول التفقه والعلم بصحيح الحديث وتمييزه عن سقيمه واغفال تعريف الناس بالتوحيد وتحذيرهم ممايضاد أصله كالشرك الأكبر أويضاد كماله الواجب كالبدع
روى الترمذي في جامعه مرفوعا وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة
قالوا من هي قال من كان على مثل ماأنا عليه وأصحابي
ففي ترك طريقتهم مخالفة لرسول الله ومشاقة له فقد أخذوا العلم عنه

الوجه الثاني / أن العامي ليس له آلة التمييز بين صحيح الكلام وسقيمه حتى يقال له استمع لهلاء وخذ الطيب ودع الخبيث فلربما أخذا البدعة عنهم وطابت لهم وظنوها سنة وهي شر الامور كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم شر الامور محدثاتها
ولربما حذر القصاص المتهوك من أصل مذهبهم وحكم بالقتل على من دعى الناس اليه كعائض القرني قال من اجبر الناس أن يكونوا سلفيين فيستتاب فان تاب والا قتل جهلا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم باتباعهم

ولنضف وجها ثالثا / أن تكثير الناس من حولهم وتعظيم سوادهم اغراء للناس بهم لاخذ السقيم والذي لايعرفونه من العلم واغراء بانفسهم فيظنون بانفسهم خيرا وهم على شر وخطر على الاسلام وذلك لأن وضع السم في الحلوى أخطر من ابقاءه محضا بلا خلط ففي
الثاني يكون مكشوفا والاول يشربه الجاهل يظن فيه لذته وفي الحقيقة أكله في هلكته
فيذكر القاص ايات واحاديث احيانا صحيحة في الامر بترك بعض المنكرات ويجمل الكلام بالشعر والقصص ولكن يشوبه بدعة خفية تشرب عنه بلاشعور للجاهل فيهلك

روى الدارمي في سننه عَنْ شَقِيقٍ قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا لَبِسَتْكُمْ فِتْنَةٌ يَهْرَمُ فِيهَا الْكَبِيرُ وَيَرْبُو فِيهَا الصَّغِيرُ وَيَتَّخِذُهَا النَّاسُ سُنَّةً فَإِذَا غُيِّرَتْ قَالُوا غُيِّرَتْ السُّنَّةُ قَالُوا وَمَتَى ذَلِكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ إِذَا كَثُرَتْ قُرَّاؤُكُمْ وَقَلَّتْ فُقَهَاؤُكُمْ وَكَثُرَتْ أُمَرَاؤُكُمْ وَقَلَّتْ أُمَنَاؤُكُمْ وَالْتُمِسَتْ الدُّنْيَا بِعَمَلِ الْآخِرَةِ
وروى مالك في موطأه عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ قَالَ لِإِنْسَانٍ إِنَّكَ فِي زَمَانٍ كَثِيرٌ فُقَهَاؤُهُ قَلِيلٌ قُرَّاؤُهُ تُحْفَظُ فِيهِ حُدُودُ الْقُرْآنِ وَتُضَيَّعُ حُرُوفُهُ قَلِيلٌ مَنْ يَسْأَلُ كَثِيرٌ مَنْ يُعْطِي يُطِيلُونَ فِيهِ الصَّلَاةَ وَيَقْصُرُونَ الْخُطْبَةَ يُبَدُّونَ أَعْمَالَهُمْ قَبْلَ أَهْوَائِهِمْ وَسَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ قَلِيلٌ فُقَهَاؤُهُ كَثِيرٌ قُرَّاؤُهُ يُحْفَظُ فِيهِ حُرُوفُ الْقُرْآنِ وَتُضَيَّعُ حُدُودُهُ كَثِيرٌ مَنْ يَسْأَلُ قَلِيلٌ مَنْ يُعْطِي يُطِيلُونَ فِيهِ الْخُطْبَةَ وَيَقْصُرُونَ الصَّلَاةَ يُبَدُّونَ فِيهِ أَهْوَاءَهُمْ قَبْلَ أَعْمَالِهِمْ

ووقع مثل ذلم وهو انتشار البدع لاغترار الناس بهم ولجهل القراء والقصاص بالسنة فتنتشر من طريقهم البدع عند قلة الفقهاء والذين يميزونها

ومثال ذلك ماذكره محمد العريفي في بعض القنوات وسيلة لدعوة الكفار يظنها جهلا مشروعة وفيها هلكة المجتمع اذا اخذ بها وانتحلها
وهو قوله في مكالمة مع رجل يقال له جورج ويبدو أنه مسيحي
أنا لي أصدقاء من المسيحين ولي زملاء منهم بيننا اتصال حتى تعرف بعضهم على الاسلام أو كما قال
فهيا يادعاة الاخذ عن القصاص واخذ الطيب روترك الخبيث نبؤني بعلم من سيميز من العامة أن هذا منكر من القول ووسيلة محدثة في الدعوة الى الله وهي مصادقة الكافر لدعوته
مع كثرة من يصادقهم من الاقليات المسلمة المقيمة في البلاد الاجنبية فتتحول المعصية بمصادقتهم بعد كلامه الى بدعة وهي نية التقرب الى الله بعقد المصادقة معهم لدعوتهم وذلك محدث في دين الانبياء والرسل واخرهم محمد صلى الله عليه وسلم فلم يكن له صديقا كافرا ليدعوه الا ضيفا يتألفه أو يمر بالسوق يقول للكفار قولوا لاإله الا الله تفلحوا
قال الفضيل البدعة أحب الى ابليس من المعصية لأن العاصي يتوب والمبتدع لايتوب
ويدل على تحريم مصادقة الكافر وجوه :
أولا / قوله تعالى ياأيها الذين آمنوا لاتتولوا قوما قد غضب الله عليهم قد يأسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور
ثانيا / في مصادقتهم طريق لمودتهم ومودتهم ومحبتهم طريق لاعتناق دينهم والشريعة إذا نهت عن مقصد كالكفر والشرك نهت عن كل وسيلة تؤدي اليه فحرمت الزنا وحرمت الخلوة بالنساء والنظر اليهن وامرتهن بالحجاب
ثالتا / أن في مصادقتهم اغراء بدينهم فيقول الجاهل لو كانوا على منكر ماصادقهم الشيخ فلان ذلك طريقا لقبول دينه أو شيء منه

رابعا / أن مصادقتهم طريق لهدم الولاء والبراء من قلوب المسلمين وقد امرنا بالبراءة منهم وتركبدئهم بالسلام وان كان لاباس بالتحية

وقد أفتى شيخنا عبدالعزيز بن باز بتحريم مصادقة الكافر ولم اسمع لعلم من علماء السنة يقر بمصادقة الكافر بل يأمر بدعوته على طريقة الانبياء كر وفر وتأليف قلب وطيب كلام ولين
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني
المشرف العام على مجلة معرفة السنن و الآثار
maher.alqahtany@gmail.com
رد مع اقتباس