عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 27-11-2010, 01:30AM
أبو عبد الرحمن محمد السلفي أبو عبد الرحمن محمد السلفي غير متواجد حالياً
مفرغ صوتيات - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الدولة: المغرب
المشاركات: 99
افتراضي وهذا يقول: حبذا لو تبينون لنا الفرق بين الحزبي والمبتدع؟

وهذا يقول: حبذا لو تبينون لنا الفرق بين الحزبي والمبتدع؟
ج/ الحزبي هذا الذي انضوى تحت حزب يدعو إليه، ونحن نتكلم عن الأحزاب الآن ونتكلم عليها الحزبية الحزبية، الغالب عليها الأحزاب السياسية؛ كحزب الإخوان المسلمين، الذي انشق من الحزب البنائي هو الأصل انشق منه بعد ذلك الحزب القطبي، الإخوان المسلمين القطبيين وأولئك الحزب الأصل الأم الإخوان المسلمون البنائيون، فهؤلاء لهم حزب سياسي رسمي ينضوون تحته؛ له شعار؛ له رئاسة؛ له منظمة؛ له مكاتب؛ له نواب؛ رؤساء؛ له مدراء في الأقاليم ونحو ذلك، تنظيم سياسي حزبي؛ ولهذا يسمون نفسهم: حزب الإخوان المسلمين، وهذا الحزب قد يكون تحته أنواع من المبتدعة، فتجد الجهمي تحته، وتجد الرافضي تحته، وتجد الصوفي بشتى طرائق الصوفية تحته، و عدّ بعد ذلك بقية النحل ولا حرج، الخوارج تحته، بل تجد أحياناً النصارى تحته، كما هو مبين في كتب هؤلاء؛ لأن هذا حزب سياسي يدعو إلى حكومة وإلى سلطة، فتجد كل من يطمح إلي هذا ينضوي تحت هذا الحزب، فهذا هو التحزب، التحزب على شعار معلوم محدود معروف له ترتيباته المعلومة عند الناس ظاهرة كانت أو خفية، أما المبتدع، وهذا التحزب في نفسه بدعة، هذا التحزب في نفسه؛ لهذا الحزب بدعة؛ لأن الحزب الصحيح هو حزب الله -جلَّ وعلا-، والله -جلَّ وعلا- قد قسم عباده إلي قسمين: حزب الشيطان وحزب الرحمن، ﴿أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ[المجادلة:22]، فحزب الله - تبارك وتعالىٰٰٰٰٰٰٰٰٰٰٰٰ- هم الذين مشوا على ما جاء به -صلى الله عليه وسلم-، يوالون ويعادون في ما؟ في الله - تبارك وتعالىٰٰٰٰٰٰٰٰٰٰٰٰ-؛ لأن أوثق عُرَى الإيمان عندهم الحب في الله والبغض في الله، هؤلاء هم حزب الله، ولهذا يقول فيهم شيخ شيوخنا:

أولئك حق أهل الله حقاً وحزبه ** لهم جنة الفردوس إرثاً ويالها
فحزب الرحمن هم الذين يوالون لله ويعادون في الله، فلهذا لا تجد قوما شعارهم: ﴿لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ﴾الآية [المجادلة:22]،فهؤلاء هم حزب الله -تبارك وتعالىٰٰٰٰٰٰٰٰٰٰٰٰ-،
أما الاجتماع على غير ذلك، هذا هو التحزب المذموم، فنحن يجمعنا دين الله -تبارك وتعالىٰٰٰٰٰٰٰٰٰٰٰٰ- الذي بعث الله به سيد الخلق محمد -صلى الله عليه وسلم-، فيجمع بين الصين إلي المغرب إلي أمريكا مادام على طريقة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي تركنا عليها ومشى عليها أصحابه فهذا حبيب إلينا، ومن خالفها فليس بحبيب إلينا؛ بل هو مبغوض عندنا ولو كان أقرب قريب، من أطاع الرسول ووحد الله لا يجوز له موالاة من حاد الله ورسوله ولو كان أقرب قريب، لا تجد قوما، هذا في ايش؟ هذا اللفظ من؟ في الأصول الثلاثة، أن من أطاع الرسول ووحد الله لا يجوز له موالاة من حاد الرسول ولو كان أقرب قريب، فهؤلاء لا يوالون ولا يعادون على هذا المنظار الشرعي، والميزان الشرعي، لأ.. يوالون ويعادون على الأحزاب، ولهذا قالوا: من كان معنا .. كنا وكنا وكنا له ومن لم يكن معنا كنا عليه وكنا وكنا، وهذا قد أنكره أئمة الهدى، كمطرف بن عبد الله الشخير -رحمه الله تعالىٰٰٰٰٰٰ ورضي عنه- وهو من سادات التابعين وجلتهم، لما اجتمعوا في عصره كبار الشيوخ وفي بلده وكتبوا كتابا، ونظموا فيه نحواً من هذا النظم، الله ربنا والقرآن كتابنا ومحمد رسولنا ومن كان معنا على ذلك كنا له وكنا وكنا، ومن لم يكن معنا كنا عليه وكنا وكنا، وكتبوا ذلك في كتاب ثم أرادوا أن يأخذوا عليه البيعة من الجميع، فمر على الأشياخ ووافقوا عليه، حتى انتهى على مطرف بن عبد الله بن الشخير، فلما انتهى إليه قال: لا، لا أحدث لكم عهداً وقد أخذ الله عليّ عهداً قبله، ثم رد عليهم هذا، وهذا ذكره الذهبي وغيره في ترجمة مطرف بن عبد الله بن الشخير، فكأنك اليوم -التحزب هذا- كأنه اليوم بالضبط سواء للدعوة أو لغير الدعوة، هذا لا يجوز، أنت توالي في الله وتعادي في الله - تبارك وتعالىٰٰٰٰٰٰ-؛ فلا يجوز لك أن توالي في الحزب ولا تعادي في الحزب؛ لأن هذا هو التحزب الضيق، أما الحزب الصحيح الذي زكاه الله -تبارك وتعالىٰٰٰٰٰٰٰٰٰٰٰٰ- ومدح أهله فهذا الذي بين الله صفات أهله -كما ذكرنا آنفا-، أما هذا فتجد كما قلنا لكم الروافض والخوارج، وتجد فيه المتصوفة بشتى طرائقهم، تجد فيه الجهمية، تجد فيه المعتزلة، تجد فيه العقلانيين عموماً، تجد فيه -كما قلت لكم- حتى النصارى؛ لأن الرابطة ليست دينية؛ ولهذا قالوا: أن دعوتهم ليست دينية، فلما رأوا الدين في فترة أرادوا أن يركبوا موجة الدين ويلبسوها؛ لكن هيهات هيهات، فالشاهد أن الفرق بين التحزب والابتداع هو هذا، فقد يدخل معهم شخص ممن ليس من هؤلاء المذكورين في الاعتقاد سني يعني ليس بأشعري ولا جهمي ولا صوفي، نعم تمام ولا خارجي ولا.. ولا.. ولا.. قل ما قلت من أهل الأهواء والبدع، أصله سني، لكن إذا دخل معهم صار حزبياً بعد ذلك مبتدعاً، لماذا؟ لأن ولاءه لهذا الحزب فيرى البدع يبررها أو لا ينكرها، وإذا جئت تنكرها قام بعد ذلك يبررها ويدافع عن أصحابها، يرى أهل السنة والتوحيد يحاربهم، فأي سنة هذا عنده في الحقيقة؟ هذا هو إن لم يكن من أهل البدع أصلاً في اعتقاده لكنه انضم إليهم فصار منهم حزبياً مبتدعاً، فالواجب على الإنسان أن يحذر من هذا غالية الحذر.

من محاضرة مفرغة لشيخ محمد بن هادي المدخلي حفظه الله
عنوان المحاضرة وصية مهمة لطالب العلوم الشرعية

__________________
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى:
ليس العلم كثرة النقل والبحث والكلام،
ولكن نور يميز به صحيح الأقوال من سقيمها،
وحقها من باطلها،
وما هو من مشكاة النبوة مما هو من آراء الرجال.

رد مع اقتباس