عرض مشاركة واحدة
  #78  
قديم 27-05-2015, 02:51AM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم





【 شرح العقيدة الواسطية 】

لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه /
صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
- حفظه الله ورعاه -

شرح العقيدة الواسطية. ( 68 )

[ المتن ] :

لا تعارض بين القدر والشرع، ولا بين تقديره للمعاصي وبغضه لها

ومع ذلك فقد أمر العباد بطاعته وطاعة رسله ونهاهم عن معصيته‏.‏ وهو سبحانه يحب المتقين والمحسنين والمقسطين‏.‏
ويرضى عن الذين آمنوا وعملوا الصالحات ولا يحب الكافرين‏.‏ ولا يرضى عن القوم الفاسقين‏.‏ ولا يأمر بالفحشاء‏.‏
ولا يرضى لعباده الكفر ولا يحب الفساد‏.‏




[ الشرح ]:


لما قرر الشيخ ـ رحمه الله ـ القدر بمراتبه الأربع‏:‏ العلم، والكتابه، والمشيئة والإرادة، والخلق والإيجاد‏.‏
وأنه ما من شيء يحدث إلا وقد علمه الله وكتبه وشاءه وأراده وأوجده، بين هنا أنه لا تعارض بين ذلك وبين
كونه أمر العباد بطاعته ونهاهم عن معصيته، ولا بين تقديره وقوع المعصية وبغضه لها‏.‏ فقوله‏:‏ ‏(‏ومع ذلك‏)‏
أي‏:‏ مع كونه سبحانه هو الذي علم الأشياء وقدرها وكتبها وأرادها وأوجدها ‏(‏فقد أمر العباد بطاعته وطاعة
رسوله ونهاهم عن معصيته‏)‏ كما دلت على ذلك أدلة كثيرة من الكتاب والسنة، أمر فيها بالطاعة ونهى عن المعصية،
ولا تعارض في ذلك بين شرعه وقدره كما يظنه بعض الضلال الذين يعارضون بين الشرع والقدر‏.‏



يقول الشيخ ـ رحمه الله ـ في هذا الموضوع في رسالته التدميرية‏:‏ وأهل الضلال انقسموا إلى ثلاث فرق‏:
‏ مجوسية ومشركية وإبليسية‏.‏



فالمجوسية‏:‏ الذين كذبوا بقدر الله وإن آمنوا بأمره ونهيه فغلاتهم أنكروا العلم والكتاب، ومقتصدوهم أنكروا
عموم مشيئته وخلقه وقدرته، وهؤلاء هم المعتزلة ومن وافقهم‏.‏

والفرقة الثانية‏:‏ المشركية الذين أقروا بالقضاء والقدر، وأنكروا الأمر والنهي، قال تعالى‏:‏ ‏{‏سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ
لَوْ شَاء اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ‏}‏ الآية ‏(‏148‏)‏ الأنعام‏.‏ فمن احتج على تعطيل الأمر
والنهي فهو من هؤلاء‏.‏



والفرقة الثالثة‏:‏ وهم الإبليسية الذين أقروا بالأمرين لكن جعلوا هذا تناقضًا من الرب سبحانه وتعالى وطعنوا
في حكمته وعدله‏.‏ كما يذكر ذلك عن إبليس مقدمهم‏.‏



والمقصود أن هذا مما تقوله أهل الضلال‏.‏ وأما أهل الهدى والفلاح فيؤمنون بهذا وهذا‏.‏ ويؤمنون بأن الله
خالق كل شيء وربه ومليكه، وما شاء كان وما لم يشأ لم يكن وهو على كل شيء قدير‏.‏ وأحاط بكل شيء
علمًا‏.‏ وكل شيء أحصاه في إمام مبين‏.‏ ا ه ـ‏.‏



وقوله‏:‏ ‏(‏وهو سبحانه يحب المتقين والمحسنين والمقسطين‏)‏ أي‏:‏ يحب من اتصف بالصفات الحميدة
كالتقوى والإحسان والقسط ‏(‏ويرضى عن الذين آمنوا وعملوا الصالحات‏)‏ كما أخبر بذلك في آيات كثيرة
لما اتصفوا به من الإيمان والعمل الصالح ‏(‏ولا يحب الكافرين‏.‏ ولا يرضى عن القوم الفاسقين‏)‏ أي‏:‏ لا يرضى
عمن اتصف بالصفات التي يبغضها كالكفر والفسوق وسائر الصفات الذميمة ‏(‏ولا يأمر بالفحشاء‏)‏ وهي ما تناهى
قبحه من الأقوال والأفعال ‏(‏ولا يرضى لعباده الكفر ولا يحب الفساد‏)‏ لقبحهما ولما فيهما من المضرة
على العباد والبلاد‏.‏



ويريد الشيخ ـ رحمه الله ـ بهذا الكلام الرد على من زعم أن الإرادة والمحبة بينهما تلازم، فإذا أراد الله شيئًا فقد
أحبه وإذا شاء شيئًا فقد أحبه‏.‏ وهذا قول باطل والقول الحق أنه لا تلازم بين الإرادة والمحبة أو بين المشيئة
والمحبة‏.


‏ أعني الإرادة الكونية والمشيئة، فقد يشاء الله ما لا يحبه‏.‏ وقد يحب ما لا يشاء وجوده‏.‏ مثال الأول
مشيئة وجود إبليس وجنوده ومشيئته العامة لما في الكون مع بغضه لبعضه‏.‏ ومثال الثاني محبته لإيمان الكفار
وطاعات الكفار ولم يشأ وجود ذلك منهم ولو شاءه لوجد‏.‏




------


[ المصدر ]

http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/3qidh.pdf







رد مع اقتباس