عرض مشاركة واحدة
  #73  
قديم 21-05-2015, 07:39PM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم






【 شرح العقيدة الواسطية 】

لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه /
صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
- حفظه الله ورعاه -

شرح العقيدة الواسطية. ( 63 )




أول من يستفتح باب الجنة وأول من يدخلها وشفاعات النبي ـ صلى الله عليه وسلم
وأول من يستفتح باب الجنة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأول من يدخلها من الأمم أمته‏.‏ وله
ـ صلى الله عليه وسلم ـ في القيامة ثلاث شفاعات‏:‏ أما الشفاعة الأولى فيشفع في أهل الموقف حتى يقضى
بينهم، بعد أن يتراجع آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم عن الشفاعة حتى تنتهي إليه‏.

‏ وأما الشفاعة الثانية فيشفع في أهل الجنة أن يدخلوا الجنة، وهاتان الشفاعتان خاصتان له‏.‏ وأما الشفاعة
الثالثة فيشفع فيمن استحق النار، وهذه الشفاعة له، ولسائر النبيين والصديقين وغيرهم‏.‏ فيشفع فيمن
استحق النار أن لا يدخلها‏.‏ ويشفع فيمن دخلها أن يخرج منها‏.‏



8 ـ يبين الشيخ ـ رحمه الله ـ ما ينتهي إليه أمر المؤمنين يوم القيامة بعد اجتيازهم لتلك الأحوال التي مر
ذكر أهمها فيقول‏:‏ ‏(‏فإذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة‏)‏ فهم لا يدخلون إلا بعد إذن من الله
تعالى وطلب لفتح أبوابها، ‏(‏وأول من يستفتح باب الجنة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏)‏ كما في
صحيح مسلم عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏:‏ ‏(‏آتي باب الجنة
يوم القيامة فأستفتح، فيقول الخازن‏:‏ من أنت‏؟‏ فأقول‏:‏ محمد، فيقول‏:‏ بك أمرت أن لا أفتح لأحد
قبلك‏)‏ والاستفتاح طل الفتح وفي هذا تشريف له ـ صلى الله عليه وسلم ـ وإظهار لفضله‏.‏


‏(‏وأول من يدخلها من الأمم أمته‏)‏ وذلك لفضها على سائر الأمم‏.‏ ودليل ذلك ما في حديث أبي هريرة
الذي رواه مسلم من قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏:‏ ‏(‏ونحن أول من يدخل الجنة‏)‏ قوله‏:‏ ‏(‏وله ـ صلى
الله عليه وسلم ـ في القيامة ثلاث شفاعات‏)‏ الشفاعات جمع شفاعة والشفاعة لغة‏:‏ الوسيلة‏.‏ وعرفًا‏:‏ سؤال
الخير للغير‏.‏


مشتقة من الشفع الذي هو ضد الوتر‏.‏ فكأن الشافع ضم سؤاله إلى سؤال المشفوع له بعد أن
كان منفردًا‏.‏

وقول الشيخ ـ رحمه الله ـ‏:‏ ‏(‏وله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في القيامة ثلاث شفاعات‏)‏ بيان للشفاعات التي
يقوم بها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في يوم القيامة بإذن الله تعالى‏.‏ هكذا ذكر الشيخ ـ رحمه الله ـ
أنواع الشفاعة هنا مختصرة، وهي على سبيل الاستقصاء ثمانية أنواع‏:‏ منه ما هو خاص بالنبي ـ صلى الله عليه
وسلم ـ ومنها ما هو مشترك بينه وبين غيره‏.‏


الشفاعة الأولى‏:‏ الشفاعة العظمى ‏(‏وهي المقام المحمود‏)‏ وهي أن يشفع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن
يقضي الله سبحانه بين عباده بعد طول الموقف عليهم، وبعد مراجعتهم الأنبياء للقيام بها فيقوم بها نبينا
ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعد إذن ربه‏.‏


الشفاعة الثانية‏:‏ شفاعته ـ صلى الله عليه وسلم ـ في دخول أهل الجنة بعد الفراغ من الحساب‏.‏
الشفاعة الثالثة‏:‏ شفاعته ـ صلى الله عليه وسلم ـ في عمه أبي طالب أن يخفف عنه العذاب وهذه خاصة
به‏.‏ لأن الله أخبر أن الكافرين لا تنفعهم شفاعة الشافعين، ونبينا أخبر أن شفاعته لأهل التوحيد
خاصة‏.‏ فشفاعته لعمه أبي طالب خاصة به وخاصة لأبي طالب‏.‏ وهذه الأنواع الثلاثة من الشفاعة خاصة
بنبينا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏.‏

الشفاعة الرابعة‏:‏ شفاعته فيمن استحق النار من عصاة الموحدين أن لا يدخلها‏.‏


الشفاعة الخامسة‏:‏ شفاعته ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيمن دخل النار من عصاة الموحدين أن يخرج منها‏.‏


الشفاعة السادسة‏:‏ شفاعته ـ صلى الله عليه وسلم ـ في رفع درجات بعض أهل الجنة‏.‏


الشفاعة السابعة‏:‏ شفاعته ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيمن استوت حسناتهم وسيئاتهم أن يدخلوا الجنة،
وهم أهل الأعراف على قول‏.‏



الشفاعة الثامنة‏:‏ شفاعته ـ صلى الله عليه وسلم ـ في دخول بعض المؤمنين الجنة بلا حساب ولا عذاب‏.‏
وهذه الأنواع الخمسة الباقية يشاركه فيها غيره من الأنبياء والملائكة والصديقين والشهداء‏.‏
وأهل السنة والجماعة يؤمنون بهذه الشفاعات كلها لثبوت أدلتها وأنها لا تحقق إلا بشرطين‏:‏


الشرط الأول‏:‏ إذن الله للشافع أن يشفع، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ‏}‏ الآية ‏(‏255‏)‏
البقرة ‏{‏مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ‏}‏ الآية ‏(‏3‏)‏ من سورة يونس‏.‏



الشرط الثاني‏:‏ رضا الله عن المشفوع له كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَلا يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى‏}‏ الآية ‏(‏28‏)‏ الأنبياء
ويجمع الشرطين قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شيئًا إِلاَّ مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ
اللَّهُ لِمَن يَشَاء وَيَرْضَى‏}‏ الآية ‏(‏26‏)‏ النجم‏.‏

وقد خالفت المعتزلة في الشفاعة لأهل الكبائر من المؤمنين فيمن استحق النار منهم أن لا يدخلها وفيمن
دخلها أن يخرج منها، أي‏:‏ في النوع الخامس والسادس من أنواع الشفاعة، ويحتجون بقوله تعالى‏:‏
‏{‏فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ‏}‏ الآية ‏(‏48‏)‏ المدثر‏.‏


والجواب عنها‏:‏ أنها واردة في حق الكفار فهم الذين لا تنفعهم شفاعة الشافعين‏.‏ أما المؤمنين
فتنفعهم الشفاعة بشروطها‏.‏‏.‏ هذا وقد انقسم الناس في أمر الشفاعة إلى ثلاثة أصناف‏:‏



الصنف الأول‏:‏ غلوا في إثباتها وهم النصارى والمشركون وغلاة الصوفية والقبوريون حيث جعلوا شفاعة
من يعظمونه عند الله كالشفاعة المعروفة في الدنيا عند الملوك، فطلبوها من دون الله كما ذكر الله ذلك
عن المشركين‏.‏



الصنف الثاني‏:‏ وهم المعتزلة والخوارج غلوا في نفي الشفاعة فأنكروا شفاعة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وشفاعة
غيره في أهل الكبائر‏.‏



الصنف الثالث‏:‏ وهم أهل السنة والجماعة أثبتوا الشفاعة على وفق ما جاءت به النصوص القرآنية والأحاديث النبوية
فأثبتوا الشفاعة بشروطها‏.‏




------


[ المصدر ]

http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/3qidh.pdf









رد مع اقتباس