عرض مشاركة واحدة
  #67  
قديم 16-05-2015, 03:34PM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم



【 شرح العقيدة الواسطية 】

لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه /
صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
- حفظه الله ورعاه -

شرح العقيدة الواسطية. ( 58 )



[ المتن ] :



2 ـ القيامة الكبرى وما يجري فيها
إلى أن تقوم القيامة الكبرى فتعاد الأرواح إلى الأجساد‏.‏ وتقوم القيامة التي أخبر الله بها في كتابه وعلى لسان رسوله،
وأجمع عليها المسلمون، فيقوم الناس من قبورهم لرب العالمين حفاة عراة غرلًا‏.‏



الشرح :

أشار الشيخ ـ رحمه الله ـ في هذا وما بعده إلى ما يكون في الدار الآخرة وهي التي تبدأ بالقيامة الكبرى‏.‏
فإن الدور ثلاث‏:‏ دار الدنيا‏.‏ ودار البرزخ‏.‏ والدار الآخرة‏.‏ وكل دار من هذه الدور الثلاث لها أحكام تخصها‏.
‏ وحوادث تجري فيها، وقد تكلم الشيخ على ما يكون في دار البرزخ‏.‏

وهنا أخذ يتكلم على ما يكون
في الدار الآخرة فيقول‏:‏ ‏(‏إلى أن تقوم القيامة الكبرى‏)‏ القيامة قيامتان‏:‏ قيامة صغرى وهي الموت‏.‏


وهذه القيامة تقوم على كل إنسان في خاصته من خروج روحه وانقطاع سعيه‏.‏ وقيامة كبرى، وهذه تقوم على
الناس جميعًا وتأخذهم أخذة واحدة‏.‏ وسميت قيامة لقيام الناس من قبورهم لرب العالمين‏.‏ ولهذا قال‏:‏ ‏(‏فتعاد
الأرواح إلى الأجساد‏)‏ وذلك عندما ينفخ إسرافيل في الصور قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الأَجْدَاثِ
إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا‏}‏ الآيتان ‏(‏51 ـ 52‏)‏ من سورة يس‏.‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏ثُمَّ نُفِخَ
فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ‏}‏ الآية ‏(‏68‏)‏ من سورة الزمر‏.‏ والأرواح‏:‏ جمع روح، وهي ما يحيا به الإنسان
وغيره من ذوات الأرواح، ولا يعلم حقيقتها إلا الله قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ
رَبِّي‏}‏ الآية ‏(‏85‏)‏ الإسراء‏.‏


وقوله‏:‏ ‏(‏وتقوم القيامة التي أخبر الله بها في كتابه وعلى لسان رسوله وأجمع عليها المسلمون‏)‏ إشارة إلى
أدلة البعث، وأنه ثابت بالكتاب والسنة وإجماع المسلمين والعقل والفطر السليمة‏.‏ فقد أخبر الله عنه
في كتابه وأقام الدليل عليه، ورد على المنكرين للبعث في غالب سور القرآن‏.‏ ولما كان نبينا محمد ـ صلى الله
عليه وسلم ـ خاتم النبيين بين تفاصيل الآخرة بيانًا لا يوجد في كثير من كتب الأنبياء‏.‏


والجزاء على الأعمال ثابت بالعقل وواقع في الشرع، فإن الله نبه العقول إلى ذلك في مواضع كثيرة من القرآن
حيث ذكرها أنه لا يليق بحكمته وحمده أن يترك الناس سدى أو يخلقهم عبثًا لا يؤمرون ولا ينهون ولا يثابون
ولا يعاقبون‏.‏ وأن يكون المحسن كالمسيء أو يجعل المسلمين كالمجرمين‏.‏ فإن بعض المحسنين يموت
قبل أن يجزى على إحسانه‏.‏ وبعض المجرمين يموت قبل أن يجازى على إجرامه‏.‏ فلابد أن هناك دارًا يجازى
فيها كل منهما‏.‏ ومنكر البعث كافر‏.‏ كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا‏}‏ الآية ‏(‏7‏)‏ التغابن‏.‏


وقوله‏:‏ ‏(‏فيقوم الناس من قبورهم حفاة‏)‏‏:‏ جمع حاف وهو الذي ليس على رجله نعل ولا خف ‏(‏عراة‏)‏‏:‏ جمع عار،
وهو الذي ليس عليه لباس ‏(‏غرلًا‏)‏‏:‏ جمع أغرل وهو الأقلف الذي لم يختن، وهذه الصفات الثلاث يكونون عليها
حين قيامهم من قبورهم، وهذا ثابت في الصحيح عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ففي الصحيحين عن عائشة
ـ رضي الله عنها ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال‏:‏ إنكم تحشرون إلى الله يوم القيامة حفاة عراة
غرلًا‏)‏ الحديث‏.‏



------


[ المصدر ]

http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/3qidh.pdf








رد مع اقتباس