عرض مشاركة واحدة
  #63  
قديم 11-05-2015, 10:24PM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم





【 شرح العقيدة الواسطية 】

لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه /
صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
- حفظه الله ورعاه -

شرح العقيدة الواسطية. ( 55 )




[ المتن ] :

وجوب الإيمان بقربه من خلقه وأن ذلك لا ينافي علوه وفوقيته


فصل
قال ـ رحمه الله ـ‏:‏ وقد دخل في ذلك الإيمان بأنه قريب مجيب، كما جمع بين ذلك في قوله‏:‏ ‏{‏وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي
عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ‏}‏ وقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ‏(‏إن الذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من
عنق راحلته‏)‏‏.‏ وما ذكر في الكتاب والسنة من قربه ومعيته لا ينافي ما ذكر من علوه وفوقيته فإنه سبحانه ليس كمثله
شيء في جميع نعوته‏.‏ وهو علي في دنوه قريب في علوه‏.‏



[ الشرح ]:

لما قرر المصنف وجوب الإيمان بعلو الله سبحانه على خلقه واستوائه على عرشه نبه في هذا الفصل إلى أنه
يجب مع ذلك الإيمان بأنه قريب من خلقه وقوله‏:‏ ‏(‏وقد دخل في ذلك‏)‏ أي‏:‏ في الإيمان بالله ‏(‏الإيمان بأنه قريب‏)
‏ أي‏:‏ من خلقه ‏(‏مجيب‏)‏ لدعائهم ‏(‏كما جمع بين ذلك‏)‏ أي‏:‏ بين القرب والإجابة في قوله‏:‏ ‏{‏ وَإِذَا سَأَلَكَ
عِبَادِي عَنِّي ‏}‏ ورد في سبب نزول هذه الآية‏.‏


أن رجلًا جاء إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال‏:‏ يا رسول الله أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه‏؟‏ فسكت النبي
ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏.‏ فنزلت هذه الآية(_)‏.‏ ‏{‏فإني قريب‏}‏ من الداعي ‏{‏أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ‏}‏‏.‏

وهذا يدل على الإرشاد إلى المناجاة في الدعاء بدون رفع الصوت، كما في قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏:‏ ‏(‏إن
الذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته‏)‏ سبق شرحه‏.‏



وفي هذه الآية وهذا الحديث دلالة على قرب الله تعالى من الداعي بإجابته وهذا القرب لا يناقض علوه، ولهذا قال
مصنف‏:‏ ‏(‏وما ذكر في الكتاب والسنة من قربه ومعيته لا ينافي ما ذكر من علوه وفوقيته‏)‏ لأن الكل حق والحق
لا يتناقض ولأن الله تعالى‏:‏ ‏[‏ليس كمثله شيء في جميع نعوته‏]‏ أي‏:‏ صفاته، فلا يقال‏:‏ إذا كان فوق خلقه فكيف
يكون معهم‏؟‏ لأن هذا السؤال ناشئ عن تصور خاطئ هو قياسه سبحانه بخلقه وهذا قياس باطل، لأن الله
سبحانه ‏{‏لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ‏}‏‏.‏ فالقرب والعلو يجتمعان في حقه لعظمته وكبريائه وإحاطته وأن السموات السبع في
يده كخردلة في يد العبد، فكيف يستحيل في حق من هذا بعض عظمته أن يكون فوق عرشه ويقرب من خلقه
كيف يشاء وهو على العرش‏.‏ ‏(‏وهو علي في دنوه قريب في علوه‏)‏ سبحانه وتعالى كما دلت على ذلك نصوص
الكتاب والسنة، وأجمع عليه علماء الملة وهو من خصائصه سبحانه ‏(‏علي في دنوه‏)‏ أي‏:‏ في حال قربه من خلقه
‏(‏قريب في علوه‏)‏ أي‏:‏ قريب من خلقه في حال علوه على عرشه‏.‏




------


[ المصدر ]

http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/3qidh.pdf







رد مع اقتباس