عرض مشاركة واحدة
  #62  
قديم 10-05-2015, 10:29PM
ام عادل السلفية ام عادل السلفية غير متواجد حالياً
عضو مشارك - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 2,159
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم




【 شرح العقيدة الواسطية 】

لفضيلة الشيخ العلامة الفقيه /
صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
- حفظه الله ورعاه -

شرح العقيدة الواسطية. ( 54 )




[ المتن ] :

ما يجب اعتقاده في علوه ومعيته سبحانه ومعنى كونه سبحانه‏:‏ ‏(‏في السماء‏)‏ وأدلة ذلك
وكل هذا الكلام الذي ذكره الله من أنه فوق العرش وأنه معنا حق على حقيقته لا يحتاج تحرف، ولكن يصان عن الظنون
الكاذبة مثل أن يظن أن ظاهر قوله‏:‏ ‏{‏فِي السَّمَاء‏}‏ أن السماء تقله أو تظله وهذا باطل بإجماع أهل العلم والإيمان
فإن الله قد ‏{‏وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ‏}‏ وهو الذي ‏{‏يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ أَن تَزُولا‏}‏ ‏{‏وَيُمْسِكُ السَّمَاء أَن
تَقَعَ عَلَى الأَرْضِ إِلاَّ بِإِذْنِهِ‏}‏ ‏{‏وَمِنْ آيَاتِهِ أَن تَقُومَ السَّمَاء وَالأَرْضُ بِأَمْرِهِ‏}‏‏.‏



[ الشرح ]:

يبين الشيخ ـ رحمه الله ـ ما يجب اعتقاده بالنسبة لما أخبر الله به عن نفسه من كونه فوق العرش وهو معنا، أنه يجب
الإيمان به كما أخبر الله، ولا يجوز تأويله وصرفه عن ظاهره كما يفعله المعطلة من الجهمية والمعتزلة وأشباههم فيزعمون
أن ذلك ليس حقيقة وإنما هو مجاز فيؤولون الاستواء على العرش بالاستيلاء على الملك وعلو الله على خلقه بعلو
قدره وقهره ونحو ذلك من التأويلات الباطلة التي هي تحريف لكلام الله عن مواضعه‏.‏ ومنهم من يقول‏:‏ إن معنى
كونه معنا أنه حال في كل مكان، كما تقوله حلولية الجهمية وغيرهم، تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرًا‏.‏

وقوله‏:‏ ‏(‏ولكن يصان عن الظنون الكاذبة مثل أن يظن ظاهر قوله‏:‏ ‏{‏فِي السَّمَاء‏}‏ أن السماء تقله أو تظله‏)‏ تقله‏:‏ أي تحمله‏.‏


وتظله‏:‏ أي تستره، والظلة‏:‏ الشيء الذي يظلك من فوقك‏.‏ وليس هذان المعنيان مرادين في كونه سبحانه في
السماء‏.‏ ومن ظن ذلك فقد أخطأ غاية الخطأ

وذلك لأمرين‏:‏

الأمر الأول‏:‏ أن هذا خلاف ما أجمع عليه أهل العلم والإيمان فقد أجمعوا على أنه سبحانه فوق عرشه بائن من
خلقه ليس في ذاته شيء من مخلوقاته، ولا في مخلوقاته شيء من ذاته‏.‏ وقد تقدم الكلام في تفسير قوله تعالى‏:‏
‏{‏أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء‏}‏ وأنه إن أريد بالسماء السماء المبنية ‏(‏ففي‏)‏ بمعنى ‏(‏على‏)‏ أي‏:‏ على السماء كقوله‏:
‏ ‏{‏لأصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ‏}‏ أي‏:‏ على جذوع النخل‏.‏ وإن أريد بالسماء العلو كان المعنى ‏(‏في السماء‏)‏ أي‏:‏ في العلو
والله أعلم‏.‏


الأمر الثاني‏:‏ أن هذا الظن مخالف ومصادم لأدلة القرآن الدالة على عظمة الله وغناه عن خلقه وحاجة خلقه وحاجة
خلقه إليه، كما في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ‏}‏ والكرسي مخلوق عظيم بين يدي العرش وهو
أعظم من السموات والأرض والعرش أعظم منه، فإذا كانت السموات والأرض أصغر من الكرسي والكرسي أصغر
من العرش‏.‏ والله أعظم من كل شيء فكيف تحويه السماء أو تقله أو تظله‏؟‏‏.‏



وكذلك قوله تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ أَن تَزُولا‏}‏ ‏{‏وَيُمْسِكُ السَّمَاء أَن تَقَعَ عَلَى الأَرْضِ إِلاَّ بِإِذْنِهِ‏}‏
‏{‏وَمِنْ آيَاتِهِ أَن تَقُومَ السَّمَاء وَالأَرْضُ بِأَمْرِهِ‏}‏ فهذه الآيات تدل على أن السموات والأرض بحاجة إليه فهو
الذي يمسكها أن تزول أو تقع ويكون قيامها بأمره وحده‏.‏ فلا يعقل مع هذا أن يكون سبحانه بحاجة إليها لتقله أو تظله،
تعالى الله عن هذا الظن الباطل علوًا كبيرًا‏.‏



------


[ المصدر ]

http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/...iles/3qidh.pdf



التصفية والتربية
TarbiaTasfia@






رد مع اقتباس