عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 20-06-2010, 03:21AM
أبو عبد الله بشار أبو عبد الله بشار غير متواجد حالياً
مشرف - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
الدولة: السعودية
المشاركات: 557
افتراضي فوائد من دروس الشيخ ماهر القحطاني في شرح كتاب التوحيد

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد :
فهذه بعون الله مجموعة حلقات عن بعض الفوائد التي استفدناها من شيخنا حفظه الله سائلين المولى عز وجل أن ينفع بها .

قال حفظه الله تحت قول المصنف "كتاب التوحيد" :

وقول الله تعالى " وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ " الذاريات (56)
العبادة : إسم جامع لكل مايحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال
وفي الآية :
1_ دليل توحيد الإلهية (إلا ليعبدون)
2_ دليل وجود الجن
3_ أن أعظم ما أمر الله به عباده هو التوحيد .

وقول الله تعالى "وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ" النحل (36) .
1_ وهذا الدليل الثاني على توحيد الإلهية
2_ توحيد الإلهية له ركنان : (نفي : لا إله ) (إثبات :إلا الله )
(نفي : إجتنبوا الطاغوت ) ( إثبات : اعبدوا الله )
3_ الطاغوت : كل ماتجاوز به العبد حده من معبود أو متبوع أو مطاع
4_ إجتنبوا الطاغوت : أي أنتم في مكان وجانب والشيطان في جانب

وقول الله تعالى " وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا " النساء (36) .
1_ الدليل الثالث على توحيد الإلهية
2_ واعبدوا الله : أفردوه بالعبادة (وحّدوه)
3_ ولا تشركوا به شيئا : النكرة إذا أتت في سياق نفي أو نهي تدل على العموم .

ثم ذكر حفظه الله تحت هذه الآية معنى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأنواع الشرك وبعض الأحاديث :
1_ لا إله إلا الله : لامعبودَ حق إلا الله ،
وشروط لا إله إلا الله هي :
وقد جمعها أهل العلم في بيت من الشعر قالوا :
علمٌ يقينٌ وإخلاصٌ وصدقٌ مع محبةٍ وانقيادٍ والقَبُول لها
العلم المنافي للجهل ، واليقين المنافي للشك ، والإخلاص المنافي للشرك ، والصدق المنافي للكذب ، المحبة المنافية لضدها ، والإنقياد المنافي للرد ، والقَبُول المنافي للرفض .

2_ محمد رسول الله : طاعته فيما أَمَر ، واجتناب مانهى عنه وزجر ، وتصديقه فيما أخبر ، وألا يُعبد الله إلا بما شرع .
وأنّه رسولٌ مطاع .

3_ الشرك الأكبر : مساواة غير الله بالله فيما هو من خصائص الله ( الألوهية ، الربوبية ، الأسماء والصفات ) .

4_ الشرك الأصغر : وله ضابطان : ماكان وسيلة للشرك الأكبر فهو أصغر ، وما سمته الشريعة شركا ولم يكن أكبر مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم أخوف ما أخاف على أمتي الشرك الخفي .
_ ويقال عنه أنه أصغر : إذا اعتقد ماليس بسبب أنه سبب .

وقول الله تعالى "وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"(153) الأنعام
1_ الصراط المستقيم : هو الطريق الموصل إلى الله لا إعوجاج فيه وإفراد الله بالعبادة وإفراد النبي بالإتباع ، الكتاب والسنة ، سبيل المؤمنين ، مثل ما كان عليه النبي وأصحابه ، معرفة الحق والعمل به (كلها معاني للصراط المستقيم).
2_ وفي مسند أحمد من حديث النواس بن سمعان الأنصاري عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ضرب الله مثلا صراطا مستقيما وعلى جنبتي الصراط سوران فيهما أبواب مفتحة وعلى الأبواب ستور مرخاة وعلى باب الصراط داع يقول أيها الناس ادخلوا الصراط جميعا ولا تتفرجوا وداع يدعو من جوف الصراط فإذا أراد يفتح شيئا من تلك الأبواب قال ويحك لا تفتحه فإنك ان تفتحه تلجه والصراط الإسلام والسوران حدود الله تعالى والأبواب المفتحة محارم الله تعالى وذلك الداعي على راس الصراط كتاب الله عز و جل والداعي فوق الصراط واعظ الله في قلب كل مسلم .الأرناؤوط :حديث صحيح بإسناد حسن .
_ثم ذكر تحت حديث معاذ رضي الله عنه قال : كنت ردف النبي صلى الله عليه و سلم على حمار يقال له عفير فقال ( يا معاذ هل تدري حق الله على عباده وما حق العباد على الله ) . قلت الله ورسوله أعلم قال ( فإن حق الله على عباده أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا ) . فقلت يا رسول الله أفلا أبشر به الناس ؟ قال ( لا تبشرهم فيتكلوا ).
أخرجاه في الصحيحين .
1_ التعليم بإلقاء السؤال : هل تدري ماحق الله على عباده
2_ الله ورسوله أعلم : خاصة في زمن وحياة النبي .
3_ فضل التوحيد وعدم الإشراك بالله وذلك بدخول الجنة والنجاة من عذاب الله
4_ جواز تخصيص أناس بالعلم دون آخرين
.
.
(1)باب فضل التوحيد وما يضاده من الشرك :
وقول الله تعالى "الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ" الأنعام (82)
قال ابن كثير أي هؤلاء الذين أخلصوا العبادة لله وحده ولم يشركوا به شيئا هم الآمنون يوم القيامة المهتدون في الدنيا والآخرة .
.
_ عَنْ عُبَادَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ وَالْجَنَّةُ حَقٌّ وَالنَّارُ حَقٌّ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ عَلَى مَا كَانَ مِنْ الْعَمَلِ . البخاري
*قال حفيد المصنف رحمهما الله : قوله من شهد أن لا إله إلا الله : أي من تكلم بها عارفا لمعناها عاملا بمقتضاها باطنا وظاهرا فلا بد في الشهادتين من العلم واليقين والعمل بمدلولهما كما قال تعالى "فاعلم أنه لا إله إلا الله " ، أما النطق بها من غير معرفة لمعناها ولا يقين ولا عمل بما تقتضيه (من البراءة من الشرك وإخلاص القول والعمل ) فغير نافع بالإجماع .
.
_عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال قال موسى عليه السلام يا رب علمني شيئا أذكرك به قال قل يا موسى لا إله إلا الله قال يا رب كل عبادك يقول هذا قال يا موسى لو أن السموات السبع وعامرهن غيري والأرضين السبع في كفة ولا إله إلا الله في كفة مالت بهنّ لا إله إلا الله ، رواه ابن حبان والحاكم وصححه ووافقه الذهبي .
قال الشارح : أي أن لا إله إلا الله أفضل الذكر ، ولحديث :""خير ماقلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ""، الترمذي ومالك في الموطأ وهو حديث حسن .
.
_وللترمذي وحسنه عن أنس رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "قال الله تعالى :يابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة " وهو حديث قوي
*وفي الحديث شرط ثقيل في الوعد بحصول المغفرة وهو السلامة من الشرك كثيره وقليله صغيره وكبيره ولايسلم من ذلك إلا من سلّم الله وذلك هو القلب السليم ، كما قال تعالى "يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89) الشعراء
*وفي الحديث كثرة ثواب التوحيد وسعة كرم الله وجوده ورحمته والرد على الخوارج الذين يكفرون المسلم بالذنوب ،وعلى المعتزلة الذين قالوا بالمنزلة بين منزلتين وهي الفسوق أي ليس بمؤمن ولا بكافر ويخلد في النار ، وأهل السنة أنه لايسلب عنه اسم الإيمان ولا يعطاه على الإطلاق بل يقال مؤمن عاصِ أو مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته وعلى هذا يدل الكتاب والسنة وإجماع السلف .
.
.
*** فنسأل الله عز وجل أن يحيينا على كلمة التوحيد وأن يتوفانا عليها وأن يجنبنا الشرك ، ويثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة آمين ،
وللحديث بقية إن شاء الله في حلقات قادمة .
.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد

التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الله بشار ; 07-04-2011 الساعة 10:45PM
رد مع اقتباس
[ أبو عبد الله بشار ] إنَّ عُضْواً يشْكُرُكَ : [ جَزَاك اللهُ خَيْرًا عَلَى هَذِهِ الُمشَارَكَةِ الُممَيَّزَة ].