[ماهر بن ظافر القحطاني]

بسم الله الرحمن الرحيم
الغيبة في الأصل محرمة وهي من كبائر الذنوب والتي لايشعر بها كثير من الصالحين لتعلقها بحركة اللسان والتي لايتيقظ لها إلا المخلصين من عباد الرحمن الفطنين
قال تعالى ولايغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه
ولكن الكلام في أهل الأهواء والتحذير منهم وبيان حالهم حتى لايغتر مغتر بهم واجب باتفاق العلماء
فهو مستثنى من الغيبة كما قال شيخ الاسلام بن تيمية والتحذير من أهل الأهواء واجب باتفاق العلماء
وقد دخل انسان على الامام أحمد وهو يقول فلان فيه كذا فلان فيه كذا فقال تغتاب العلماء قال هذه ليست غيبة
ولكن نصيحة 0وصدق فقد روى مسلم في صحيحه عن تميم الداري رضي الله عنه أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة قيل لمن قال لله ولكتابه ولرسوله وللأئمة المسلمين وعامتهم
ولكن لاينضبط هذا الأمر إلا بمعرفة ضوابط :
الأول : أن لايتكلم في الرجال إلا أهل العلم كما قال الذهبي لايتكلم في الرجال إلا تام العلم تام الورع 0
الثاني : أن يفرق بين التبديع وأثره وهو الهجر والتنفير من الشخص وبيان غلطه بالدليل مع ابقاء مكانته
فالأول لمن خالف أصلا ودعا إلى بدعة وخاصم فيها وفرق الناس فهذا يبدع بحسب نظر العالم في المصلحة ومعرفة الناس وحد ادراكهم كما قال على حدثوا الناس بمايعرفون
فقد يسكت عنه ويرد خطأه بالدليل ان شعر أن التحذير عنه وتبديعة مفسدتها أرجح كالتواء الناس على العالم وعدم ظهور علمه وانقياد الناس له وجهلهم بفضاعة بدعته ونحو ذلك كما سكت علي رضي الله عنه عن ابن الكوا
والثاني أن يخطأ صاحب السنة فنبقي مكانته ونرد على خطأه كما ردت أمنا عائشة على ابن عمر فقالت يرحم الله اباعبدالرحمن فدعت له وكنته حفاظا على مكانته ثم ردت بماعرفت من السنة
ثالثا : أن يعلم أن التحذير انما هو لضرورة ازالة تلبيس المبتدع وتضليله فيقتصر على خطأه ولايتجاوز إلى أمر آخر ليس من اختيار كسخرية بكبر بطن أو هيئة ونحو ذلك كما ذكره المزي
رابعا : أن تكون النية بقصد النصيحة لاالتشفي والعلو في الأرض ومجرد الفضيحة والله يعلم خائنة الأعين وماتخفي الصدور 0