عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 23-03-2011, 02:32PM
أم سالم أم سالم غير متواجد حالياً
مفرغة صوتيات - وفقها الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
الدولة: إن طال بي الزمان , فالأمل في جنة الرحمن
المشاركات: 123
افتراضي

وهذه فائدة أخرى نقلتها عن موضوع الأخت أم أفنان السلفية - جزاها الله خيرًا .

مقطع من مادة للشيخ سليمان الرحيلي جزاه الله خيرا في نفس السياق
[هنا]


--------------------------
التفريــــــغ

[.الجزء الأول من المقطع الصوتي.]

قال ((اعلم رحمك الله)) .
أنظر إلى هذه الجملة ، وانظر إلى وقعها في القلب ، ((إعلم رحمك الله )) ، دعاءٌ للقارئ والسّامع بالرحمة ، وهذا الدعاء يا إخوة كما يقول العلماء يخاطب القلوب ، وله أثرٌ عجيبٌ في القلوب ، وهذا الدعاء مشعرٌ بالشفقة والرحمة ، إعلم أيها المؤمن وأنا أكتب إليك أنّي أكتب هذا الكتاب رحمة بك ، وشفقةً عليك ، فلا يُشعر بالتعالي ولا يُشعر بالتعاظم وإنّما يُشعر بالرحمة والإحسان ، وهذا له أثرٌ عظيمٌ في القلوب ، وهذا الأسلوب أسلوبٌ عظيم ينبغي أن يتنبّه له طلّاب العلم ، وهو أنّ الدعية ينبغي أن يختار في أسلوبه ما يخاطب القلوب ويكسر الحاجز يبينه وبين النّاس ، فيقدّم العبارات اللطيفة الدّالة على الرحمة ، هذا الأسلوب ينبغي أن يستعمله الدّاعي في الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر ، وهذا من أساليب الأنبياء عليهم السلام .
وسنتكلّم عن هذا الأسلوب يوم غدٍ إن شاء الله عزّ وجلّ .


[.الجزء الثّاني من المقطع الصوتي.]

قد وقفنا عند قول الشيخ رحمه الله عزّ وجلّ ((إعلم رحمك الله )) ، وقلنا إنّ قول الشيخ - رحمه الله عزّ وجلّ- ((رحمك الله )) خطابٌ مناسبٌ للمقام وهو يخاطب القلوب ويؤثّر فيها ، وهذا هو المنهج الذي ينبغي أن يتّبعَه الدّاعي إلى الله سبحانه وتعالى ، فإنّ الداعيَ إلى الله سبحانه وتعالى قصده أن يوصل الحقّ إلى الخلق ، فيتّخذ من الأساليب ما يحقق ذلك بشرط أن يكون مشروعًا ، فيختار من الأساليب المشروعة ما يناسب المقام والمقال ، والدّاعية إلى الله سبحانه وتعالى إنّما يدعو الخلق رحمةً بهم ونُصحًا لهم، ولذا فإنّ من المناسب أن يُبيّن لهم ذلك ، وهذا هو منهج أهل العلم ، وقد أخذه العلماء من منهج الأنبياء عليهم السلام .
قال تعالى عن نوحٍ عليه السلام (( لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ )) [سورة الأعراف الآية 59].
(( إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ )) ، فبيّن عليه السلام لقومه أنّ دعوتهم إنّما هي لخوفه عليهم من عذاب يوم القيامة ، وبدأ بقوله (( يا قومي )) ، فخاطبهم بهذا الخطاب الذي يدلّ على أنّه منهم ، وهذا قريبٌ إلى القلوب ، وقال هودٌ عليه السلام (( أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ )) [سورة الأعراف الآية 68]؛ فأنا عندما أبلّغكم إنّما أنا ناصح ، وأنا ناصحٌ أمين .
والآيات في هذا كثيرةٌ جدًّا ، والأحاديث عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في هذا الباب كثيرةٌ جدًّا ، ولا شكّ أنّ مخاطبة المدعو بما يُثير عاطفته بالأساليب الشرعيّة والعبارات الشرعيّة أقرب إلى الإستجابة ، وأبعد عن النفرة ، ولذلك بدأ إمامنا - رحمه الله عزّ وجلّ - كلامه بقوله (( اعلم رحمك الله )) ، فما معنى قولنا رحمك الله ؟
معنى رحمك الله أي أفاض عليكَ من رحمته ، والدعاء بالرحمة للحي يقول العلماء إمّا أن يُفرد وإمّا ان يُقرن بالمغفرة ، إمّا أن يُقال "رحمك الله " وإمّا أن يُقال "رحمك الله وغفر لك".
فإن أُفرد فله معنى ، وإن قُرن بالمغفرة فله معنىً آخر ، فإن أُفرد وقيل "رحمك الله" فمعناه الإستغفار ، أي غفر الله لك ذنوبك . هذا إذا أُفرد.
أمّا إذا قُرن فقيل "غفر الله لك ورحمك" ، فمعنى هذا غفر الله لك ما مضى من الذنوب ، وعصمك وحفظك فيما يأتي من أيّامك . فالمغفرة "غفر الله لك" أي غفر الله لك ما مضى من الذنوب وسترها ، و "رحمك" أي حفظك فيما يأتي من أيامك .



التعديل الأخير تم بواسطة أم سالم ; 23-03-2011 الساعة 02:35PM
رد مع اقتباس