عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 24-04-2011, 01:46AM
أبو عبد الله بشار أبو عبد الله بشار غير متواجد حالياً
مشرف - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
الدولة: السعودية
المشاركات: 557
افتراضي

وسؤال آخر عن المقارنة بين القومية والإسلام فأجاب الشيخ بن باز رحمه الله :

السؤال :
ما رأي فضيلتكم في الاتجاه الذي يبدو واضحا في هذه الأيام للمقارنة بين القومية والإسلام, والذي يظهر في بعض الجرائد والمجلات بالمملكة؟

الجواب :
أن يقال: إن من أعظم الظلم وأسفه السفه, أن يقارن بين الإسلام وبين القومية العربية , وهل للقومية المجردة من الإسلام من المزايا ما تستحق به أن تجعل في صف الإسلام, وأن يقارن بينها وبينه؟ لا شك أن هذا من أعظم الهضم للإسلام والتنكر لمبادئه وتعاليمه الرشيدة, وكيف يليق في عقل عاقل أن يقارن بين قومية لو كان أبو جهل , وعتبة بن ربيعة , وشيبة بن ربيعة وأضرابهم من أعداء الإسلام أحياء لكانوا هم صناديدها وأعظم دعاتها, وبين دين كريم صالح لكل زمان ومكان, دعاته وأنصاره هم: محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق , وعمر ابن الخطاب , وعثمان بن عفان , وعلي بن أبي طالب , وغيرهم من الصحابة صناديد الإسلام وحماته الأبطال, ومن سلك سبيلهم من الأخيار؟ لا يستسيغ المقارنة بين قومية هذا شأنها, وهؤلاء رجالها وبين دين هذا شأنه وهؤلاء أنصاره ودعاته, إلا مصاب في عقله, أو مقلد أعمى, أو عدو لدود للإسلام ومن جاء به. وما مثل هؤلاء في هذه المقارنة إلا مثل من قارن بين البعر والدر, أو بين الرسل والشياطين, ومن تأمل هذا المقام من ذوي البصائر, وسبر الحقائق والنتائج, ظهر له أن المقارنة بين القومية والإسلام, أخطر على الإسلام من المقارنة بين ما ذكر آنفا. ثم كيف تصح المقارنة بين قومية غاية من مات عليها النار, وبين دين غاية من مات عليه الفوز بجوار الرب الكريم, في دار الكرامة والمقام الأمين؟
اللهم اهدنا وقومنا سواء السبيل, إنك على كل شيء قدير.

انتهى كلامه رحمه الله وجعل منزلته في علّيين آمين
والله أعلم وصلّى الله وسلّم على نبيّنا محمّد
رد مع اقتباس