عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 23-02-2010, 09:05AM
ماهر بن ظافر القحطاني ماهر بن ظافر القحطاني غير متواجد حالياً
المشرف العام - حفظه الله -
 
تاريخ التسجيل: Sep 2003
الدولة: جدة - حي المشرفة
المشاركات: 5,146
إرسال رسالة عبر مراسل ICQ إلى ماهر بن ظافر القحطاني إرسال رسالة عبر مراسل AIM إلى ماهر بن ظافر القحطاني إرسال رسالة عبر مراسل Yahoo إلى ماهر بن ظافر القحطاني
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين أما بعد
فمن تأمل حديث ان الله جميل يحب الجمال وتفقه فيه على وجه صحيح ليعلم أن الجمال الذي يحبه الله في العبد
هو الجمال الاختياري الكسبي الذي يظهر فيه للعبد كسب وأثر وفعل وهو التجمل بلبس الثياب والتعال الأنيقة وإن لم تكن
فاخرة غالية الثمن فيكون المعنى في قوله صلى الله عليه وسلم
إن الله جميل يحب الجمال أي التجمل باللباس والنعال الحسن الأنيق الجميل من غير سرف ولاتشبه ولاكشف عورة ولاشهرة
ولايمكن حمل الحديث على جمال الصورة الخلقية لأن ذلك لاكسب للعبد فيه ومحبة الله للعبد تتبع عمله بسنة نبيه ومجاهدة نفسه في الاخلاص في ذلك
ولذلك فقد خرج مسلم في صحيحه عن أبي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ
فنظر الله وكرامته لعبده ومحبته اياه يكون بما هو معتبر عنده سبحانه وهو العمل لاالصورة والمال
وسياق الحديث الذي ذكر فيه حب الله للجمال يدل عليه فروى مسلم في صحيحه وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ قَالَ رَجُلٌ إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً قَالَ إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ

فإنه بعد أن ذكر له الرجل يحب أن يكون ثوبه حسن ونعله حسن وهل يدخل ذلك في الكبر فبين أنه يدخل في مايحب الله لأن للعبد أثر وكسب فيه
ولذلك فليس للعبد الوسيم الجميل نصيب برفعة الدرجات في الجنة لجماله الذي ليس هو من كسبه بل لعمله واخلاصه
وجهاده وصدقته كما قال تعالى ونودوا أن تلكم الجنة التي أو رثتموها بما كنتم تعملون
ولم يقل بما كنتم توصوفون من الجمال والأعمال بل أفرد الأعمال فقط
وإنما تؤجر المرأة الجميلة والشاب الوسيم على جهاده لما لترك ما يحرم تعطيه من التجاوب مع تزيين من يتعرض لهما للوقاع المحرم بالرغم أنه يتعرض لذلك أكثر من غيره
قال تعالى والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا
فالله لم يجعل يوسف عليه السلام من المحسنين لكونه أوتي نصف الجمال بل لأعماله الجليلة العظيمة من الدعوة للتوحيد والصبر على الفواحش مع قوة الداعي اليها ورغبة النساء فيه فعليه السلام
رد مع اقتباس