عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 14-09-2010, 06:05PM
أبو عبد الله بشار أبو عبد الله بشار غير متواجد حالياً
مشرف - وفقه الله -
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
الدولة: السعودية
المشاركات: 557
افتراضي

قال ابن القيم رحمه الله تعالى في جلاء الأفهام في الصلاة على سيد الأنام :

في فضائل عائشة رضي الله عنها ومن خصائصها أن الله سبحانه
برأها مما رماها به أهـل الإفك ، وأنزل الله في عذرها وبراءتها وحياً يُـتـلى
في محاريب المسلمين وصلواتهم إلى يوم القيامة ، وشهد لها بأنها من الطيبات ،
ووعدها المغفرة والرزق الكريم ،
وأخبر سبحانه أن ما قيل فيها شراً ، لا عائباً لها ، ولا خافضاً من شأنها ،
بل رفعها الله بذلك ، وأعلى قدرها وأعظم شأنها ،
وصار لها ذكراً بالطيب والبراءة ، بين أهل الأرض والسماء ،
فيالها من منقبة ما أجلّها.
وتأمل هذا التشريف والإكرام
الناشئ عن فرط تواضعها واستصغارها لنفسها حيث قالت :
ولشأني في نفسي أحقر من أن يتكلم الله فيّ بوحي يُتلى ،
ولكن كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم رؤيـا يبرئني الله بها .
فهذه صدِّيقة الأمة وأمُّ المؤمنين وحِبُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وهي تعلم أنها بريئة مظلومة ، وأن قاذفيها ظالمون لها ، مفترون عليها ،
قد بلغ أذاهم إلى أبويها وإلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهذا كان احتقارها لنفسها وتصغيرها لشأنها ،
فما ظنك بمن صام يوم أو يومين ،
أو شهراً أو شهرين ، وقام ليلة أو ليليتين
،فظهر عليه شيء من الأحوال ،
ولاحظوا بعين استحقاق الكرامات والمكاشفات
والمخاطبات والمنازلات وإجابة الدعوات ، وأنهم ممن يُتَبرك بلقائهم ،
ويُـغتـنم صالح دعائهم ، وأنهم يجب على الناس احترامهم ،
وتعظيمهم ، وتعزيرهم ، وتوقيرهم ، فيُتَمَسح بأثوابهم ، ويُـقَبّل ثرى أعتابهم
وأنهم بالمكانة التي يُنتقـم لهم لأجلها ممن تَنَقَّصَهم في الحال ،
وأن يُـؤخذ ممن أساء الأدب عليهم من غير إمهال ،
وأن إساءة الأدب عليهم ذنب لا يكفّره شيء إلا رضاهم.
ولو كان هذا من وراء كفاية لهان ، ولكن من وراء تخلف ،
وهذه الحماقات والرعونات نتائج الجهل الصميم والعقل غير المستقيم.
فإن ذلك إنما يصدر من جاهل معجب بنفسه ، غافل عن جرمه وذنوبه
مغتـر بإمهال الله تعالى له عن أخذه بما هـو فيه من الكِبَر
والإزراء على من لعله عند الله عز وجل خير منه .
نسأل الله العافية في الدنيـا والآخرة ، وينبغي للعبد أن يستعيذ بالله
أن يكون عند نفسه عظيماًوهـو عند الله حقير.
__________________
قال حامل لـواء الجرح والتعديل حفظه الله :
والإجمال والإطلاق: هو سلاح أهل الأهواء ومنهجهم.
والبيان والتفصيل والتصريح:هو سبيل أهل السنة والحق

التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الله بشار ; 15-09-2010 الساعة 01:01AM
رد مع اقتباس
[ أبو عبد الله بشار ] إنَّ عُضْواً يشْكُرُكَ : [ جَزَاك اللهُ خَيْرًا عَلَى هَذِهِ الُمشَارَكَةِ الُممَيَّزَة ].