عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-05-2009, 08:09PM
أم سلمة
عضو غير مشارك
 
المشاركات: n/a
المجالس الأخوية في تقييد الفوائد والدرر العلمية من تفسير كلام رب البرية :: متجدد ::

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِـــيمِ
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

المَجَالِسُ الأَخَويَّةُ فِي تَقْيِيِدِ الْفَوائِدِ وَالدُّرَرِ الْعِلْمِيَّةِ مِنْ تَفْسِيِرِ كَلَاَمِ رَبِّ الْبَرِيَّةِ


الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا، قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا، مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا، وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا، وَالصَّلاةُ والسَّلامُ عَلَىَ مَنْ نَزَلَ إِلَيْهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ بِكَلاَمِ رَبِّ الْعَالَمِينَ مُحَمَّدٍ خَاتَم الأَنبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وِمَنْ تَبِعَه بِإحسانٍ إلى يَومِ الدِّينِ، أَمَّا بَعدُ ...
"فَإنَ المجالسَ عَلَى أنـواعٍ:
مجـالسُ هــدى ومجـالسُ هــوى،
مجـالسُ خيـرٍ ومجـالسُ شـرٍ،
مجـالسُ عِلمٍ ومجـالسُ لهوٍ،
مجـالسُ شهواتٍ وشبهاتٍ ومجـالسُ آيــاتٍ وأحـاديثٍ،
مجـالسُ دنيـا ومجـالسُ آخـرةٍ،
مجـالس يقـوم أصحابُهَا كأنَّما تفرقـوا مِن جيف ومجـالس هي رياض من رياض الجنة.

ولا شك أنَّ خير المجالس هي مجـالس العِلم حيث سماها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم رياضَ الجنة فَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
(إِذَا مَرَرْتُمْ بِرِيَاضِ الْجَنَّةِ فَارْتَعُوا) قَالُوا: وَمَا رِيَاضُ الْجَنَّةِ؟
قَالَ: (حِلَقُ الذِّكْرِ).
[سنن الترمذي: 5/532، رقم الحديث (3510) حسنه الألباني]"[1]


"وإن أشرف العلوم على الإطلاق وأولاها بالتفضيل على الاستحقاق وأرفعها قدرًا بالاتفاق هو: علم التفسير لكلام القوي القدير إذا كان على الوجه المعتبر في الورود، والصدر غير مشوب بشيء من التفسير بالرأي الذي هو من أعظم الخطر، وهذه الأشرفية لهذا العلم غنية عن البرهان قريبة إلى الأفهام والأذهان يعرفها من يعرف الفرق بين كلام الخلق والحق، ويدري بها من يميز بين كلام البشر وكلام خالق القوى والقدر فمن فهم هذا استغنى عن التطويل ومن لم يفهمه فليس بمتأهل للتحصيل، ولما كان هذا العلم بهذه المنزلة الشامخة الأركان العالية البنيان المرتفعة المكان"[2] فقد اقترحت عليَّ أختنا وحبيبتنا الناصحة الفاضلة أم ياسر آل شاوي الجزائرية ـ جزاها الله تعالى عني خير الجزاء ـ تدارس تفسير كلام ربنا ـ عَزَّ في علاه وعَظُمَ في عالي سماه ـ فكانت هذه المجالس الأخوية التي مَنَّ الله تعالى بها عَليَّنا بفضله وتوفيقه فله الحمد في الأولى والآخـرة، تدارسنا فيها معًا إلى سورة الأعلى ثم توقفنا لأمر قدره الله تعالى، ثم اكملت بعدها القراءة والتقييد سائرة على نفس الطريقة التي ابتدأت بها مع أختنا الحبيبة ووفقًا لما نصحتني به عند بداية المدارسة، سائلة الله تعالى في كل حين أن يوفقنا ويقدر لنا العودة للمدارسة معًا.

الهدف من هذه المدارسة؟!
كان الهدف من هذه المدارسة "تدبر كلام الله سبحانه وتعالى الذي فيه الهدى والنور، والعصمة والنجاة والسعادة في الدارين، وفيه قيام الدين والدنيا، فإن الله سبحانه إنما أنزل القرآن للتدبر والتفكر في معانيه لا لمجرد التلاوة بدون تدبر قال تعالى: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ) [ص: 29] فإن تدبر كلام الله تعالى وفهم معانيه هو الثمرة من تلاوته".
قال الإمام القرطبي رحمه الله تعالى ناصحًا حامل القرآن: (ينبغي له أن يتعلم أحكام القرآن فيفهم عن الله مراده وما فرض عليه فينتفع بما يقرأ ويعمل بما يتلو فما أقبح بحامل القرآن أن يتلو فرائضه وأحكامه عن ظهر قلب وهو لا يفهم معنى ما يتلوه فكيف يعمل بما لا يفهم معناه وما أقبح به أن يسأل عن فقه ما يتلوه ولا يدريه فما مثل من هذه حالته إلا كمثل الحمار يحمل أسفارا)[3].
ومَنْ جَرَّب قراءة القرآن بتدبر عَلِمَ صدق مقولة شيخ الإسلام الثاني ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى حيث قال: (فلو عَلِمَ الناسُ ما في قراءة القرآن بالتدبر، لاشتغلوا بها عن كل ما سواها)[4].

لماذا تفسير الشيخ الفقيه العلَّامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى؟
كان الاقتراح البدء في المرحلة الأولى بتفسير الشيخ الفقيه العلَّامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى لجزء عَمَّ، وتم اختيار تفسير الشيخ رحمه الله تعالى نظرًا لميزات تميز بها تفسيره من: وضوح العبارة، ودقة المعنى، وتفسير القرآن بالقرآن، والبعد عن التكلف، إضافـة إلى الوعـظ بالقـرآن الكريم، وكفى بـه موعظـة؛ فجمع رحمه الله تعالى في هذا التفسير بين بيان المعنى والوعـظ بكتاب الله تعالى.

ما سبب اختيار جزء عَمَّ؟!!
أمَّا سبب اختيار هذا الجزء ـ أي جزء عَمَّ ـ كمرحلة أولى فالسبب كما ذكره الشيخ العثيمين حيث قال رحمه الله تعالى: (اخترنا هذا الجزء؛ لأنه يُقرأ كثيرًا في الصلوات، فيحسن أن يعرف معاني هذا الجزء).

كيف كانت خطـة المدارسـة؟
كانت خطة المدارسة بيننا هي كالتالي: قراءة الشرح كاملًا لكل سورة ثم تحديد الفوائد، فعنونتها وتدوينها كاملة في كراس خاص، وفي نهاية كل سورة نقوم بعمل فهرسة لهذه الفوائد، وهكذا عند الانتهاء من الكتاب يتحصل لنا فهرسة موضوعية يسيرة للكتاب كله بإذن الله تعالى.

وفي هذه المشاركة سأضع أسبوعيًا إن شاء الله تعالى فوائد مختارة لكل سورة من الفوائد التي تم تقييدها وليست كلها، مع دعوة للأخوات خاصة ولغيرهن عامة للاستفادة من هذه الفوائد القيَّمة وذلك يتطلب أولًا استحضار النية فإن وجدت فتنقيتها من الشوائب التي قد تتخللها لتكون خالصة لله وحده سبحانه وتعالى، وثانيًا حاولي أختي أن تنقلي هذه الفوائد إلى عائلتك كبيرهم وصغيرهم واحسني اختيار الوقت المناسب لذلك، وبعد حين ستجدي تشوق وتلهف منهم للمزيد، وبذلك سنساهم برفع الجهل عن أنفسنا وأهلنا في فهم كلام ربنا والله تعالى أعلى وأعلم.
وجزى اللهُ خيرًا مَن كانت ناصحة لي في البدء بهذه القراءة والتقييد،
واسأله سبحانه وتعالى أن ينفعنا بما علمنا ويوفقنا لطاعته ويرزقنا حسن الخاتمة والمآل.

أختكم في الله أم سلمة


ـــــــــــــــــــ
[1] من سلسلة (مجالس العلم) الشريط الصوتي رقم (1) للشيخ محمد بن رمزان الهاجري جزاه الله خيرا.
[2] فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير: للعلَّامة محمد بن علي الشوكاني، 1/17 نقلًا عن النسخة الألكترونية للكتاب.
[3] الجامع لأحكام القرآن والمبين لما تضمن من السُّنَّة وأحكام الفرقان: للعلَّامة الإمام أبي عبدالله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فَرْح القرطبي، 1/53 نقلًا عن النسخة الألكترونية للكتاب.
[4] مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة: لشيخ الإسلام الثاني ابن قيم الجوزية أبي عبدالله محمد بن أبي بكر أيوب الزرعي 1/187 نقلًا عن النسخة الألكترونية للكتاب.

التعديل الأخير تم بواسطة أم ياسر آل شاوي الجزائرية ; 18-05-2009 الساعة 12:49PM
رد مع اقتباس