عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 10-05-2012, 02:58AM
أم سمية أم سمية غير متواجد حالياً
مفرغة صوتيات - وفقها الله -
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: المملكة المغربية حرسها الله
المشاركات: 156
افتراضي التتمة

في عمره مرة على الفور.
الشرح: ويدل على أنه في عمره مرة الحديث الذي خرجه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أنه قال: خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " إن الله كتب عليكم الحج فحجوا " فقالوا: يا رسول الله، أفي كل عام؟ قال الراوي فسكت النبي صلى الله عليه وسلم حتى قالها ثلاثا، فقال له: " لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم، ذروني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة اختلافهم وسؤالهم أنبياءهم، فما أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم وما نهيتكم عن نهي فاجتنبوه " فهذا يدل على أن الحج فرض مرة واحدة في العمر وكذلك ما رواه أبو داود في سننه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " الحج مرة فما زاد فهو تطوع " وكذلك العمرة مرة فما زاد فهو تطوع وهذا يدل على أن ما ذهب إليه الجمهور ومنهم حبر الأمة عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنه أنه يجب على كل من دخل مكة إحرام هذا قول ابن عباس وهو في الحقيقة قوي ولذلك ابن القيم في زاد المعاد أعرض عن ذكر صارف له لأنه لم يجد مخالفا لابن عباس فلذلك ذكر القول وذكر قول الجمهور أنه لا يجوز دخول مكة إلا بإحرام ثم أعرض عن الرد عليه؛ فلا بد لمن أراد أن يدخل مكة لزيارة أو لشيء أن يحرم بالعمرة على قول ابن عباس رضي الله تعالى عنه لكن بعضهم قال: هذا الوجوب فيه نظر لأن النبي قال: " الحج مرة فما زاد فهو تطوع " فعلى ذلك أنه لا يحرم وجوبا إلا مرة وبعد ذلك لا يجب عليه الإحرام.
ما دليل وجوب الحج بالمال على العاجز بالبدن؟ يعني رجل عاجز ببدن لكن عنده مال ما الدليل على أنه يلزمه أن ينيب ابنه يعطيه مالا ليحج ويشترط في هذا المُنيب أن يكون ممن لا يقدر على الثبوت على الراحلة ومريض مرضا لا يُرجى بُرؤه أو شيخ كبير لا يقدر الركوب على الدابة فحينئذ يُنيب، ما الدليل على وجوب الإنابة فهو غير قادر ببدنه لكن مستطيع بماله فيجب أن يُنيب إنسانا ليحج عنه والأفضل أن يكون ابنه؟
المجيب: حديث الخثعمية.
الشيخ حفظه الله: لكن ما هو وجه الدلالة في الحديث؟
المجيب: قول النبي لها: " حجي عنه ".
الشيخ حفظه الله: ليس هذا وجه الدلالة، لأنه للمعترض أن يقول لك قوله لها: " حجي عنه " في مقابل جواب عن سؤال مثل ابنك الصغير إذا قال لك: ‘‘ يا أبي أريد أن أخرج الآن لأشتري حلوى ’’ فقلت له: ‘‘ أخرجْ ’’ فهل هذا يدل على الوجوب؟ لا يدل لأنه جواب عن سؤال فلا يدل في علم أصول الفقه على الوجوب، وإنما هناك شاهد من حديث الخثعمية هذا يدل على وجوب الحج للمستطيع بالمال أن يُنيب عنه يعني بالإنابة أين موضع الشاهد؟ أنا أتلوا على مسامعك الحديث: روى البخاري في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنه أن امرأة من خثعم قالت: يا رسول الله، إن أبي أدركته فريضة الحج على عباده شيخا كبيرا لا يستطيع الركوب على الدابة أفأحج عنه؟ فقال: " حجي عنه " أين الشاهد الذي يدل على وجوب الإنابة؟
المجيب: " حجي عنه ".
الشيخ حفظه الله: قلنا هذا جواب عن سؤال لا يدل عليه.
المجيب: أدركته فريضة الحج.
الشيخ حفظه الله: فتح الله عليك، لما قالت الخثعمية: إن أبي أدركته فريضة الحج؛ أقرَّها النبي أنه لازم عليه فريضة الحج مع كونه شيخا كبيرا عاجزا فأقرها على أن الفريضة أدركته وأنها واجبة عليه ولكن هنا بماله فأقر الحج عنه بالمال فهذا الإقرار يدل على أن العاجز ببدنه القادر بماله يجب أن ينيب من يحج عنه وهما على قسمين:
القسم الأول: مريض مرضا لا يرجى برؤه لا يستطيع معه الثبوت على الراحلة، فإذا ركب في الطائرة يصيبه غثيان شديد ومشقة وإغماء وكذلك في السيارة؛ في الأول كان مطلقا بمعنى أنه الدابة تحتاج إلى تمكن بمجرد ما يركب على الدابة من ضعفه يسقط، فهذا لا يجب عليه الحج، قالوا الآن لا يسقط لأنه إذا ركب في الطائرة وربط الحزام فإنه يتمكن من الركوب فلا يجري عليه الحكم الذي جرى على غيره في أيام الرسول صلى الله عليه وسلم لما كان لا يستطيع الركوب على الدابة الذي يسقط منها؛ فأجيب أنه وإن كان ذلك كذلك لكن هناك حالة يُعذر بها وهي أن البعض إذا ركب في الطائرة أو السيارة على الكرسي يصيبه إغماء وإعياء وغثيان فهذا من هذه المشقة الشديدة لا يجب معها الحج بالبدن إذا كان لا يرجى برؤه وهو على هذه الحال ينيب عنه وجوبا إذا كان قادرا بماله. وقد ذكرنا الدليل على وجوبه في العمر مرة ثم قال:
على الفور.
فهذا أصح القولين أنه يجب الحج على الفور وقد أجبنا في بداية الدرس على من قال أن الحج على التراخي ليس على الفور وذكرنا الرد على ما استدلوا به عليه من أدلة فدل على أن الحج على الفور حديث ابن عباس الذي خرجه أحمد في مسنده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " تعجلوا الحج فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له " تعجلوا الحج فهذا يدل على أن الحج على الفور ويا حسرتاه على قوم سمعت أنهم في مكة عشرين سنة أو ثلاثين سنة لا يحجون بيت الله وهم قريبون من المشاعر أي قسوة قلب هذه؟!! المشاعر قريبة منهم وهم يبيعون ويشترون ويغفلون وعن حج بيت ربهم معرضون ولا حول ولا قوة إلا بالله.
رد مع اقتباس