عيد الفطر يوم أوثلاثة أيام والأضحى يوم أوأربعة أيام
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد
روى الدارمي في مسنده قال أَخْبَرَنَا يَعْلَى حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ شَقِيقٍ قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا لَبِسَتْكُمْ فِتْنَةٌ يَهْرَمُ فِيهَا الْكَبِيرُ وَيَرْبُو فِيهَا الصَّغِيرُ وَيَتَّخِذُهَا النَّاسُ سُنَّةً فَإِذَا غُيِّرَتْ قَالُوا غُيِّرَتْ السُّنَّةُ قَالُوا وَمَتَى ذَلِكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ إِذَا كَثُرَتْ قُرَّاؤُكُمْ وَقَلَّتْ فُقَهَاؤُكُمْ وَكَثُرَتْ أُمَرَاؤُكُمْ وَقَلَّتْ أُمَنَاؤُكُمْ وَالْتُمِسَتْ الدُّنْيَا بِعَمَلِ الْآخِرَةِ
وقد ظهرت بدع وانتشرت بين أهل الإسلام وهي فتنة والبدع إذا ظهرت كانت فتنة تصد عن الحق لانتشارها بين الناس فيظن من لاعلم له أن انتشارها دليل على أن لها أصل وأنها من الدين إذ لولم تكن كذلك لما انتشرت بين المسلمين وهذا ليس بلازم فليس هناك دليل من الكتاب أو السنة أو إجماع سلف الأمة على أن مجرد انتشار الأمر من الدين أن له أصل عن السلف المتقدمين وعلى رأسهم الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين والعشرة الذين هم بالجنة مبشرين وأهل الفتوى والعلم والزهد من أصحاب النبي الأمين أو التابعين
فمن تلك الفتن والبدع ماشاع بين كثير من العوام أن عيد الفطر ثلاثة أيام وإنما هو يوم واحد ينتهي بغروب شمس ذلك اليوم الأول من شول وعليه تنتهي رخص العيد كإظهار الضرب بالدف للجواري المقترن بالإنشاد المباح والذي ليس فيه تطريب الفساق والماجنين أو التشبه بالصوفية المبتدعة الضالين
وإظهار اللهو واللعب
ويدل على أنه يوم واحد مارواه أبوداود في سننه حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَعِيلَ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا فَقَالَ مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ قَالُوا كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا يَوْمَ الْأَضْحَى وَيَوْمَ الْفِطْرِ
فقال بيوم الفطركما في رواية ولم يقل أيام الفطر فدل على أنه يوم واحد وذلك إجماع لامرية فيه
وأما الأضحى فيوم النحر ثم ثلاثة أيام التشريق بعده والذي يحرم فيها الصوم ويدل على ذلك وأنه يقتصر عليها في إظهار الضرب بالدف والنشيد للجواري مارواه البخاري عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دَخَلَ عَلَيْهَا وَعِنْدَهَا جَارِيَتَانِ فِي أَيَّامِ مِنَى تُدَفِّفَانِ وَتَضْرِبَانِ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَغَشٍّ بِثَوْبِهِ فَانْتَهَرَهُمَا أَبُو بَكْرٍ فَكَشَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ وَجْهِهِ فَقَالَ دَعْهُمَا يَا أَبَا بَكْرٍ فَإِنَّهَا أَيَّامُ عِيدٍ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ أَيَّامُ مِنًى وَقَالَتْ عَائِشَةُ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتُرُنِي وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى الْحَبَشَةِ وَهُمْ يَلْعَبُونَ فِي الْمَسْجِدِ فَزَجَرَهُمْ عُمَرُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعْهُمْ أَمْنًا بَنِي أَرْفِدَةَ يَعْنِي مِنْ الْأَمْنِ
ومما يدل على أن انتشار الأمر بين الكثرة ليس بحجة قول الله تعالى إن تطع أكثر من في الأرض يضلوك000الآية
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني المشرف العام على مجلة معرفة السنن و الآثار maher.alqahtany@gmail.com
|