اجتهاد ولي الأمر في التنظيم الأمني للهيئات بين تهوك المرجفين ونصح العقلاء العالمين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة و الصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أما بعد
فقد خرج الترمذي في جامعه عن نبينا صلى الله عليه وسلم أنه قال "
لا يشكر الله من لا يشكر الناس "
فشكر الناس على المعروف عبادة يتحقق منها شكر الله و لا يكون الشكر تملقا فيرد بل تعبدا و دينا مبني على علم بالسنة و ما كان عليه سلف الأمة وعلم بعمل المشكور و استحقاقه لذلك وحسن الظن به
فنشكر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان رفع الله قدره وحفظه من كيد الكائدين و تهوك المرجفين و نائبيه صاحب السمو الملكي محمد بن نايف ولي العهد والنائب الثاني وزير الدفاع محمد بن سلمان على ما أنعم الله به على أيديهم من سياسة حكيمة وتوجيهات رشيدة قويمة في الخارج والداخل
ففن المٌلك وسياسة الشعوب و إجتماع كلمتهم و فعل كل ما مؤداه غلق كل باب لطمع عدوهم مرتقي صعب لا يقدر عليه إلا أفذاذ الرجال وحكماءهم ومن جمع بين الحزم و الحلم و بعد النظر و قوة الكلمة و نفاذ الرأي فكذلك هم حكام بلاد التوحيد المملكة العربية السعودية أدام الله عزها
هم أنصار رايته و حاملوا تكاليف أعباءه صيانة لحملته والقائمين بحقوقه فكم أنجى الله سبحانه على يد ملكنا الحكيم و نائبيه بلادنا من فتنة.
ففي الخارج و بلاد الجوار شعروا بتقدم خبيث خفي و عدو لدود ماكر خصم يريد أن يلغ بتراب بلاد التوحيد و تحدى على بلوغ باب الكعبة فأرسل سلمان عاصفة الحزم صقور العز والتوحيد و الأمن المكين من طيارين وجند قوي أمين فتك بفتنتهم في مهدها و لم يضروا بها الإ أنفسهم الحوثة أسافلة الورى و أنجاس الرفض و قهر الرجال استضعافا وسلبا فشرد بهم من وراءهم
ثم من حكمته الفطنة اللبيبة لم يستجيب لشعلات الفتن و الإلزام بتأديب الشمال و هي تعج بالفتن ومختلف الخصوم الإ بتحالف حكيم قوي مكين رعد الشمال أرعب العالم الغربي والشرقي والمجوس القذر الكفري و فجأهم بخلاف تصورهم ليذبح الطيش والتهور بسكين الحكمة والحنكة فوقفوا صامتين منذهلين فتأدب الشمال و الجنوب و أسكت الشرق بدرع الجزيرة في البحرين وعزز قوى ثمرة التواد وحصن الألفة بمصر فسَد الثغرات أمام عسكر الطامعين بقوة وحزم فبقوا حائرين
و بقي الداخل فحثهم على التآلف بالسياسة الشرعية و بحكمة لا يطمع بعدها عدو بإتخاذ مطية الظلم والاختلاف ذريعة للتدخل بسياستنا فتآلف الناس على إثر ذلكم الحكم الحكيم ذو العدل و الحلم الرءوف الرحيم مع حزم مكين و قوة و فهم مستقيم فأصلح الله به الخلل المانع من ترابطهم وتوادهم ليكونوا يدآ واحدة لصد عدوهم فنظم وضبط آداب القبض على المخالف للشريعة في مراكز الهيئات عندما رأى تجاوزات قد تحتدم فتنقلب خلافات تعود بالفشل والضعف على بلاد التوحيد فتستحل بيضته فنقل ضبط المجرم سواء كانت جريمته أخلاقية كفاحشة وسمر ماجن وشرب خمر ومصانعه وتعارف مشبوه وغزل إنما هو مراودة على الزنا مسموم إلى قوة تهاب ذات وجاهة فلا كلام معها و لا منع وهات وهي الشرطة
و إستعفى الهيئات من ذلك و إجتهد حفظه الله بما يراه خير وتنظيم محكم منظم
لا لتهوين إنكار المنكر بل لتعزيز هيبته وتقوية مكانته وسد أفواه المغرضين المشعبين من المتسلقين لأغراضهم الدنيئه بالصيد في الماء العكر فصار صاحب الهيئة أمين على الخبر يبلغ بأسرع إمكانيات
وصاحب الشرطة أمين في القبض و تصديق خبر الصالحين الثقات الأمينين والقيام بمهمة القبض فهم في قلوب الناس منذ التاريخ القديم أهيب وعندهم السجون بأمر و نيابة عن ولي أمرنا وعندهم تنفيذ العقوبات كالرجم والجلد و الإيقاف بحزم لا تضاهييه قوة دونها فما أخوف أهل الإجرام الأخلاقي و المالي و الديني منهم.
و مع ذلك الرشاد ضلت ألسنة المُرجفين و من يسمعهم في محاولة لتلويث قلوب الصادقين لزراعة الكراهية و العداوة من أبناء البلاد لحكامهم الفضلاء العقلاء الناصحين بإعلان الإنكار و التدخل في شؤون الحاكم الحازم و نائبيه وهو أمر لا يجوز بإجماع المسلمين
فلو كان إنكارهم صوابا لما جاز لحديث ابن أبي عاصم في كتاب السنة "
من كان له نصيحة عن ذي سلطان فلا يبده علانية وليأخذ بيده وليخلو به فان قبل و الإ فقد أدى الذي عليه"
و في صحيح البخاري عن ابن عباس مرفوعا "
من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر فان من خرج على الجماعة قيد شبر مات ميتة جاهلية "
فكيف و الأمر تنظيمي اجتهادي لضبط لوائح القبض عندما حصل شيء من التعجل من البعض وتكرر و لم يقل ان ذلك أبدا
فاليوم فعلى يد معالي الشيخ عبدالرحمن السند ومن قبل معالي الشيخ عبداللطيف قد بدأ وسن سنة حسنة والحمد لله ولايزال العمل جاريا بالتطوير لهذا الجهاز المكين قائم من قبل باشراف خادم الحرمين الملك عبدالله واليوم ملكنا سلمان حفظه الله ولذلك ومنذ نحو سنة افتتحت رئاسة هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكردورات تدريبة في التعامل مع الجمهور وفقه مراتب الانكار وانشأ رئيس الهيئات وفقه الله معهدا لتلقين العلم وادب الانكار ودرجات المنكر وفن التعامل مع الجمهور فاتى ثماره التطويرية اليانعة ولازال ولاندعي الكمال وقد بدأت عشرات الدورات من قبل ايضا على يد معالي الشيخ عبداللطيف رئيس الهيئة سابقا فجزاه الله خيرا من محسن صادق وما اكمله في هذا الباب من طريق للتطوير والرقي بالجهاز معالي الشيخ عبدالرحمن السند وقد قابلت بعض الاعضاء واشاد بالاستفادة من المعهد الذي أنشأه معالي الدكتور الاستاذ عبدالرحمن السند وفقه الله ومن قبل تلك الدورات ولازالت فما احسن اثرها ايضا فقد كان البعض من الأعضاء وفقهم الله ينزل الساحة ولم يتيسر له التدريب الكافي و تعلُم الفقه الصحيح فحصل من جَراء ذلك أخطاء جرَأت ألسنةً حِدادا تتكلم على أساس غلق الهيئة بالكامل عياذا بالله مصطادين في الماء العكر فلم يُجِبهم ولي الأمر فإن ذلك طعن في حِكمة المؤسس الأول للبلاد عبدالعزيز آل سعود مفخرة الإسلام و العرب في القرون المتأخرة الموحد للبلاد
فأحسنت الرئاسة بإكمال الجاهزية المطلوبة لإصلاح وضع الضبط والقبض أيضآ بدورات تدريبية علمية وذلك يدل على التطوير الذي حظي به الجهاز على يد ملكنا الباسل و نوابه حيث أنه متابع لتلك التطورات لإبقاء السمت المحترم للجهاز و أداءه الدور الفعال الذي ينقذ الله عليه يديه البلاد و العباد من العقوبات
قال تعالى "
وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ " هود أية 117
وقال سبحانه "
وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً " الأنفال 25
قال مجاهد أو غيره أي إنكم إذا تهاونتم وتركتم الإنكار فحل العقاب فلن يخص أهل المنكر بل يعم اللذين سكتوا أيضا
فاللهم رحماك رحماك إدفع عن هذه البلاد الطيبة العذاب و اجعلها قبلةُ خيرٍ للعباد والبلاد
فشكرآ ملكنا المبارك ملك الحزم و لحسن إختياركم الكريم لأجهزة الدولة و رجالها الحكماء لنصر الدين و حفظ البلاد من كيد الكائدين و جمع الأمة بإسلوب حكيم
وفي ذلك طاعة لرب العالمين فإن التفرق و التنازع ضعف أبت قريحة ملِكنا العادل و نائبيه و وكلائهم أن تستجيب لمُعطاياته قال تعالى "
وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ " الأنفال 46
قال الحسن البصري "من علامات إعراض الرب عن عبده أن يشغله فيما لا يعنيه "
و إجتهاد الحاكم وطاعته في تنظيماته واجب باتفاق العلماء ما لم يأمر بمعصية
قال تعالى "
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ " النساء 59
فكيف بطاعة من جُرِبت حِكمته وكانت قبلة لحصافة الرأي و الإخلاص لبلده وشعبه ملك الحزم والعدل سلمان بن عبد العزيز ونوابه الفضلاء الأذكياء زادهم الله توفيقا و رشدا و هيئ لهم بطانة الخير التي تدعوهم للخير وتدلهم عليه
فاللهم أغثنا باجتماع الكلمة و الهداية للسنة و إحفظ علينا وطننا بلاد التوحيد و احرسها من كيد الكائدين و تهوك المرجفين يا رب العالمين
أمين
وكتبه/
أبو عبدالله ماهر بن ظافر بن عبدالله آل ظافر القحطاني
عضو التوعية بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر و إمام و خطيب جامع بلال بجدة و عضو التوعية بالحج