بسم الله الرحمن الرحيم
( تطريز رياض الصالحين)
للعلامة / فيصل بن عبد العزيز آل مبارك
(1313هـ 1376هـ
[11] وعن أبي العبَّاسِ عبدِ اللهِ بنِ عباسِ بنِ عبد المطلب رضي اللهُ عنهما ، عن رَسُول الله ﷺ فيما يروي عن ربهِ تباركَ وتعالى قَالَ :
« إنَّ اللهَ كَتَبَ الحَسَنَاتِ والسَّيِّئَاتِ ثُمَّ بَيَّنَ ذلِكَ ، فَمَنْ هَمَّ بحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَها اللهُ تَبَارَكَ وتَعَالى عِنْدَهُ حَسَنَةً كامِلَةً ، وَإنْ هَمَّ بهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللهُ عَشْرَ حَسَناتٍ إِلى سَبْع مئةِ ضِعْفٍ إِلى أَضعَافٍ كَثيرةٍ ، وإنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلةً ، وَإنْ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللهُ سَيِّئَةً وَاحِدَةً » .
مُتَّفَقٌ عليهِ .
هذا حديث شريف عظيم ، بيَّن فيه النبي صلى الله عليه وسلم مقدار ما تفضَّل الله به عزَّ وجلّ على خلقه من تضعيف الحسنات ، وتقليل السيئات .
زاد مسلم بعد قوله : « وإن همَّ بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة » . « أو محاها ، ولا يَهْلِك على الله إلا هالكٌ » .
قال ابن مسعود : ويلٌ لمن غلبت وحداته عشراته .
قال العلماء : إنَّ السيئة تعظم أحيانًا بشرف الزمان أو المكان ، وقد تضاعف بشرف فاعلها وقوة معرفته ، كما قال تعالى : ﴿ يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً * وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحاً نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً ﴾ [ الأحزاب ] .