بسم الله الرحمن الرحيم
تطريز رياض الصالحين
للعلامة / فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك
-رحمه الله-
(1313هـ 1376 هـ)
[3] وعن عائِشةَ رضيَ اللهُ عنها قَالَتْ :
قَالَ النبي -صلى الله عليه وسلم- : « لا هِجْرَةَ بَعْدَ الفَتْحِ ، وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ ،
وَإِذَا اسْتُنْفِرْتُمْ فانْفِرُوا » . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
وَمَعناهُ : لا هِجْرَةَ مِنْ مَكّةَ لأَنَّهَا صَارَتْ دَارَ إسلاَمٍ .
قال الخطَّابي وغيره : كانت الهجرة فرضًا في أول الإسلام على من أسلم ؛
لقلة المسلمين بالمدينة ، وحاجتهم إلى الاجتماع .
فلما فتح الله مكة دخل الناس في دين الله أفواجًا ، فسقط فرض الهجرة إلى المدينة ،
وبقي فرض الجهاد ، والنية على من قام به ، أو نزل به عدو .
وقال الماوردي : إذا قدر على إظهار الدين في بلد من بلاد الكفر ، فالإقامة فيها
أفضل من الرحلة منها ؛ لما يترجى من دخول غيره في الإسلام .
قال الحافظ : كانت الحكمة في وجوب الهجرة على من أسلم ليسلم من أذى الكفار ،
فإنهم كانوا يعذبون من أسلم إلى أن يرجع عن دينه .